نوفمبر 24, 2021

حصني المنيع

ترتفع في عمق الصحراء العربية قلعة صغيرة منتصبةٌ بصمت على مساحة شاسعة منها، وكثيرًا ما كان ‘‘توماس إدوارد لورانس’’، المعروف ب‘‘لورنس العرب’’، يلجأ إليها. فبالرغم من بساطتها، لعبت هذه القلعة دورًا مهمًّا كونها شكَّلت ملاذًا آمنًا من الأعداء، وكان ‘‘لورنس’’ يختبئ فيها عندما يتعرَّض لهجوم من جيوش تفوقه قوَّة. وكان ‘‘لورنس’’ يستعين بالموارد المخزَّنة فيها، من ماء وغذاء، للبقاء على قيد الحياة، وانعكست قوَّتها قوةً في كلِّ من يسكنها. ويخبر سكَّان الصحراء القدامى أن ‘‘لورنس’’ كان يشعر دائمًا بالثقة والأمان داخل جدرانها. الصلاة هي حصن المؤمن المنيع الذي نركض إليه ليلًا نهارًا لكي نحتمي. ولا يوجد في هذا العالم ما يضاهي القوَّة والحماية اللتين نجدهما في محضر الله، كما أنَّ الأمان الذي نجده في اسم يسوع ودمه الذي كفَّر عن ذنوبنا أعظم من جدران القلعة المصنوعة من حجر أو حديد أو اسمنت. وقد وعدنا يسوع قائلًا: ‘‘كُلُّ مَا تَرْبِطُونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطًا فِي ٱلسَّمَاءِ، وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولًا فِي ٱلسَّمَاءِ. وَأَقُولُ لَكُمْ أَيْضًا: إِنِ ٱتَّفَقَ ٱثْنَانِ مِنْكُمْ […]
نوفمبر 18, 2021

حاجتنا المطلقة

‘‘بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.ٱلَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. ٱلَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِك، ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَةِ. (مزمور 103: 2-4) يهوه رافا، أي الرب شافينا، هو مَن نحتاج إليه فعلًا، أيًّا تكن نقاط ضعفنا أو أمراضنا أو أسقامنا أو مشاكلنا، ولا يعني هذا أنَّنا لن نمرض أبدًا أو أنَّنا محصَّنون ضدَّ الموت، بل يعني أنَّ الله معنا ليشفينا من كلّ ألم. وإذا كنت تتألَّم اليوم، ثِق بأنَّ الله يريد استخدام هذا الألم ليمنحك مكافأة أعظم أو ليُظهر عظمة حضوره في حياتك للأشخاص الذين يشهدون على ثباتك فيه. كم نتشجَّع عندما ندرك أنَّ الله يشفينا يومًا بعد يوم، وأسبوعًا بعد أسبوع، وسنة بعد سنة. فهو يجمع أجزاء حياتنا المنهدمة، حتَّى لو لم نكن على دراية بها، ويرمِّمها بمحبَّته وقوَّته الشافية العظيمة. وسيأتي يوم نقف فيه أمام عرش الله، كاملين ومشفيين في المسيح. إنَّ عمل الروح القدس المتواصل في عالمنا اليوم هو عمل يهوه رافا، فالروح القدس هو مَن يشفي قلوبنا المنكسرة ويجدِّد أذهاننا ويرمِّم […]
نوفمبر 17, 2021

