أغسطس 1, 2022

عندما يصبح الخوف خطيَّة

‘‘لَا يَخْشَى مِنْ خَبَرِ سُوءٍ. قَلْبُهُ ثَابِتٌ مُتَّكِلًا عَلَى ٱلرَّبِّ’’ (مزمور 112: 7) نختبر جميعًا الخوف من وقت لآخر، وفي بعض الحالات، يحمينا الخوف ويدفعنا إلى توخِّي الحذر عندما نعبر شارعًا مزدحمًا، ويمنعنا من وضع أيدينا على موقد ساخن، ويذكِّرنا بوضع حزام الأمان عندما نقود السيارة، لكنَّه يتحوَّل إلى خطيَّة إذا استسلمنا له. وعندما يصبح الخوف سيِّدنا اليومي، فهو يأسرنا روحيًّا، ويؤثِّر على علاقاتنا، ونظرتنا للأمور، وحتَّى صحَّتنا، وإذا سمحنا له بالتحكُّم فينا، فهو  يهدم علاقتنا بالله. لا يوبخنا الله بقسوة بسبب مخاوفنا، لكنَّه يعيد توجيه انتباهنا نحو الإيمان به، وهو يريد منَّا الابتعاد عن مخاوفنا والتمسُّك بإيماننا، ويدعونا إلى إلقاء نظرة فاحصة على حياتنا لتحديد العوامل التي تغذَّي مخاوفنا، وقد تتمثَّل بالأشخاص الذين يؤثِّرون فينا، أو بأنماط تفكيرنا، أو بالأهداف التي نسعى إلى تحقيقها. وبعد تحديد هذه العوامل، يدعونا الله إلى الابتعاد عن مخاوفنا والتركيز عليه. يذكَّرنا الرسول بولس في رسالة تيموثاوس الثانية 1: 7 بأنَّ ‘‘ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ’’. إذًا، ليس روح […]
يوليو 31, 2022

تحرَّر من الخوف

‘‘إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا ٱلْآبُ»’’ (رومية 8: 15) الخوف عاطفة قويَّة ومحفِّزة جدًّا، وهي تشلُّنا وتسلب منَّا فرحنا وتجعلنا أقلَّ تأثيرًا في ملكوت الله. يمنعنا الخوف من ربح أماكن عملنا وجوارنا ومدارسنا للمسيح، ومن بذل أنفسنا لأجل الله والتفاني في خدمته. جاء في الكتاب المقدَّس أن ‘‘بَدْء ٱلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ ٱلرَّب’’ (أمثال 9: 10). ونحن تسلَّمنا هذه المخافة أساسًا كعطيَّة من الله، لكي نكرمه إكرامًا حقًّا ونعبده من كلِّ القلب. وعندما نمارس المخافة ضمن سياقها الصحيح، فإنَّنا بذلك نقدِّم الإجلال لله. لكن عندما نجح الشيطان في تضليل آدم وحواء، شوَّه هذه العطيَّة وحوَّلها إلى لعنة، وما زلنا نتحمَّل عواقب هذا التشويه حتَّى اليوم، فبدلًا من مخافة الله، صرنا نخاف البشر، ونخاف من الفشل والمستقبل والموت. فالشيطان يتلاعب بنا باستمرار ليزرع فينا خوفًا في غير محلِّه. اقرأ تكوين 3: 1-8. كان آدم وحوَّاء يتمتَّعان بشركة مستمرَّة مع الله قبل وقوعهما في الخطيَّة، لكن بعد دخول الخطيَّة إلى المشهد، بدأا يخافان […]
يوليو 30, 2022

