سبتمبر 3, 2022

أعظم من آثار جروحنا

“وَفِي الصَّبَاحِ إِذَا هِيَ لَيْئَةُ، فَقَالَ لِلاَبَانَ: مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ أَلَيْسَ بِرَاحِيلَ خَدَمْتُ عِنْدَكَ؟ فَلِمَاذَا خَدَعْتَنِي؟” (تكوين 29: 25). اقرأ تكوين 29: 1-30. عندما وصل يعقوب إلى حاران، أحبَّ راحيل ابنة خاله لابان، فعقد اتفاقًا مع خاله قائلًا: “أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى” (تكوين 29: 18). في تلك الأيام، كانت الخدمة تستغرق سنة أو سنتين في مثل هذه الإتفاقات، لكن لابان استغل يعقوب وقبل عرضه السخي. مرت سبع سنوات من العمل الشاق سريعًا بالنسبة ليعقوب لأنه كان مُغرمًا جدًا، ولكن، لما جاء اليوم الأخير لكي يتزوج راحيل، احتال لابان عليه، وفي ظلام الليل، أعطاه ابنته الكبرى ليئة بدلاً من راحيل، وهكذا انخدع المُخادِع. لقد أُمسِك يعقوب بفعلته، فعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن يُخدَم (اقرأ تكوين 25: 23)، انتهى به الأمر بخدمة لابان. عندما أدرك يعقوب أنه سيتزوج ليئة، لا بد وأنه شعر مثلما شعر عيسو عندما أدرك أنه قد استبدل حقه في البكورية بوعاء من الحساء (اقرأ تكوين 25: 34). وعندما شعر يعقوب بألم […]
سبتمبر 2, 2022

أعظم من مخاوفنا

 “فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!” (تكوين 28: 16). اقرأ تكوين 28: 10-22. لقد اختبرت بشكل شخصي أن أوقات التجارب هي أكثر الأوقات التي أنمو فيها في المسيح بسرعة فائقة. خلال مثل هذه الفترات، أنمو في محبتي لكلمة الله، وأنال قوة خارقة للطبيعة لم أكن أعتقد أنها مُمكِنة، وبركات فريدة لا يمكن إيجادها إلَّا في أوقات الانكسار. اختبر يعقوب هذه الحقيقة بنفسه، فعلى الرغم من أنه كان راضٍ بسَكَنْ الخيام (اقرأ تكوين 25: 27)، سرعان ما وجد نفسه هاربًا وحده في طريقه إلى عمه لابان. لم يكن يتمتع بالراحة والسلام والأمن في المنزل، لكنه لم يبعد أبدًا عن عين أبيه السماوي الساهرة. في إحدى الليالي في طريقه، نزل يعقوب في بيت إيل. ليس لديَّ شك في أن قلب يعقوب كان ممتليء خوفًا وقلقًا في ذلك الوقت، ومن المحتمل أنه تساءل مرارًا وتكرارًا، هل سأرى أمي وأبي مرة أخرى؟ هل أخي عيسو يلاحقني؟ هل سأعود إلى المنزل ثانيةً؟ هناك في بيت إيل، بينما […]
سبتمبر 1, 2022

أعظم من عدم طاعتنا

“فَارْتَعَدَ إِسْحَاقُ ارْتِعَادًا عَظِيمًا جِدًّا وَقَالَ: «فَمَنْ هُوَ الَّذِي اصْطَادَ صَيْدًا وَأَتَى بِهِ إِلَيَّ فَأَكَلْتُ مِنَ الْكُلِّ قَبْلَ أَنْ تَجِيءَ، وَبَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا” (تكوين 27: 33). اقرأ تكوين 27: 1، 28: 5. أعتقد أننا جميعًا نشبه إسحاق ولكننا لا نود الاعتراف بهذا، وذلك لأنه بدون امتحان الروح القدس لنا، نميل إلى الاعتماد على مشاعرنا وليس على حق كلمة الله. عرف إسحاق ما أراده الله لعائلته ولإبنَيه. قال الرب لرفقة “كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23)، لكن إسحاق أراد تفضيل ابنه الأكبر، عيسو، وأصبح مع كل عام أكثر إصرارًا على تفضيله. وهكذا، في شيخوخته، عقد إسحاق اتفاقًا سِرِّيًا مع عيسو (اقرأ تكوين 27: 2-4) متعمِّدًا بذلك مخالفة مشيئة الله. نواجه جميعًا مواقف مثل هذه طوال حياتنا، ويغرينا الشيطان يوميًا بالتصرف وفقًا لمشاعرنا بدلاً من اتباع حق كلمة الله، والخيار المطروح أمامنا هو: هل نسمح لدوافعنا الخاطئة أن تهزمنا، أم سنسمح لمشيئة الله وكلمته أن تقود قراراتنا؟ بدلاً من مصارحة عائلته، وضع إسحاق خططه السرية الخاصة لأنه كان يعلم أنها تتعارض […]
أغسطس 31, 2022