اسمه مجيد

‘‘وَمُبَارَكٌ ٱسْمُ مَجْدِهِ إِلَى ٱلدَّهْرِ، وَلْتَمْتَلِئِ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا مِنْ مَجْدِهِ. آمِينَ ثُمَّ آمِينَ’’ (مزمور 72: 19). كان الاسم يعبِّر عن شخصيَّة الإنسان أو دعوته في زمن الكتاب المقدَّس، ويمكن أن ينطبق المبدأ نفسه علينا اليوم، إذ يمكن لأسمائنا أن تعكس هويتنا وصفاتنا. وإذا كانت الأسماء مهمَّة بالنسبة إلينا، فهي تزداد أهميَّة عندما يتعلَّق الأمر بفهمنا للرب. وأسماء الله هي إعلان لطبيعته وهويته وسيادته، وإذا أردنا أن نعرفه حقًّا، يجب أن نعرف أسماءه وما تكشفه عن شخصه. يريد الله أن نعرفه معرفة وثيقة، وأن نسبِّحه على الدوام، وهو يتوق إلى بناء علاقة عميقة ووثيقة بكلّ واحد منَّا. وقد جاء في الرسالة إلى العبرانيين 13: 15، ‘‘فَلْنُقَدِّمْ بِهِ (يسوع) فِي كُلِّ حِينٍ لِلهِ ذَبِيحَةَ ٱلتَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِٱسْمِهِ’’. وتتمثَّل ذبيحة التسبيح التي يتحدَّث عنها كاتب الرسالة إلى العبرانيين بإعلان أسماء الله، ومنها: يهوه يرأه أي الله يرى ويدبِّر، ويهوه رافا أي الله شافينا، ويهوه نيسي أي الله رايتي، ويهوه شالوم أي الله سلامنا. يتلذَّذ الله بتسبيحات شعبه، لذا سبِّحه عندما […]
نوفمبر 16, 2021

دخول محضر الله بالتسبيح

‘‘وَأَنْتَ ٱلْقُدُّوسُ ٱلْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ’’ (مزمور 22: 3) ما هو التسبيح؟ إنَّه التعبير عن تمجيدنا وتقديرنا وشكرنا وعبادتنا لربِّنا ومخلِّصنا يسوع المسيح، وهو ينبع من علاقة محبَّة وتكريس للرب، وهو يقرِّبنا إليه ويغيِّرنا ويساعدنا على النموّ في إيماننا. يذكِّرنا التسبيح بشخص الله وعظمته، ويضعنا في مكانةً تساعدنا على نيل بركات الله. قال ‘‘سي أس لويس’’: يستحيل أن يتعلَّم الإنسان الإيمان بصلاح الله وعظمته إلَّا من خلال العبادة والتسبيح. يريد الله أن نسبِّحه، لا لأنَّه يحتاج إلى تملُّقنا أو يتوق إليه، وإنَّما لأنَّه يعلم أنَّ التسبيح يولِّد فرحًا وامتنانًا. ليس التسبيح ممارسة نؤديها لأجل الله، أو عملًا نقوم به لنيل استحسانه لكي يعطينا سؤل قلبنا. فعندما نسبِّح الله، نتغيَّر، حتَّى لو لم تتغيَّر ظروفنا. فالله موجود في كلِّ مكان في كلِّ حين، لكنَّ حضوره مميَّز وسط تسبيحات شعبه. تعبِّر الكلمات عن مكنونات قلوبنا. وقد جاء في الكتاب المقدَّس: ‘‘فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ’’ (متى 12: 34). ماذا يحدث للإنسان الذي يتذمَّر دائمًا بسبب مشاكل الحياة وتحدِّياتها؟ إذا ركَّز على […]
نوفمبر 15, 2021

شهوة كلّ قلب

‘‘وَأَيْضًا جَعَلَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ’’ (الجامعة 3: 11) يتوق قلب كلّ إنسان إلى رؤية السماء التي لا تزول، ونحن نريد جميعًا موطنًا نعيش فيه إلى الأبد، لكي نستمتع بفرح أبديّ في محضر الخالق، ونلتقي أحبَّاءنا مجدَّدًا. وقد وضع الله هذه الرغبة في قلوبنا لئلَّا نرضى بما هو أقلّ من الأبديَّة مع الله، وهو يريد أن يجذبنا إلى بناء علاقة به لأنَّه لا يمكننا أن ننال الحياة الأبديَّة التي أعدَّها لنا منذ بداية الخليقة إلَّا عبر الاتِّحاد به. نحن كائنات جسديَّة، لكنَّنا لسنا مجرَّد جسد، بل إنَّنا جزء من العالم الروحي أيضًا، وقد جعل الله السماء موطنًا لنا منذ أن خلقنا. وسيعترينا القلق والاستياء من الحياة إلى أن نعرف مشيئة الله لحياتنا، ويستحيل أن نجد السلام والشعور بالانتماء اللذين نسعى إليهما إلَّا عندما نتقابل مع الله الآب في السماء. هذا العالم فانٍ وآيل إلى الانهيار، لكن إذا وثقنا بيسوع، فسنتَّجه إلى موطننا الحقيقي في العالم المستقبلي، وهو مكان لا يزول يُدعى السماء. صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك خلقتني لأجل السماء، ولأنَّني […]
نوفمبر 14, 2021

