مصادر

أغسطس 28, 2023

كيف تهرب من التجربة؟

‘‘بِمَ يُزَكِّي ٱلشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلَامِكَ… خَبَأْتُ كَلَامَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلَا أُخْطِئَ إِلَيْكَ’’ (مزمور 119: 9، 11) تدعونا كلمة الله إلى الهروب من التجربة ومقاومة إبليس (2 تيموثاوس 2: 22 ويعقوب 4: 7). لكنْ يحاول المؤمنون بمعظمهم مقاومة التجربة والهروب من إبليس، فيفشلون، مع العلم أنَّ يسوع لم يقاوم التجربة، بل هرب منها، تاركًا لنا مثالًا نقتدي به. عندما كان يسوع في البرية، واجه ثلاث تجارب تشمل شتَّى أنواع التجارب التي يمكن أن نواجهها، وهي الشهوة، واكتساب الشعبيَّة، والسلطة، لكنَّه انتصر عليها كلِّها. يذكر إنجيل متَّى 4: 1-4 أنَّ الشيطان جاء إلى يسوع بعدما صام أربعين يومًا وأربعين ليلة ليجرِّبه. ولمَّا كاد يسوع أن يجوع، بطبيعته البشريَّة، استغلّ الشيطان ضعفه الجسدي، وانتقى كلماته بدهاء، ليزرع بذور الشكّ في ذهنه، فقال له: ‘‘إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ…’’ (متى 4: 3) كانت لدى الشيطان رغبة واحدة، وهي حثّ يسوع على مخالفة وصايا الله الآب. وبدت التجربة الأولى بريئة. فعندما جاع يسوع أخيرًا، أصبحت حاجته إلى الطعام مشروعة، وكان بإمكانه تلبيتها من […]
أغسطس 27, 2023

اثبتوا فيّ

‘‘أَنَا ٱلْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ ٱلْأَغْصَانُ. ٱلَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لِأَنَّكُمْ بِدُونِي لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا’’ (يوحنا 15: 5). ‘‘مكتوب!’’ هذه هي الكلمة التي أسكتت الشيطان في إحدى أقوى المعارك الروحيَّة التي خاضها يسوع في البرية، ويمكننا نحن أيضًا أن نعلنها في وجه التجارب. فمع كلّ تجربة، يسعى الشيطان إلى إبعادنا عن محبَّة الله وكلمته لكي يوقعنا في محبَّة الذات. ما هو هدفه الأساسي من ذلك؟ نسف خطَّة الله لحياتنا وانتزاع قوَّته. لكن لا تفقد عزيمتك، فالله أوجد لك سبيلًا للانتصار على التجربة. فإذا أردنا أن ننتصر كما يسوع، يجب أن نتسلَّح بكلمته المكتوبة وأن نعلنها قائلين: ‘‘مكتوب!’’ اقرأ ما جاء في إنجيل متَّى 4: 1- 11. تعمَّد يسوع بالماء مباشرةً قبل أن يصوم لمدَّة أربعين يومًا ويواجه الشيطان في البريَّة. فهو أراد أن يتشبَّه بنا، مع أنَّه كان بلا خطيَّة. فلقد كان يسوع إنسانًا بكليَّته وواجه شتَّى أنواع التجارب، لكنَّ معموديَّته أطلقته لعمل المسيح الخلاصي لأنَّه كان إلهًا بكليَّته أيضًا. آنئذٍ، توَّج الله الآب يسوع […]
أغسطس 25, 2023

خطر مراعاة الإثم

‘‘إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ. لَكِنْ قَدْ سَمِعَ ٱللهُ. أَصْغَى إِلَى صَوْتِ صَلَاتِي’’ (مزمور 66: 18-19) يقول كاتب المزمور في المزمور 66: 18، ‘‘إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لَا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّب’’. ماذا تعني ‘‘مراعاة الإثم’’؟ قصد بها كاتب المزمور محبَّة الخطيَّة. فهو كان يتحدَّث عن الالتصاق بالخطيَّة والاستمتاع بها وتبريرها. هذا هو نوع الخطايا الذي يعيق استجابة صلواتنا يصف الأصحاح الخامس من رسالة كورنثوس الأولى مأساة وقعت في كنيسة كورنثوس عندما سُمع أنَّ بين المؤمنين زنى، وأنَّ الزاني يُراعي هذا الإثم في قلبه، حتّى أصبح غاليًا جدًّا عليه وأعاق عمل الرب تمامًا في حياته. وكان الأمل الوحيد في استرداده يكمن في تعرُّضه لصدمة تُرجعه إلى رشده، من خلال مواجهته عواقب خطيَّته ليس على الخطيَّة التي نراعيها في قلوبنا أن تكون بالضرورة رديئة مثل خطيَّة الزنى. فهي قد تكون أقل قذارة حتَّى إنَّها قد تبدو محترمة. فلنأخذ على سبيل المثال الحاكم الشاب الغني الذي جاء إلى يسوع وسأله، ‘‘مَاذَا أَعْمَلُ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّة؟’’ وإذ كان يسوع […]
أغسطس 24, 2023

