مصادر

أبريل 16, 2024

غَذِّ إيمانك

فَقَالَ الرُّسُلُ لِلرَّبِّ: زِدْ إِيمَانَنَا! (لوقا 17: 5) نميل إلى الحديث عن الإيمان كما لو أنه سلعة ملموسة يمكن قياسها ووزنها وتحديد مقدارها. يقول لي البعض أحيانًا “أتمنى لو كان لدي إيمانك”، وكأنهم يقولون “أتمنى لو كانت عيناي زرقاوتان مثلك” أو “أتمنى لو كنت طويل القامة مثلك”. يتحدث الناس عن الإيمان كما لو أنه موجود اليوم، ولكنه سيختفي غدًا فيقولون “كنت أؤمن، لكني فقدت إيماني” الإيمان ليس شيئًا يمكن وزنه بالأوقية، أو شيئًا نرثه من خلال حامضنا النووي، أو نفقده كما يفقد شارد الذهن نظارته، بل هو علاقة ثقة متنامية مع الإله الحي. تتسم العلاقات بالنشاط وليس السكون، وهكذا أيضًا علاقة ثقتنا بالله، فهي كالشجرة التي تتأصل جذورها بعمق في التربة وترتفع أغصانها إلى أعلى في السماء، لكنها بدون الماء تموت، ومثل عضلات الرياضيين التي تزداد قوة مع التمرين ولكنها تصاب بالضمور عند الخمول إذا كان إيمانك ضعيفًا وهشًّا، فينبغي أن ترويه بحق كلمة الله، وإذا كان رَخوًا وهزيلًا، فينبغي أن تمارسه من خلال العيش باتكال تام على الله. كان […]
أبريل 15, 2024

الشجرة

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ ٱلْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ ٱلْمَوْتُ بِٱلْوَاحِدِ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا ٱلَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ ٱلنِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ ٱلْبِرِّ، سَيَمْلِكُونَ فِي ٱلْحَيَاةِ بِٱلْوَاحِدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ! (رومية 5: 17) لماذا وضع الله شجرة معرفة الخير والشر في جنَّة عدن؟ لماذا أقامها في ذلك المكان المثالي حيث يمكن أن يستخدمها الشيطان كأداة للتجربة؟ وضع الله الشجرة هناك لتذكير آدم وحواء بأنَّهما ليسا ملكًا لأنفسهما وبأنَّهما خاصَّته. أقام الله الشجرة هناك لتذكيرهما أيضًا بأنَّهما سيقدِّمان حسابًا له وبأنَّه لا يمكنهما الهروب من الدينونة بسبب الخيارات الأخلاقيَّة التي يتَّخذانها لم توضَع الشجرة هناك عن طريقة الصدفة، فالله أقامها في جنَّة عدن عمدًا، وهناك، تعرَّض آدم، الإنسان الأوَّل، للتجربة، وهزمته الخطيَّة لكن بعد آلاف السنين، أوجد الله حديقة أخرى، وهو بستان جثسيماني، ففي جنَّة عدن، سقط آدم وسقطنا جميعًا معه، وفي بستان جثسيماني، انتصر يسوع وانتصر معه جميع المؤمنين به. في جنَّة عدن، تسبَّب عصيان إنسان واحد بإفساد الخطيَّة للبشريَّة كلِّها، لكن في بستان جثسيماني، أنتجت طاعة ابن الإنسان ترياقًا للخطيَّة في جنَّة عدن، اختبر آدم الموت […]
أبريل 14, 2024

