دروس عن الصلاة
نوفمبر 13, 2021
شهوة كلّ قلب
نوفمبر 15, 2021

الحسد

‘‘حَيَاةُ ٱلْجَسَدِ هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ، وَنَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَد’’ (أمثال 14: 30)

تخيَّل رجلًا سعيدًا في زواجه بامرأة يعشقها شكلًا ومضمونًا، وهو ناجح في عمله، وأولاده ناجحون وكريمو الأخلاق. عاش هذا الرجل راضيًا بحياته إلى أن التقى زملاءه القدامى في الجامعة.

وهو ارتكب خطأ فادحًا، في ذلك اللقاء، عندما قال لنفسه إنَّ العديد من زملائه السابقين حقَّقوا مكانة اجتماعيَّة ومهنيَّة أعلى منه، كما أنَّه أخطأ باعتقاده أنَّ زوجاتهم يتفوَّقن على زوجته في الجمال والتحصيل العلمي، وأنَّهم أكثر ثراءً منه وقد سافروا أكثر منه.

فبدأ الشعور بالفشل يتنامى في قلبه، فبعد أن كان رجلًا سعيدًا، ها هو الآن يخطئ بالتركيز على ظروفه، ففقَدَ سلامه وشعوره بالرضى واعتراه شعور بالحسد.

وجاء في سفر الأمثال 14: 30 ‘‘حَيَاةُ ٱلْجَسَدِ هُدُوءُ ٱلْقَلْبِ، وَنَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَدُ’’. كان الملك آخاب صاحب ثروات طائلة، لكنَّه أراد الحصول على كرم بجانب قصره يملكه رجل يدعى نابوث، وعندما رفض هذا الأخير بيعه إيَّاه، أخذته الكآبة والغمّ إلى أن خطَّطت زوجته الشريرة إيزابل لقتل نابوث والاستيلاء على حقله لإرضاء جشع زوجها الملك (اقرأ 1 ملوك 21).

ثمة أشخاص يملكون كلَّ شيء، لكنَّ طمعهم يدفعهم إلى طلب المزيد. وهذا ما فعله الملك داود عندما اشتهى امرأة رجل آخر، فقتله وزنى بها، فخسر علاقته بالله وبسلامه.

يؤدِّي الحسد دائمًا إلى النزاع وفقدان السلام. هل تتوق إلى الحصول على ما يستحيل عليك اقتناؤه؟ أنظر إلى يسوع. فهو وحده يستطيع أن يشبع رغبات قلبك، وأن يملأ حياتك سلامًا ورضىً.

صلاة: يا رب، افحص قلبي، وأرِني ما إذا كنت قد ارتكبتُ خطيَّة الحسد لكي أتوب. أنا أعلم أنَّك أنت وحدك تستطيع أن تشبع رغبات قلبي. فليحلّ سلامك على حياتي، ويستقرّ في قلبي، لئلَّا أسعى وراء الشهوات الباطلة. أصلِّي باسم يسوع. آمين.