الحسد

‘‘حَيَاةُ ٱلْجَسَدِ هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ، وَنَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَد’’ (أمثال 14: 30) تخيَّل رجلًا سعيدًا في زواجه بامرأة يعشقها شكلًا ومضمونًا، وهو ناجح في عمله، وأولاده ناجحون وكريمو الأخلاق. عاش هذا الرجل راضيًا بحياته إلى أن التقى زملاءه القدامى في الجامعة. وهو ارتكب خطأ فادحًا، في ذلك اللقاء، عندما قال لنفسه إنَّ العديد من زملائه السابقين حقَّقوا مكانة اجتماعيَّة ومهنيَّة أعلى منه، كما أنَّه أخطأ باعتقاده أنَّ زوجاتهم يتفوَّقن على زوجته في الجمال والتحصيل العلمي، وأنَّهم أكثر ثراءً منه وقد سافروا أكثر منه. فبدأ الشعور بالفشل يتنامى في قلبه، فبعد أن كان رجلًا سعيدًا، ها هو الآن يخطئ بالتركيز على ظروفه، ففقَدَ سلامه وشعوره بالرضى واعتراه شعور بالحسد. وجاء في سفر الأمثال 14: 30 ‘‘حَيَاةُ ٱلْجَسَدِ هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ، وَنَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَدُ’’. كان الملك آخاب صاحب ثروات طائلة، لكنَّه أراد الحصول على كرم بجانب قصره يملكه رجل يدعى نابوث، وعندما رفض هذا الأخير بيعه إيَّاه، أخذته الكآبة والغمّ إلى أن خطَّطت زوجته الشريرة إيزابل لقتل نابوث والاستيلاء على حقله لإرضاء جشع زوجها الملك […]
نوفمبر 13, 2021

دروس عن الصلاة

‘‘ٱسْتَجِبْنِي يَارَبُّ ٱسْتَجِبْنِي، لِيَعْلَمَ هَذَا ٱلشَّعْبُ أَنَّكَ أَنْتَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ، وَأَنَّكَ أَنْتَ حَوَّلْتَ قُلُوبَهُمْ رُجُوعًا’’ )1 ملوك 18: 37). قرأنا ليلة أمس عن بعض المبادئ التي نتعلُّمها من إيليَّا عن الصلاة. واليوم، سنستعرض ثلاثة مبادئ إضافيَّة يمكننا تعلُّمها من صلاته. رابعًا، صلَّى إيليَّا صلاة محدَّدة. نلاحظ في الأصحاح 18 من سفر الملوك الأول جرأة إيليَّا في صلواته أمام الناس، حين طلب إلى الله أن يرسل المطر وأن يوقفه لاحقًا. خامسًا، تثبت صلوات إيليَّا من أجل المطر ضرورة الصلاة بتوقُّع، فهو كان ليتفاجأ لو لم يستجب الله لصلاته، خلافًا للكثير من المؤمنين الذين يتفاجأون اليوم عندما يستجيب الله لصلواتهم. ختامًا، خصَّص إيليَّا مكانًا يختلي فيه بالله للصلاة كلَّ يوم. وهو حمل جسد الصبي الميت، وصعد به إلى العليَّة للصلاة، لأنَّه كان يعلم أنَّ الله لاقاه هناك مرارًا عدَّة سابقًا، ووَثِق بأنَّه سيلاقيه مجدَّدًا. وإن كنتَ قد خصَّصت مكانًا للاختلاء بالله في أوقات البركة، فمن المؤكَّد أنَّك ستسرع إلى هذا المكان نفسه عندما تواجه عواصف الحياة، فتجد قوَّة في حينه. ولا داعي […]
نوفمبر 12, 2021

