مارس 4, 2024

الدافع وراء تحقيقنا للرؤية

فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ (غلاطية 6: 9) ألم تلاحِظ أن أعظم معاركنا تحدث أثناء محاولتنا إنجاز شيء عظيم من أجل الله؟ لا تفقد تشجيعك، فلم يتمكَّن أي شخص من تحقيق رؤيا الله لحياته دون مواجهة الإحباط والعوائق والصعوبات، ولكن إذا كانت هذه هي رؤيا الله لحياتك حقًا – وليست طموحاتك الشخصية أو أحلامك – فسيمنحك الله كل ما تحتاجه لتجاوز تلك العقبات كان لدى الله رؤيا لحياة بولس الرسول، وقد نقل إليه هذه الرؤيا بواسطة رجل اسمه حنانيا: “لكن الرب قال لحنانيا، “اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ” (أعمال الرسل 9: 15) لكن بولس لم يذهب مباشرة من الطريق إلى دمشق إلى قصور الملوك، ولم تتحقق رؤيا حياة بولس بالكامل إلا في إصحاح 26 من سفر أعمال الرسل عندما وقف أمام الملك أغريباس، وفي الفترة ما بين تلك السنوات العديدة، واجه بولس عقبات وإحباطات أكثر مما سيواجه معظمنا في حياته. لقد تعرَّض بولس للسَجن […]
مارس 3, 2024

في كل الظروف

“أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 12-13) في بعض الأحيان، نتجنَّب النمو الروحي لأننا نعلم أنه غالبًا ما يكون مصحوبًا بالألم بينما نحن نريد الهروب من المتاعب، لكن الكتاب المقدس يقول لنا: “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ” (يعقوب 1: 2-4) لا يعني الفرح عدم الشعور بالألم أو الحزن أو الإحباط عندما يبدو أن كل شيء لا يسير على ما يرام، لكننا نستطيع أن نفرح حتى وسط الآلام، على عكس سعادة العالم اختبر بولس المصاعب والمشقَّات؛ فقد تعرَّض لانتقادات قاسية، وسَجنٍ، ومواقف كان فيها قريبًا من الموت. لم يكن بولس في فرحٍ دائمٍ، لكنه وجد سر الحفاظ على فرحه، وهو التركيز على المسيح بدلاً من ظروفه. بعد أن تحدث بولس […]
مارس 2, 2024

السلام الإلهي

“ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ” (إشعياء 26: 3). في عام 1970، كنت أعمل كموظف في شركة الهاتف في سيدني، أستراليا. لقد مكثت في هذا البلد بضعة أشهر فقط، وعندما وصلت لم يكن في جيبي سوى مائة دولار فقط كنتُ قد اقترضتها. كان رئيسي في العمل في شركة الهاتف يعرف بفقري، وفي أحد الأيام، جاء إليَّ قائلًا: “مايكل، هل لي أن أطرح عليك سؤالًا شخصيًا؟ أَخبِرْني لماذا تبدو مسالمًا وراضيًا هكذا وأنت لا تملك أي شيء تقريبًا! أنت تشُق طريقك بصعوبة، ورغم ذلك، فأنت لا تشكو أبدًا، ولا تبدو قَلِقًا أبدًا، وتبدو في سلام”. قلت له: “أنا في سلام لأني أعلم أن الله يتحكَّم في كل ظروفي. عندما قَبِلتُ يسوع ربًا وسيِّدًا على حياتي، سلَّمتُه كل شيء – خططي وأهدافي، وأموالي، وظروفي، وحتى همومي وقلقي. سلَّمتُ كل شيء لله، وفي المُقابل أعطاني سلامه”. فكَّر مديري للحظة ثم قال شيئًا أحزنني ولا يزال يُحزنني حتى يومنا هذا: “لم أستطع فعل ذلك يا مايكل، لا أستطيع أن أُسلِّم إرادتي […]
مارس 1, 2024

اغلِب خوفك

“بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي” (مزمور 4: 8). ماذا تفعل عندما تشعر بالخوف؟ هل تركض وتختبئ وتختلي بنفسك؟ هل تحاول تشتيت انتباهك عن الخوف بالأنشطة؟ إن الاستجابة الصحيحة للخوف ليست الاستسلام له أو تجاهله، بل التغلُّب عليه بالإيمان بالله والطاعة المُطلَقَة لكلمته. يقول لنا الكتاب المقدس “مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ” (إرميا 17: 7-8). يُرجِع الكثيرون سبب مخاوفهم إلى فقدان السيطرة؛ فنحن نشعر بالخوف إذا حدث تذبذُب في البورصة، أو فشلنا في اصلاح علاقاتنا أو صحتنا أو وظائفنا. وماذا نفعل إذن؟ نحاول جاهدين أن نُسيطر على الوضع، ونعمل لساعات أطول لتجميع الثروة، بحثًا عن الأمان المالي. نحن نتسبب في وجود غيرة غير صحيَّة في علاقاتنا، ونحاول تجربة كل صيحة جديدة في عالم الصحة للحفاظ على شبابنا، لكن كل هذه الطُرُق لا […]
فبراير 29, 2024

