أكتوبر 24, 2021

حلّ المعضلات

‘‘اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ’’ (متى 26: 41) عندما نواجه مواقف الحياة، ليس علينا أن نختار دائمًا بين الصواب والخطأ، وإنَّما قد نضطر أحيانًا إلى الاختيار بين أمرين إيجابيَّين أو بين أمرين سلبيَّين، لكن عندما نثبَّت أنظارنا على الله كلَّ يوم، فإنَّنا نتمكَّن من حلّ المعضلات بسهولة أكبر. ليس رفض الخطيَّة سهلًا دائمًا. ففي الأصحاح الثالث من سفر دانيال، نفَّذ الملك تهديده وأمر بإلقاء رفاق دانيال في أتون النار المتَّقدة، لكنَّهم تمسَّكوا بحقّ كلمة الله، فسار يسوع معهم وسط الأتون (دانيال 3: 25). ولمَّا علم الملك بما جرى، ذُهل أمام قدرة الله على حماية الشبان الثلاثة من النار. وهكذا، يتمجَّد الله عندما نقف في وجه الخطايا والتجارب. ما هي الخطايا التي تُجرَّب بها باستمرار؟ اطلُب من الله مساعدتك على الابتعاد عن المواقف التي تعرِّضك لهذه التجارب، وحصِّن نفسك ضد الأشخاص والظروف التي توقعك في الخطيَّة، وستتمكَّن بفضل مساعدة الله من التغلُّب على التجربة وتمجيد اسم الله. وتشكِّل علاقتنا الوثيقة بالله أفضل سلاح نتحصَّن […]
أكتوبر 22, 2021

التعامل مع المتنمِّر

‘‘وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ’’ (متى 5: 44). عندما نقرِّر التعامل مع المتنمِّر في حياتنا، يمكننا تعلُّم الكثير من طريقة تعاطي دانيال مع الملك نبوخذنصر. فنحن نرى أنّه صلَّى طوال الليل مع رفاقه الأتقياء طالبًا معونة الله. وعندما نطلب المساعدة من الله، يجب أن نصلِّي أيضًا لأجل المتنمِّر المسيء إلينا. وقد يبدو أحيانًا أنَّ الصلاة الحارَّة لإعلان البركات على حياة المتنمِّر أصعب من مواجهته، لكنَّ قوَّة المحبَّة تمكِّننا من التعامل مع المواقف بالطريقة التي ترضي الله، كما أنَّ صلوات دانيال مع رفاقه منحته الجرأة للمثول أمام الملك المتنمِّر. عندما تصلِّي طالبًا من الله أن يمنحك الجرأة، لاحظ دوافعك قبل أن تبادر إلى الكلام أو التصرُّف. فالدوافع النقية والضمير الصالح يمنحانك قوَّة. وقد جاء في سفر الأمثال: ‘‘أَمَّا ٱلصِّدِّيقُونَ فَكَشِبْلٍ ثَبِيتٍ’’ (أمثال 28: 1). إذًا، عندما نصلِّي طالبين الجرأة، يجب أن تتركَّز دوافعنا على أن يزيد الآخرون فيما نحن ننقص. فالتواضع يُبقي دوافعنا نقيَّة: ‘‘لَا شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، […]
أكتوبر 20, 2021

نبوخذنصر المتنمِّر

‘‘إِذًا يَا إِخْوَتِي ٱلْأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي ٱلتَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي ٱلْغَضَب’’ (يعقوب 1: 19). لا بدَّ أنَّنا نتذكَّر بمعظمنا متنمِّرًا واحدًا على الأقل في المدرسة، خصوصًا إذا كان هذا الأخير يدفعنا في الملعب أو يضايق الآخرين باستمرار أو يهدِّدهم ويتلاعب بهم. لكنَّنا لا نصادف المتنمرين في المدرسة فحسب، فهم موجودون أيضًا في عائلاتنا وفي أماكن عملنا وفي مجتمعاتنا. المتنمِّر هو مَن يسعى إلى التحكُّم في الآخرين واستغلالهم. وهو يستمدّ قوَّته من استضعاف الآخرين، ويُسرّ في انتقادهم والاستهزاء بهم. عندما نقرأ سفر دانيال، نتعرَّف إلى ملك يشكِّل مثالًا للقائد المتنمِّر؛ إنَّه الملك نبوخذنصَّر الذي حكم الإمبراطورية البابليَّة عندما كان دانيال ورفاقه في سنّ المراهقة، وأُرسِلوا للدراسة في قصر الملك. ونقرأ في الأصحاح الثاني من سفر دانيال أنَّ نبوخذنضر انزعج كثيرًا بسبب حلم، فاستدعى الحكماء جميعًا، بمن فيهم دانيال ورفاقه، وأمر بقتلهم لأنَّهم لم يتمكَّنوا من تفسير حلمه. ولمَّا علم دانيال ورفاقه بأمر الملك، صلُّوا طوال الليل طالبين تدخُّل الله، فأوحى الله لدانيال بتفسير الحلم. ويمكننا أن […]
أكتوبر 18, 2021

