النعمة المُكلفة – مايكل يوسف

الحب والجنس والعلاقات الدائمة (كتاب المتعلم) – تشيب إنجرام
مايو 8, 2018
العثور على الفرح المنشود – مايكل يوسف
يونيو 15, 2018

النعمة المُكلفة – مايكل يوسف

 

النعمة المكلفة. تُرى، ما معنى أن يكون المرء مسيحياً؟ وهل يكفي أن يواظب الشخص على حضور الكنيسة لكي يكون مسيحياً؟ هل يكفي أن يمتلك المرء كتاباً مقدساً أو ينتمي إلى عائلة مسيحية؟ ربما تقنعنا ثقافتنا بأن المسيحية بهذا القدر من الرخص، إلا أن يسوع يطالبنا بأكثر مما نتوقع وأيضاً يقدم لنا أكثر مما ننتظر. فيسوع المسيح يطالبنا بأن نقدم ذوانتا. فهو يخبرنا دون اعتذار في متى 16: 24 ويوحنا 14: 23 “إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” و “إن أحبني أحد يحفظ كلامي” وحذرنا أيضاً في لوقا 14: 33 “كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً.”

قد تتساءل، أين النعمة إذاً؟ النعمة هي في دعوة الله لنا للخلاص وفي التضحية التي قدمها يسوع من أجلنا وفي عطية الروح القدس القادر أن يؤهلنا حتى نحيا خاضعين لله. لقد كلفته هذه النعمة حياة ابنه وما قدمه لنا الله بهذا الثمن الثمين لا يمكن نتعامل معه بخفة في حياتنا. لقد دعا الله كل من فداهم أن يعيشوا بحسب ما يؤمنوا به، وهو لا يريد أن يخدع أحد بشأن تكلفة التبعية والتلمذة الحقيقة. فالتلميذ الحقيقي يجب أن يضع يسوع رباً على حياته بكل معنى الكلمة.

وعندما يكون المسيح رباً، يجب أن يسود على حياتنا وهذا يعني أننا لا يجب أن نخجل من اسمه أو أن ننكره في مواقع عملنا بعد أن اعترفنا به في كنائسنا. ولا يمكن أن نكون تلاميذ للمسيح بينما يتسلط المال على حياتنا أو عندما نسعى وراء سعادتنا بدلاً من السعي وراء القداسة أو عندما نهتم لأمر نجاحنا أكثر من خضوعنا له. ولا يمكن أن ندعو أنفسنا تلاميد للمسيح بينما نقضي ساعات أمام شاشة التليفزيون ودقائق في الكلمة المقدسة. لا يمكن أن نكون تلاميده دون أن نسلك في طرقه.

الصليب هو طريق المسيح؛ حياة المحبة المُضحية والطاعة لله الآب. فحمل الصليب يعني أن نحب الناس إلى المنتهي مثلما أحب المسيح تلاميذه وغسل أرجلهم بما فيهم يهوذا من خانه وبطرس من أنكره (انظر يوحنا 13). حمل الصليب يعني أن نغفر بلا حدود متمثلين بالمسيح على الصليب (انظر لوقا 23: 34) ويعني أيضاَ أن نعلن الحق حتى وإن كلفنا أن نخسر بعض العلاقات أو وضع اجتماعي معين أو سمعتنا.

نعمة يسوع المسيح نعمة مُكلفة تتطلب أن نخلع الإنسان القديم ونلبس الجديد، أن نتشبه بالله في البر والقداسة (أفسس 4: 24) ولكن مثل هذه التضحية لها مكافأتها والتي يشرحها ديترتش بونهوفر في الكلمات التالية:

إنها نعمة مُكلفة لأنها تدعونا أن نتبع ولكنها نعمة لأنها تدعونا أن نتبع يسوع المسيح. إنها مُكلفة لأنها تكلف الإنسان حياته ولكنها نعمة لأنها تعطي الإنسان حياة حقيقية لها معنى.نعم، قد نتعثر ونحن نتبع المسيح ولكن ثقوا أنه أعطانا كل ما نحتاج إليه لكي نحمل صليبنا، فنعمته تحررنا حتى نعيش كأولاد لله وكلمته تؤكد لنا أمانته ومحبته لنا والروح القدس سيؤيدنا بالقوة حتى نعيش بالقداسة وأن نموت عن ذواتنا.

وبموت المسيح على الصليب، صار لنا نحن تلاميذه هذه المجازاة الرائعة ليس فقط بنوال الحياة الجديدة في المسيح ولكن أيضاً ميراث أبدي لا يفنى ولا يزول (انظر 1بطرس 1: 3-5) لأننا صرنا وارثين لله في المسيح “العالم أم الحياة أم الموت أم الأشياء الحاضرة أم المستقبلة كل شيء لكم وأما أنتم فللمسيح والمسيح لله” (1كورنثوس 3: 21-23).