إله النعمة

لسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ ٱللهِ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِٱلنَّامُوسِ بِرٌّ، فَٱلْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلَا سَبَبٍ! (غلاطية 2: 21) سنتأمَّل اليوم في إله النعمة وسنرى كيفيَّة تعامله مع خطيَّة آدم وحوَّاء وتمرُّدهما أوَّلًا، لم يمُت آدم وحواء فور ارتكابهما الخطيَّة في جنَّة عدن، مع أنَّ العدل كان يحتِّم موتهما الفوري، لكنَّ نعمة الله قالت، ‘‘نعم، سيموتان روحيًّا، لكنَّني سأصفح عنهما جسديًّا’’. هذا هو عمل نعمة الله. قال الله، ‘‘يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ’’، هذا هو حكم العدالة؛ وكلُّ من يخالف القانون يُزجّ في السجن. لكنَّ النعمة تقول: سأمنحك وقتًا لتتوب. دع النعمة تعمل عملها مرَّة أخرى ثانيًا، وَعَدَ إله النعمة آدم وحواء بإرسال فادٍ. لماذا؟ لإبطال تضليل الشيطان. وجاء في سفر التكوين 3: 15، ‘‘وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه’’. هذا أوَّل إعلان عن إنجيل الرب يسوع المسيح، ومرَّت آلاف السنين قبل أن يتحقَّق الوعد المذكور في سفر التكوين 3: 15. ‘‘فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ’’ (متى 1: 21)، […]
أبريل 13, 2024

التجربة تضعنا أمام خيار

يَعْلَمُ ٱلرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْأَتْقِيَاءَ مِنَ ٱلتَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ ٱلْأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ ٱلدِّينِ مُعَاقَبِينَ (2 بطرس 2: 9) دمَّرت الخطيَّة جنَّة عدن مثلما يفسد التلوُّث البيئة اليوم، وبسبب عصيان الإنسان، اتَّخذت الخطيَّة موطئ قدم في جنَّة الله وحوَّلتها إلى مكبّ نفايات روحي كان آدم وحواء ينعمان بحماية كاملة في الجنَّة، لكنَّهما وقعا ضحيَّة تضليل الشيطان وعرَّضا أنفسهما للخطر، فكان الله قد وضع شجرة مميَّزة تدعى شجرة معرفة الخير والشر في وسط الجنَّة وقال لآدم وحواء ألَّا يأكلا من ثمرها (تكوين 2: 16-17) تضعنا التجربة دائمًا أمام خيار، وتكون هذه فرصة إمَّا للخضوع لسلطان الله والانتصار أو لفعل ما يحلو لنا فنُمنى بالهزيمة، فبدون الله، نبقى ضحايا عاجزين، لكنْ معه تحقِّق الانتصار عندما أكل آدم وحواء الثمر المحظور، انتقلت عدوى الخطيَّة إلى البشرية كلِّها بسبب عصيانهما، لكنَّ طاعة يسوع الكاملة قادته إلى الصليب وأتاحت لأتباعه إمكانيَّة نيل غفران الخطايا تمرَّد آدم، الإنسان الأوَّل، على الله في جنَّة عدن، لكن في بستان جثسيماني، أبدى يسوع، الإله والإنسان بكليته، طاعة كاملة لله الآب. في […]
أبريل 12, 2024

حياة متعارضة مع الله

وَلِئَلَّا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، وَتَنْظُرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ، كُلَّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي قَسَمَهَا ٱلرَّبُّ إِلَهُكَ لِجَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ، فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لَهَا وَتَعْبُدَهَ’ (تثنية 4: 19) ترمز مدينة بابل في أسفار الكتاب المقدس كافة، ابتداءً من سفر التكوين وصولًا إلى سفر الرؤيا، إلى العيش في عداوة مع الله. نشأت هذه السمعة المريبة للمدينة عندما قال سكانها، ‘‘هَلُمَّ نَبْنِ لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِٱلسَّمَاءِ’’ (تكوين 11: 4). فبرزت مع هذا الفكر أوَّل معارضة بشريَّة منظَّمة ضد الله إنَّ التعبير المجازي ‘‘رَأْسُهُ بِٱلسَّمَاءِ’’ يقتضي ضمنًا تخصيص رأس البرج لعبادة الأجسام السماويَّة، وانطلاقًا من بابل، انتقل علم التنجيم الذي يؤمن بتأثير النجوم والكواكب على شؤون البشر والأحداث الأرضيَّة إلى العالم بأسره بعد أربعمئة سنة من العبودية في مصر، بدأ العبرانيون يمارسون علم التنجيم، وعندما أخرجهم الله من أرض مصر، حذَّرهم من عبادة النجوم (تثنية 18: 9-13)، فكلّ من ينظر إلى النجوم ليعرف مصيره هو في الحقيقة يعبد الشيطان والقوى الشيطانية لاحِظ طريقة عمل الشيطان: بعد أن طرده الله من السماء، […]
أبريل 11, 2024

