مصادر

مارس 18, 2022
كلمة الله وليمة

كلمة الله وليمة

‘‘فَأَجَابَ (يسوع) وَقَالَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱللهِ»’’ (متى 4:4) جال يسوع في البرية أربعين يومًا وليلة ‘‘لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ’’ قبل أن يبدأ خدمته العلنيَّة، (متَّى 4: 1)، وهو أراد التصدِّي لهجمات الشيطان مباشرةً، فصام طوال تلك الفترة، ولم يأكل شيئًا، ثمَّ جاع طبعًا، وكان الشيطان قد أعدّ له التجربة المناسبة، ‘‘إِنْ كُنْتَ ٱبْنَ ٱللهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ ٱلْحِجَارَةُ خُبْزًا’’ (آية 3). كيف تعامل يسوع مع هذه التجربة؟ اقتبس آية من الكتاب المقدَّس، ‘‘لَيْسَ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا ٱلْإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ ٱلله’’ (آية 4، أنظُر أيضًا تثنية 8: 3). وأقول لك بسلطان كلمة الله إنَّ كلمة الله هي الطعام الوحيد الذي يدعمك ويغذِّيك روحيًّا ويشجِّعك كلَّ يوم، ومثلما تحتاج أجسادنا إلى تناول طعام جيِّد وصحيّ، هكذا أيضًا، تحتاج أرواحنا إلى طعام روحي، وهو كلمة الله. وإن كان يسوع قد اعتمد على الكتاب المقدَّس ليستمدّ منه قوَّة، فكم بالحري نحتاج نحن أيضًا إلى الكتاب المقدَّس؟ ويعاني مجتمعنا وجزء كبير […]
مارس 16, 2022

اَظهِر لُطفًا نحو الآخرين ونحو نفسك

“إِحْسَانَاتِ (لطف) الرَّبِّ أَذْكُرُ، تَسَابِيحَ الرَّبِّ، حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ، وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ، وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ” (إشعياء 63: 7). اللطف صفة من صفات الله، ومن لطفه أنْ قطع عهدًا مع شعب إسرائيل، ومِن لُطفه أيضًا أنْ حافظ على عهده معهم على الرغم من تمرُّدهم وعصيانهم. من لُطف يسوع أنه ترك روعة السماء ليصير إنسانًا، ومن لطفه أن مات على الصليب ليدفع أجرة خطايانا، ومن لطفه ومحبته الأبدية أن يقدم لنا هبة الخلاص الثمينة. لكن لطف الله لم يتوقف عند الصليب، بل هو مستمر اليوم في حياة أولئك الذين قبلوا ابنه كمخلِّص لهم. كلما سمحنا لله بالعمل والتغيير فينا، أصبح ثمره واضحًا لأولئك الذين نلمس حياتهم كل يوم. هناك العديد من الأشياء التي ينبغي أن نعرفها عن اللطف بينما نستمر في العيش والنمو روحيًا. في بعض الأحيان، يتطلَّب اللطف أن نضع أنفسنا في مكان شخص آخر، لذا ينبغي أن ننظر للآخرين كما ينظر المسيح إليهم. قد نجد أنه من السهل علينا أن نُظهر […]
مارس 15, 2022

زِد إيمانك

“وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعًا مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ” (1بطرس 3: 8). هل يمكنك أن تتخيَّل مجموعة من النجَّارين يجتمعون لبناء ناطحة سحاب بدون تصميمات هندسية؟ ستكون النتائج مُريعة بلا شك. هل سمعت يومًا عن فشل طالب طِب في اجتياز اختباراته الطبية عدة مرات، ولكنه لا يزال يحقق نجاحًا في عمله كطبيب؟ سيكون هذا مُستحيلًا بالتأكيد. لن يمكنك أن تأتمن شخصًا لم يجتز اختباراته الطبية على صحتك، ولن يمكنك أبدًا أن تعيش في منزل تم بناؤه بدون تخطيط. مثلما نحتاج إلى هيكل تنظيمي للمباني، نحتاج أيضًا إلى هيكل تنظيمي لعلاقاتنا. قد يكون هذا الأمر صعبًا على كل المستويات، ولكن، سواء في التعامل مع شريك الحياة، أو مع الأخوة، أو الوالدَين، أو زملاء العمل، أو الأصدقاء، فإن مفتاح بناء العلاقات القوية هو تعلُّم كيفية التفاعُل بنجاح مع بعضنا البعض. ما هي أكبر مخاوفك فيما يتعلَّق بموضوع العلاقات؟ هل هو الرفض؟ أم أنك تُصارِع مع فكرة أنك لا ترقَى إلى مستوى توقعات أحدهم؟ لا تيأس، فقد أعطاك الله كلمته […]
مارس 14, 2022

