أبريل 28, 2023

شوكة للبركة

“فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 12: 9) على الرغم من أن بولس استطاع أن يُعلِن قائلًا “إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي” (فيلبي 3: 8)، فقد كان لديه أيضًا شوكة في الجسد – ألم ثقيل صلَّى إلى الله ثلاث مرات من أجل أن يريحه منه (اقرأ 2كورنثوس 12: 7-9). لا نعرف ماذا كانت شوكة بولس، فهو لم يصف ضربه وسجنه قط بأنه شوكة، بل اعتبرهم ذبائح لملكوت الله، أما شوكته فكانت شيئًا مختلفًا تمامًا، وفي النهاية اتضح لبولس أنها بركة عظيمة من الله عَلِم الله أن نعمته لن تظهر وتتألق في شخص قوي راضٍ عن ذاته مثلما تظهر في الشخص الضعيف، وأدرك بولس أن شوكته جعلته شخص مُتَّضِع تركيزه على الرب، فقد قاده ضعفه إلى حياة مكرسة للمسيح أصبحت نموذجًا ومثالًا لجميع المؤمنين، وأعطت لتعاليمه مصداقية إضافةً إلى ذلك، كانت طاعة بولس للرب غير مشروطة وسط آلام […]
أبريل 27, 2023

كيف تهدم حصون العدو

‘‘وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ ٱلْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى ٱلْمَوْتِ’’ (رؤيا 12: 11) لقد سمح الكثير من المؤمنين للشيطان ببناء حصون في حياتهم بدون أن يدركوا ذلك، وأحد أكبر المعرقلات أمام عيش حياة التقوى هو السلوك في الجسد الذي يمنعنا من الصلاة ومعرفة فكر الله. ويعني السلوك في الجسد سيطرة الطبيعة الآثمة القديمة على طبيعة التقوى الجديدة التي منحك إيَّاها المسيح، وإذا تُرك هذا السلوك بدون معالجة، فهو قادر على بناء حصون من الأنانيَّة في أعماق قلوبنا وأذهاننا عندما ندرس كلمة الله، سرعان ما نكتشف أهمية الصلاة في معالجة السلوك في الجسد مع الأهواء المرافقة لها، فالصلاة هي المفتاح الأساسي لكشف كل حصن يحاول الشيطان بناءه في حياة المؤمن وهدمه تعني كلمة ‘‘حصن’’ في الترجمة اليونانيَّة ‘‘القلعة’’، ما يدل، بتعبير آخر، على أن عدوَّ نفوسنا يسعى إلى بناء قلعة في حياتنا لمنعنا من معرفة مشيئة الله والعيش لأجل يسوع المسيح. لقد اختبرنا جميعًا الإحساس بالقلق والخوف، على سبيل المثال، لكن عندما تتحوَّل هذه المشاعر إلى هواجس، فهذا دليل على […]
أبريل 25, 2023

خطورة تقديم التنازلات

“إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ” (1كورنثوس 10: 12). يمكننا جميعًا أن نتذكر أيام دراستنا والامتحانات التي كنا نجتازها في المدرسة. لقد كنا نقضي اليوم كله في المدرسة، ولكننا كنا نرتعب عندما يأتي وقت الاختبارات، بالرغم من عِلمنا بأنها كانت لخيرنا، لأنها كانت تقيس مدى نمونا، وتُسلِّط الضوء على نقاط القوة والضعف فينا، وتُرشدنا إلى المستقبل. نحن نواجه اختبارات وامتحانات على المستوى الروحي أيضًا، وهذه الاختبارات هي مؤشرات لمستقبلنا الأبدي يجب أن نفحص أنفسنا بإرشاد الروح القدس، ونكون دائمًا مستعدين للاختبارات. كتب بولس الرسول في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس عمَّا تعلَّمه من الله وما منحه القوة للعيش بشكل إيجابي في المسيح وسط الخوف والذُعر والسَجن والجَلْد، وقال في ختام رسالته: “جَرِّبُوا أَنْفُسَكُمْ، هَلْ أَنْتُمْ فِي الإِيمَانِ؟ امْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ” (2كورنثوس 13: 5) وقع أهل كورنثوس قديمًا في الفخ الذي يقع فيه بعض مُعلِّمينا المعاصرين اليوم، فعندما لا يتمكَّن الطُلَّاب من النجاح بالدراسة في المدرسة، يعتقد بعض المُعلمين أن معايير النجاح ربما كانت عالية جدًا، فيقومون بخفضها والأسوأ […]
أبريل 24, 2023