قصة مدينتان

وَلَكِنْ شُكْرًا لِلهِ ٱلَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي ٱلْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ (2 كورنثوس 2: 14) يروي الكتاب المقدَّس قصة مدينتين: مدينة الإنسان ومدينة الله. يمكننا تتبُّع أخبار المدينتين منذ الصفحات الأولى من سفر التكوين وصولًا إلى المقاطع الختاميَّة من سفر الرؤيا ترمز بابل وروما وحتَّى الحضارة الغربية اليوم إلى مدينة الإنسان، فيما يرمز مختارو الله من كلِّ قبيلة وأمَّة وجيل إلى مدينة الله. وقد تبدو هذه الأوقات الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى المؤمنين الذين يعيشون حياتهم الأرضيَّة في مدينة الإنسان، لكن إنجيل يسوع المسيح يَعِدُ المؤمنين كافة بعيش أفضل حياة على الإطلاق في حينه اقرأ سفر التكوين 4: 1-6. نرى هنا أنَّ المدينتين المتعارضتين بدأتا تتجلَّيان في حياة ابنَي آدم وحواء. فنحن نرى مدينة الله في هابيل الذي أحبّ الله وأطاعه وقدَّم له ذبيحة دم، فيما نرى في أخيه قايين مدينة الإنسان بكل عصيانها واتجاه القلب الذي يقول: أنا أعرف ما قاله الله، لكني سأتقدَّم إليه على طريقتي الخاصة بعد أن قتل […]
أبريل 10, 2024

الدواء الوحيد للشعور بالذنب

اِرْحَمْنِي يَا ٱللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ ٱمْحُ مَعَاصِيَّ (مزمور 51: 1) اعترف آدم وحواء بخطيَّتهما وندما على انقطاع علاقتهما بالله. لكنَّ ابنهما قايين لم يحذُ حذوهما قصَّة قايين وهابيل مألوفة بالنسبة إلينا وخصوصًا السؤال الصعب الذي طرحه قايين على الله، ‘‘أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي’’ (تكوين 4: 9) دفع الغضب قايين إلى قتل أخيه، فهو استاء عندما قَبِلَ الله تقدمة هابيل ورفض تقدمته. وكان قايين قد قدَّم قربانًا للرب من أثمار الأرض فيما قدَّم هابيل من أبكار غنمه، وكانت قرابين الأخوين منسجمة مع عملهما، فقايين كان عاملًا في الأرض وهابيل راعيًا للغنم. ظاهريًّا، بدا أنَّ الأخوين يقومان بعمل برّ، لكن قايين أراد الاقتراب إلى الله بشروطه الخاصَّة لا يحدِّد الكتاب المقدَّس الطريقة التي عرف بها الأخوان أنَّ الله قَبِلَ تقدمتها أو رفضها، لكنَّهما فَهِما حتمًا النتيجة: ‘‘فَنَظَرَ ٱلرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلَكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَٱغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ’’ (تكوين 4: 4-5). ووجَّه الله تحذيرًا صارمًا إلى قايين قائلًا إن خطيَّة رابضة تنتظره، لكنَّه رحمه أيضًا موضحًا […]
أبريل 9, 2024