تغييرُنا

“وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى” (عبرانيين 11: 1). بينما نقرأ كلمة الله نكتشف الكثير من الوعود التي تُظهر لنا رغبته في الاعتناء بنا ورعايتنا، فالله يريد لحياتنا الأفضل. ولكن قد يتزعزع إيماننا في أثناء رحلة حياتنا، وعندما تزداد أحوالنا سوءًا فجأة، نتساءل “هل هذا حقًا في خطة الله لي؟” إذا كنا نسير بالقرب من الرب، ووَجَّهت لنا الحياة ضربة قويَّة، فلا يعني ذلك أننا بحاجة إلى التخلِّي عن إيماننا، بل، في الواقع، هذا هو الوقت الذي نحتاج فيه إلى الرجوع إلى الله. لا يعني ذلك بالضرورة أننا نقوم بشيء خاطئ أو أن الله غير مسرور بنا؛ ولكن علينا أن نتعامل مع مثل هذه الظروف على أنها فرصة للرب لكي يفعل عظائم في حياتنا لمجده. أكثر ما يهم الله هو تغييرنا لكي نزداد شبهًا به، وإذا سمحنا له بالقيام بذلك، فسيستخدم كل أحداث وظروف حياتنا، السهلة منها والصعبة، لتحقيق هذا التغيير في قلوبنا، وإيماننا به، وبأنه سيفعل ما وعد به، سيفتح الباب أمامه للعمل من خلالنا […]
مارس 13, 2022

اُترُك كل شيء

“بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ” (فيلبي 3: 8). منذ أيام بابل والإنسان يحاول الوصول إلى السماء بقوته، فالجميع يريد أن يتحكَّم في مصيره، لكن الطريق إلى الخلاص هو العكس تمامًا، إذ ينبغي علينا أن نتخلَّى عن كل سيطرة ونترك القيادة ليسوع. اقرأ متى 19: 16-30. نرى في هذا المقطع الشاب الغني يسأل يسوع “أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟” (متى 19: 16)، فيبدأ يسوع في سَرد الوصايا، فيجيبه الشاب قائلًا: “هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟” (متى 19:20). على الرغم من أنه كان يتمتَّع بالسلطة والمال والنجاح، كان هذا الشاب الغني لا يزال يرغب في المزيد، فأوضح له يسوع أن الأبدية ليست مجرد مقياس آخر للنجاح يتم إضافته إلى سيرته الذاتية، لأنه إذا كان يريد حقًا أن يختبر الأبدية، فعليه في الواقع أن يكون مستعدًا لترك كل ما اجتهد للحصول عليه. كان يسوع […]
مارس 11, 2022

اهدِم الحواجز

“وَبَيْنَمَا بُطْرُسُ مُتَفَكِّرٌ فِي الرُّؤْيَا، قَالَ لَهُ الرُّوحُ: «هُوَذَا ثَلاَثَةُ رِجَال يَطْلُبُونَكَ. لكِنْ قُمْ وَانْزِلْ وَاذْهَبْ مَعَهُمْ غَيْرَ مُرْتَابٍ فِي شَيْءٍ، لأَنِّي أَنَا قَدْ أَرْسَلْتُهُمْ»” (أعمال الرسل 10: 19-20). قرأنا بالأمس عن عمل الروح القدس في حياة كرنيليوس، واليوم سنواصل التأمُّل فيما فعله الروح في أعمال الرسل 10 كجزء من إرسالية الله لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم. بينما كان الله يعمل ويُغيِّر في حياة كرنيليوس، كان يُهيّئ قلب بطرس ليشهد لكرنيليوس، فقد كان على الله أن يُغيِّر نظرة بطرس إلى الرومان وجميع الأمم، ذلك النظام الإيماني الذي نشأ على مدار عُمْر من التعاليم التي تلقَّاها من والدية وقادته الدينيين ومجتمعه. لقد غيَّر الله تفكير بطرس بشكل فعال من خلال رؤيا أعطاها له. جاء الله بمثال الطعام الذي لطالما اعتبره اليهود نجسًا، كتشبيه للأمم الذين كانوا يُعتبرون أكثر نجاسةً؛ فلم يحدث أن دعا يهودي قط أيًا من الأمميين إلى منزله، ولا دخل أبدًا منزل أحدهم. لكن الصوت في الرؤيا في أعمال الرسل 10: 15 قال لبطرس «مَا طَهَّرَهُ […]
مارس 10, 2022