الخوف والقلق

‘‘وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا ٱهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟’’ (متى 6: 27)   يأتي الخوف بأشكال متعدِّدة، ويشمل الذعر والرهبة والقلق، وهو في جوهره عدم ثقة بالله. أمَّا القلق فهو انشغال بأمور غير مهمَّة وتحليل خاطئ بأنَّنا إذا وجدنا حلًّا لهذه الأمور، تصبح حياتنا رائعة. وقد تجدون أنفسكم واقعين في هذا الفخ، عندما تقولون كلامًا مثل، ‘‘لو كنت أملك هذا الكمّ من الدولارات، لتمتَّعتُ بالسلام’’. من الناحية الروحيَّة، يمكن أن يبعدكم الخوف عن الله، ويدفعكم القلق إلى القيام بأمر من اثنين: إمَّا أن تهدروا وقتكم وطاقتكم محاولين تحقيق ما تشعرون بأنَّكم تفتقرون إليه، أو أن تشكُّوا في محبَّة الله لكم. ومن المفارقة أنَّ الخوف يجلب إلى حياتنا أحيانًا أكثر ما نخشاه. فعندما نخاف من الرفض، نتجنَّب المخاطرة عبر التواصل مع الآخرين، فنقع في عزلة تجعلنا نبدو متكبِّرين، فيبدأ الناس بتجنُّبنا. وهكذا، يولِّد لدينا الخوف الشعور بالرفض الذي كنا نخشاه في البداية. عندما نسمح لمخاوفنا وهمومنا بالسيطرة على مشاعرنا وتصرُّفاتنا، يبدو السلام بعيد المنال، ونبقى على هذه الحال ما […]
يوليو 29, 2022

ليكن لك إيمان

‘‘اِسْمَعْ يَا ٱللهُ صُرَاخِي، وَٱصْغَ إِلَى صَلَاتِي. مِنْ أَقْصَى ٱلْأَرْضِ أَدْعُوكَ إِذَا غُشِيَ عَلَى قَلْبِي. إِلَى صَخْرَةٍ أَرْفَعَ مِنِّي تَهْدِينِي’’ (مزمور 61: 1-2)    عندما نسمع كلمة ‘‘خطيَّة’’، سرعان ما نفكِّر في الآثام التي تبدو لنا جسيمة، ومنها القتل، والزنى، والسرقة، والمثليَّة الجنسيَّة، وغيرها. تترتَّب على هذه الخطايا عواقب بعيدة المدى لكنَّها لا تضع الإنسان بمنأى عن الله فيتعذَّر عليه الوصول إليه، فما من إنسان خارج   قدرة الله على الغفران والشفاء. والحقيقة هي أنَّ الكثير من المؤمنين يصنِّفون الخطايا ضمن فئات مختلفة، فيضعون البعض منها ضمن خانة ‘‘الخطايا الكبرى’’ والبعض الآخر ضمن خانة ‘‘الخطايا المتوسطة’’، ويعتقدون أنَّ الخطايا الكبرى هي تلك التي تستحقّ العقاب الأكبر، فيما الخطايا المتوسطة هي تلك التي يرتكبها الجميع، والتي نعتقد مخطئين أنَّ الله يتغاضى عنها. لكنَّ الله لا يتعامل معنا بهذه الطريقة، فثمَّة خطايا بشعة جدًّا تمارس تأثيرًا كبيرًا على حياتنا وتسبِّب لنا الحزن، لكن الخطايا التي نعتبرها ‘‘صغرى’’ ونصرف النظر عنها بسهولة، فيمكن أن يكون لها أيضًا آثار مدمِّرة على حياتنا. يعتبر قلَّة من […]
يوليو 28, 2022

التغلُّب على المخاوف غير الصحيَّة

‘‘فِي مَخَافَةِ ٱلرَّبِّ ثِقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَيَكُونُ لِبَنِيهِ مَلْجَأٌ’’ (أمثال 14: 26) تُعَدُّ بعض المخاوف طبيعيّة وهي تحمينا من الأذى، أمَّا المخاوف الأخرى فهي تنبع من الارتباك وعدم الإيمان، وهي مخاوف غير صحيَّة تشلُّنا وتمنعنا من السلوك في طاعة لله، لكنَّ الله يحبُّنا ويريد أن نعيش حياة خالية من هذه المخاوف التي تستولي علينا، ‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ’’ (2 تيموثاوس 1: 7). عندما يفتقر الناس إلى الثقة بالله، يعتريهم الخوف والارتباك، فيبدأون يشكُّون في أنفسهم وفي صوابيَّة كلمة الله، في محاولة منهم لنيل قبول من العالم. وعندما ينشأ لدينا التباس بشأن هويتنا في المسيح، يطغى الخوف من الرفض والانتقاد على رغبتنا في طاعة الله، وحين نشكّ في محبَّة الله وقوّته، فإنّنا نفقد القدرة على التمييز لاختيار الطريق المستقيم، وعندما نمتلئ بالشك في الذات والخوف من المستقبل وتسيطر علينا الرغبة في إرضاء الناس بدلًا من الله، فإنَّنا نصبح عرضةً للهجمات الروحيَّة، فالخوف والارتياب في الإيمان يجعلاننا نفشل لكن طاعة الله تساعدنا على اجتياز الامتحان بنجاح. […]
يوليو 27, 2022