مبادئ الصلاة الفعَّالة

‘‘وَأَمَّا هُوَ (يسوع) فَكَانَ يَعْتَزِلُ فِي ٱلْبَرَارِي وَيُصَلِّي’’ (لوقا 5: 16) جاء في رسالة يعقوب 5: 17 أنَّ ‘‘إِيلِيَّا كانَ إِنْسَانًا … مِثْلَنَا’’، ومع ذلك، هو لعب دورًا في أحد أعظم الإظهارات لقوَّة الله في تاريخ الكتاب المقدَّس (يعقوب 5: 16-18؛ 1 ملوك 17: 17-24؛ 18: 16-46). كيف استطاع إيليَّا مواجهة غير المؤمنين والأعداء ورجال السياسة؟ أيّ نوع من الرجال يستطيع الله أن يستخدمه كما استخدم إيليَّا؟ اتَّبع إيليا ستة مبادئ سمحت له باختبار قوَّة مذهلة على صعيد شخصي وعلاقة وثيقة بالله. في ما يلي، سنتحدَّث عن ثلاثة من هذه المبادئ. بدايةً، إنَّ استجابة إيليا لأرملة صرفة مثالٌ يحتذى به في مجال إنكار الذات والاستسلام التام لله. فعندما هاجمته الأرملة لفظيًّا، لم يدافع عن نفسه ولم يعطِها درسًا من الكتاب المقدَّس، بل أخذ ابنها بين ذراعَيه وحاول مساعدتها. فهو كان يعلم أنَّ كلامها نابع من قلبها المتألِّم جراء موت ابنها، ومن شعورها بالذنب النابع من معتقداتها الوثنيَّة. وهو لم يعيِّرها بتفكيرها الخاطئ، بل استسلم لعمل الله. ثانيًا، تحاجج إيليَّا مع […]
نوفمبر 10, 2021

طرق الله

‘‘وَٱلرَّبُّ يَهْدِي قُلُوبَكُمْ إِلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ، وَإِلَى صَبْرِ ٱلْمَسِيح’’ (2 تسالونيكي 3: 5). استطاع إيليَّا منفردًا أن يبدِّل الظروف في أرضه رأسًا على عقب بالرغم من إمكاناته المحدودة. وبالمثل، أحدثت أرملة صرفة فرقًا عندما أعطت آخر كسرة خبز لديها لرجل الله ولم تتركها لنفسها. وهكذا، يحثّ الله قلوب أبنائه على تقديم خدمات استثنائيَّة، ويبارك طاعتهم عندما يخضعون لمشيئته. يتعامل الله معنا، في معظم الأحيان، بطرق غير منطقيَّة، لأنَّنا، وخلافًا لله، نرى الأمور من منظور محدود. لقد اقتاد الله إيليّا إلى قلب أرض العدو، لأنَّه كان يعلم أنَّ هذا آخر موقع يمكن أن يقصده جنود الملك آخاب للبحث عنه. ثمَّ أرسل الله إيليَّا إلى مدينة صرفة، لكي ينجِّيه من الجوع، بالرغم من المجاعة المستشرية فيها. وهكذا، يعمل الله على جبهات عدَّة، في الوقت نفسه، لتحقيق أهداف متعدِّدة. ويكفي أن نخضع لقيادته لكي نتبارك ونصبح أدوات بركة للآخرين. هل حثَّك الله يومًا على القيام بعمل بدا لك غير منطقي آنذاك، لكنَّه كان ضمن مشيئته الإلهيَّة. هل يدعوك الله الآن إلى الخروج من […]
نوفمبر 8, 2021

صلاة قويَّة

“فَتَرَكَهُمْ وَمَضَى أَيْضًا وَصَلَّى ثَالِثَةً قَائِلًا ذلِكَ الْكَلاَمَ بِعَيْنِهِ” (متى 26: 44). عندما يواجه غير المؤمنين تجارب، مثل الأرملة في 1ملوك 17، غالبًا ما يُعلنون غضبهم على وجه الله، وفي بعض الأحيان، يصبُّون غضبهم على أحد أفراد شعب الله، حتى وإن كان شخصًا قريبًا منهم. قالت الأرملة لإِيلِيَّا: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اللهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟» (عدد 18). رَدَّ إِيلِيَّا بالطريقة التي ينبغي على كل مؤمن أن يرُد بها؛ فهو لم يرُد الغضب بغضب، بل ذهب ليُصلِّي مُتَّكِلًا على قوة الله القادرة على تغيير الظروف. بعد ذلك، استخدم الله إِيلِيَّا لتحقيق أول قيامة من الموت في الكتاب المقدس. صنع الله هذه المعجزة التاريخية في منزل أرملة تعبُد البعل في أدنى الأماكن. إنه درس ينبغي أن نتعلمه: وهو أنه عندما نُصلِّي مُتَّكلين على قوة الله، فإنه يسكُب قوة قيامته على الناس وخططه على حياتنا. كانت صلاة إِيلِيَّا من أجل الصبي قويَّة وفعَّالة لأنه كان يتشفَّع بكل كيانه، والله يُكرِم هذا النوع من التكريس الصادق في الصلاة. […]
نوفمبر 7, 2021

