مصادر

ديسمبر 17, 2023

هدية غير عادية

وَلَكِنْ لَيْسَ كَٱلْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا ٱلْهِبَةُ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ ٱلْكَثِيرُونَ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ ٱللهِ، وَٱلْعَطِيَّةُ بِٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي بِٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَدِ ٱزْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!. -رومية 5: 15 لن نتمكَّن من فهم العمل الذي ابتدأه المسيح بميلاده إلَّا بقلوبنا وأذهاننا الروحية اقرأ رومية 5: 15 و2 كورنثوس 9: 15 سوف تفقد كلُّ هديَّة تتلقَّاها في الميلاد بريقها مقارنةً بالهبة النهائية، وهي الخلاص في المسيح يسوع. صعب علينا أن نسبر غور هذه الهبة التي منحها الله للعالم عند ولادة يسوع المسيح لقد قرأتُ الكتاب المقدس بكامله كلَّ عام على مدى عقود، لكني ما زلت أجد نفسي عاجزًا عن الكلام عندما أحاول وصف روعة الخلاص. كيف يمكنني تفسير نيل خاطئ مثلي الغفران؟ ‘‘كَبُعْدِ ٱلْمَشْرِقِ مِنَ ٱلْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا’’ (مزمور 103: 12). هذا الوعد، هذه الرسالة التي أعلنها الملائكة للرعاة الفقراء (لوقا 2: 10-11)، كافية لتجعلني أبتهج ترنُّمًا لقد جاء المسيح يسوع إلى الأرض ليُزيل عنَّا برَّنا الذاتي، وعارنا، وذنبنا، وهي كلُّها أشبه بالخرق البالية، ويُلبِسَنا برَّه الكامل عوضًا عنها. […]
ديسمبر 16, 2023

إلى حين

إِذًا نَحْنُ مِنَ ٱلْآنَ لَا نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا ٱلْمَسِيحَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، لَكِنِ ٱلْآنَ لَا نَعْرِفُهُ بَعْدُ. 2 كورنثوس 5: 16 بينما نحتفل بالمجيء الأوَّل للمسيح، يجب أن نتذكَّر أنَّه ملكنا الغالب الذي سيعود قريبًا ليُخْضِعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ اقرأ 2 كورنثوس 5: 16-18 اتَّخذ يسوع طبيعة بشرية بولادته الأرضيَّة لكي نصبح نحن الذين نحبُّه مواطنين سماويِّين. وهكذا، ارتضى يسوع، وهو الله، أن يتخلَّى عن استعلان مجده الآتي، وتشبَّه بنا، ووضع نفسه لكي يحرِّرنا من الخطيَّة ويجعلنا خليقة جديدة بقوَّة روحه هذا ما نحتفل به في الميلاد، فيسوع وُلد وصار إنسانًا مثلنا ليصالحنا بالله ويرفعنا إلى حياة جديدة فيه (2 كورنثوس 5: 17-18). لقِيَ ملك الملوك ترحيبًا على الأرض من رعاة متواضعين وفقراء لكي نلقى نحن المؤمنون به قبولًا من أبينا السماوي الذي لا مثيل له لكن بينما نحتفل بميلاد المسيح المجيد اليوم، يجب ألَّا ننظر إليه كطفل مضطجع في مذود، فهو جالس الآن عن يمين الله الآب يحكم في مجده. لقد اكتمل وقته على […]
ديسمبر 15, 2023