ما من ذبيحة أخرى

‘‘لِأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا’’ (يوحنا 1: 17) تكمن في صلب ديانات العالم بمعظمها رغبة في إرضاء إله أو آلهة لنيل حظوة في الآخرة، ويخشى أتباع تلك الديانات أن يُحزنوا آلهتهم، فيسعون يومًا بعد يوم إلى كسب خلاصهم من خلال الأعمال الصالحة والممارسات الدينيَّة. تركّز هذه الديانات على السعي وراء إله والعمل على إرضائه، لكن المسيحيَّة مبنيَّة على أساس سعي الله وراء الإنسان، ولا ننال فيها الخلاص عن استحقاق، بل يهبنا إيَّاه الله مجانًا بنعمته ورحمته، ‘‘لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ’’ (أفسس 2: 8-9). نحن ننال الخلاص بالإيمان من خلال موت يسوع المسيح كذبيحة لأجلنا وقيامته المنتصرة، وبالإيمان بدمه الزكي المسفوك لأجلنا، نضمن الحياة الأبديَّة. ونحن لا نحتاج إلى ذبيحة أخرى لمغفرة خطايانا، كما أن مبدأ تقديم الله نفسه ذبيحة لأجلنا معاكس تمامًا للنمط المتَّبع في ديانات أخرى. صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل نعمتك، وأشعر بالامتنان لأنَّك لم تشفق على ابنك، بل بذلته لأجلي […]
يوليو 26, 2022

العمل الجاد ليس اختياريًّا

‘‘وَمَنْ لَا يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي’’ (متى 10: 38) أثبتت بعض الحقائق نجاحها مع مرور الزمن بشأن النمو والنضوج، مع أنَّنا نتمنَّى لو أنَّ القواعد كانت مختلفة. فهي تستلزم العمل وتتطلَّب صبرًا ومثابرة وتضحية. لم يفُز أي بطل أولمبي بالميداليَّة الذهبيَّة عبر اعتماد نظام غذائي مليء بالسكاكر وأخذ قيلولة كلَّ يوم، فالعمل الجاد ليس اختياريًّا إذا أردنا تحقيق مستوى عالٍ من الإنجازات. ينطبق هذا المبدأ على سلوكنا مع الله أيضًا، فإذا أردنا أن نكون مؤمنين يجسِّدون المسيح في جوانب الحياة كافَّة، يجب أن نعمل بجدّ. وقد فسَّر الرسول بولس سبب إصراره على أن يكون مؤمنًا منضبطًا: ‘‘إذًا، أَنَا أَرْكُضُ هَكَذَا كَأَنَّهُ لَيْسَ عَنْ غَيْرِ يَقِينٍ. هَكَذَا أُضَارِبُ كَأَنِّي لَا أَضْرِبُ ٱلْهَوَاءَ. بَلْ أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ، حَتَّى بَعْدَ مَا كَرَزْتُ لِلْآخَرِينَ لَا أَصِيرُ أَنَا نَفْسِي مَرْفُوضًا’’ (1 كورنثوس 9: 26-27). عندما لا نعمل بكلّ طاقتنا، ولا ننمو، فإنَّنا نركد في مستنقع روحي، ونخسر أفضل ما أعدَّه لنا الله في تلك اللحظة، أمَّا إذا أطعنا الله في كلِّ مرَّة، فإنَّنا نكرمه […]
يوليو 25, 2022

