البركات بعد الانكسار
سبتمبر 17, 2023
أعظم حصن
سبتمبر 19, 2023

صلاة الواثق

‘‘ٱلرَّبُّ عِزِّي وَتُرْسِي. عَلَيْهِ ٱتَّكَلَ قَلْبِي، فَٱنْتَصَرْتُ. وَيَبْتَهِجُ قَلْبِي وَبِأُغْنِيَتِي أَحْمَدُهُ’’ (مزمور 28: 7)

اقرأ المزمور 28.

تفكَّكت عائلة داود بسبب الاغتصاب والقتل والتمرُّد والثورة، وهو فَشِلَ كأب نتيجة زيجاته المتعدِّدة من ناحية، وانشغاله بقضايا الحكم والحرب من ناحية أخرى. وكان داود ملكًا قويًّا وناجحًا، لكن انتهى به الأمر هاربًا من ابنه الذي سعى إلى قتله.

ولمَّا كان الملك داود منفيًّا بعيدًا عن عائلته وشعبه، ومختبئًا من ابنه أبشالوم، غرق في حزن شديد وكَتَبَ هذه الصلاة النابعة من قلبه طلبًا للرحمة والعدل.

كان عالم داود يتداعى وعائلته تتفكك وحكمه ينهار، وقد سُلب عرشه منه وانقلب رجاله ضدَّه، لكنَّ الله كان صخرته.

وتعبِّر الصلاة الواردة في المزمور 28 عن صرخة قلب كلِّ إنسان يواجه وضعًا ميئوسًا منه، ويمكنك أن تشعر بالتعزية عندما تتأمَّل في هذا المقطع بعد تعرُّضك للافتراء وسوء المعاملة والفهم، وتطلب من الله أن يحميك ويدافع عنك ويقضي بالعدل في حياتك.

ماذا تفعل عندما ينهار العالم من حولك؟ هل تلجأ إلى الله طلبًا للمساعدة أم إنَّك تلقي عليه اللوم؟ عندما تواجه تداعيات خياراتك الخاطئة، هل تصرخ إلى صخر الدهور أم إنَّك تلوم الله لأنَّه لم يُنَجِّك من نتائج أفعالك؟

كان داود يعرف قلب الله جيِّدًا، فصلَّى إيله قائلًا: ‘‘ٱسْتَمِعْ صَوْتَ تَضَرُّعِي إِذْ أَسْتَغِيثُ بِكَ’’ (العدد 2)، والصراخ طلبًا للرحمة هو أبعد ما يمكن تخيُّله من القول ‘‘أنت مدين لي’’.

رفع داود ذراعَيه إلى الله، وكان ذهنه وروحه وجسده في حالة صلاة. وهو لم يصلِّ صلاة عادية، لكنَّه كان يعيش صراعًا، فغالبًا ما يكون العمل الشاق والنضال والألم والصراع مع الله المتطلبات الأساسيَّة لتحقيق الانتصار.

مهما خذلك الناس أو أساءوا إليك، ثِق بأنَّ الله هو حصنك المنيع، وصخرك المتين، وبأنَّ قوَّته لا تتضاءل، ومحبَّته لا تتغيَّر، ورحمته لا تتلاشى، وبأنَّه عون لك في الضيقات.

صلاة: يا رب، أنت صخرتي، وبك أثق عندما أزرح تحت عبء الضغوطات لأنَّ وعودك صادقة وأمينة. في رحمتك أجد راحتي، وإلى مجيء ملكوتك تتوق نفسي. أصلي باسم يسوع. آمين.