ستحصُل على كل شيء

بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ». (1كورنثوس 2: 9) يعِظ الكثيرون اليوم بأنه يمكننا الحصول الآن على كل ما نريده – المال والسُلطة والنجاح، لكن يسوع لم يَعِد أتباعه أبدًا بحياة مريحة. على الرغم من أن الله يبارك الناس أحيانًا ماليًّا، إلا أنه لا توجد وعود بثروات دنيوية في إنجيل يسوع المسيح، بل يُعلِّمنا الكتاب المقدس أن هناك بركات أعظم تنتظر المؤمنين في الأبدية اقرأ المزمور ١٦. تقول كلمة الله أننا سننال ميراثًا، لكن هذا الميراث ليس مالًا أو سيارات فارهة أو منازل فاخرة كما يُعلِن بعض الواعظين مُتكلِّمين عن أمورٍ أرضية، لكن ميراثنا الحقيقي هو ميراث روحي وفائق للطبيعة. ما يعد به الواعظون سوف ينتهي عند الموت؛ أما وعود الله فستدوم إلى الأبد يفترض الكثيرون أن داود، عندما كتب مزمور 16، كان ملكًا بالفعل على إسرائيل، لكن معظم اللاهوتيين اتفقوا على أن داود ربما كتب هذا المزمور عندما كان هاربًا من الملك شاول، وأنه […]
أبريل 23, 2023

مكان لك

“وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا” (يوحنا 14: 3). إنه لأمر صادِم أن نجد العديد من المؤمنين بكلمة الله يخافون من الحياة الآتية! إذا كنت قلقًا بشأن الشعور بالملل في السماء، فإليك بالخبر السار: أنت بصدد اكتشاف مدى الروعة التي ستكون السماء عليها يعطي الرب يسوع ليوحنا في سفر الرؤيا رؤيا عن السماء؛ إنها رؤيا لتعزية وتشجيع كل من هو مُثقَل بآلام هذه الحياة. لن تطفو على السحاب وتعزف على القيثارة، ولن تكون إنسان آلي، ولن تشعر بالملل إلى الأبد. كما أنك لن تكون روحًا بلا جسد يطفو في بُعْدٍ غريبٍ. سوف تمتلئ السماء بكل المُتَعْ التي قد ترغب فيها قال يسوع: “أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا”، “مكانًا” وليس سحابة أو بُعْدًا، فالسماء هي مكان حقيقي وسوف نحيا فيها في أجساد مُقامة مُمجَّدَه. المكان الذي يعده لنا يسوع هو السماء الجديدة والأرض الجديدة، مسكَن الله، ومسكن شعبه، وقد تم تصميم رؤيا السماء في سفر الرؤيا لتملأنا بالترقُّب والتطلُّع إلى الحياة […]
أبريل 21, 2023