أعظم من أُبُوَّتنا السيئة

فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: “فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23). اقرأ تكوين 25: 19-34. هناك نعمة هائلة للآباء المؤمنين، فنعمة الله في الواقع غنية جدًا وعميقة جدًا حتى أنها تستطيع أن تتغلَّب على أسوأ أخطائنا. نرى في الكتاب المقدس مثالاً لعمل هذه النعمة في حياة الوالدين إسحاق ورفقة، اللذين فشلا بشكل مذهل في تربية ولديهما التوأم. قبل ولادة يعقوب وعيسو، كشف الله أن الطريقة التي تسير بها الأمور بداخل هذه العائلة ستكون فريدة من نوعها؛ فبينما كانت الأعراف الثقافية السائدة تقضي بأن يخدم الابن الأصغر أخاه الأكبر، قال الله “.. كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ” (تكوين 25: 23). عرف إسحاق ورفقة أن الله قد اختار يعقوب لمواصلة وعد الله الذي بدأ مع إبراهيم، واستمر خلال إسحاق، وبلغ ذروته في ولادة المسيح. لكن على الرغم من معرفتهما بذلك، لم يُدرِّبا يعقوب للقيام بدوره ولم يُعلِّماه أن ينتظر توقيت الله المثالي. كذلك لم يخبرا ابنيهما أن الله لديه خطط مختلفة لكل منهما – خطط […]
أغسطس 30, 2022

اصغِ لصوته

“اعْلَمُوا أَنَّ الرَّبَّ هُوَ اللهُ. هُوَ صَنَعَنَا، وَلَهُ نَحْنُ شَعْبُهُ وَغَنَمُ مَرْعَاهُ” (مزمور 100: 3). هناك علاقة مُميَّزة جدًا بين الراعي والخراف في الشرق الأوسط؛ فالخراف تعرف صوت راعيها وتتبعه عندما ينادي عليها، وإن أتي شخص غريب، تتراجع الخراف. لا عجب إذًا مما حدث أثناء الحرب العالمية الأولى عندما قرر بعض الجنود الأتراك سرقة قطيع من الخراف من أحد التلال القريبة من أورشليم، فكان عليهم مواجهة حقيقة أن الراعي هو الوحيد الذي يمكنه السيطرة على الخراف. كان الراعي يعلم أنه لن يستطيع استعادة قطيعة بمفرده، ففعل الشيء الوحيد الذي في استطاعته؛ وضع يده حول فمه وأطلق نداءً خاصًا كان قد اعتاد إطلاقه بشكل يومي لجمع خرافه. عندما سمعت الخراف الصوت المألوف، توقفوا وإلتفوا وعادوا إلى راعيهم. ينطبق الشيء نفسه علينا نحن جسد المسيح، فأبناء الله يسمعون صوته من خلال كلمته. يقول يسوع في يوحنا 10: 27-28 “خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي”. أنت تُدرك أنك أحد خرافه […]
أغسطس 29, 2022

أنا الكرمة الحقيقية

“أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا” (يوحنا 15: 5). هناك شجرة تين تنمو في المناطق الاستوائية تسمى شجرة “الأثأب”. ارتفاع هذه الشجرة، وإمتدادها، وسُمْك جِذعها يجعلها شجرة متألقة من حيث الظل والجمال. تتأصل فروعها إلى أسفل الأرض، وكلما تلامست أطراف الفروع مع الأرض، صنعت جذرًا لشجرة جديدة تبدأ في النمو. هل تمتد حياتك وتتضاعف في حياة الآخرين مثل شجرة “الأثأب”؟ هل تشارك أصدقاءك وأفراد عائلتك وزملاءك في العمل بمحبة الله؟ لقد أعطانا الله الإرسالية العُظمى لكي يأتي بالرجال والنساء والأطفال إلى معرفته المُخَلِّصة. يمنحنا يسوع الشفاء والغفران والخلاص، وقبوله لنا غير مشروط. قال يسوع للتلاميذ: “أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ” (يوحنا 15: 1). إن لم تثبُت في المسيح، لن تكون مُثمِرًا. يقول يسوع “أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ” (يوحنا 15: 4). يجب أن تثبُت في المسيح. عندما تسعى لتحقيق مقاصد […]
أغسطس 28, 2022

