مصادر

مارس 21, 2023

تغيير بطرس

“وَنَحْنُ جَمِيعًا، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (2كورنثوس 3: 18) إن أوضح الصور لتغيير هوية إنسان في الكتاب المقدس نجدها في حياة الرسول بطرس. قبل أن يعرف المسيح، كان أمان بطرس في كفائته واعتماده على نفسه. كانت شجاعته ومهنته كصياد خبير في بحيرة طبرية هما مصدر ثقته – بل هويته ذاتها. لذلك حَرِص يسوع على تقديس بطرس في هذين الأمرين في حياته اقرأ لوقا ٥: ١- ١١ . في هذه الفقرة، جعل يسوع بطرس يتضع بسبب الصيد المعجزي الذي أظهر سلطان يسوع، وأزال أي تفاخُر يمكن أن يكون لدى بطرس لخبرته كصياد سمك. لم يكن هناك أي مَكر بأفعال يسوع؛ لكنه كان يُعِد بطرس، كما يُعِدك أنت، لعمل أشياء عظيمة من أجله. لقد جعل بطرس يتضع عند بحيرة طبرية – مصدر أمانه الزائف – لكي يجد أمانه الأبدي في كونه ابن للملك وبمرور الوقت، بدأ بطرس يضع ثقته في كفاية المسيح بدلاً من ذاته. عندما دعا يسوع بطرس للخروج من القارب إلى […]
مارس 19, 2023

جدُّوا في العمل

‘‘إِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهَذَا: «أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلَا يَأْكُلْ أَيْضًا». (2 تسالونيكي 3: 10) اقرأوا 2 تسالونيكي 3: 6-18 يجب أن تتَّسم حياة تلميذ يسوع بالرأفة والسخاء، لكنْ في بعض الأحيان، يتجاوز عمل الخير الحدود المعقولة، لذا، كتب الرسول بولس إلى مؤمني تسالونيكي موصيًا إيَّاهم بعدم مراعاة مَن يقدرون أن يعملوا لكنَّهم يرفضون بذلك، حتَّى إنَّه حذَّرنا قائلًا، ‘‘لا تخالطوهم’’ (عدد 14) لطالما أخطأ أناس باعتقادهم أنَّ العمل هو إحدى نتائج سقوط الإنسان، فالكتاب المقدَّس يوضح أنَّ الإنسان كان يعمل في جنَّة عدن قبل السقوط (تكوين 2: 15)، وكان عمله مشرِّفًا ومفيدًا وممتعًا، لكن بعد أن وقع آدم وحواء في الخطيَّة، أصبح العمل مهمَّة شاقّة وتحوَّل إلى عبء أحيانًا، أمَّا الحقيقة الثابتة فهي أن العمل بركة من عند الله، وطوال السنوات اللاحقة، لم يتغيَّر جوهر العمل وهدفه إطلاقًا. فالله خلقنا لكي نعمل، وهذا جزء من دعوته لنا نحن شعبه المخلوق على صورته جاء في رسالة كولوسي 3: 23-24، ‘‘وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَٱعْمَلُوا […]
مارس 18, 2023

