مايو 22, 2023

تَوقَّف عن تقديم الأعذار

“فَقَالَ مُوسَى للهِ: مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟” (خروج 3: 11). اقرأ خروج ٣: ١- ١٧ . يمكن لأربعين عامًا أن تغير شخص حقًا، خاصةً عندما يتم قضاء تلك الأعوام في عُزلة، وفي حراسة الأغنام. يختلف موسى الذي نقابله الآن في خروج 3 عن موسى في خروج 2، حيث كان قويًا وجريئًا ومُتمتعًا بالبر الذاتي، أما الآن، فهو متواضع ومُنكسِر ولديه قناعة بالحياة الهادئة بعيدًا عن قصر فرعون. ما أن بدأ موسى يشعر بالسلام من جهة الإتجاه الذي سلكه في حياته حتى ظهر الله له وطالبه بالعودة إلى مصر لأن شعبه بحاجة إلى الإنقاذ. عَيَّن موسى ذات مرة نفسه منقذًا لشعب الله، لكن الآن، في العُلَّيقَة المُشتعلة، عيَّنَهُ الله مُنقِذًا للشعب، ولكن من الغريب أنه لا يريد الذهاب وقدَّم أعذارًا أربع مرات! عند قراءة ما بين السطور، يبدو الأمر وكأن موسى يقول لله: “مصر؟! لقد أصبحت أخيرًا قادرًا على سماع كلمة “مصر” دون أن أرتجف.. وتريدني أن أعود إليها؟!” لكن الله قصد أن […]
مايو 21, 2023

الانكسار من أجل الله

فَوَلَدَتِ ابْنًا فَدَعَا اسْمَهُ «جَرْشُومَ»، لأَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ نَزِيلًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ” (خروج 2: 22). اقرأ خروج ٢: ١٦- ٢٥ . الحياة المسيحية ليست أبدًا طريقًا مُمهدًا، فهناك تلال وقمم جبال ووديان مُظلمة في الطريق، وبالرغم من أننا جميعًا نُفضِّل قمم الجبال على الوديان، لأن هذه هي الطبيعة البشرية، إلا أن الحقيقة هي أننا ننمو أكثر في الوديان. كان موسى على قمة الجبل؛ وبصفته أحد أفراد الأسرة المالكة في مصر، تعلَّم تعليمًا جيدًا، وكان يتمتع بالشهرة والثروة، ووفقًا للمؤرخ اليهودي يوسيفوس، حقق موسى أيضًا نجاحًا عسكريًا، لكنه عندما حاول أن يكون بطلاً شعبيًا، وجد نفسه هارباً من فرعون، وأصبح مُجرَّدًا من كل ما هو مألوف ومريح، ووجد نفسه في وادٍ مظلمٍ. وفجأةً، تحوَّل موسى من أمير مصر القوي إلى راعٍ متواضعٍ، مُعتمِد على عطف كاهن مديان، وبدلاً من قيادته الجيوش، أصبحت وظيفته قيادة الأغنام إلى الحظيرة، وبدلًا من المركبة الحربية، كان لديه عصا راعي. اعترف موسى قائلًا: “كُنْتُ نَزِيلًا فِي أَرْضٍ غَرِيبَةٍ” (خروج 2: 22)، ولكن الله أراده أن يكون […]
مايو 20, 2023

