أبريل 21, 2022

دروس عن الغفران

‘‘فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ’’ (متى 6: 14) عندما نقرأ الكلمات الأخيرة التي قالها يسوع على الصليب، ونكتشف قلبه وصفاته ومحبَّته لكلِّ واحدٍ منَّا، ما هو التغيير الذي يجب أن يحدث فينا؟ بدايةً، يجب أن نتشجَّع على الاقتراب إليه بجرأة واثقين بأنَّ نعمته كافية لستر خطايانا وغفرانها. فيسوع سدَّد ديوننا بالكامل عندما بذل نفسه ذبيحة لأجلنا مرَّة وإلى الأبد. ثانيًا، نحن لا ننتظر أن ‘‘نشعر’’ بالرغبة في الغفران لمَن أساء إلينا. الغفران هو قرار نتَّخذه، وعندما نُكرم الله بإرادتنا فهو يجعل مشاعرنا تمتثل لقراراتنا. ختامًا، يعلِّمنا الكتاب المقدس أنَّ ‘‘مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ’’. نحن نلنا الغفران من الله وهو يريد منَّا أن نغفر للآخرين. ‘‘مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى، كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا’’ (كولوسي 3: 13). يجب أن نصبح أكثر تسامحًا من خلال عبادة الله لأجل غفرانه. وعندما ندرك حاجتنا الكبيرة إلى الغفران ونتأمَّل في الغفران الذي نلناه، يصبح من الأسهل علينا أن […]
أبريل 21, 2022

لا تخنق الكلمة

“بِفَرَائِضِكَ أَتَلَذَّذُ. لاَ أَنْسَى كَلاَمَكَ” (مزمور 119: 16). تحدَّثنا بالأمس عن نوعين من التربة التي يستهدفها الشيطان، واليوم سنتأمل في النوع الثالث. النوع الثالث من التربة التي يستهدفها الشيطان هو التربة الفاسدة: “الْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ” (متى 13: 22). لا تكمن المشكلة هنا في التربة، بل في البذور المتزاحمة التي ألقى بها الشيطان بجانب بذور الله. كيف يمكن لبذور الله أن تنمو وتزدهر بينما تخنقها نباتات الانشغال، والطموح المادي، والقلق؟ يشجعنا يسوع بقوله “وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ” (متى ١٣: ٢٣). هذه التربة الخصبة تخص أولئك الذين يحمون بذور كلمة الله من القلوب القاسية، والإيمان السطحي، وأشواك التشتُّت. أي نوع من التربة أنت؟ هل تَقَسَّى قلبك ولم يُحرَثْ لفترة طويلة حتى أصبحت بذور كلمة الله ترتد بعيدًا عنه؟ هل تربتك حجرية وضحلة لأنك لم تبذل جهدًا منظمًا لتطوير حياتك الروحية بشكل […]
أبريل 20, 2022

تبديد سبب حزننا

‘‘وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ’’ (لوقا 24: 24) اقرأ إنجيل لوقا 24: 22-24. عندما يكتنفك الحزن، يبدو لك وكأن العالم كلَّه يتوقَّف، فيصعب عليك الأكل والنوم، وأحيانًا كثيرة تفقد الرغبة في القيام بأي أمر. يعرف تلميذا عمواس هذا الشعور، لأنَّهما خسرا كلَّ شيء لدى موت يسوع يوم الجمعة العظيمة، فغرقا في حزنهما ولم يستطيعا السفر للعودة إلى الديار لأنَّه كان يوم السبت، فمكثا في البلدة حزينين على خسارتهما الكبيرة مع سائر التلاميذ، وغرقا أكثر فأكثر في اليأس. وصباح يوم الأحد، سمعا أنَّ القبر وُجد فارغًا وأنَّ جسد يسوع اختفى، فانطلقا في رحلة الستين غلوة للعودة إلى قريتهما، ثمَّ اقترب إليهما يسوع ومشى معهما فلم يعرفاه في البداية لكنَّه أراد أن يبدِّد سبب يأسهما. كم من مرَّة وضعت رجاءك في حلم ورأيته يتحطَّم أمام عينيك؟ أيًّا يكن سبب إحباطك، أحمل إليك خبرًا سارًّا، وهو وعد مدعوم من كلمة الله ومثبَّت بشهادات الملايين حول العالم: يسوع المقام من الأموات سيبدِّد […]
أبريل 19, 2022