استجابة الطاعة

“وَبِهذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاه” (1 يوحنا 2: 3). يرغب العديد من المؤمنين في رؤية حصاد عظيم للنفوس، ولكن يبدو أن هذا العمل شاقٌ. هناك الكثير من حواجز الخطية والحواجز الثقافية والدينية التي يجب هدمها. نجد في أعمال الرسل 10 تذكير لقدرة الله على اختراق مثل هذه الحواجز لنشر الإنجيل في كل ركن من أركان العالم، وما فعله آنذاك، يستطيع أن يفعله اليوم. في هذه القصة، نرى الروح القدس يفعل أشياء لا يستطع الإنسان أن يفعلها، فنرى الله يُحدث تغييرًا لا يُنسى من خلال إعداد قلب غير مؤمن وشاهد، وما حدث بعد ذلك هو أمر مُذهِل. بدأ الأمر مع كرنيليوس، واليوم سنتأمل كيف غيَّر الروح القدس حياته. كقائد مائة روماني، كان لدى كرنيليوس 100 رجل يرفعون إليه تقاريرهم. كان كرنيليوس قد سمع مِن قَبل عن يهوه، إله اليهود، وكان يُقدِّرُهُ حتى أنه كان يتبرع للكنيسة، ولكن لم يكن كرنيليوس بعد مؤمنًا مُكرَّسًا. تَغيَّر ذلك بعد ظُهر أحد الأيام عندما ظهر ملاك الرب لكرنيليوس. يقول سفر أعمال الرسل […]
مارس 5, 2022

الاتِّفاق مع مشيئة الله في الصلاة

“يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ” (لوقا 42: 22). إن دعوتنا هي الوصول إلى الآخرين من أجل المسيح، ويجب أن نتشفَّع من أجل كل الذين ضَلُّوا حتى يستجيبوا لدعوة يسوع لهم. بعد قيامته في كلٍ من الأناجيل الأربعة، وفي سفر أعمال الرسل، قال يسوع: “كما أرسلني الآب أُرسِلكم أنا”، وكَلَّفنا بمهامٍ قائلًا: “اذهبوا واخبروا.. كونوا شهودي.. اذهبوا وتلمِذوا.. درِّبوهم.. اذهبوا وقِفوا في الثغر”. يحتاج شعب يسوع أن يتَّضِع ويُصلِّي، وأن تتفق مشيئته مع مشيئة الله. يجب أن نسأل الله “يا رب، ما هي مشيئتك حتى أطلبها في صلاتي وأجعل مشيئتي تتفق معها؟” فهذه هي الطريقة الصحيحة للصلاة. لن نرى ثمرة الاستجابة لدعوة الله إلَّا عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئته. يعطينا الكتاب المقدس أمثلة لا حصر لها للنتائج التشفُّعية العظيمة التي تحدث عندما تتفق مشيئتنا مع مشيئة الله في الصلاة. عندما اتفقت مشيئة موسى مع مشيئة الله، أخرج الله ماءً من الصخرة، وعندما اتفقت مشيئة يشوع مع مشيئة الله، وقفت الشمس في […]
مارس 4, 2022

بوصلتك الداخلية

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ” (عبرانيين 4: 12). هناك الكثير من التوتُّر في عالمنا اليوم، وهذا التوتُّر موجود بالفعل منذ اللحظة التي أخطأ فيها الإنسان في جنة عدن. ينشأ هذا التوتُّر عن إغرائنا للتخلِّي عن حق كلمة الله لكي نتمكن من العيش وفق رغباتنا بدلاً من التكريس الكامل ليسوع المسيح. على سبيل المثال، إذا أراد صديق لنا غير مؤمن أن يعرف ما إذا كان يسوع المسيح هو السبيل الوحيد للخلاص، يجب أن تكون إجابتنا بنعمٍ واثقةٍ ومُحِبَّةٍ. صحيح أنه في كثير من الأحيان، يكون قول هذا أسهل من فعله، لكن ينبغي علينا أن نُشارِك هذا الحق مع الآخرين حتى وإن كان أمرًا شاقًا، لأنه لا يوجد سبيل آخر لخلاص البشرية إلا بالإيمان بابن الله (اقرأ يوحنا 14: 6 وأعمال الرسل 4: 12). كلمة الله هي سيف ذو حدين، وهي قادرة على قطع كل الحُجَجْ الضعيفة عديمة الفائدة التي تدَّعي وجود وسائل أخرى للخلاص، […]
مارس 3, 2022