القوَّة الحقيقيَّة من خلال الثقة بالله

فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ ٱفْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. 2 كورنثوس 8: 9 اتَّخذ يسوع الضعف البشريّ لكي ينتصر على خطيَّة العالم، وهو أعلن لنا بذلك أنَّنا نستمدُّ القوَّة الحقيقيَّة من الثقة بربّ الكلّ ومن الخضوع له اقرأ 2 كورنثوس 8: 9 عندما وُلد يسوع المسيح، كان أغسطس قيصر حاكم الإمبراطورية الرومانية (لوقا 2: 1-7)، وكانت حياة هذا الأخير في تناقض تام مع حياة يسوع في تلك المرحلة من التاريخ، فلقد كان قيصر في أوج قوته، فيما بدا يسوع مسكينًا عاجزًا. كان قيصر ينام على سرير من ذهب مكسوٍّ بأجود أنواع البطانيَّات المصنوعة من الكتان الناعم، فيما يسوع مضطجع في مذود مخصَّص لإطعام الحيوانات، ومقمّط بخرق الفقراء لكن مَن منهما كان الأعظم في القدرة آنذاك؟ لقد كان الطفل يسوع إلهًا بكليَّته، ‘‘حَامِلًا كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ’’ (عبرانيين 1: 3). لقد اختار يسوع طوعًا النزول من السماء واتّخاذ طبيعة بشرية ليموت على الصليب من أجل خطايانا. فهو الذي كان أغنى من قيصر إلى أقصى […]
ديسمبر 14, 2023

تناقض ظاهريّ

لِأَنَّنَا نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ. 2كورنثوس 4: 11 يجسِّد ميلاد المسيح المفارقات الكامنة في الإيمان المسيحي، ومن خلال قبول ما نعجز عن سبر غوره بالكامل، نعلن أنَّ الله هو الله، وأنّنا مجرَّد بشر اقرأ 2 كورنثوس 4: 8-12 لقد سُلِّمنا نَحْنُ المؤمنون لِلْمَوْتِ لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ (2 كورنثوس 4: 8-12). نحن نقبل هذا التناقض الظاهري أو هذه المفارقة الظاهرية لكي نحيا في المسيح لا تشبه المسيحيَّة أيَّ ديانة أخرى لأنَّها مليئة بمفارقات مماثلة، وتتطلَّب كلٌّ مفارقة إيمانًا لتصديقها. فإذا أردنا أن نكون مؤمنين في عالمنا العِلميّ، يجب أن نخضع لهذه الحقيقة الجميلة، وهي أنَّ طرق الله أعلى من طرقنا يعلِّمنا الإيمان المسيحي أنَّ باستطاعتنا أن نرى غير المنظور، وأن نغلب من خلال الاستسلام، وأنَّنا نجد الراحة تحت نير المسيح، وأنَّنا نصبح عظماء عندما نضع أنفسنا، وحكماء من خلال السلوك كجهَّال، وأحرارًا عندما نصير خدَّامًا، وأنَّنا نمتلك كلَّ شيء عبر تخلِّينا عن كلِّ شيء، […]
ديسمبر 13, 2023

سلام في جميع الظروف

وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. -فيلبِّي 4: 7 اقرأ فيلبي 4: 4-8 منذ أكثر من ألفي عام، ظهر ملاك الرب لرعاة ساهرين على قطعانهم في حقل خارج مدينة بيت لحم، وأعلن قائلًا: ‘‘ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّة’’ (لوقا 2: 14). لكن، ومع حلول عيد الميلاد كلَّ سنة، يبدو السلام بعيد المنال أكثر مما كان عليه في العام السابق بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يتقابلوا مع رئيس السلام الحقيقي ولم يقبلوه في حياتهم (إشعياء 9: 6-7) لكنْ يوجد سلام من نوع آخر يعلِّق عليه كثيرون آمالهم، غير أنَّه سلام مزيف ومخادع. إنه نسخة مقلَّدة عن السلام الحقيقي، بل هو فترة راحة مؤقتة نتيجة محاولتنا إشباع رغباتنا الحقيقية من خلال الممتلكات المادية أو الإدمان، لكنَّ هذا السلام المزيَّف لا يؤدي إلا إلى الدمار وإلى مزيد من الاستعباد لنمط سلوكي عاجز عن إشباع رغباتنا العميقة، وبالتالي فإنَّ أي شعور بالارتياح في ظلِّ هذا النوع من السلام هو حتماً مؤقت يوجد أيضًا سلام […]
ديسمبر 12, 2023