حَبل الحياة

‘‘لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ… اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟’’ (متى 6: 25-26)   يقع دير قديم على قمة منحدر صخريّ في ريف البرتغال الخلَّاب، ويتمتَّع زوَّار هذا الملاذ الجميل بالمنظر الرائع، لكن لا يمكنهم الوصول إلى الدير إلا عبر وقوفهم في سلَّة من خيزران يرفعها راهب عجوز فوق المنحدر. وفيما كان أحد الزوَّار يستعد للانطلاق في أحد الأيَّام، سأل مرشده متوتِّرًا، ‘‘متى تبدِّلون الحبل؟’’ فأجاب الراهب ذو الشعر الرمادي، ‘‘في كلِّ مرَّة ينقطع الحبل القديم’’. أحيانًا كثيرة، نعيش حياتنا على هذا النحو، نشقّ طريقنا كلَّ يوم بصعوبة ونحن نفكِّر قلقين متى سينقطع بنا حبل الحياة، فيشلُّنا الخوف والشكّ والقلق، وقد نعتقد مخطئين أن غير المؤمنين وحدهم يعيشون على هذا النحو، لكن هذه حال الكثير من المؤمنين أيضًا. هذا هو حق الله الرائع: هو يمسك بحبل حياتنا بقبضة محبَّته اللامتناهية، ولا يمكن لأي شيء، مهما كان قويًّا، أن يرفع حمايته عن حياتنا، فهو يعرف تحرُّكاتنا كلَّها، […]
يوليو 24, 2022

سجين لكن حُرّ

‘‘ٱلظُّلْمَةُ أَيْضًا لَا تُظْلِمُ لَدَيْكَ، وَٱللَّيْلُ مِثْلَ ٱلنَّهَارِ يُضِيءُ. كَٱلظُّلْمَةِ هَكَذَا ٱلنُّور’’ (مزمور 139: 12). خلال الحرب العالمية الثانية، أدركت ‘‘كوري تن بوم’’ وعائلتها المخاطر المرتبطة بتأمين مخبأ للمواطنين اليهود وحمايتهم، لكن الناس، رجالًا ونساءً، كانوا يجدون ملجأً مؤقَّتًا من مطاردة هتلر الشريرة في غرفة صغيرة مخفيَّة داخل منزل عائلة ‘‘تن بوم’’ الواقع فوق متجر الساعات الذي يملكه الأب. وكانوا متى وجدوا ممرًّا آمنًا للخروج من البلاد، يغادرون الغرفة ليحلّ مكانهم أشخاص آخرون يبحثون عن مكان آمن. وتخبر ‘‘كوري’’ في كتابها ‘‘The Hiding Place’’، ما ترجمته ‘‘مكان للاختباء’’، عن كيفيَّة إلقاء القبض على معظم أفراد عائلتها وإرسالهم إلى معسكر اعتقال حيث عاشوا في ظروف بائسة تفوق القدرة على الاحتمال. ثمَّ تلقَّت الضربة القاضية عندما رأت أختها الحبيبة وهي تضعف وتتلاشى إلى أن فارقت الحياة. هل نسيها الله يا ترى؟ فهي كانت مؤمنة وهي لم تفعل وعائلتها إلَّا ما شعرت بأنَّ الله يقودها لفعله، فكيف انتهى بها الأمر في السجن؟ نحن لا نفهم معظم مآسي الحياة ما دمنا نتألَّم في هذا […]
يوليو 23, 2022