دعوة الصليب

‘‘وَقَالَ لِيَ: «ٱكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ ٱلْخَرُوفِ!». وَقَالَ: «هَذِهِ هِيَ أَقْوَالُ ٱللهِ ٱلصَّادِقَةُ»’’ (رؤيا 19: 9) اقرأ رؤيا 19: 6-9 عندما نتقدَّم إلى مائدة الرب، يجب أن نتذكَّر الصليب متأمِّلين في الثمن الذي دفعه يسوع من أجلنا، وفي الوقت نفسه، يجب أن نفحص قلوبنا مفكِّرين في ثقل الخطيَّة وشاكرين الله على دم ابنه الثمين. لكن يجب أن نتطلَّع إلى الأمام أيضًا، فيسوع لم يمت على الصليب لدفع ديوننا فحسب، بل أيضًا لإدخالنا إلى أفراح السماء، فيومًا ما، سنجتمع مع القديسين للجلوس في عشاء عرس الحمل، لذا، قال يسوع عندما كان جالسًا في تلك الليلة في العلية مع تلاميذه، ‘‘إِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ ٱللهِ’’ (لوقا 22: 16) كان يمكن تسمية ‘‘العشاء الأخير’’ ‘‘العشاء الأخير في الوقت الحالي’’، إذ ينتظرنا عشاء آخر واحتفال سيخزي الأطراف كافَّة، وهو احتفال منقطع النظير وهدية لنا دفع يسوع المسيح ثمنها في الجلجثة، وستكون هذه بداية فرح لامتناهٍ. واليوم، فلتذكِّرنا الوليمة المقبلة بصلاح الله اللامتناهي، فلطفه تجاه الخطاة يفوق الوصف، […]
أبريل 20, 2023

تذكار الصليب

‘‘وَقَالَ لَهُمْ: «شَهْوَةً ٱشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هَذَا ٱلْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ’’ (لوقا 22: 15). اقرأ لوقا 22: 14-20 إذا أجريتَ دراسة عن تاريخ البشرية جمعاء، تشمل كلّ أمَّة وثقافة وحقبة، فإنَّك تكتشف أنَّ آلام الصلب تضاهي أي شكل من أشكال التعذيب المؤدية إلى الموت التي ابتكرها الإنسان الآثم في قلبه، ومع ذلك، تحمَّله يسوع من أجلنا. إن أشكال العذاب والخزي التي عاناها يسوع تفوق تلك التي سنختبرها بمعظمنا لقد قال يسوع في الليلة التي سبقت موته، قبل ساعات من الصلب، إنَّه اشتهى شهوة أن يأكل الفصح الأخير مع تلاميذه (لوقا 22: 15). لماذا؟ لأنَّه أراد تحضير أصدقائه لما ينتظرهم من هول وتشويش. أراد إنشاء تذكار للصليب لطالما كان الهدف من الفصح أن يعكس صورة ذبيحة ابن الله، ولم تكن الحملان المذبوحة في تلك الليلة سوى ظلالًا لحمل الله الحقيقي. إنَّ الخلاص الذي اختبره بنو إسرائيل لدى خروجهم من مصر هو تمهيد للخلاص الأعظم الذي حقَّقه المسيح. وقد أراد يسوع أن يسترجع التلاميذ ذلك العشاء ليعرفوا دلالته الحقيقيَّة، ودعاهم إلى […]
أبريل 19, 2023

تصالحنا مع الله على الصليب

‘‘لِأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ ٱللهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ!’’ (رومية 5: 10) اقرأ رومية 5: 1-11 لقد اختبرنا بمعظمنا فرحة التصالح مع شخص نحبُّه. ربَّما سبق لك أن تشاجرت مع أحدهم وبنى كلُّ منكما أسوارًا فاصلة بينه وبين الآخر، ثمَّ مرَّت فترة طويلة من الصمت غير المريح ولم يشأ أيٌّ منكما القيام بالخطوة الأولى للتصالح مع الآخر ثمَّ حدث أمر رائع: بدأ قلباكما يلينان شيئًا فشيئًا، وأخذت الأسوار تتداعى، فاعتذر واحدكما إلى الآخر واستعدتما العلاقة الوثيقة التي كنتما تتمتَّعان بها سابقًا. في الواقع، لا يدرك أحد مدى اشتياقه إلى الآخر في خلال فترة الخصومة إلَّا بعد أن يتصالحا وهكذا، صالحنا يسوع بالآب على الصليب بعد أن كان كلُّ واحدٍ منَّا على عداوة مع الله منذ الولادة، ولم يكن أيُّ منَّا يتحدَّث معه. لماذا؟ لأنَّنا لم نلبِّ مطالب الله، وهي أن نكون قديسين وكاملين مثله تمامًا لكن الخبر السار هو أنَّ يسوع أرضى مطالب الله على الصليب، فهو سلك في القداسة حيثما فشلنا، […]
أبريل 18, 2023