عدوّك مخادع

مَتَى تَكَلَّمَ (إبليس) بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّاب (يوحنا 8: 44) في يوم من الأيام، اصطحب ناقد فني بريطاني شهير ابنته إلى المحيط، وحاول جاهدًا إقناعها بالغوص معه في مياه المحيط الأطلسي الباردة، لكن بدون جدوى. فأشعل نارًا، وسخَّن إبريقًا من الماء، وبمهارة كبيرة سكب الماء المغليّ في المحيط. في تلك اللحظة، وبدون أي تردُّد، ركضت الطفلة بحماسة وغاصت في المياه الجليدية كانت هذه خدعة أب غير مؤذية، لكن هذا تحديدًا ما يفعله العدو معنا، فهو يمزج مقدارًا قليلًا من الحقيقة بمحيط من الكذب، فيغوص الناس في بركة جليدية، غير مدركين أنهم قد خُدعوا عندما جاء الشيطان إلى حوَّاء، لم يكن قراره فجائيًّا، فهو خطَّط بعناية لذلك الهجوم، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الحيَّة لم تكن كائنًا مخيفًا قبل سقوط الإنسان، وإنَّما كانت تشتهر بحكمتها وحذرها اتَّخذ الشيطان صورة الحذر والحكمة والمنطق والفطرة السليمة والقبول الاجتماعي والانسجام في جنَّة عدن، وهو يستخدم هذه الطريقة معنا اليوم، وعندما ابتعدت حوَّاء قليلًا للاستماع إلى أكاذيب العدو، ارتكبت خطأ فادحًا، […]
أبريل 8, 2024

الكذبة الكبرى

… فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقًّا قَالَ ٱللهُ لَا تَأْكُلَا مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ؟»  (تكوين 3: 1) قال الله لآدم في سفر التكوين 2: 16-17، ‘‘مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا…’’ لكن عندما سألت الحيَّة حواء لاحقًا عمَّا قاله الله لآدم، أضافت تفاصيل لم ينطق بها الله، وقالت، ‘‘…وَلَا تَمَسَّاهُ’’ (تكوين 3:3) ربَّما هي كانت قد بدأت تشكّ في كلام الله، فلقد كان بإمكانها الاستمتاع بجميع أشجار الجنَّة باستثناء شجرة واحدة، لكن يبدو أنَّها ركَّزت على تلك الشجرة الممنوعة، لأنَّها كانت مفتونة بها، فعرف الشيطان نقطة ضعفها وأفضل طريقة لمهاجمتها هاجمها الشيطان بكذبة تتعارض مع كلمة الله وقال، ‘‘لَنْ تَمُوتَا! بَلِ ٱللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَٱللهِ عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ ’’ (تكوين 3: 4-5). تنبثق هذه الكذبة من الكذبة الكبرى التي تقول إنَّ الله غير جدير بالثقة، وأنه ليس محبًّا وعادلًا في إرادته السياديَّة، بل هو مضلِّل. هذه هي الكذبة الكبرى التي تدمِّر حياة الناس عبر إقناعهم بأنَّ طريق الله […]
أبريل 7, 2024