أهمية وضع الأمور في نصابها الصحيح

‘‘وَلَكِنَّ ٱلْكُلَّ مِنَ ٱللهِ، ٱلَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ’’ (2 كورنثوس 5:  18) عندما نتناول موضوع الغفران، يجب أن ندرك أنَّنا سنجد أنفسنا عاجلًا أم آجلًا في مواقف تستدعي إمَّا أن نغفر للآخرين أو أن نطلب غفرانهم، لكن سواء كنَّا نحتاج إلى غفران أو كنَّا نصارع لنغفر لمَن أساء إلينا، فإنَّ الرغبة في وضع الأمور في نصابها الصحيح تبقي علاقتنا بالله قوية قال يسوع في الموعظة على الجبل، ‘‘فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،  فَٱتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ ٱلْمَذْبَحِ، وَٱذْهَبْ أَوَّلًا ٱصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ’’ (متى 5: 23-24). إذا أسأت إلى أحدهم عمدًا ولم تعوِّض عن الخطأ الذي ارتكبتَه بحقّه، يمكنك أن تقدِّم ما شئت من قرابين، لكن ما يريده الله فعلًا هو أن تتصالح مع أخيك قد يبدو كلام يسوع غريبًا للوهلة الأولى. لماذا قد يمتنع الله عن سماع صلواتنا إذا كنا نحتاج إلى أن يسامحنا شخص آخر؟ فالله إله غفور في الأساس، وهذا ما جعل علاقتنا به […]
أغسطس 23, 2023

القلب الغفور

‘‘كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ’’ (أفسس 4: 32)  يذكر الكتاب المقدَّس أنَّه في إحدى المناسبات، تقدَّم بطرس إلى يسوع وسأله، ‘‘يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟’’ ولمَّا اعتبر نفسه رجلًا صالحًا محبًّا للخير، أجاب بنفسه عن السؤال قائلًا، ‘‘هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟’’ (متى 18: 21). لكنّ يسوع كشف الخطأ في فكر بطرس، وابتعاد قلبه عن قلب الآب، فقال، ‘‘لَا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ’’ (عدد 22). يجب أن نغفر للآخرين مرارًا كثيرة إلى أن نفقد قدرتنا على العدّ. فمغفرتنا لا تكون فعليَّة، إذا احتفظنا بسجلّ بالأخطاء وبعدد المرَّات التي نغفر فيها الآخرين تُعاق صلواتنا بسبب روح عدم الغفران. ففي مَثَل العبد الذي لا يغفر الوارد في إنجيل متى 18: 23-25، يخبرنا يسوع عن العبد الذي يدين لسيِّده بمبلغ يفوق مجموع الرواتب التي يمكن أن يكسبها طوال حياته، لكن السيّد تحنَّن عليه وأطلقه وترك له الدَّين. ولمَّا خرج ذلك العبد من محضر سيده، […]
أغسطس 22, 2023

التوازن الدقيق

‘‘لِأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لِأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ’’ (1 بطرس 2: 21) أعطى الله الإنسان الأوَّل هدية رائعة في جنَّة عدن، وهي الزوجة. إنَّها الامرأة التي تناسبه تمامًا، وقد صمَّمها الله لتكون أفضل شريك له في الحياة. لكنَّ الزواج ليس عمليَّة تلقائيَّة، وإنَّما يجب الحفاظ عليه. يجب على الأزواج والزوجات أن يعيشوا بما يليق بدعوة الله لحياتهم، وإلَّا فستخرج الأمور عن توازنها ولن تسيء إلى  العلاقة الزوجيَّة فحسب إن التوازن في الزواج المسيحي دقيق بدقَّة الصيغة الكيميائيَّة. يجب على الزوج أن يحبَّ زوجته وأن يسلم نفسه لأجلها، كما وينبغي على الزوجة الخضوع طوعًا لذبيحة المحبَّة. إذا لم يكن هذان العنصران متوازنين، تخرج العلاقة الزوجية عن السيطرة، ويكفي أحيانًا ارتكاب خطأ واحد في الصيغة الكيميائية لإحراق مجموعة الأدوات الكيميائيَّة بكاملها. لذا، أوصى الرسول بطرس الزوجات بالحفاظ على التوازن الدقيق في العلاقة الزوجيَّة ‘‘لِكَيْ لَا تُعَاقَ صَلَوَاتُهن’’ (1 بطرس 3: 7) عندما يتخلَّى الزوجان عن خطَّة الله، لا تتأثَّر علاقتهما الزوجيَّة فحسب، بل أيضًا تتأثَّر علاقة […]
أغسطس 21, 2023