عطيَّة الإيمان

‘‘فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ’’ (متى 17: 20).   ينال جميع المؤمنين إيمانًا وهم يسلكون فيه كلَّ يوم. ويشبه الإيمان العضلة التي تزداد قوَّة كلَّما مرَّنَّاها، لكنَّ السلوك بقوَّتنا الخاصَّة بدلًا من الإيمان يؤدِّي إلى ضمور عضلة إيماننا، لذا يجب على جميع المؤمنين امتلاك الإيمان وتنميته لبلوغ ملء النضوج في المسيح. لكنَّ الروح القدس أعطى موهبة الإيمان لبعض الأشخاص، وهم يرون مشيئة الله كما لو أنَّها أمر واقع. والكتاب المقدس مليء بأمثلة عن شخصيَّات تتمتَّع بهذا النوع من الإيمان. أعطى الله يوسف حلمًا ربَّما بدا تحقيقه مستحيلًا عندما رماه إخوته في البئر وباعوه لتجَّار عبيد واتَّهمته امرأة فاسقة زورًا، وتُرك لسنوات مرميًّا في سجن في مصر، لكنَّ حلمه استمرّ لأنَّه تسلَّمه من الله ولم يخطِّط له بنفسه، كما أنَّه لم يشكّ أبدًا بقدرة الله على تحقيق الحلم الذي منحه إيَّاه في شبابه. قَسِيَ قلب […]
يوليو 22, 2022

الوقوف عند مفترق طرق

‘‘وَٱلْآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، ٱلْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ ٱلْمُقَدَّسِينَ’’ (أعمال 20: 32) نقرأ في سفر الخروج 3: 7 أنَّ الله يسمع صراخ شعبه، وهو كان عالمًا بعذابهم في المنفى، لكن خلاصهم الموعود تأخَّر، ولمَّا امتدَّت الأيَّام إلى أسابيع والأسابيع إلى أشهر والأشهر إلى سنين، بدأوا يتساءلون ما إذا كان الله قد نسيهم. هل سبق أن طرحتَ هذا السؤال؟ ربَّما كنتَ تطيع الله وتتبعه بأمانة، لكنَّك تجد نفسك الآن أمام مفترق طرق بين الرجاء والشكّ. فاختَر الرجاء في الرب، فهو لم ينسَك. هو سمع صراخك وهو يعمل في الخفاء لإنقاذك. فالتوقيت مهم جدًّا بالنسبة إلى الله، وهو يعرف متى تكون في الوضع المناسب للانتقال إلى الخطوة التالية، وتأكَّد أنَّه لن يتأخَّر، بل هو يتدخَّل في الوقت المناسب! كاد موسى أن ينسى كيف يكون سماع صراخ شعب الله لشدَّة الألم، فهو كان قد نُفي إلى البرية، وإنَّما ليس لنيل عقاب، بل ليتدرَّب على تحقيق هدف أعظم. في البداية، ظنَّ موسى أنَّ عليه تولِّي الأمور بنفسه، فقتل […]
يوليو 21, 2022

الصلاة لأجل مشيئة الله

‘‘وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ. وَلَكِنَّ ٱلرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ’’ (تكوين 39: 20-21) أمضى يوسف سنوات في زنزانة في مصر مع أنَّه لم يرتكب أي فعلة تستحق السَّجن، لكنَّ الله كان يعلم أنَّ إيمانه يحتاج إلى امتحان. وكان الله سيحقِّق وعوده لكنَّه أراد أن ينمو يوسف في الإيمان، وأن يقوِّيه بحضوره في جميع الظروف. لم يتجنَّب يوسف الاستسلام الشخصي لأنَّه كان يعلم أنَّه إذا فعل فقد يخسر مشيئة الله ومقاصده لحياته، فدعا باسم الرب. إذا سمح الله ببقائك في مكان صعب، صلِّ، لكن لا تركِّز في صلاتك على إيجاد مخرج فحسب، وإنَّما اطلب من الله أن يعمل مسرَّته في حياتك. وإذا أراد الرب تأديبك، فاقبَل هذا التأديب لكي تختبر بركات الله. وإذا حاولت التحايل على مشيئة الله من خلال الصلاة، فلن تنجح، وبدلًا من حلّ المشكلة ستشعر بالإحباط. لذا، كُن على استعداد للثقة بالله وانتظر استجابته. نحن نعتقد أحيانًا أنَّنا لا نستطيع تحمُّل محنة أخرى أو دقيقة اضطهاد أخرى، لكن يسوع يرثي لضعفنا، لذا، هو صلِّى في الليلة التي أُسلِم […]