دروس من الجنَّة

ٱحْفَظْنِي مِثْلَ حَدَقَةِ ٱلْعَيْنِ. بِظِلِّ جَنَاحَيْكَ ٱسْتُرْنِي (مزمور 17: 8) عندما خلق الله البشر، عاشوا في راحة تامَّة، ومكث آدم وحواء في الفردوس حيث تمتَّعا بسلام وحماية كاملين. وعندما نفكِّر في طبيعة جنَّة عدن، نكتشف ثلاثة عناصر للراحة التي يريدها الله لشعبه جمال باهر. عندما خلق الله أقسام الكون كافَّة، قال ‘‘هذا حسن’’، لكنَّه أطلق العنان للبعد الكامل لقوَّته الإبداعيَّة عندما صمَّم جنَّة لآدم وحوَّاء وسكب فيها جمالًا يفوق الوصف من أجل متعتهما تدبير وافر. كان جمال جنَّة عدن عمليًّا أيضًا، فالأشجار الممتعة للنظر كانت شهيّة للمأكل أيضًا، فكلَّف الله آدم بصون الجنَّة كجزء من خطَّته التدبيريَّة قبل السقوط، لم يسترخِ آدم وحواء طوال اليوم. ‘‘وَأَخَذَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا’’ (تكوين 2: 15). كان عليهما القيام بعمل مهم، لكنَّهما عملا داخل الجنَّة، أي وسط حضور الله، وهنا يكمن الفرق كلُّه، فهما وجدا الاكتفاء في العمل المُرضي الذي أوكلهما به الله حماية كاملة. تُظهر الحماية التي تضمَنُها الجنَّة لسكَّانها عنصرًا ثالثًا للراحة. فقد أعطى الله ملاذًا […]
أبريل 6, 2024

هزيمة الموت إلى الأبد

وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟ -يوحنا 11: 26 الموت هو عدونا العظيم الذي لا هروب منه، لأنه مُقدَّر لنا جميعًا أن نموت ثم نواجه الدينونة. إقرأ جامعة 7: 2 وعبرانيين 9: 27. كنا بلا رجاء حتى صباح عيد الفصح اقرأ يوحنا 11: 21-27. منذ أن تم طرد آدم وحواء من جنة عدن، وقف الرجال والنساء عاجزين أمام الموت، دون أن يعرفوا ماذا يفعلون. نحن عاجزون أمامه. يأتي الموت، ويأخذ الموت، وليس من يوقفه على مر التاريخ، حاولت الثقافات المختلفة التعامل مع الموت بطرق متنوعة. على سبيل المثال، حاول أجدادي، المصريون القدماء، الإحتفاظ بأجسادهم عن طريق تحنيطها. لقد وضعوا الذهب والممتلكات الثمينة الأخرى في قبورهم، على أمل أن تعود روح المتوفى إلى جسده ذات يوم. لكن الذين عادوا فقط هم اللصوص الذين سرقوا الذهب وباعوا القطع الأثرية توصل آخرون في آسيا إلى نظرية تسمى التناسُخ. إذا كنت تعيش حياة جيدة، يمكنك العودة ككائن أسمى، أما إذا كنت لا تعيش حياة جيدة، فستعود كصرصار. إنه […]
أبريل 5, 2024

لا انفصال عن الصليب

إِنْ كَانَ لَنَا فِي هذِهِ الْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي الْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ النَّاسِ. وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ. -1كورنثوس 15: 19-20 يستيقظ الكثير من الناس صباح عيد القيامة ويفكرون قائلين: حسنًا، إذا كان يسوع قد قام من بين الأموات، فماذا بعد؟ اقرأ1كورنثوس 15: 12-22. أولئك الذين لديهم هذا النوع من التفاعل لم يفهموا قوة قيامة المسيح وما تعنيه لحياتنا هنا وفي الأبدية. بدون قيامة يسوع المسيح الجسدية من بين الأموات، لا يكون موته على الصليب سوى استشهادًا. بدون القيامة، يتركنا موت يسوع عاجزين ويائسين ومحاصرين في اليأس. لكن ليس هذا هو الإيمان المسيحي الحقيقي إلهنا إله النعمة والرحمة والمحبة. لقد أرسل ابنه ليموت لكي يدفع ثمن خطايانا، ليقدم ذبيحة مرة واحدة لضمان خلاصنا بسفك دمه. إقرأ عبرانيين 9: 12-15.  في نفس الوقت، كتب الرسول بولس، “وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ.. نْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! -1كورنثوس 15: 14، 17 يمكننا أن نقترب من عرش الله لأن يسوع فتح عينيه […]