هل أنت مؤيَّد بالروح؟

“لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلًا ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ” (أفسس 5: 8). هل أعيش بقوة الروح القدس؟ هذا هو أهم سؤال ينبغي أن يسأله أبناء الله لأنفسهم. أعطانا الله في كلمته اختبارًا بسيطًا ليؤكد ما إذا كنا نعيش الحياة المؤيَّدة بالروح أم لا، وهو تسع صفات مترابطة لا يمكن أن تظهر في حياتك إلا من خلال الروح نفسه. اقرأ غلاطية 5: 13-26. نرى في هذه الآيات أن الجسد والروح متناقضان؛ ولذا ينتج عنهما نتائج متناقضة في حياتنا. أما ثمر الروح، وهو المحبة، الفرح، السلام، طول الأناة، اللُطف، الصلاح، الإيمان، الوداعة، التعفف، فهو يتناقض تمامًا مع أعمال الجسد، مثل الزنى، والكراهية، والغيرة. لا ينتج عن الجسد وأعماله سوى الألم والحزن لأنه يُحدِث انقسامات بين الأصدقاء، والأزواج، وفي كنائس جسدية بأكملها. من ناحية أخرى، نجد أن الروح هو الذي يُوَحِّدْنا، مُنتِجًا فينا ومن خلالنا كل ما هو صالح عندما نخضع بالكامل للمسيح. لا يمكنك أن تُنتِج ثمر الروح بقوتك الخاصة، ولهذا فإن وجود ثمر الروح في حياتك هو دليل […]
مارس 2, 2022

رجاء يُجدِّد الطاقة

هل سبق لك أن شعرتَ بالإحباط الشديد ولم تستطع النوم؟ هل أنهكتكَ مشاكل الحياة ولم تجد الراحة؟ مثل هذا الإرهاق يُنهك الروح، لذا أود أن أقول لكل من اختبره أن الله يُقدِّم لنا رجاءً يجدد الطاقة: أَمَا عَرَفْتَ؟ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلهُ الدَّهْرِ الرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ الأَرْضِ. لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَعْيَا، لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ يُعْطِي الْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ الْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ. (إشعياء 40: 28-31) أخبرنا النبي إشعياء أن منتظري الرب (راجين الرب) تُجدَّد قوتهم ويستعيدون طاقتهم، ولكن، كيف يمكننا أن نحصل على هذا الرجاء؟ يصبح لدينا رجاء عندما ننظُر إلى ما يمكن لله أن يفعله بدلاً من النظر إلى ما فعله الإنسان. يفيض الرجاء بداخلنا عندما نُركِّز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، وعندما نُسبِّح الله على كماله، معترفين به وواضعين ثقتنا فيه، بدلًا من تعظيم محاولات الإنسان غير الفعَّالة وإنجازاته التي لا تَرقَى إلى الكمال. إذا […]
مارس 1, 2022

أمام مفترق طرق

‘‘وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا ٱلرَّبَّ، فَٱخْتَارُوا لِأَنْفُسِكُمُ ٱلْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ ٱلْآلِهَةَ ٱلَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ ٱلَّذِينَ فِي عَبْرِ ٱلنَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ ٱلْأَمُورِيِّينَ ٱلَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ ٱلرَّب’’ (يشوع 24: 15) نرى في الأصحاح 18 من سفر الملوك الأول أنَّ شعب الله في العهد القديم كانوا أمام مفترق طرق. فهم كانوا فقدوا مخافتهم له وابتعدوا عنه كلَّ البعد، ومع ذلك ظلُّوا يدَّعون أنَّهم يتبعونه، مع أنَّه لم يعد جزءًا من حياتهم اليوميَّة. وكان الله يعلم أنَّ مجرَّد إظهار حيّ لقوَّته كفيل بإيقاظ شعبه من سباتهم الروحي. فاستخدم إيليا لإحداث تحوُّل في حياتهم، وبالرغم من الظروف المعاكسة، استطاع إيليا منفردًا الوقوف في وجه مئات القادة الوثنيين، وأظهر قوَّة الله وعظمته. شاهد الشعب منافسة غريبة في سفر الملوك الأوَّل 18: 22-39، حين وضع الفريقان ثورَين على مذبحين منفصلَين، وجعلا عليهما حطبًا بدون نار، وقرَّبا الحيوانين كذبيحة، ودعا كلّ فريق باسم إلهه منتظرًا أن يستجيب بنار. يا ترى، مَن سيُنزل نارًا تحرق الذبيحة بطريقة فائقة […]