سلام في تسبيح الله

فَهُوَذَا مُنْذُ ٱلْآنَ جَمِيعُ ٱلْأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لِأَنَّ ٱلْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَٱسْمُهُ قُدُّوسٌ. -لوقا 1: 48-49 اقرأ لوقا 1: 46-56 عندما أعلن الملاك جبرائيل لمريم أنَّها ستحمل قريباً بابن الله، كان بإمكانها التركيز على ما ينتظرها من صعوبات ومشقَّات بسبب هذا الحَمل، لكنَّها لم ترتعب ولم تهتزّ، بل سألت الملاك سؤالاً بسيطًا: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟’’ (لوقا 1 :34). كان سؤالها نابعًا من قلب صادق، ولم يكن تعبيرًا عن شك أو تمرُّد، وعندما أخبرها الملاك جبرائيل بأنَّها ستحمل بصورة فائقة للطبيعة، نتيجة عمل الروح القدس فيها، أجابت فورًا: ‘‘هُوَذَا أَنَا أَمَةُ ٱلرَّب’’ (الآية 38) جاء ردُّها جميلًا ومتواضعًا، لائقًا بالمرأة التي اختارها الله لتكون أمًا لابنه، لكنَّ مريم لم تكتفِ بهذا الردّ، بل كانت لها استجابةٌ أخرى أيضًا تردَّد صداها عبر القرون ضمن ما يُعرَف اليوم باسم ‘‘نشيد مريم’’ أو ‘‘ترنيمة التمجيد’’. في هذه الترنيمة، تعطينا مريم مثالًا نقتدي به، مثالًا يعيدُنا إلى السلام يبدأ النشيد هكذا، ‘‘تُعَظِّمُ نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، …’’ (لوقا 1: […]
ديسمبر 11, 2023

سلام نابع من روح متَّضعة

فَدَخَلَ إِلَيْهَا ٱلْمَلَاكُ وَقَالَ: «سَلَامٌ لَكِ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ» -لوقا 1: 28 اقرأ لوقا 1: 26-38   تشكِّلُ علاقة مريم العميقة والراسخة بالله نموذجًا يجب أن نقتدي به جميعًا، كبارًا وصغارًا يبدو أنَّ مريم لم تنعم بحياة سهلة، فهي نشأت في مجتمع يولي أهمية للرجال دون النساء، وعاشت فقيرةً في الناصرة المعروفة بكونها مجرَّد بلدة عادية، وبالتالي، كانت هي أيضًا فتاة عادية من منظور دنيويّ. فضلًا عن ذلك، عندما حبلت مريم بقوة الروح القدس، كانت مخطوبة لرَجُل، ولم تكن قد تزوَّجت بعد، فأدركت أنَّ حملها سيتسبَّب بفضيحة فظيعة قد تؤدي إلى إقصائها أو نبذها أو حتَّى رجمها حتى الموت لكن وبما أنَّ الصورة التي كوَّنتها عن نفسها كانت راسخة في كلمة الله، استطاعت أن ترفع رأسها بدون أي ادِّعاء أو زيف، بل بكلِّ ثقة، عالمةً أنَّ الله هو مَن يمنحها سلامًا. كانت مريم تعرف جيِّدًا وعود الله لشعبه في العهد القديم، فلقد كان هؤلاء أجدادها وهي شاركتهم الرجاء نفسه. لذا، عندما تراءى لها الملاك […]
ديسمبر 10, 2023