مفاتيح الزواج الناجح: الحوار

“اَلْمَوْتُ وَٱلْحَيَاةُ فِي يَدِ ٱللِّسَانِ، وَأَحِبَّاؤُهُ يَأْكُلُونَ ثَمَرَهُ” (أمثال 18: 21) إقرأ رسالة أفسس 5: 21-23. ليس عليك البحث بعيدًا لإيجاد زواج يبدو سليمًا ظاهريًّا، وقد يسهل عليك اتِّباع روتين مع زوجتك والاتفاق على إنجاز الأمور ليمرّ اليوم بخير وسلامة. وقد تبدو الأمور على خير ما يرام، وقد تشعر أنَّ كلَّ شيء بخير، لكن ما جرى فعلًا هو أنَّ الزوجين توقفا عن التحدُّث والأسوأ هو أنَّهما مقتنعان بذلك. هما لا يدركان بركة المحبة الزوجيَّة والعلاقة الحميمة التي تخلّوا عنها. تساهم عوامل عدَّة في القضاء على الحميميَّة القائمة على الحوار في العلاقة الزوجيَّة. فأنا اكتشفت، بحكم خبرتي، وجود ثلاث نقاط ضعف مشتركة يمارس فيها العدو ضغطًا علينا، وهي: برامجنا، أطفالنا، صراعاتنا. يسهل علينا جدًّا، في هذه الأيَّام، أن نملأ برامجنا بأنشطة مفيدة، مثل العمل والمدرسة، والمناسبات الكنسيَّة، ومشاريع الخدمة، والبرامج الدراسيَّة الإضافيَّة للأطفال، لكنَّنا نتخلَّى عن الوقت الأساسي الذي يجب تكريسه للتحدُّث مع شريك حياتنا. يمتنع الكثير من المتزوِّجين عن تخصيص وقت لأنفسهم، للتحدُّث وتبادل الأفكار والمشاعر، والتفاعل في ما بينهم، […]
فبراير 28, 2024

مفاتيح الزواج الناجح: الغفران

“مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى، كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا” (كولوسي3: 13) عندما قال يسوع للرسول بطرس في إنجيل متى 18: 21-22 إنَّ عليه أن يغفر ‘‘سبعين مرّة سبع مرَّات’’، لم يقصد بكلامه أن نعدّ المرَّات التي يخطئ فيها الآخر إلينا، بل كما تاه إبراهيم في عدّ النجوم وهو يحدِّق في سماء الشرق الأوسط، هكذا أيضًا يدعونا يسوع إلى الاستمرار في مسامحة الآخرين إلى أن نفقد العدّ، وهو أمر فائق الأهمية في الزواج أكثر ممَّا في أي مجال آخر. يتكلَّم الكثير من العلمانيين اليوم عن الغفران، لكن لا أحد سوى من اختبر غفران الله عالمًا أنَّه غُفر له الكثير، يستطيع أن يغفر الكثير للآخرين. كيف يمكن للمؤمنين أن يطوِّروا عمدًا هذا النوع من الغفران في زواجهم؟ أوَّلًا، يجب أن نركِّز على الأمور البسيطة. هذا غير منطقي، وقد تقول لنفسك، ‘‘أليس من المنطقي التركيز على الأمور الكبيرة بدلًا من الصغيرة؟’’ هذا صحيح عادةً، لكن لكي نغفر كل الأخطاء، يجب أن نغفر بدايًة […]
فبراير 27, 2024

مفاتيح الزواج الناجح: عدم الأنانيَّة

“لَا شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ ٱلْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لَا تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِآخَرِينَ أَيْضًا” (فيلبي 2: 3-4) اقرأ رسالة فيلبي 2: 3-4. كان آدم وحواء عريانين في جنة عدن ولم يخجلا، ولم يقتصر عريهما على الجسد فحسب، لكنَّه طال الروح أيضًا. فهما كانا يسلكان بشفافية أمام الله وفي ما بينهما، ولم يكن في حياتهما أسرار ولا أكاذيب ولا خزي مستتر، بل انفتاح وصدق على الدوام. لكن عندما دخلت الخطية قلبهما، انهار كلُّ شيء. دخلت الخطية وأفسدت كلَّ شيء. أنا مقتنع بأن الأنانيَّة هي الأداة الأولى التي يستخدمها الشيطان لتدمير الزواج. والعلاقة الرائعة التي تمتَّع بها الزوجان الأوَّلان- والزواج الذي نجح بفضل شفافيتهما وعدم أنانيتهما- هدمها الشيطان في لحظة واحدة. ويبدو أن كل نزاع ينشأ بين زوجين، منذ أيَّام آدم وحواء حتى اليوم، تعود جذوره إلى التركيز على الذات. ربَّما أنت تقول لنفسك الآن: ‘‘إن كانت هذه المشكلة موجودة منذ فترة طويلة، فهل يوجد رجاء لي؟ […]
فبراير 26, 2024