مبرَّر على الصليب

‘‘إِذًا نَحْسِبُ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَتَبَرَّرُ بِٱلْإِيمَانِ بِدُونِ أَعْمَالِ ٱلنَّامُوسِ’’ (رومية 3: 28) اقرأ رومية 3: 21-28. هل تعلم أنَّ الكتاب المقدَّس يذكر أنَّ الله كان يتمشَّى في جنَّة عدن عند هبوب ريح النهار (تكوين 3: 8)؟ ليس صعبًا عليك تخيُّل آدم وحوَّاء وهما يستمتعان بالنزهات الطويلة مع أبيهما السماوي. فكِّر في العلاقة العميقة التي كانا يتمتَّعان بها قبل السقوط، وفي الروابط الوثيقة بينهما وبين الله، وفي الفرح، والسلام، والشبع لكن آدم وحواء خسرا تلك العلاقة المثاليَّة، تلك الحميميَّة الجميلة، والثمينة مع أبيهما السماوي، حين صدَّقا كلام الحيَّة وأكلا من الثمر المحظور. يستحيل احتساب قيمة الخسائر التي تكبَّدها الجنس البشري في ذلك اليوم لكنَّ الكتاب المقدَّس يعلن أنَّ ما قد هُدم قابل للبناء من جديد لأنَّ يسوع حمل غضب خطيَّتنا، والآن، بات الله الآب ينظر إلى أبنائه بعيني المسيح، فيعاين برّ ابنه الكامل بدلًا من رؤية خطيَّتنا. وعندما نُقبِل إليه بالإيمان ونؤمن بيسوع لأجل خلاصنا، فهو يمنحنا حياة ابنه الكاملة، وهذا ما يعنيه الكتاب المقدس بالتبرر بالإيمان (رومية 3: 28) وهكذا، […]
أبريل 17, 2023

مفديّ على الصليب

‘‘وَأَمَّا ٱلْآنَ إِذْ أُعْتِقْتُمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ، وَصِرْتُمْ عَبِيدًا لِلهِ، فَلَكُمْ ثَمَرُكُمْ لِلْقَدَاسَةِ، وَٱلنِّهَايَةُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ’’ (رومية 6: 22) اقرأ رومية 6: 15-23 جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ المسيح مات على الصليب لكي “يفدي” الخطاة (تيطس 2: 12-14)، لكن هل فكَّرت يومًا في معنى الفداء؟ يعني الفداء الاسترداد، وهو مصطلح مرتبط بسوق العمل، وتحديدًا بعالم التجارة، ومعناه ‘‘معاودة شراء شيء ما’’. لقد تمّ استعمال هذا المصطلح عبر التاريخ في سوق الرقيق، للإشارة إلى إمكانية ‘‘فداء’’ العبد، الذي أصبح عبدًا جراء الديون أو الظروف، ما يعني أنَّه يمكن معاودة شرائه لعتقه من حياة العبوديَّة وإطلاق سراحه. وهكذا، يتم إبطال ملكيَّة صاحب الرقيق، فلا يعود الإنسان عبدًا. هنا، نطرح السؤال الآتي: ‘‘ممَّ أو ممَّن اشترانا يسوع المسيح؟’’ لقد كنَّا جميعًا عبيدًا للخطيَّة وللشيطان، لكنَّ يسوع دفع الثمن لتحريرنا، فلم يعد للخطيَّة والشيطان أيُّ سلطان على مَن افتداهم الرب. لقد تحطَّمت القيود التي كانت تكبِّلنا، فلم تعد الخطيَّة تسيطر علينا، وهكذا بتنا عندما نخطئ نبادر إلى التوبة فورًا، لماذا؟ لأنَّنا أُعتِقنا بدم المسيح، وصرنا […]
أبريل 16, 2023