انشقاق الحجاب، زلزلة الأرض، وتفتُّح القبور

‘‘وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ ٱلْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي ٱلْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّات’’ (أفسس 1: 19-20). نتابع اليوم دراستنا للأحداث الفائقة للطبيعة التي وقعت بين الفترة الممتدة من موت يسوع وصولًا إلى الأيام التي تلت قيامته. انشقاق الحجاب ‘‘فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ’’ (متى 27: 50-51). لدى موت يسوع، انشقّ حجاب المسكن الذي يفصل القدس عن باقي الهيكل من فوق إلى أسفل، وهكذا هدمت ذبيحة يسوع الحاجز الذي يفصل بين الله والناس، ولم نعد نحتاج إلى كاهن أرضي يتقدَّم إلى الله بالنيابة عنَّا، وصار بإمكاننا التوجُّه مباشرةً إلى الآب السماوي من خلال ابنه يسوع، رئيس كهنتنا العظيم (عبرانيين 4: 14-16). زلزلة الأرض المعجزة الأخرى التي حدثت في خلال موت يسوع هي زلزلة الأرض، وجاء في إنجيل متى 27: 51، ‘‘…وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ…’’، ولم تكن هذه مجرَّد هزَّة بسيطة بل زلزلة قويَّة حطَّمت الصخور. تفتُّح القبور وقيامة القديسين بعد […]
أبريل 18, 2022

أحداث فائقة للطبيعة

‘‘وَٱللهُ قَدْ أَقَامَ ٱلرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ’’ (1 كورنثوس 6: 14) رفض الناس على مرّ السنين الإيمان بمعجزات الجلجثة، ووضعوا نظريات لدحض الأحداث المحيطة بموت يسوع وقيامته. إنَّ القاسم المشترك بين هؤلاء القوم ونظريَّاتهم هو رفض قبول الأحداث الفائقة للطبيعة ومواصلة البحث عن سبب طبيعي لتعليلها، لكن لا توجد أحداث طبيعيَّة عرضيَّة محيطة بقيامة المسيح، لأنَّ يد الله فيها واضحة جليًّا، ومعجزاته غير محصورة بالقيامة نفسها. وقع المزيد من الأحداث الفائقة للطبيعة في خلال الفترة الممتدّة من ساعة موت يسوع ووصولًا إلى الأيَّام التي تلت قيامته، وسندرس في اليومين المقبلين الأحداث التي تمَّت في هذه الفترة، وفق ما جاء في الكتاب المقدَّس. حلول الظلمة حلَّت الظلمة على الأرض في منتصف النهار مباشرةً قبل موت يسوع على الصليب، وجاء في الكتاب المقدس، ‘‘وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ ٱلشَّمْس’’ (لوقا 23: 44-45). لا يعلم أحد ما إذا غطَّت الظلمة الأرض كلَّها أو اقتصرت على اليهوديَّة، لكن من المؤكَّد أنَّ حلولها حدثٌ فائق للطبيعة، […]
أبريل 17, 2022

مدفوع بالكامل

‘‘لِأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ يَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي تَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ: إِيمَانُنَا’’ (1 يوحنا 5: 4) يقدِّم الرسول بولس في الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي صورة رائعة عن كيفيَّة عمل النظام القضائي الروماني، حيث كانت السلطات الرومانيَّة تستجوب الشاهد بموجب إجراءات قانونيَّة صارمة. ثمَّ كان ينبغي إثبات إفادته قبل نظر المحكمة في قضيَّته، ولدى إصدار القرار الاتهامي وإحالة القضية للمحاكمة، يقف المتَّهِم في حضور المتَّهَم للإدلاء بإفادته أمام القاضي. تجسِّد هذه الصورة مكانتنا الروحيَّة في هذا العالم، فنحن خطاة مذنبون، والمشتكي علينا هو الشيطان، ويقول الكتاب المقدَّس إنَّ أجرة الخطيَّة هي موت (رومية 6: 23)، لذا، نحن نستحقّ الموت بسبب خطيَّتنا. يشتكي الشيطان علينا، فيلاحقنا ويبيِّن كلّ الأسباب التي تستدعي أن نُلقى في الجحيم، واتَّهاماته عادلة وصحيحة، ولا يجوز للقاضي ردّ القرار الاتِّهامي إذا كان صحيحًا (لذا، عندما وجَّه الفريسيُّون الاتِّهامات إلى يسوع، حاول بيلاطس البنطيّ غسل يديه من القضيَّة برمَّتها في إنجيل متَّى 27: 24، لأنّه وجد يسوع بريئًا)، ولا يمكننا الهروب من الدينونة العادلة لخطيَّتنا، […]
أبريل 16, 2022