حُسن النيَّة لا يبرر العصيان

“فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ” (خروج 2: 12). اقرأ خروج ٢: ١١- ١٥ . قبل حوالي أربعين عامًا من دعوة الله لموسى ليُنقِذ شعبه من العبودية في مصر، قرر موسى أن ينقذ الشعب بمفرده، وحاول الابن العبري لابنة فرعون بالتبني أن يتعامل مع المشاكل بمفرده؛ وفي أحد الأيام، رأى مصريًا يسيء معاملة أحد إخوته العبرانيين، فغضِب وقتل المصري وطمره في الرَّمل. فعل موسى ذلك دون أن يصلي أو يستشير الله، وبالرغم من أن نواياه كانت حسنة، كأن يدافع عن الضعفاء، لكن أفعاله كانت تتعارض مع كلمة الله، ولهذا تصرَّف في الخفاء ودفن عواقب خطيته. كم منا ينتهز الفرصة بمجرد أن تأتيه دون أن يصلي، وتكون النتيجة أن يصاب بخيبة الأمل؟ عندما نتعامل مع المشاكل بمفردنا، سنظل ننظر دائمًا إلى اليمين وإلى اليسار للتأكد من عدم وجود أي مُراقب، لكن عندما نسلك في طاعة كلمة الله، تكون لدينا ثقة في خياراتنا وجرأة في أفعالنا أمام أعين الجميع. لكن ما الذي يمكننا أن نفعله […]
مايو 19, 2023

سلِّم الكل للرب

“وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ” (خروج 2: 3). اقرأ خروج ١: ٢٢- ٢: ١٠ . لا يستطيع كثير من الناس تكوين رأي واضح فيما فعلته أم موسى بوضعها إياه في سلة في النيل، وبدون الفهم الصحيح للموقف، قد يبدو هذا عملًا مُتهوُرًا، بل وقسوة، لكنه ليس كذلك، بل كان خطوة محسوبة. وثق والدا موسى، عَمْرَام ويوكابَد، في الرب، لكن هذا لا يعني أنهما لم يُخططا لفعلهما؛ فقد وضعا خطة حَذِرة، وصَلَّيا إلى الرب، وعندما لم يعد بإمكانهما إخفاء ابنهما، وضعته يوكابد في سلة على حافة النهر في الوقت المناسب تمامًا. لم يكن من قبيل المصادفة أن جُرِفت السلة بالقرب من المكان الذي كانت تستحم فيه ابنة فرعون، وأن مريم أخت موسى كانت هناك في اللحظة المناسبة لتقترح على ابنة فرعون مُرضِعة مناسبة (يوكابد أم موسى). لقد وثق عمرام ويوكابد في الرب وخاضا مخاطرة محسوبة، ولا شك إن ترك السلة كان من أصعب […]
مايو 18, 2023

ائتمِن الرب على أولادك

“بِالإِيمَانِ مُوسَى، بَعْدَمَا وُلِدَ، أَخْفَاهُ أَبَوَاهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ، لأَنَّهُمَا رَأَيَا الصَّبِيَّ جَمِيلًا، وَلَمْ يَخْشَيَا أَمْرَ الْمَلِكِ” (عبرانيين 11: 23). اقرأ خروج ١: ٨- ١٦ . لا أخفيكم سِرًا أنني أشعر بقلق عميق بشأن الجيل الناشئ وأشعر بالإحباط الشديد عندما أفكر في العداء المتزايد للإيمان المسيحي الذي سيواجهه هؤلاء الشباب، ولكن سريعًا ما يُذكِّرني الروح القدس أن الله أقوى من كل مكائد الشيطان. في الواقع، أنا مقتنع الآن أنه كلما ازدادت الدنيا قتامة، كلما زاد نور أطفالنا إشراقًا. ليس هذا العصر بالطبع أكثر الأوقات إظلامًا في تاريخ البشرية، فقد كان الشيطان يعمل منذ البدء على مقاومة شعب الله. تأمَّل قليلًا في الظروف التي وُلد فيها موسى، حيث كان عدد العبرانيين في مصر يتزايد بشكل كبير حتى قرر فرعون ضرورة القضاء على كل أطفال العبرانيين، فأمَرَ بإلقائهم في نهر النيل. تخيلوا كونكم والدَي موسى عَمْرَام ويوكابَد، وتخيلوا انجابكم لطفل في مثل ذلك الوقت. كم أشكر الله من أجل الكتاب المقدس، لأنه يعطينا مثالاً للعيش بشجاعة في وسط الأوقات الصعبة. لقد عاش عَمْرَام […]
مايو 17, 2023