أنا هو خبز الحياة

فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: “الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ مُوسَى أَعْطَاكُمُ الْخُبْزَ مِنَ السَّمَاءِ، بَلْ أَبِي يُعْطِيكُمُ الْخُبْزَ الْحَقِيقِيَّ مِنَ السَّمَاءِ” (يوحنا 6: 32). قدَّم يسوع لنا طريقة مؤكدة لاختبار السلام والشِبَع والرضا التام، فيخبرنا في إنجيل يوحنا: “أنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا. كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا” (يوحنا 6: 35، 37). يحيطُنا يسوع بمحبته غير المشروطة التي لا تتوقَّف أبدًا، وعندما نشعر بأنه لا رجاء لنا، ولا مخرج من مأزقنا، يأتي إلهنا المُحب بكلمات التشجيع إلى قلوبنا. في الأوقات العصيبة، يجب أن نثق بالرب وألَّا نضعُف أو نَكِل. تذكَّر أن كل ما يفعله الرب في حياتك هو دائمًا لخيرك ولمجده. هل أنت مستعد للمعركة؟ هل تتشارك في خبز الحياة الحقيقي، الشخص الذي سيساندك في أوقات الانتصار وأوقات الإحباط؟ إذا كنت تتغذَّى على توقعات وأحلام العالم، فسوف تشعر بخيبة أمل شديدة، وقد تختبر الهزيمة في حياتك الروحية والعاطفية. يمكنك أن تقضي حياتك في محاولات […]
أغسطس 27, 2022

أنا هو نور العالم

“ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ” (يوحنا 8: 12). قبل بضع سنوات، كان هناك بعض المؤلَّفات العلمية التي تتناول ظاهرة “المستعر النوفا” (مشتقة من الكلمة اللاتينية  novus أو new بالإنجليزية بمعنى “جديد”). تحدث ظاهرة “النوفا” عندما يصبح نجم متوسط الحجم فجأة أكثر إشراقًا وحرارةً لمدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين، ثم يصبح بعد ذلك أكثر قتامةً وأكثر برودةً. في كل عام، يكتشف المراقبون حوالي 10 من ظاهرة “النوفا”. لاحظ العلماء نجوم أخرى تتحول إلى “النوفا” بمجرد استنفاد نصف قدر الهيدروجين بها، وأصبح من الشائع الاعتقاد بأن هذا الشيء نفسه قد يحدث أيضًا لشمسنا. هل يمكن أن تُشكِّل الشمس فجأة خطراً علينا، وتتوقف عن مدّنا بالدفء والطاقة المثالية المتوازنة التي نثق بها ونطلبها كل يوم؟ الإجابة هي نعم! نقرأ في سفر الرؤيا أنه في الأيام الأخيرة سيتم تدمير الأرض، وستكون هناك أرض جديدة وسماء جديدة، ولن تكون هناك حاجة للشمس لأن الرب يسوع المسيح سيكون مصدر الضوء لنا، […]
أغسطس 26, 2022

أنا هو القيامة والحياة

“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1كورنثوس 15: 57). قبل أن يُقيم يسوع لعازر من بين الأموات، قال هذه الكلمات لمارثا: “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ” (يوحنا 11: 25-26). عندما رُفِعَ الحجر، أمر يسوع لعازر بالخروج من القبر، فخرج. هكذا أيضًا الحال معك عندما كنتَ ميتاً في خطاياك، دعاك الله باسمك لكي تخرج من خطاياك وتختبر قوة القيامة. واجه يسوع أيضًا الموت، لكن الله أقامه من بين الأموات. كانت قيامة يسوع جسدية وروحية، فلم تكن جسدية فقط مثل قيامة لعازر، لأن لعازر مات ثانيةً لاحقًا، أما يسوع فقام كباكورة أولئك الذين دعاهم الآب إلى الحياة الأبدية. يقول الكتاب المقدس أن يسوع مات ودفن وقام وظهر عدة مرات بعد القيامة. كان قبر المسيح فارغًا آنذاك؛ ولا يزال فارغًا اليوم، فهو ربنا ومُخلّصنا المُقام. حتى الرومان، بكل قوتهم، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسد يسوع، وقادة اليهود، بكل كراهيتهم ومرارتهم تجاه يسوع، لم يستطيعوا أن […]
أغسطس 25, 2022