تذكُّر القيامة

‘‘فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي ٱلْأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ ٱلْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ ٱلْكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ حَسَبَ ٱلْكُتُب’’ (1 كورنثوس 15: 3-4). إنَّ قيامة يسوع هي أعظم حدث على الإطلاق في تاريخ البشرية، فلماذا شعر بولس بضرورة تذكير تيموثاوس وإيَّانا اليوم بهذا الحدث الجوهري المغيِّر للحياة؟ لأنَّ الله يعلم، كما الرسول بولس، أنَّ ذاكرتنا متقلِّبة. من السهل أن نتورَّط في مشاكل الحياة وصراعاتها، فنشعر بالمرارة بسبب ظروفنا، أو نتلهّى بالشهوات الأرضيَّة وننسى بسهولة النصرة التي لنا في المسيح. لم تغب الصورة الكبرى أبدًا عن بال بولس وسط السجون والغرق والضرب والخيانة، وهو بنى خدمته برمَّتها على أساس الخبر السار المتعلِّق بحياة يسوع وموته وقيامته، وهو جوهر الإيمان المسيحي. ويمكننا نحن أيضًا، من خلال الفداء الذي اشتراه يسوع بدمه، أن نرتفع فوق ظروفنا المؤقَّتة. لماذا؟ لأنّ لنا رجاء، وليس تفكيرًا قائمًا على التمني، بل وعدًا مضمونًا بتمضية الأبديَّة مع المسيح في السماء، وبالتغلُّب على أكبر عدو على الإطلاق، وهو الموت! هل تريد عيش […]
أبريل 15, 2022

أنا عطشان

‘‘أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ».’’ (يوحنا 4: 13-14) قال الملحد المعترف بإلحاده، ‘‘توماس هوبس’’، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: ‘‘أنا أقوم بقفزة مخيفة في الظلمة’’، وقال الفيلسوف الفرنسي اللاأدري ‘‘فولتير’’ بحزن وهو على فراش الموت، ‘‘لقد تركني الله والناس!… سأذهب إلى الجحيم’’. ونذكر خلافًا لهذين الرجلَين اللذين ماتا بدون المسيح المبشِّر ‘‘دوايت أل مودي’’ الذي قال في كلماته الأخيرة، ‘‘هل هذا هو الموت؟ لا يوجد وادٍ. أنا أمام البوَّابات. الأرض تتراجع والسماء تُفتح، الله يدعوني، يجب أن أنطلق’’. إنَّ اللحظة التي نأخذ فيها أنفاسنا الأخيرة، نحن المؤمنون بالمسيح، هي اللحظة الأولى التي نتنشَّق فيها الهواء السماوي في بيتنا الجديد، وهو مسكننا مع الرب يسوع المسيح، فالخروج من أجواء الأرض يعني الدخول إلى محضر الله المقدَّس. ونحن قلَّما نفكِّر في الفرق بين الحياة التي نعيشها على الأرض وتلك التي نعيشها في […]
أبريل 14, 2022

التذمُّر الذي يقود إلى طَلَبْ الله

“وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ” (1تيموثاوس 6: 6). ليس كل تذمُّر سيئًا، فقد يكون التذمُّر في بعض الأحيان هو الحافِز على التغيير الإيجابي في حياتنا، وقد يكون الإشارة التحذيرية لحاجتنا إلى إجراء تغييرات في مسيرتنا مع الله، مما يقودنا إلى الشعور بالرضا، وعندما نشعر بالرضا في الحياة، سيمكننا مواجهة أي حواجز أو عقبات في الطريق. بدلاً من التذمُّر بشأن ظروفنا، ينبغي أن نبحث عن فرص لنثق في الله بطرق جديدة ونجلب له المجد. ينبغي علينا أيضًا أن نستخدم الأوقات الصعبة التي نمُر بها لتذكيرنا بأن الله وحده هو القادر على ملء فراغ حياتنا. لقد اكتشف بولس هذا السِر واستطاع أن يُعلن قائلًا: “قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ. أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 11-13). يسوع وحده هو القادر أن ينقلنا من الشهوة إلى القناعة والرضا. صَلِّ كي يوضح لك […]
أبريل 13, 2022
التعامل مع عدم الاكتفاء