اَطِع الله بإيمان

“حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ” (عبرانيين 11: 26). اقرأ عبرانيين ١١: ٢٤- ٢٧ . يخبرنا كاتب سفر العبرانيين أن موسى اختار التخلِّي عن الحياة كأمير لمصر “من أجل المسيح” (11: 26). قرأ الكثير من الناس ذلك وتساءلوا كيف عرف موسى عن المسيح بالرغم من أنه عاش قبل يسوع بألف وخمسمائة عام. الحقيقة هي أن موسى عرف المسيح بالإيمان، فقد كان يثق بالله، وعندما كان حمل الفصح يُذبح، كان ذلك نذيرًا لموت المسيح. وكان موسى يؤمن أنه إذا استطاع الله أن ينقذ شعبه من الضربة العاشرة بدم حيوانات، فيمكنه أيضًا أن يخلصهم من خطاياهم. لم يُخلِّص الإيمان موسى فحسب، بل ساعده أن يختار الطاعة. عندما نتخلى عن ملذات هذا العالم من أجل اتباع المسيح، لا يكون الطريق سهلاً أبدًا، وهذا ما اكتشفه موسى في البرية عندما كان يقود بني إسرائيل المعاندين المتذمرين لمدة أربعين عامًا، لكنه استطاع أن يتحمَّل كل ذلك بالإيمان. إذا درست الأناجيل، ستلاحظ أن يسوع لم يمدح تلاميذه أبدًا من […]
مايو 16, 2023

تخلَّي عن ذهبك

“مُفَضِّلًا بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ” (عبرانيين 11: 25). اقرأ عبرانيين ١١: ٢٤- ٢٧ . ليس الذهب سوى صخر أصفر، لكنه اعتُبِر سلعة ثمينة في كل الحضارات تقريبًا عبر التاريخ. كان موسى الابن المُتَبَنَّى لابنة فرعون، وكان من الممكن أن يكون لديه الكثير من الذهب، فقد كانت حياته في القصر مريحة ومُترفة، وربما أصبح هو نفسه فرعونًا يومًا ما، لكن الكتاب المقدس يقول إنه استبدل الذهب بالمجد. لقد تخلَّى موسى عن حياة السُلطة والتَرَف من أجل المسيح، وكان طائعًا لله لأنه كان يعلم أن كنز معرفة الله أكثر قيمة من الذهب. وقبل ولادة موسى بأجيال، كان يوسف أيضًا مسئولًا رفيع المستوى في بلاط فرعون، وكان لديه الكثير من الذهب لكنه لم يدعه يُسيطر على قلبه. لقد كانت دعوة الله له البقاء في القصر والتأثير على الحياة في مصر من موقعه القوي. إن “الذهب” الذي يجب أن نتجنبه ليس الثروات الأرضية في حد ذاتها، بل أي أوهام تعيق طاعتنا لدعوة الله في حياتنا. […]
مايو 15, 2023