قيمة الحكمة الالهية

“كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ” (أفسس 1: 17) عندما تكون لدينا حكمة إلهية، نرى الأشياء من منظور أبدي – وليس من منظور العالم المؤقت، وعندما نرى الأشياء من منظور أبدي، نقبل التحدِّيات والمنعطفات غير المتوقعة في الحياة، ونصبح قادرين على مواجهة العقبات، وتحويلها من عوائق إلى نقاط انطلاق. نقرأ في سفر الجامعة: “اَلْحِكْمَةُ صَالِحَةٌ مِثْلُ الْمِيرَاثِ، بَلْ أَفْضَلُ لِنَاظِرِي الشَّمْسِ. لأَنَّ الَّذِي فِي ظِلِّ (ملجأ) الْحِكْمَةِ هُوَ فِي ظِلِّ الْفِضَّةِ (المال)، وَفَضْلُ الْمَعْرِفَةِ هُوَ: إِنَّ الْحِكْمَةَ تُحْيِي (تحفظ) أَصْحَابَهَا.” (جامعة 7: 11-12). يقول سليمان أننا عندما نواجه مواقف صعبة في الحياة، تكون الحكمة أغلى بكثير من الميراث الكبير جدًا، فقيمة الحكمة الإلهية تظل كما هي ولا تُفْقَد أبدًا، والشخص الذي يتمتع بهذه الحكمة سوف يكون قادرًا على استخدام الثروة بحكمة، وسيستطيع أن يُبارك الآخرين، أما الشخص الأحمق فيمكنه أن يُضَيّع ثروة بالمليارات في أيام قليلة. تمنحنا الحكمة الإلهية منظورًا ورؤيةً وهدفًا للحياة. إذا كانت لدينا حكمة إلهية، فسيكون لدينا توازن في الحياة، […]
أغسطس 20, 2023

روح الحكمة

“وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ” (يعقوب 1: 5) يقول سليمان أن الحكمة ستمنحنا القوة للعيش في هذه الحياة. “اَلْحِكْمَةُ تُقَوِّي الْحَكِيمَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ مُسَلِّطِينَ، الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَدِينَةِ” (جامعة 7: 19). أثناء سيرنا في هذا العالم، سوف نواجه الإغراء والتلاعب والإغواء والخداع من الشيطان، ويمكننا أن نتوقع مواجهة كل هذه الأشياء في الحياة، لكن الحكمة الإلهية ستمنحنا القدرة على تمييز فِخَاخ الشيطان، والقوة للتغلُّب عليها، ولتجنُّب الوقوع في شَرَكْ هذا العالم، وهذا هو ما سيمنحنا القوة لنسير في بر الله فقط. أقرَّ سليمان بأن الحكمة ذات قيمة كبيرة وأنها أمر يستحق السعي إليه: “كُلُّ هذَا امْتَحَنْتُهُ بِالْحِكْمَةِ. قُلْتُ: «أَكُونُ حَكِيمًا». أَمَّا هِيَ فَبَعِيدَةٌ عَنِّي. بَعِيدٌ مَا كَانَ بَعِيدًا، وَالْعَمِيقُ الْعَمِيقُ مَنْ يَجِدُهُ؟” (جامعة 7: 23-24). لكن كيف نحصل على الحكمة الالهية؟ نستطيع أن نحصل عليها عندما يسكن روح الله القدوس بداخلنا. (للروح القدس العديد من الأسماء، وروح الحكمة هو أَوَّلها). يجب أن نمتلئ بروح الله كل يوم، […]
أغسطس 19, 2023

الحكمة الحقيقية

“لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ” (أمثال 3: 7) غالبًا ما يحاول أولئك الذين لديهم حكمة العالم ادّعاء أن حكمتهم هي من الله، فحكمة العالم تختبيء خلف ستار الدين او الروحانية، لكن الفرق شاسع بين حكمة هذه الأديان الزائفة وبين الروحانية الحقيقية المتأصلة في العلاقة مع يسوع المسيح. إن حكمة الله نقية الدافع، ولطيفة ورحيمة، وليست متعجرفة أو مغرورة أو قاسية أو غير غافرة، كما أنها لا تخلق نزاع أو انشقاق، بل تُنتِج ثمارًا جيدةً وتباركنا. تتفق حكمة الله دائمًا مع كلمته. يجب على المؤمنين أن يطلبوا حكمة الله في كل شيء: في البحث عن شريك الحياة، أو تربية الأطفال، أو تسوية النزاعات في الحياة، أو بدء أي مشروع جديد، وهذه الحكمة هي القدرة على تطبيق كلمة الله بشكل دقيق وصحيح، ليس فقط في حياة المؤمن، بل في حياة الآخرين. أولئك الذين لديهم هذه الهبة، باستطاعتهم تقدير المواقف بشكلٍ جيدٍ ولديهم بصيرة روحية تساعدهم على التصرف بشكل سليم. الحكمة الحقيقية تمجد الله. يُدرك المؤمنون وغير […]
أغسطس 18, 2023