الزواج: فكرة الله

“لِيَكُنِ ٱلزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ” (عبرانيين 13: 4) أعتقد أن الله يحبّ الأعراس. فكِّر في الأمر، فلقد صنع يسوع أوَّل معجزة له في خلال عرس، محوِّلًا الماء إلى خمر (يوحنا 2: 1-11). وفي بداية الأزمنة، تزوَّج آدم الأول حواء الأولى حين أحضر الله حواء إلى آدم (تكوين 2: 21-24). وفي نهاية الأزمنة، سيُقام عرس الخروف وسيجتمع العريس بعروسه الكنيسة إلى الأبد (رؤيا 19: 6-9) اقرأ سفر التكوين 2: 21-24. إذا كان الله يحبّ الأعراس، تخيَّل شعوره حيال الزواج، فالعرس هو البداية لكن الزواج الذي يليه يدوم مدى الحياة. وقد أسَّس الله الزواج قبل دخول الخطيَّة إلى العالم وجعله جزءًا من خطته الصالحة والكاملة للبشرية وهو أراد أن يجسِّد به علاقته بالكنيسة (أفسس5: 32) والزواج هو قوَّة خلَّاقة تنتج عائلات وبيوتًا ومجتمعات كاملة. وإذا أردت رؤية ما سيؤول إليه المجتمع، انظر إلى العلاقات الزوجيَّة فيه. هل الأزواج والزوجات ملتزمون بعلاقتهم الزوجية؟ أم إنَّ الطلاق بات شائعًا؟ هل يتم السعي إلى إعادة تحديد ماهية الزواج؟ هل يتم تحريف خطة الله الأصلية […]
فبراير 25, 2024

يومٌ من تلك الأيام

بِكُلِّ تَوَاضُعٍ وَوَدَاعَةٍ وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي ٱلْمَحَبَّةِ (أفسس4: 2) نعيش جميعًا أيامًا يبدو فيها أنَّ كلَّ الأشياء تعمل ضدنا. يفوت ابنَكَ باصُ المدرسة؛ تنسى ابنتُك علبةَ الطعام في البيت، ينبغي عليك حضور اجتماعات متتالية في العمل؛ تقف في الطابور لمدة 20 دقيقة في محل البقالة؛ تتحمَّل حركة مرور كثيفة في ساعة الذروة في طريقك إلى المنزل. قد تكون مثل هذه الأيام محبطة، ويسهل علينا فيها أن نفقد صبرنا تجاه المواقف والأشخاص من حولنا قد نحاول التحلِّي بالصبر، ولكن يستحيل أن يكون لدينا روح طول أناة بمعزل عن روح الله، فنحن عاجزون عن التحلي بالصبر بمجهودنا الخاص، لكن عندما يسكب روح الله الصبر في قلوبنا، يصبح سِمةً مميِّزة لأرواحنا وليس مجرد أمر نسعى إلى ممارسته بقوتنا الخاصَّة بدون أي جدوى يعتمد صبر المؤمن على إيمان مطلق وراسخ بأنَّ الله سيِّد فوق الكلّ وبأنه يعمل في حياة أبنائه. فالصبر ينبثق من الإدراك أنَّ الله لن ينساك ولن يتركك أيًّا تكُنْ الظروف صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّك لم تتركني ولم […]
فبراير 22, 2024