اسعوا وراء الاستقرار المعطى من الله

‘‘فَٱثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِٱلتَّعَالِيمِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِٱلْكَلَامِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا’’ (2 تسالونيكي 2: 15) اقرأوا 2 تسالونيكي 2: 13-17 يحتاج المؤمنون الآن، أكثر من أي وقت مضى، إلى قوَّة الله الفائقة للطبيعة في هذه الآونة التي تعمُّها الفوضى والجموح والشر المطلق. يحتاجون إلى استقرار معطى من الله لكي يثبتوا، وينبع هذا الاستقرار من حق الإنجيل. سيحميكم الله وسط العواصف، وسيرشدكم في أوقات الاضطرابات والاضطهاد، وسيثبِّتكم ويرسِّخكم في وقت الامتحان. الله هو حصنكم المنيع عندما ينهار الجميع من حولكم ما الذي يؤكِّد لكم أنَّ الرب لن يخذلكم أبدًا؟ قال يسوع، ‘‘وَهَذِهِ مَشِيئَةُ ٱلْآبِ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَانِي لَا أُتْلِفُ مِنْهُ شَيْئًا، بَلْ أُقِيمُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ’’ (يوحنا 6: 39). كم واحدًا سيتلف؟ ولا حتَّى واحد. فيسوع لن يترككم أبدًا، فهو وعد بالتمسك بكم حتى النهاية هل تعلمون أن الله اختاركم ودعاكم من العالم لتكونوا أبناءه؟ قبل تأسيس العالم، نظر الله عبر التاريخ، ورآكم، وأحبَّكم، واختاركم في المسيح. فكِّروا في الأمر، وخبِّئوه في قلوبكم، وتذكَّروه دومًا. فما […]
مارس 17, 2023

تمسَّكوا بكلمة الله

‘‘لَا يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لِأَنَّهُ لَا يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ ٱلِٱرْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ ٱلْخَطِيَّةِ، ٱبْنُ ٱلْهَلَاك’’ (2 تسالونيكي 2: 3) اقرأوا 2 تسالونيكي 2: 1-12 أدرك الرسول بولس مخاطر التعاليم الكاذبة، فهو كان كارزًا متنقِّلًا يسافر من بلدة إلى أخرى ليبشِّر بالإنجيل ويزرع كنائس، لكن أحيانًا كثيرة، لدى مغادرته مدينة ما لمواصلة رحلته التبشيريَّة، كان معلِّمون كذبة يأتون ليلقِّنوا شعب الله عقائد وأكاذيب هدَّامة. هؤلاء رجال أشرار مستعدون لفعل أي شيء لتحقيق مبتغاهم، فعندما كانوا في تسالونيكي، مثلًا، كتبوا رسالة باسم الرسول بولس زاعمين فيها أن يسوع قد عاد نجد في رسالة تسالونيكي الثانية أن الرسول بولس وضع الأمور في نصابها، مزوِّدًا شعب الله بأحد التعاليم الأكثر وضوحًا حول المجيء الثاني للمسيح، فهو أراد أن يعرف مؤمنو تسالونيكي ترتيب الأحداث لئلا تضلِّلهم مجدَّدًا التقارير الكاذبة المتعلقة بمجيء المسيح أوَّلًا، علَّم الرسول بولس أنَّه سيأتي ارتداد عظيم داخل الكنيسة. لا داعي لإخباركم بذلك، فنحن نعاين تحقُّقه اليوم، لا سيما وأنَّ سبعين في المئة من المؤمنين يعلنون أن يسوع […]
مارس 16, 2023

تمسَّكوا بالإيمان

‘‘حَتَّى إِنَّنَا نَحْنُ أَنْفُسَنَا نَفْتَخِرُ بِكُمْ فِي كَنَائِسِ ٱللهِ، مِنْ أَجْلِ صَبْرِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ فِي جَمِيعِ ٱضْطِهَادَاتِكُمْ وَٱلضِّيقَاتِ ٱلَّتِي تَحْتَمِلُونَهَا’’ (2 تسالونيكي 1: 4) اقرأوا 2 تسالونيكي 1: 1-12 واجه المؤمنون في تسالونيكي الاضطهاد كلَّ يوم، فتعرَّض البعض منهم لهجوم جسدي، وخسر كثيرون وظائفهم، فيما دُمِّرَت ممتلكات آخرين، وزُجَّ البعض في السجن أو مرُّوا في محن أسوأ من ذلك، لكنَّهم، وبالرغم من معاناتهم الكبيرة، لم يفقدوا الرجاء. لذا، شجَّعهم الرسول بولس قائلًا، ‘‘يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَشْكُرَ ٱللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَتِكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ كَمَا يَحِقُّ’’ (2 تسالونيكي 1: 3) وكان الرسول بولس قد كابد المتاعب والمشقات وتحمَّل مرارة الاضطهاد، فأدرك روعة إيمان أهل تسالونيكي، لأنَّهم رفعوا نظرهم إلى العلاء ولجأوا إلى الله، فيما كان يمكن لآخرين في وضعهم أن يفقدوا عزيمتهم، لكنَّ العلامة الفارقة بين المجموعتين هو يسوع، فهو يفيض بنوره في الظلمة، ويسكب تعزياته في أوقات الألم، ويعطي رجاء عوضًا عن الروح اليائسة يعني التشبه الفعلي بالمسيح أن نرفع عيوننا إلى الله بقلوب مفعمة بالرجاء، فهذا ما يجعلنا أكثر شبهًا […]
مارس 15, 2023