سلام منبثقٌ من وعد الله

وَكَانَ رَجُلٌ فِي أُورُشَلِيمَ ٱسْمُهُ سِمْعَانُ، وَهَذَا ٱلرَّجُلُ كَانَ بَارًّا تَقِيًّا يَنْتَظِرُ تَعْزِيَةَ إِسْرَائِيلَ، وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كَانَ عَلَيْهِ. -لوقا 2: 25 اقرأ لوقا 2: 25-35 كان الروح القدس قد أعلن لسمعان أنَّه سيعيش حتَّى مجيء المسيح المنتظر، وأوحى له بأن يرى المخلِّص بأمِّ عينَيه قبل مماته، وهكذا، عاش سمعان حياته متنعِّمًا بسلامِ هذا الوعد، ولم يعلِّق آماله على تصريحات أصحاب النفوذ والسلطة في أيَّامه، بل على وعود الله يذكر إنجيل لوقا ثلاث صفات تميَّز بها سمعان وقد سُرَّ قلبُ الله بها، وهي أنَّه رجلٌ تقيٌّ وبار وأنّه ينتظر تعزية إسرائيل. نحن نعلم أنَّ على مَن يريد أن يكون بارًّا وتقيًّا أن يطيع وصايا الله. لكن ما معنى انتظار سمعان ‘‘تعزية إسرائيل’’؟ (لوقا 2: 25). يعني هذا أنَّه كان ساهرًا ومتيقِّظًا في خدمته بانتظار أن يتمِّم الله الوعود التي قطعها لشعبه من سفر التكوين حتَّى سفر ملاخي عندما حمل سمعان الطفل يسوع بين ذراعَيه في ذلك اليوم في الهيكل، استرجع تاريخ إسرائيل وصولًا إلى وعد الله لآدم وحواء في الجنَّة (تكوين […]
ديسمبر 9, 2023

لا تجارب في السماء

‘‘وَلَكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا ٱلْبِرُّ’’ (2 بطرس 3: 13) السماء هي المكان الذي سنخدم فيه الرب إلى الأبد بدون مصادر اللهو التي تعيقنا في هذا العالم. ‘‘وَلَا تَكُونُ لَعْنَةٌ مَا فِي مَا بَعْدُ. وَعَرْشُ ٱللهِ وَٱلْخَرُوفِ يَكُونُ فِيهَا، وَعَبِيدُهُ يَخْدِمُونَهُ’’ (رؤيا 22: 3). تشير كلمة ‘‘يخدم’’ في هذا المقطع إلى خدمة ممتلئة بالفرح والحماسة، وليس إلى عمل روتيني في السماء، سيعرف المؤمنون كلَّ المعرفة، ‘‘فَإِنَّنَا نَنْظُرُ ٱلْآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. ٱلْآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ ٱلْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ’’ (1كو 12:13). أيًّا تكن الأسئلة التي تولِّد صراعًا في داخلنا اليوم بشأن الألم والمعاناة والشر، سوف نفهم الحقَّ أخيرًا من منظور الله ما أروع الوقوف في محضر الله لكي نعبده! لا يشبه الوقت الذي نمضيه في السماء تلك الاجتماعات المليئة بالطقوس الشعائرية اليائسة التي تحضرونها في الكنائس، بل هو وقت مليء بفرح لا يُنطق به ومجيد. ‘‘وَبَعْدَ هَذَا سَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنْ جَمْعٍ كَثِيرٍ فِي ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا: «هَلِّلُويَا! ٱلْخَلَاصُ وَٱلْمَجْدُ […]
ديسمبر 8, 2023

الماضي، والحاضر، والمستقبل

‘‘وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ ٱلرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ ٱلصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ ٱلرَّبِّ ٱلرُّوحِ’’ (2 كورنثوس 3: 18) يعلِّمنا الكتاب المقدس بوضوح شديد عن ضرورة الحفاظ على الترابط بين الماضي، والحاضر، والمستقبل إذا أردنا أن نعيش حياة مسيحيَّة متوازنة. فنحن نتعلَّم من أخطاء الماضي وننمو من خلالها، ونسلك مع الله في  الحاضر، ونترقَّب بفرح رجاءنا بالمسيح في المستقبل. يجب أن نربط بين هذه الأمور كلِّها يعلِّمنا الكتاب المقدس أيضًا أن جوانب كثيرة من الحياة المسيحيَّة مرتبطة بالماضي والحاضر والمستقبل: الخلاص– نحن نلنا الخلاص في الماضي. ففي لحظة قبولكم المسيح، نلتم الخلاص. نحن مخلَّصون كلَّ يوم وسنبقى مخلَّصين إلى الأبد التغيُّر– عندما نلنا عطيّة الخلاص، سكب الله الروح القدس في قلوبنا وصرنا خليقة جديدة، واليوم، صار هذا الحدث من الماضي. لكن يجب أن ننمو أيضًا في الوقت الحاضر لنصبح أكثر شبهًا بيسوع المسيح، وسنتغيَّر أيضًا في المستقبل. هذا هو التغيير الأكثر مجدًا على الإطلاق لأننا سنصبح كاملين مثل المسيح ملكوت الله– لقد […]
ديسمبر 7, 2023