الله محبَّة

وَأَنْتُمْ مُتَأَصِّلُونَ وَمُتَأَسِّسُونَ فِي ٱلْمَحَبَّةِ، حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ وَٱلطُّولُ وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ… (أفسس 3: 17-18) اقرأ أفسس 3: 14-19 إن الأفكار المضلِّلة المتعلِّقة بالله ومحبته، معتبرةً إيَّاها ضعيفة وعديمة التأثير والجدوى، ومحايدة عالميًّا، تكتسب زخمًا في الغرب بصورة متزايدة. لكنَّ الحقيقة هي أنَّ محبَّة الله فاعلة بل قويَّة حتَّى الموت، فهي كلَّفَته ثمناً باهظاً، ومحبَّة الله المتجلِّية في عطيَّة يسوع المسيح مذهلة ولا تُقدَّر بثمن، لذا فإنَّ مساواتها بالمشاعر الدافئة والغامضة واللامبالية الناتجة عن اعتماد شعار  ‘‘الحب هو الحب’’ هو سوء فهم فادح، وانحراف مهين ينبغي علينا، بصفتنا تلاميذ يسوع، أن نحاول فهم محبة الله التي يصعب سبر غورها، ومشاركة حقّه. لذا، صلى بولس من أجل مؤمني أفسس قائلًا ‘‘حَتَّى تَسْتَطِيعُوا أَنْ تُدْرِكُوا مَعَ جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ، مَا هُوَ ٱلْعَرْضُ والطول وَٱلْعُمْقُ وَٱلْعُلْوُ’’ (أفسس 3: 18) مهما حاولنا فهم محبَّة الله في هذه الحياة، لن نلمس سوى سطحها، فمحبة الله أعمق من أن نتمكَّن من فهمها، لكنْ في السماء، سندرك تمامًا مدى اتساع وطول وارتفاع […]
فبراير 21, 2024

الله هو مرشدنا

يُدَرِّبُ ٱلْوُدَعَاءَ فِي ٱلْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ ٱلْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ (مزمور25: 9) اقرأ المزمور 25: 8-11 قد يكون السؤال المطروح بين المؤمنين أكثر من أيِّ سؤال آخر هو الآتي: ‘‘يا ربّ، ما هي مشيئتك لحياتي؟’’ نريد جميعًا أن نعرف خطط الله لأيَّامنا وسنين حياتنا، وأن نفهم مقاصده عندما نعيش فترات من عدم اليقين أو نختبر تحوّلات كبيرة في حياتنا، يزداد هذا السؤال إلحاحًا وتعقيدًا. فنحن نريد أن نعرف ما يجب علينا فعله في مجال العلاقات والعمل والخدمة، لكنَّ البعض يعيشون حياتهم شاعرين بأنَّهم فوَّتْوا أفضل ما أعدَّه الله لهم، أي مشيئته الكاملة لحياتهم لا يريد الله أن نتخبَّط في الشك وعدم اليقين، ولا يشاء أن نُصاب بالشلل بسبب خوفنا، بل هو يتوق إلى أن نختبر سلامه.  وسيملأ سلامه قلبك عندما تتذكَّر أنَّ إلهنا سيِّد فوق الكلّ. وعندما تعتقد أنك ارتكبت خطأ ما، أصلِّي أن تفهم أنَّ الله قادر أن يعمل من خلال أخطائك، لتوجيهك نحو تحقيق مشيئته الكاملة، لكنْ لديه مطلب واحد: إذا أردتَ أن تنعم بالسلام بينما تسعى إلى تمييز مشيئة الرب […]
فبراير 20, 2024

الله قدوس

قُدُّوسٌ مِثْلَ ٱلرَّبِّ، لِأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرَكَ، وَلَيْسَ صَخْرَةٌ مِثْلَ إِلَهِنَا (1 صموئيل 2: 2) اقرأ 1 صموئيل 2: 1-10 لا تعني القداسة كمال صلاح الإنسان، فعندما يقول الله إنه قدوس، فهو يقصد بذلك أنه مختلف. إن اختلاف الله عن البشريَّة في القداسة هو من أسمى صفاته؛ وهو ما يميِّزه عن سائر الآلهة، وقد جاء في سفر إشعياء 40: 25، ‘‘فَبِمَنْ تُشَبِّهُونَنِي فَأُسَاوِيَهُ؟» يَقُولُ ٱلْقُدُّوسُ’’. حقًّا، ليس مثل إلهنا، فهو وحده الله، ولهذا السبب القداسة صالحة لا يريد أهل هذا العالم إلهًا قدوسًا، بل يريدون إلهًا يشبههم، إلهًا يستحسن أسلوب حياتهم، ويتغاضى عن خطاياهم، إلهًا يمكنهم التلاعب به على هواهم، فالإله القدوس يزعج ضمائرهم لأنه يدين الخطية ويدعو إلى التوبة، ولأن طريقه هو الطريق الوحيد المؤدي إلى القداسة، وطريق القداسة مختلف تمامًا، لكنَّ اللهَ صالح تمامًا؛ ليتنا نتواضع ونقبله. يرحِّب إلهنا بكلّ خاطئ يتوب، فهو أرسل ابنه يسوع ليموت على الصليب للتكفير عن خطايانا مرَّةً وإلى الأبد. لقد صار يسوع خطيَّة من أجلنا لكي نصير برَّ الله فيه ( 2  كورنثوس […]