نجنا من الشرير

“أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.” (1يوحنا 4: 4) لم تكن كلمات يسوع عشوائية عندما صلى الصلاة المدونة في إنجيل متى والتي نطلق عليها اليوم الصلاة الربانية. كانت صلاته مثالية ومنطقية ولا عجب في أنه ختمها بهذه الطلبة “نجنا من الشرير” (متى 6: 13) أراد رئيس الملائكة زهرة بنت الصبح أن يعتلي عرش الله فتحول من رئيس الملائكة لرئيس الشياطين؟ وبسبب كبريائه طُرد من السماء لينتهي به الحال في أعماق الجحيم. واليوم يحاول إبليس أن يجعلنا نتكبر مثله وهذه الطلبة بألا ندخل في تجربه تتعلق بإرادتنا. فقد كانت خطية إبليس الأصلية هي الكبرياء وهذا الكبرياء يصيب الإرادة، فإن لم نسمح لكلمة الله أن تخترق أذهاننا وتغير قلوبنا وتغيير إرادتنا للتفق مع مشيئة الله واكتفينا بقراءتها وترديدها لما أثمرت في حياتنا لم يخلصنا موت يسوع المسيح على الصليب وقيامته من عقاب الخطية الأبدي فقط ولكنه خلصنا أيضاً من سلطانها على حياتنا اليومية. عندما نشعر بأنن غير قادرون على التغلب على قوة الخطية […]
مارس 14, 2023

عندما نُدخل أنفسنا في تجارب

‘‘اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ’’ (متى 26: 41) إذا كنتم مؤمنين حقيقيّين بالرب يسوع المسيح، فسيسعى الشيطان وأعوانه إلى تجربتكم، لكنَّ كلمة الله تعلن أنَّ الله منحنا القوَّة للانتصار على تجارب الشيطان (يعقوب 4: 7؛ 1 كورنثوس 10: 13) لكن تكمن المشكلة في كوننا نُدخل أنفسنا في تجارب، فنحن نعلم أنَّ الشيطان يجرِّبنا، لكنَّنا قد نجرِّب أنفسنا أيضًا عندما نضع ذواتنا في مواقف تطلق العنان لأهواء جسدنا الجامحة، فيشتهي الإثم، فنتحوَّل في هذه اللحظات إلى ألدِّ أعداء لأنفسنا عندما علَّمنا يسوع أن نصلِّي، ‘‘وَلَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ’’، قصَدَ بكلامه أن نطلب من الله تشديدنا لئلَّا نجرِّب أنفسنا أو نجرِّب الله لكن كيف نجرِّب الله؟ لا تسيئوا فهمي، فالله لا يُجرَّب بالشرور، ليس هذا ما أقصده البتَّة، لكنَّنا قد نستغلّ رحمة الله ونعمته، فعندما نضع أنفسنا في مواقف تحمل الله على التدخُّل لإنقاذنا، فنحن بذلك نجرِّب الله لتحميلنا العواقب التي نستحقها الكتاب المقدَّس واضح جدًّا: الله لا يجرِّبنا أبدًا، لكنَّنا نحن مَن نجرِّب الله […]
مارس 13, 2023