عندما تدافع وحدك عن الحق

‘‘فَإِنِّي أُكْرِمُ ٱلَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي’’ (1 صموئيل 2: 30) كتبَت ‘‘أندريا’’، الشابة المقيمة في أوروبا الشرقية: ‘‘أنا أتعلَّم ألَّا أساوم على إيماني حتّى لو استهزأ بي رفاقي في المدرسة. أنا أشكركم على مساعدتي على التغلُّب على تحديات الحياة وعلى إكرام الله في حياتي’’. وهي تستمع إلى العظات والتعاليم على تطبيق خدمة ‘‘يهديم في الطريق’’ على الهاتف الخلوي، وتتوق إلى تعلُّم إكرام الله في مجتمع بعيد عن التقوى، حتَّى لو اضطرَّت أن تبقى وحيدة. لكنْ من المؤكَّد أنَّ ثمَّة مَن لن يتركها وحدها: إنَّه يسوع المسيح الواقف إلى جانبها. اقرأ سفر دانيال 1: 1-21. تذكِّرنا حياة الشابة ‘‘أندريا’’ بقائد شاب في الكتاب المقدَّس سلك في استقامة روحيَّة يُقتدى بها. كان ذلك في العام 605 قبل الميلاد عندما اقتحم الملك نبوخذنصر بلاد اليهوديَّة، ونهب ثروات الأرض وكنوزها وسبى شعبها. ثمَّ أمر بإحضار الشبان الأكثر حذاقة وحكمة وفهمًا ونخوةً إلى قصره ليتعلَّموا كتابة الكلدانيين ويصبحوا مؤهَّلين للخدمة في بلاطه. وأراد البابليُّون من هؤلاء الشبان أن يتخلَّوا عن مبادئهم المستقيمة وأن ينسوا أخلاقياتهم وعائلاتهم وإلههم […]
أكتوبر 17, 2021

امتحان الطاعة

‘‘أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلَامَ ٱللهِ وَيَحْفَظُونَهُ’’ (لوقا 11: 28) تشكِّل طاعة الله أحد أصعب الامتحانات التي نخضع لها. ويتعيَّن علينا الاختيار بين طرقنا وطرق الله، وبين الطريق الضيِّق والطريق الواسع، فإمَّا أن نتَّبع معايير العالم أو أن نطيع وصايا الله. عندما سُبي دانيال إلى قصر الملك نبوخذنصر، كان عليه الاختيار بين التنجُّس بطعام البابليين واتِّباع نظام غذائي صحي يمجِّد الله، وهذا أحد أوَّل التحديات التي واجهها. ولمَّا نجح في الامتحان نتيجة اتِّباعه معايير الله الغذائيَّة، حصد نتائج طاعته، فهو لم يرضِ الله فحسب، لكنَّه نال حظوة في عينَي أوليائه أيضًا. وجاء في سفر دانيال 1: 17، ‘‘أَمَّا هَؤُلَاءِ ٱلْفِتْيَانُ ٱلْأَرْبَعَةُ فَأَعْطَاهُمُ ٱللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلًا فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ، وَكَانَ دَانِيآلُ فَهِيمًا بِكُلِّ ٱلرُّؤَى وَٱلْأَحْلَام’’. ماذا يحدث عندما ننجح في امتحان الطاعة؟ يعطينا الله معرفة وحكمة ويزيدنا فهمًا لوصاياه. فكلَّما أطعنا الله، ازددنا رغبةً في طاعته، وأدركنا أنَّ نعمة الله ليست عذرًا للخطيَّة، وإنَّما حافزًا يدفعنا إلى إرضاء الله ومحبَّته محبَّة كاملة. ‘‘وَهَذِهِ هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ […]
أكتوبر 15, 2021

لستَ من هذا العالم!

‘‘فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا ٱلْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيَّوْهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلَاءُ عَلَى ٱلْأَرْض’’ (عبرانيين 11: 13) هل تشعر بعدم الانتماء إلى ثقافتك أو بأنَّك غريب في أرضك؟ نحن الذين آمنَّا بالمسيح انفصلنا عن العالم، لذا، عندما تشعر بأنَّك تعيش في أرض غريبة، افرح وابتهج لأنَّك تنتمي إلى ملكوت الله وليس إلى مملكة هذا العالم: ‘‘وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ ٱقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ ٱلَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ… أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلَاءَ، أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ٱلشَّهَوَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ ٱلَّتِي تُحَارِبُ ٱلنَّفْس’’ (1 بطرس 2: 9، 11). عندما تكتنفك ظلمة هذا العالم، وتشعر بأنَّك تقف وحيدًا للدفاع عن الحق، تطلَّع إلى مثال دانيال. فدانيال تذكَّر دائمًا أنَّه ليس من هذا العالم، بالرغم من التجارب والضغوطات الموضوعة أمامه. وهو تشدَّد وتشجَّع وواجه العالم لأنَّه كان يعرف جيِّدًا أنَّه ينتمي إلى ملكوت الله وأنَّ الله واقف إلى جانبه. وهكذا، يدعونا الله إلى السلوك وفق مبادئه وأحكامه بدون الاقتداء […]
أكتوبر 14, 2021