تحبُّ الله من كلِّ ذاكرتك

‘‘يَا إِلَهِي، نَفْسِي مُنْحَنِيَةٌ فِيَّ، لِذَلِكَ أَذْكُرُكَ…’’ (مزمور 42: 6). اقرأ المزمور 42: 1-11. يميل البعض منَّا إلى النسيان أكثر من غيره، لكن لا يستخدم أيٌّ منا ذاكرته إلى أقصى إمكاناتها، والمؤسف هو أنَّ كثيرين بيننا ينسون الأهمّ على الإطلاق، وهو الله وتدخُّلاته الماضية في حياتنا، لذا فإنَّ إحدى الكلمات الأكثر استخدامًا في الكتاب المقدس، في العهدين القديم والجديد، هي كلمة ‘‘أذكُر’’. ويحثنا الله مرارًا وتكرارًا في أسفار الكتاب المقدس قائلًا، ‘‘أذكُر!’’ حذَّر الله بني إسرائيل في العهد القديم قائلًا، ‘‘عندما تدخلون إلى أرض الموعد، عندما تزدهرون وتعيشون في سلام، سوف تنسونني. احرصوا على تذكر كل ما فعلته من أجلكم! ” (تثنية 4: 1-14). ومع ذلك، نسي الشعب الله. ثمَّ نرى في العهد الجديد قلب الله المنكسر يتجلَّى في شخص يسوع المسيح عندما شفى عشرة برص، لكن لم يرجع إلَّا واحد منهم فقط، وهو السامري،  ليشكره ويمجِّده، فيما نسيه الآخرون بسرعة! فسأل يسوع، ‘‘أَلَيْسَ ٱلْعَشَرَةُ قَدْ طَهَرُوا؟ فَأَيْنَ ٱلتِّسْعَةُ؟  أَلَمْ يُوجَدْ مَنْ يَرْجِعُ لِيُعْطِيَ مَجْدًا لِلهِ غَيْرُ هَذَا ٱلْغَرِيبِ ٱلْجِنْسِ؟» […]
مايو 14, 2023

تحبّ الله من كلِّ مخيِّلتك

‘‘فَتَفَكَّرُوا فِي ٱلَّذِي ٱحْتَمَلَ مِنَ ٱلْخُطَاةِ مُقَاوَمَةً لِنَفْسِهِ مِثْلَ هَذِهِ لِئَلَّا تَكِلُّوا وَتَخُورُوا فِي نُفُوسِكُمْ’’ (عبرانيين 12: 3). اقرأ عبرانيين 12: 1-3 لا يعني وجود إنجيل حقيقي واحد أنَّ جميع الناس سيستجيبون لبشرى يسوع السارة بالطريقة نفسها، فثمَّة أناس يتجاوبون مع محبَّة الله فيما يتجاوب آخرون مع دينونته. فضلًا عن ذلك، يعبِّر الناس عن محبَّتهم لله بطرق عدَّة، فالله، بإبداعه اللامتناهي، نسج كلَّ واحد منَّا بطريقة مختلفة، لذا، يجب ألَّا نتفاجأ. نحن نصادف أناسًا يحبُّون الله بطبيعتهم من كلِّ فكرهم، فيقرأون الكتاب المقدس ويتعاطون مع الله من خلال المنطق والتحليل المفصَّل للنص، وهذا أمر رائع، لكن يصعب عليهم أن يحبُّوا الله بمخيِّلتهم ونفسهم، يصعب عليهم تصوُّر العمل الذي صنعه يسوع على الصليب من أجلهم، لأنَّهم يخشون الانجراف وراء المشاعر، لكنَّ الله يريد أن نحبَّه بكلِّ ذرَّة من كياننا. عندما أفكِّر في يسوع، أتخيَّله في بستان جثسيماني حيث كان عرقه يتصبَّب كقطرات دم، وهذه ظاهرة نادرة تحدث تحت تأثير الضغوطات التي لا تُحتَمل. وأستطيع أن أرى كيف أنَّه اجتاز في اليوم […]
مايو 13, 2023

تحبّ الله من كلّ قلبك

“ٱللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي ٱللهِ وَٱللهُ فِيهِ” (1 يوحنا 4: 16). اقرأ 1 يوحنا 4: 16-18 العلاقة الحميمة هي الصلة بين روحين، وبين نفسين، وبين قلبين. إنَّها الرابط الذي يجمع بين قوم يحبون يسوع ويحب واحدهما الآخر. إنَّها أمر رائع وجميل لكنَّها باتت نادرة في هذه الأيام، لأنَّها تتطلَّب تلك الثقة التي تخوِّل الإنسان أن يكون على طبيعته. ثمَّة صديق يعرف قلبك ودوافعك النقية والمختلطة، ومع ذلك، هو يحبُّك ويريد بناء علاقة حميمة بك والاقتراب إليك، وهو لن يرفضك أبدًا، لكنَّه يغفر لك دائمًا عندما تعترف بخطاياك، ويرحِّب بك بذراعين مفتوحتين عندما تعود إليه، وهو يعمل دومًا لتقديم الأفضل لك. هذا الصديق هو يسوع. لكن وبالرغم من تقديمه هذا النوع من الحميميَّة لنا، يصعب على كثيرين تسليمه قلوبهم بالكامل. جاء في الكتاب المقدس أنَّ القلب هو محور شخصيَّة الإنسان، وعندما يستخدم كتَّاب الكتاب المقدس مصطلح ‘‘قلب’’ فهم يتحدثون عن جوهر كياننا، لذا، عندما ندعو أحدهم لقبول يسوع في قلبه، فنحن نقول له فعليًّا، ‘‘دعه يسكن وسط […]
مايو 12, 2023