الكفارة على الصليب

‘‘وَإِذْ وُجِدَ فِي ٱلْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ، وَأَطَاعَ حَتَّى ٱلْمَوْتَ، مَوْتَ ٱلصَّلِيبِ!’’ (فيلبي 2: 8) اقرأ فيلبي 2: 5-11 وُلد كلُّ إنسان على وجه الأرض مكبَّلًا بدَين روحيّ يستحيل عليه تسديده، حاله حال سكان العالم أجمعين الذين يناهز عددهم السبعة مليارات نسمة. نحن ورثنا هذا الدَّين عن آبائنا، ثمَّ أضفنا إليه دينًا، لكن الله، برحمته، أوجد لنا مخرجًا من سجن الديون الروحيَّة، حين سدَّده الله الابن على الصليب بالكامل لكي يتمكَّن كلُّ مؤمن يأتي إلى المسيح بقلب تائب من التحرُّر من هذا الدين الساحق لكنْ مَن الذي صلب المسيح؟ يقول البعض إنَّه يهوذا الذي دفعه جشعه إلى خيانة يسوع وتسليمه للكهنة، فيما يقول آخرون إنَّ الكهنة سلَّموا يسوع لبيلاطس البنطي، بينما يؤكّد البعض أنّ بيلاطس هو مَن أمر بصلب يسوع. لكن عندما كان يسوع معلَّقًا على الصليب معذَّبًا، صلَّى قائلًا، ‘‘ يَا أَبَتَاهُ، ٱغْفِرْ لَهُمْ، لِأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ’’ (لوقا 23: 34) الحقيقة هي أنَّ يسوع هو من اختار الصليب لنفسه، فهو سار طوعًا واختيارًا إلى الصليب. لقد نزل […]
أبريل 15, 2023

الصليب منذ البدء

فَبِهَذِهِ ٱلْمَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً (عبرانيين 10: 10) اقرأ عبرانيين 10: 1-10 عندما يتأمَّل معظم الناس في صليب يسوع، يفكِّرون في العهد الجديد، وفي الجلجثة وبيلاطس والجنود الرومان، لكنَّ الصليب لم يظهر فجأة وسط قصَّة الفداء كما لو كان فكرة مستدرَكة في ذهن الله، بل هو كان دائمًا ضمن خطَّة الله الخلاصيَّة، لذا يجب ألَّا يفاجئنا حضوره الواضح في العهد القديم أيضًا الصليب هو الحلّ الذي أوجده الله لخطيَّة البشرية وتمرُّدها لدى سقوط آدم وحواء. فهو وضع فريضة سفك الدم منذ البدء في جنَّة عدن، حيث كان يُصار إلى ذبح حيوان طاهر وبلا عيب لستر خطايا آبائنا الأوَّلين (تكوين 3:  21). فالرب أراد أن يعلموا أن لخطيَّتهم ثمنًا، لذا كان يتم تقديم الذبائح الحيوانيَّة باستمرار من أيام إبراهيم حتَّى موسى وصولًا إلى خدمة يسوع الأرضيَّة، وهكذا، كان يُسفَك دم بريء من أجل خطاة مذبين. لكن بعد أن تحمَّل يسوع الصليب، لم تعد الذبائح الحيوانيَّة ضروريَّة لأنَّه، بدمه الثمين، تمَّم بصورة نهائيَّة وأبديَّة، عمل الكفارة عن […]