الحكمة الطبيعية وحكمة العالم

“أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟” (1كورنثوس 1: 20) ترتبط المعرفة بالحكمة ارتباطًا وثيقًا، ولكن هناك فرق بينهما؛ فالمعرفة هي تخزين المعلومات، والحكمة هي القدرة على تطبيق المعلومات الصحيحة في موقف معين. من منظور العالم، تساعدك المعرفة على العَيش، أما الحكمة فتمنحك حياة مُشبعة. يفيض عالمنا بالمعرفة، لكن تنقصه الحكمة؛ وهذا ما يجعل هذه الهبة ذات قيمة لجسد المسيح. في كولوسي 1: 9، يصلي بولس قائلًا: “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ”. من الواضح أن هذه الهبة المنشودة يجب أن يمتلئ منها جميع المؤمنين وينموا فيها. لكي نفهم تمامًا هبة حكمة الله الواهبة للحياة، يحتاج المؤمنون إلى مقارنتها بحكمة العالم والحكمة الطبيعية؛ تنطوي الحكمة الطبيعية على قدرتنا الفكرية وخبرتنا، وهي ثمرة التفكير الأرضي. هذه الحكمة ذات طابع تِقَني، فهي تُقدِّم أفضل إجابة لإنسان على سؤال أو مشكلة. أما حكمة العالم فهي التي خدعت آدم وحواء […]
أغسطس 17, 2023

المعرفة مقابل الحكمة

“رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ” (مزمور 111: 10) عندما جاء الشيطان ليجرب المسيح في البرية، كان سيدنا مستعدًا؛ فمع كل مكتوب حَرَّفَه الشيطان ووضعه أمام يسوع، كان رد يسوع عليه بحكمة من كلمة الله. قال الشيطان ليسوع، مُقتبسًا من مزمور 91: “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ”، فأجابه يسوع: “مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ” (اقرأ متى 4: 1-11) كان لدى الشيطان معرفة كافية بالأسفار المقدسة لتحريفها، لكن يسوع كان يعرف معناها الحقيقي وكيفية تطبيقها فلم ينخدع الكثير من الناس اليوم لديهم قدر كبير من المعرفة، لكن حياتهم مليئة بالإحباط، وسبب ذلك أن المعرفة تُمكِّننا مِن فهم الحق، أما الحِكمة فهي التي تساعدنا على تطبيقه في حياتنا. المعرفة تُخبرنا ماذا نفعل، لكن الحكمة تخبرنا متى وأين ولماذا وكيف نفعل الشيء كلما زادت معرفتنا لكلمة الله، زادت سرعة طلبنا له في أوقات الحاجة. إن قراءة آية من هنا […]
أغسطس 16, 2023

الأب والابن البكر

اقرأ لوقا 15: 25-32 ‘‘يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لِأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ’’ (لوقا 15: 31-32) يبدو لأي مراقب خارجي أنَّ الابن البكر يحبّ أباه، لكن الحقيقة مغايرة تمامًا، فهو كان شابًا متزمِّتًا، مطيعًا ظاهريًّا، فيما قلبه بعيد عن أبيه. كان يُفترض به الاحتفال لدى عودة أخيه الصغير تائبًا، لكنَّه رفض الدخول إلى البيت للترحيب به وامتنع عن حضور الحفلة المقامة على شرفه، متمرَّدًا بذلك على قلب أبيه، تحت ستار ما يُعرف ب‘‘البرّ’’ فَهِمَ الفريسيون المستمعون إلى المثل الذي أعطاه يسوع أنَّه يصف حالهم. وللتذكير، بدأ يسوع يخبر هذه القصَّة عندما راح الفريسيون والكتبة يتذمَّرون عليه لأنَّه يقبل الخطاة والعشَّارين ويجلس معهم (عدد 1-2). وبدلًا من الاحتفال بانجذاب هؤلاء إلى يسوع، راحوا يشتكون ويدمدمون. فأوضح لهم يسوع بأسلوب غير مباشر أنَّ تصرُّفاتهم لا تختلف عن تصرُّفات الابن الأكبر كان الابن البكر، في ثقافة تلك الأيَّام، يترأَّس احتفالات العائلة كلَّها، وهو كان المضيف […]