طاعة إِيلِيَّا

بغض النظر عن مدى شعورنا في بعض الأحيان بصِغَر النفس أو بعدم أهميتنا، فإن الله يستطيع أن يُحوِّل مواردنا ومواهبنا إلى شيء عظيم لمجده. عندما جَفَّ مصدر مياه إِيلِيَّا في نهر كريث، أرسله الله إلى مدينة صِرفَة الوثنية – والتي كان من المُحتَمَل أن تكون عدائية. حتى وإن بَدَتْ تلك الخطة لإِيلِيَّا غير منطقية، لكنه وضع ثقته في سيادة الله. خلال ذلك الوقت، أعطى الله إِيلِيَّا الفرصة لخدمة أرملة فينيقية وابنها. عندما اقترب إِيلِيَّا من الأرملة عند أبواب المدينة، طلب منها ماء وخبز، تمامًا كما أمره الرب أن يفعل. “فَقَالَتْ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُكَ، إِنَّهُ لَيْسَتْ عِنْدِي كَعْكَةٌ، وَلكِنْ مِلْءُ كَفّ مِنَ الدَّقِيقِ فِي الْكُوَّارِ، وَقَلِيلٌ مِنَ الزَّيْتِ فِي الْكُوزِ، وَهأَنَذَا أَقُشُّ عُودَيْنِ لآتِيَ وَأَعْمَلَهُ لِي وَلابْنِي لِنَأْكُلَهُ ثُمَّ نَمُوتُ” (1ملوك 17: 12). كان بإمكان إِيلِيَّا الرَد بأنه لن يُثقِل على الأرملة الفقيرة، وأن يطلب من الله مكان أفضل للإقامة، وأن يشكو من أن الأرملة لم تكن فقيرة فحسب، بل كانت أممية وثنية، لكن، بدلاً من ذلك، اتَّبَع إِيلِيَّا أوامر […]
نوفمبر 6, 2021

فقام وذهب

“أَسْرَعْتُ وَلَمْ أَتَوَانَ لِحِفْظِ وَصَايَاكَ” (مزمور 119: 60). هل سبق أن وضعك الله في وظيفةٍ ما، أو مكانٍ أو موقفٍ لم تكن لتختاره لنفسك أبدًا؟ في سفر1 ملوك 17: 7-16، نرى كيف يعمل الله على عدة جبهات لتحقيق مقاصده وليباركنا. ذات يوم، بينما كان إِيلِيَّا يستمتع بحماية الرب له في قاع نهر كريث، يَبِسَ النهر، وتوقفت الغربان عن إطعامه، وقال له الرب أن يذهب إلى صِرفة حيث ستُطْعِمه أرملة. كان هذا التوجيه الجديد مِن قِبَل الرب غريبًا على عدة مستويات: أولاً، كانت صِرفة قد تضررت كثيرًا بالمجاعة، ثانيًا، كانت في قلب أرض عبادة البعل وعلى بُعْد سبعة أميال فقط من بيت إيزابل. يعني اسم صرفة “انصهار”، وقد اشتهرت المدينة بكونها مكانًا ملوثًا كريه الرائحة حيث يتم فيها صهر الحديد. لا بد أن إِيلِيَّا قد تساءل عن سبب مطالبته بمغادرة مخبأه المريح واجتياز سبعين ميلاً في الصحراء والسير في منطقة بغيضة وخطيرة. لكن إِيلِيَّا كان يعرف أنه إذا كان الله قد أعطاه الأمر، فسوف يدبِّر له احتياجاته، “فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى صِرْفَةَ” […]