إعطاء الغفران

وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا (متى 6: 12) إن الجملة الواردة في الصلاة الربانية ومفادها، ‘‘وَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا’’ لا تعني أنَّنا نكتسب غفران الله عبر غفراننا للآخرين (متى 6: 12)، وإلَّا لاعتمد الخلاص على أعمالنا الصالحة، ولكان إيماننا غير ضروري. وقد قال الرسول بولس، ‘‘لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلَا يَفْتَخِرَ أَحَدٌ’’ (أفسس 2: 8-9) دُفع ديننا الأبدي على الصليب مرَّة وإلى الأبد، وأعمالنا غير مهمَّة. وعندما نغفر للآخرين، فنحن لا ندفع ثمن غفران خطايانا، بل هذه علامة على حالتنا الروحيَّة. فبعد أن ننال غفران الله في المسيح يسوع، ويسكن الروح القدس في قلوبنا، من البديهي أن نصبح أكثر تسامحًا مع الغير للغفران جانبان: الأوَّل هو تغيير اتِّجاه قلبكم حيال الشخص الذي أساء إليكم، والثاني هو تغيير علاقتكم بالشخص الذي أساء إليكم، ويتطلَّب الاثنان شجاعة يتطلَّب جانبا الغفران شجاعة لأنَّنا نفضِّل التمسُّك بسخطنا ليكون لدينا كبش فداء، فنقول عندما تسوء الأمور، ‘‘هذا […]
مارس 12, 2023

اعطنا خبزنا كفاف يومنا

سَأَلُوا فَأَتَاهُمْ بِٱلسَّلْوَى، وَخُبْزَ ٱلسَّمَاءِ أَشْبَعَهُمْ (مزمور 105: 40) يعيش البعض في البلدان الأكثر نفوذًا في العالم وليس لديهم طعام كافٍ. هم لا يعلمون كيف سيحصلون على مالٍ كافٍ لشراء وجباتهم التالية من الطعام، فربَّما تمَّ تسريحها من الوظيفة أو أصيبوا بمرض خطر، أو هم عاجزون أساسًا عن العمل ربَّما اختبرتم الشعور بالسوء الذي ينتاب المرء لدى تلقِّي خبر تسريحه من العمل، لكن عندما تقع النكسات، يجب أن نلجأ فورًا إلى الله ليجدِّد قلوبنا برجائه وتشجيعه. لا تخجلوا أبدًا من الصراخ إلى الله في الصلاة، فهو يعرف ظروفكم حتَّى قبل أن تجثوا على ركبكم للصلاة إذا فقدنا عملنا، فهذا لا يعني أنّنا فقدنا الرجاء، فالله يسدّد احتياجنا كلَّ يوم. ربَّما نحن نجهل طرقه في تسديد الاحتياج، لكن إذا أخضعنا حياتنا له فسننال بركاته حتمًا علَّم يسوع تلاميذه الصلاة في لوقا 11. قال لهم، ‘‘مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ… خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ’’ (لوقا 11: 1-3). هذا ما فعله الله في فترة الخروج. أعطى […]
مارس 11, 2023

لتكن مشيئتك

فَلَا تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ (متى 6: 31-33) يصلِّي الملايين الصلاة الربانيَّة كلَّ يوم بدون أن يفهموا معنى عبارة: لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ (متى 6: 10). عندما تصلُّون هذه الصلاة، فأنتم تقولون للرب: سُد على حياتي. ونحن نتعهَّد بولائنا للمسيح، بصفتنا أتباعه، عبر القول: يا يسوع ملكي، فلتكن أولوياتك شغلي الشاغل لا يمكنكم القول إنَّكم أعضاء في ملكوت الله بدون أن يكون يسوع ملكًا على حياتكم، فالملك ومملكته لا ينفصلان. وإذا صليتم أن يأتي ملكوت الله، وأن تتمَّ مشيئته، فأنتم تقولون، يا يسوع ملكي، سُد على حياتي يركِّز معظم الناس في صلواتهم على خططهم واحتياجاتهم وبرامجهم، والله مهتم بحياتنا وهو يريد أن نرفع إليه طلباتنا في الصلاة، لكن إذا أصبحت احتياجاتنا محور حياتنا، فهي تتحوَّل إلى إله، وهذه مشكلة. فعندما تصبح احتياجاتنا محور حياتنا، سرعان ما […]
مارس 10, 2023