تحبّ الله من كلِّ فكرك

  ‘‘فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى’’ (مزمور 22: 37-38). اقرأ متى 22:  34-39 عندما جاء الفريسيون ليجرِّبوا يسوع، سألوه، ‘‘أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلنَّامُوسِ؟’’ هم أرادوا زرع فتنة بين يسوع والحشود التي تتبعه، لكنَّ يسوع لم يتردَّد في إجابتهم بوضوح، قائلًا إن أعظم وصية هي ‘‘اسمع يا إسرائيل’’: “تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ’’ (متى 22: 37- تثنية 6: 5). كان اليهود في أيَّام يسوع يعرفون هذه الوصيَّة، وكانوا قد حفظوها وربطوها  عَلَامَةً عَلَى أيديهم، وعَصَائِبَ بَيْنَ عَيْنَيْهم، وكتبوها عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بيوتهم وَعَلَى أبوابهم. كانوا يعرفون هذه الوصيَّة عن ظهر قلب لكنَّهم لم يطبِّقوها. تعني محبَّة الله محبَّة كاملة أن نسمع كلامه ونطيعه بدون شروط، وقد شدَّد يسوع، لدى اقتباسه هذه الآية المعروفة ب”اسمع يا إسرائيل” في التقاليد اليهودية، على تطبيق هذه الآية على ثلاث مستويات: القلب، والنفس والفكر. فلنبدأ بأفكارنا. تعني محبَّة الله من كلِّ فكرك […]
مايو 11, 2023

تحبّ الله من كل كيانك

‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4). اقرأ رؤيا 2: 1-7 لا تتعلَّق المأساة الكبرى في حياة المؤمن بالاضطهاد، أو التألُّم، أو بخسارة الأشياء المادية، أو بانهدام العلاقات، بل بالملل. قد يبدو هذا الكلام غريبًا للوهلة الأولى، فنحن اعتدنا على الملل في مجالات أخرى في الحياة، كما عندما نعلق في زحمة السير بانتظار تقدُّم السيارة الواقفة أمامنا، وعندما نقلِّب مئات المحطَّات التلفزيونية علَّنا نجد برنامجًا نشاهده لتمضية الوقت، وعندما نراقب هواتفنا بانتظار تلقِّي اتصال من مصلحة السير. عندئذٍ، نفهم المعنى الحقيقي للملل. لكنَّ الملل الذي أتحدَّث عنه هو أكثر مكرًا. من المؤسف أن كثيرين بيننا يشعرون بالملل مع يسوع، فنحن خسرنا محبَّتنا الأولى ولم نعد نحرز أيَّ تقدُّم في علاقتنا بالمسيح. في الحياة المسيحيَّة، يمكنكم إمَّا أن تتقدَّموا أو أن تتراجعوا لكنَّكم لا تبقون في مكانكم، لذا من الضروري أن نتعلَّم كيفيَّة التقدُّم والنمو في محبَّتنا للمسيح. ربَّما أنت تخدم في الكنيسة أو تساعد الآخرين أو تقود مجموعة صغيرة. ربما أنت تصنع الصواب، لكنَّ لا شيء من […]