لا تكن وحيدًا في الأيام الأخيرة

“وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَل رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ” (2تيموثاوس 4: 18). نحن لا نقرأ كثيرًا عن ديماس في العهد الجديد، لكن ما يمكننا قراءته يكشف عن حلقة مفرغة في مسيرته الروحية. في فليمون 24، يذكر بولس ديماس كواحد من “الْعَامِلِينَ مَعِه” إلى جانب أسماء مألوفة مثل مرقس ولوقا، وفي رسالة كولوسي، يذكُرُه بولس مرة أخرى بشكل إيجابي، ولكن هنا، في 2تيموثاوس، يكتب بولس، “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي، وَكِرِيسْكِيسَ إِلَى غَلاَطِيَّةَ، وَتِيطُسَ إِلَى دَلْمَاطِيَّةَ” (4: 10). يا لها من مأساة! هناك أشياء قليلة تُحطِّم قلب خادم الله أكثر من رؤية الأشخاص الذين كان من الممكن أن يفعلوا أشياء عظيمة من أجل الرب يُضِلُّون عنه. لهذا حزن بولس على ديماس، الذي قرر اتباع سراب نجاح العالم بدلاً من خدمة ملك الملوك. ربما لديك ديماس في حياتك، ربما ابنًا، أو أبًا، أو أخًا، أو صديقًا مُقرَّبًا، أيًا من كان، فقد أحببته كثيرًا، لكن اختياراته حطمت قلبك. إذا كان […]
أكتوبر 13, 2021

تكلَّم بالحق في الأيام الأخيرة

“اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ” (2تيموثاوس 4: 2). اقرأ 2 تيموثاوس 4: 1-8. طلب بولس من تيموثاوس أن يتكلم بالكلام الذي تكلَّم به الله بالفعل، لا أكثر ولا أقل، وحثَّهُ على عدم التعامل مع كلمة الله بتهاوُن بتلطيفها أو التخفيف من شدتها لجعلها أكثر قبولًا لدى جيل جديد. يجب أن نكون أمناء تجاه كلمة الله المقدسة، ونكرز بها مثل تيموثاوس “في وقت مناسب وغير مناسب” (2تيموثاوس 4: 2). قد لا تكون قسًا مثل تيموثاوس، لكن هذا لا يعني أن مسئوليتك في مشاركة الكلمة أقل أهمية، فجميع أتباع يسوع مدعوون للمشاركة بالإنجيل (اقرأ متى 28: 19-20 و1بطرس 3: 15). نحن نعيش في الأيام الأخيرة، ونقترب شيئًا فشيئًا من تلك اللحظة المجيدة لمجيء يسوع. كل من يعرف يسوع ينتظره بشوق شديد، لكن الوقت بالنسبة للضال مُقَصَّر، ومن هنا الضرورة المُلِحَّة للمشاركة بحق الإنجيل دون أن ينفذ صبرنا. يجب أن نكون مستعدين ويقظين، باحثين عن فرص لمشاركة الحق مع الآخرين، فالناس يموتون […]
أكتوبر 12, 2021

الثبات في الأيام الأخيرة

“كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ” (2تيموثاوس 3: 16). اقرأ 2تيموثاوس 3: 10-17 يُخبِر بولس تيموثاوس أنه يجب أن يثبُت في حق الإنجيل وفي معرفة واتِّباع قصد الله لحياته، وأن يثبُت ايضًا في الصبر والمحبة. لن نتمكَّن من إطاعة هذه الدعوة ما لم نتمسَّك بكلمة الله. لا يخضع الكتاب المقدس لأهواء المشاهير أو للثقافة الشعبية؛ فالله لا يتغيَّر مثل باقي الأشياء التي تتغيَّر، لذلك إذا أردنا أن نتبع مشيئته عندما تزداد الأيام إظلامًا، يجب أن نعتمد على الكتاب المقدس في توجيهنا وإرشادنا. نحن بحاجة إلى قراءته وإطاعته ومعرفته والعيش به لأنه هو الحق، كله وليس جزءًا منه أو الأجزاء التي نحبها فقط، بل كل جملة وكل كلمه به هي الحق. لا يوجد مثيل للكتاب المقدس على الإطلاق؛ فكل كلمة به موحى بها من روح الله القدوس. لقد قام بالطبع مؤلفون من البشر بكتابة الكلمات، لكن الله هو الذي أعدَّهُم لكتابتها وفقًا لمشيئته. نتج كل سفر من الكتاب المقدس عن مجموعةٍ خاصةٍ […]
أكتوبر 5, 2021

لو كان يسوع هناك..

“قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟” (يوحنا 11: 25-26) اقرأ يوحنا 11: 1-44 عندما نتعرَّض لحادث مأساوي، غالبًا ما نتَّهم الله بأنه بعيد، ونتساءل “أين كان؟” منذ ما يقرب من 2000 عام، واجهت امرأة يسوع بنفس هذا السؤال. كان لعازر أخ مرثا مريضًا للغاية، فأرسلت في طلب يسوع، عالِمة أن باستطاعته أن يشفيه بسهولة. لكن يسوع لم يصل إلا بعد أن مات لعازر بأربعة أيام، فقالت له مرثا: “لو كنت ههنا، لم يمُت أخي!” لقد مررتُ بنفس ألم مارثا من قبل؛ فقد أخذ الرب والدتي إلى منزلها الأبدي بعد فترة وجيزة من تسليم حياتي للمسيح، وكانت صرختي آنذاك “لو كنت جئت لتشفيها لما ماتت!” عندما نصلي بحرارة مثل مريم ومرثا، نريد أن يجيب يسوع في الحال، لكنه في بعض الأحيان لا يفعل ذلك. لكن ما سبب ذلك؟ ألا يهتم؟ يا صديقي، إن يسوع لم يتجاهل آلام مريم ومرثا، وعلى الرغم من […]
أكتوبر 4, 2021

يسوع هو المُخلِّص الوحيد

“لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ” (يوحنا 3: 17). اقرأ يوحنا 3: 16-19، 31-36. قال “جون ستوت” ذات مرة: “المسيحية دين إنقاذ”، فهي تُعلِن الأخبار السارة للخلاص. لقد وُلِدنا جميعًا في حالة من الخصام مع الله، وفي طريقنا إلى الجحيم والدمار (اقرأ رومية 6: 23). قد يقول لك أحدهم: “لا تقلق، فيسوع كان مُعلِّمًا صالِحًا” لكن لا، ومليون لا، فيسوع أعظم وأكبر بلا حدود من كونه مجرد مُعلِّم، فهو مُخلّص، وقد أعلن ذلك في يوحنا 14: 6. تُزيِّف الثقافة العلمانية الحقيقة فتقوم بتعريف يسوع على أنه مجرد مُعلِّم عظيم، وكأنه مثل الإسكندر الأكبر أو نابليون العظيم، لكن يسوع لم يكن العظيم، يسوع هو الوحيد. يسوع فريد من نوعه؛ لا نظير له ولا منافس، ولا سَلَف ولا خليفة. هو فريد من نوعه لأنه المُخلِّص الوحيد، وهو حي اليوم. أصبح يسوع إنسانًا، ومات على الصليب من أجل خطايانا، وقام ثانيةً ليُنقِذنا – ليس فقط لكي ينصحنا أو يحذِّرنا أو يُعلِّمنا، بل جاء لكي يُخلِّصنا من […]
أكتوبر 3, 2021

الأسد والحَمَل

“لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ.. لِذلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا، وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ” (فيلبي 2: 7، 9) اقرأ فيلبي 2: 5-11. أولئك الذين يرون أن يسوع هو حَمَلُ الله الوديع فقط ينسون أنه أيضًا أسد يهوذا القوي. عندما قال يسوع: “أَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ” (متى 11: 29)، لم يكن يعني أنه ضعيف أو خائف، بل هو قوة تحت السيطرة. يكشف تواضع المسيح الكثير عن قوته التي لا مثيل لها ومحبته المفرطة. عندما تجسَّد يسوع، حدَّ من قوته القادرة على خلق الشيء من العدم، والقادرة تمامًاعلى فعل كل شيء، واختار بدلًا من ذلك الرحمة والنعمة. عندما جُرِّب يسوع، ظل بلا خطية، وعندما علم بأن تلاميذه سوف يتركونه، قام بغسل أرجلهم. أي قوة أكثر من ترك مجد السماء والمجيء إلى الأرض لخلاص وخدمة الخطاة غير المُستحقين؟ لا تسيء الفهم: لقد أعرب يسوع في بعض الأوقات عن غضبه البار؛ فوبَّخ الفريسيين من أجل تمسُّكهم بحَرْفية الناموس، وقلب موائد أولئك الذين حولوا بيت أبيه إلى سوق. كلما رأينا يسوع يرد بالغضب، نرى […]