ملكوت الله

لِأَنَّ عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ، وَأُذْنَيْهِ إِلَى طَلِبَتِهِمْ، وَلَكِنَّ وَجْهَ ٱلرَّبِّ ضِدُّ فَاعِلِي ٱلشَّرّ (1 بطرس 3: 12) توجد مملكتان: ملكوت الله ومملكة هذا العالم. عندما نقبل المسيح ربًّا ومخلِّصًا، يتبنَّانا الله في ملكوته، فنصلي لأبينا السماوي، ‘‘لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ’’ (متى 6: 10). يعني هذا أنَّنا نتوق إلى أن يسود الله على كلِّ ناحية من حياتنا الآن. فنحن نريد أن يأتي ملء ملكوت الله عندما يجعل المسيح كلَّ شيء جديدًا يتمتَّع المواطن في بلده بامتيازات خاصَّة تختلف من بلد إلى آخر، لكنَّنا أصبحنا نحن المواطنون في ملكوت الله أعضاء في الأسرة الملكيَّة، وورثة مع المسيح، وصار لنا وصول إلى عرش الله، وشركة شخصيَّة مع ملك الملوك. إذًا، نحن أولاد الله الأحباء إذا أردتم الحصول على جنسيَّة بلد غير البلد الذي ولدتم فيه، يجب أن تستوفوا شروطًا معينة، أمَّا ملكوت الله فهو يطلب من مواطنيه قبول حكم ملك حكيم ومحبّ. يعني هذا الاعتراف بالمسيح ربًّا ومخلِّصًا لنا وطاعة كلمة الله، والقول: يا رب، لِتَكُنْ لَا إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُك الطبيعة البشرية أنانيَّة، لذا […]
مارس 9, 2023

ليتقدَّس اسمك

يَا رَبُّ إِلَهَ ٱلْجُنُودِ، مَنْ مِثْلُكَ؟ قَوِيٌّ، رَبٌّ، وَحَقُّكَ مِنْ حَوْلِكَ (مزمور 89: 8) تخيَّلوا أنَّكم حظيتم بموعد لمقابلة الملك. هذه هي اللحظة التي كنتم تنتظرونها بفارغ الصبر؛ أن تتاح أمامكم الفرصة لرفع طلباتكم إلى جلالة الملك. فُتحت الأبواب العظيمة ومثلتم أمام العرش، فبادرتم إلى مخاطبة الملك برهبة وتبجيل. هنا، لا يجوز أن تبدأوا بالطلب منه تسديد احتياجاتكم قال يسوع لتلاميذه، ‘‘فَصَلُّوا أَنْتُمْ هَكَذَا: أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ’’ (متى 6: 9) يعرِّف القاموس كلمة ‘‘يقدِّس’’ كالآتي: ‘‘أن يجعله مقدَّسًا أو أن يفرزه للقداسة’’. الله قدوس. إنَّه سيِّد وكليُّ العلم. هو ملك الملوك وخالق الكون. وهو يصبح أبانا السماوي عندما نضع إيماننا في ابنه، يسوع المسيح. لذا، إنَّه امتياز لنا أن نتقدَّم أمامه بالصلاة من المهم أن نعرف شخص الله وأن نقدِّم له الإكرام والتبجيل في صلواتنا وأعمالنا وأفكارنا. فشخص الله نقيّ، وقدوس، وبلا عيب، وحنَّان، وبار، وعادل، ورحيم، ولطيف، وطويل الأناة، وصادق، وحقيقي، وموثوق، وأمين، ومتفهِّم كلَّما ازدادت معرفتنا بالله، تعزَّزت شركتنا معه. ينطبق هذا الأمر على صلواتنا […]