حقيقة السماء والجحيم

‘‘وَيَجْتَمِعُ أَمَامَهُ جَمِيعُ ٱلشُّعُوبِ، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ كَمَا يُمَيِّزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ’’ (متى 25: 32) اقرأ متى 25: 31-46 لطالما حذَّر يسوع من العذاب الأبدي الذي ينتظر أولئك الذين يموتون في خطاياهم، ومع ذلك، يتجنَّب معظم الوعَّاظ اليوم التكلُّم عن موضوع الجحيم برمَّته. لكن، يجب أن نوضح أن الجحيم مكان حقيقي أوَّلًا، قال يسوع إنَّ الجحيم هو مكان احتجاز. فهو شبَّهه بالسجن في إنجيل متى 18: 21-35، لكنَّ الجحيم أسوأ بكثير من أيِّ سجن أرضيّ، فالسجن الأرضيّ يحتجز جسد الإنسان فحسب، ولا يستطيع أن يمسّ الروح إطلاقًا، فيترك للسجين الحرية ليعبد الله ويتخيَّل ويحلم بدون أن يقيِّد  نفسه، أمَّا الجحيم، فهو سجن للجسد، والنفس، والروح معًا. إنَّه مكان انعدم فيه الرجاء ثانيًا، الجحيم مكان مظلم تمامًا (متى 22: 13؛ 25: 30). تخيَّلوا العالم بدون شروق وغروب، وبدون نهار وليل، وبدون شفق وفجر. إنَّه عالم يسوده ظلام حالك دائمًا وإلى الأبد. وفي هذا العالم، لا تخيِّمُ الظلمة على الأشياء المادية فحسب، بل إنَّها تطال النفس والروح معًا، فيسيطر اليأس […]
ديسمبر 6, 2023

محاربة الأسد الزائر

‘‘اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا. لِأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ’’ (1 بطرس 5: 8) اقرأ 1 بطرس 5: 8–9 يطارد الأسد فريسته خلسةً لئلّا تتمكَّن من الإفلات منه عندما تكشف أمره، وما إن تعلق بين مخالبه ويُحكم سيطرته عليها حتَّى يزأر منتصرًا. هذه هي الصورة التي يرسمها لنا الرسول بطرس في رسالته، مبيِّنًا أنَّ الشيطان يتقدَّم خلسة ليوقع المؤمن في قبضته. لذا، عندما وصف أساليب الشيطان، قال محذِّرًا: ” اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا” (1 بطرس 5: 8) ما معنى ‘‘أن نصحو’’؟ لم يقصد بطرس بكلامه أن نتجنَّب الثمالة، مع أنَّ الكتاب المقدَّس يعلّمنا بوضوح ألَّا نسكر بالخمر (أفسس 5: 18). أمَّا السُّكر الروحي فهو العيش في عصيان لكلمة الله، فعندما يعيش الإنسان على هذا النحو، تصبح حواسه الروحيَّة مخدَّرة، فيغفل عن مخطَّطات العدو، لكنَّ الله زوَّد أبناءه بسلاح روحيّ فعَّال يمكنهم استخدامه، وهو عبارة عن لباس دائم، وأسلحة دفاعيَّة، وسلاح هجوم لا يُضاهى، وقد وصفه الرسول بولس في رسالة أفسس 6: 13- 17 يبدأ الزيَّ الذي يتعيَّن على المؤمن لِبسُه […]