التعامل مع عدم الاكتفاء

‘‘ٱلَّذِي فِيهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ ٱلْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، ٨ ٱلَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ’’ (أفسس 1: 7-8) يستحيل للهروب من الله أن يخفِّف مشاكلنا أو يسكِّن شعورنا بالذنب أو يسكت ضمائرنا، فالهروب من الله لن يشفي قلقنا أو عدم اكتفاءنا، بل إنَّه يزيد الوضع سوءًا. واللجوء إلى الله وحده يجلب لنا الشفاء والتعويض والفرح والسلام. ونتعلَّم من مثل الابن الضال كيف أنَّ الله يستخدم عدم اكتفائنا ليردّ قلوبنا إليه. اقرأ لوقا 15: 11-32. هرب الابن الضال من أبيه لشدَّة شعوره بالقلق وعدم الاكتفاء، لكنَّه لم يسمح لبؤسه بإبعاده عن أبيه أكثر فأكثر، بل أدرك أن الهروب ليس الحل لمشكلته، فدفعه عدم اكتفائه إلى التوبة واستعادة علاقته بأبيه. ‘‘فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لِأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ ٱلْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ٱبْنًا. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ’’ (لوقا 15: 17-19) عندما غيَّر الابن الضال مساره وبحث عن الاكتفاء من خلال الرجوع […]
أبريل 12, 2022
سلام الله

سلام الله

‘‘وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ’’ (فيلبي 4: 7) يعتقد بعض الناس أنَّهم إذا بلغوا مستوىً معينًا من الغنى فسينعمون بالسلام، أو إذا تزوّجوا الشخص المناسب، فسيشعرون بالرضا. ويخطئ آخرون باعتقادهم أنَّهم إذا أقاموا في مكان مثالي أو نالوا تقديرًا معينًا في العمل، يكونون قد حقَّقوا مبتغاهم. لكن هذه السيناريوهات لا تمنحنا السلام والرضا اللذين نطمح إليهما. فالسلام الحقيقي لا يأتي إلَّا نتيجة عيش حياة ملؤها روح الله من خلال علاقة بيسوع المسيح. واستنادًا إلى ما جاء في سفر إشعياء 26: 3، كتب ‘‘تشارلز سبورجن’’، ‘‘إله السلام يمنح سلامًا كاملًا لمن جعلوا قلوبهم كاملة نحوه’’. قد نحاول تحقيق السلام من خلال الإنجازات والعمل الشاق، وقد نبحث عن السلام في كلِّ مكان، ظنًّا منا أنَّ الاختبارات الجديدة أو الممتلكات أو الحسابات المصرفيَّة الكبيرة تعطينا سلامًا. لكن بدون الله لن نجد أبدًا سلامًا دائمًا. إذا أردنا اختبار سلام الله، يجب أن ننعم أوَّلًا بسلام مع الله، وهو لا يأتي إلَّا من خلال استسلام تام للمسيح وقبوله […]
أبريل 11, 2022
مشكلة عدم الاكتفاء

مشكلة عدم الاكتفاء

‘‘لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُورِ، ٱلَّذِي إِذِ ٱبْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ’’ (1 تيموثاوس 6: 10). هل أنت مكتفٍ بما آلت إليه حياتك؟ هل أنت مسرور بمسارك المهني أو زوجتك أو المنزل الذي اخترتَه؟ هل تستمتع بالبركات التي تمتلكها في هذه المرحلة من حياتك أم إنَّك تقارن نفسك بالآخرين وتستسلم للحسد والشفقة على الذات؟ يشعر الناس بمعظمهم تقريبًا بعدم الاكتفاء أحيانًا، ويتمنون لو كانت حياتهم مختلفة. لكنَّ المؤسف هو أنَّ عدم الاكتفاء يوقعنا غالبًا في الخطيَّة عندما نبدأ باشتهاء ما ليس لنا، فتسيطر علينا أفكار الطمع والجشع والحسد. عندما نشتهي ما ليس لنا فكأننا نقول لأنفسنا، ‘‘ليتني كنت مكانه أو مكانها، وكانت لدي وظيفته أو زوجته أو أسلوب حياته، فإني أسعد أخيرًا. ليتني، ليتني، ليتني…’’ لكن هذه الرغبات تؤدي إلى الشفقة على الذات والبؤس. تشجِّع ثقافتنا على تكديس الثروات المادية لتفادي الوقوع في البؤس، لكن يسوع قال لنا العكس تمامًا، ‘‘وَقَالَ لَهُمُ: «ٱنْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ ٱلطَّمَعِ، فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لِأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ»’’ […]