الماء الحي

“لأَنَّ الْخَرُوفَ الَّذِي فِي وَسَطِ الْعَرْشِ يَرْعَاهُمْ، وَيَقْتَادُهُمْ إِلَى يَنَابِيعِ مَاءٍ حَيَّةٍ، وَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ” (رؤيا 7: 17). نحن جميعًا نُدرك أهمية الماء من أجل البقاء، فالماء في الواقع، بجانب الهواء، هو أهم مادة للحياة. يُعلّمنا الكتاب المقدس أن يسوع هو الله المتجسد وأنه كان انسانًا مثلنا. لقد اختبر يسوع ذات المشاعر والإغراءات التي نواجهها كل يوم، لكنه لم يستسلم أبدًا لأي منها. نقرأ في يوحنا 4: 4-9 كيف أصبح المُخلّص مُتعبًا وتوقف قليلًا ليرتاح بجانب بئر يعقوب. وبينما كان تلاميذه يشترون طعامًا من بلدة قريبة، جاءت امرأة سامرية إلى البئر لتستقي ماء. كان يسوع عطشانًا فطلب منها أن يشرب من ماء البئر، فاعترضت المرأة في الحال وذكّرته بأنها سامرية وأنه يهودي. اعتقد اليهود أن السامريين نجسين، وما يجب الإنتباه إليه هنا أيضًا هو أن هذه المرأة كانت بمفردها عند البئر وقت الظهيرة، ومن المحتمل جدًا أنها كانت تُعد نجسة من قِبل شعبها وأنها جاءت إلى البئر في هذا الوقت حتى لا يراها أحد. نحن نعرف قصتها، […]
أغسطس 24, 2022

أنا هو الراعي الصالح

“وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى” (1بطرس 5: 4). لن ينسى الكثير من الأمريكيين نشرة أخبار واشنطن العاصمة بعدما تحطَّمت طائرة تابعة لشركة طيران فلوريدا في نهر بوتوماك في عام 1982. استمع الملايين إلى تقارير عن شاب شجاع فَقَدَ حياته أثناء انقاذه الآخرين. في كل مرة كانت المروحية تُرسل حبل النجاه له، كان يُمرره إلى شخص آخر. لا شك أنه كان يعرف أنه لن يستطيع الصمود طويلًا وهو يُمرر الحبل من شخص إلى آخر. لقد كانت وفاة هذا الشاب نتيجة لانقاذه الآخرين في ذلك الحادث المأسوي بطولية. لم تأتِ تضحية يسوع من أجل الآخرين مصادفةً، فقد قال “أَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ” (يوحنا 10: 15). لقد جاء يسوع من السماء ليموت من أجل خرافه، ومن أجل كل من يدعو باسمه. لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي يسوع إلى الأرض في هيئة إنسان، ويبذل حياته حتى نخلُص. يقول يسوع: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا […]
أغسطس 23, 2022

أنا هو الباب

“أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى” (يوحنا 10: 9). في مطلع القرن العشرين، كان السير جورج آدم سميث، البريطاني البارز، في زيارة للتلال السورية، وكان يراقب بإعجاب شديد بعض الرعاة وهم يقتادون خرافهم إلى الحظيرة. وقد لاحظ أن الحظيرة لم تكن سوى سياج من أربعة جدران بفتحة واحدة فقط – لا يوجد باب ولا بوابة، فسأل الراعي: “كيف يمكنك التأكد من أن الخراف لن تخرج من فتحة السياج في الليل؟ وماذا عن الوحوش البرية – ألا تأتي وتهاجم هذه الخراف العاجزة؟” ردَّ الراعي قائلًا “لا، لأنني أنا الذي أقوم بسد فتحة السياج في الليل، فأنا أستلقي عبر هذه الفتحة؛ فلن يتمكن أيّ خروف من الخروج دون أن يمُر فوقي، ولن يستطيع أن سارق أو ذئب الدخول إلى الخراف إلا بالمرور فوق جسدي”. يقول يسوع في يوحنا ١٠: أَنَا بَابُ الْخِرَافِ.. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ […]