يناير 18, 2024

استَعِد لرؤيتك

اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا” (إرميا 33: 3) الله لديه رؤية وهدف فريد لكل واحدٍ منَّا، ويريد أن يمجد ذاته من خلال حياتنا. يجب أن نتذكَّر أن الله لا يعلن لنا عن رؤيته لحياتنا دفعة واحدة، وأنه يعلنها لنا عندما يرانا جاهزون لاستقبالها، فكيف إذن نُعِد أنفسنا لاستقبال رؤية الله؟ أولاً، لكي نفهم ونستوعب رؤية الله لنا، يجب أن نطلبها منه. يخبرنا الكتاب المقدس أننا لا نأخذ لأننا لم نطلب، وأحيانًا، عندما نطلب، يكون ذلك بدافع الأنانية وبلا احترام لدوافع الله، لكن الله يعِدنا قائلًا: اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا” (إرميا 33: 3). يريد الله أن يعلن لنا عن ذاته، لكن يجب علينا أولاً أن نطلب منه ذلك بدوافع نقيَّة وبمُثابَرَة ثانيًا، يعطي الله رؤيته لوكلائه الصالحين، فالله يبحث عن وكلاء يديرون خططه بشكل جيد، مهما واجهوا من مقاومة وإحباط ونفاد الصبر وهجوم روحي. في اتباعنا لتوقيتات الله، قد نشعر بالقلق أو الإحباط ونحن في انتظار أن تتكشف لنا خطته، وسيغرينا الشيطان لكي نتجاهل توقيت الله […]
يناير 17, 2024

إعلان الله لرؤيته

“لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ” (إشعياء 55: 8) يثير بدء العام الجديد مجموعة من ردود الفعل المختلفة: فالبعض يشعر ببعض الإثارة والتجديد في التطلُّع إلى العام المُقبِل، وقليلون يشعرون أن الحياة تخرج عن نطاق السيطرة، ويتساءلون أين ذهب العام، وآخرون يشعرون بالضياع وبأنه ليس لديهم هدف واضح في الحياة، أي شيء ينبغي تحقيقه حتى يعطي معنى للوجود. بغض النظر عن شعورك تجاه العام الجديد، يمكنك أن تطمئن لأن الله لديه خطة لك فيه الله لديه رؤية وهدف فريد لكل واحدٍ منَّا، ويريد أن يُمجِّد ذاته من خلال حياتنا، لكن فِهْم رؤية الله يختلف عن طرح رؤيتنا الخاصة عندما نضع الخطط، نريد أن يكون كل شيء منظَّمًا. تذكَّر آخر مرة سافرتَ فيها، وقمت بتحديد الرحلة على الخريطة لأنك أردت أن تعرف من أين تبدأ، وإلى أين ستنتهي، وأين ستتوقف على طول الطريق، والمدة التي ستستغرقها الرحلة بالضبط. يتعامل الكثيرون مِنَّا مع الحياة بنفس الطريقة، فنحاول التخطيط لكل التفاصيل مسبقًا، ونريد أن نعرف جميع الإجابات قبل أن نبدأ […]
يناير 16, 2024

أهداف إلهية

وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ» (أعمال 1: 11) قال يسوع في لوقا 9: 62 “لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». يخبرنا يسوع أن الالتزامات الفاترة لا أهمية لها، ولِكَيْ نلتزم التزامًا كاملًا أمام الله، يجب أن ننظُر إلى الأمام غالبًا ما تتسبب أهداف وطموحات العالم في إحباطنا، فعندما يكون لدينا هدف ما في الحياة يكون كل تركيزنا عليه، ولكن بعد تحقيق ذلك الهدف وفرحنا بالإنجاز، نعود فنشعر بالحزن لأنه لم يعد لدينا أي شيء آخر نسعى للوصول إليه، فلم تعد هناك فرصة للطموح لأننا قد حققنا ما أردناه لكن الأهداف الإلهية لا تتسبب في إحباطنا لأن عمل الملكوت لا ينتهي أبدًا. عندما نلتزم التزامًا كاملًا بخدمة المسيح، سُرعان ما ندرك أن أهدافنا على هذه الأرض مستمرة، فخدمتنا وصلواتنا وشهادتنا لا تنتهي أبدًا، بل هناك دائمًا المزيد لنفعله من أجل مجد الله، ومن أجل علاقة […]
يناير 15, 2024

القرار الأهم على الإطلاق

وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلَاحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي ٱلتَّوْزِيعِ، مُدَّخِرِينَ لِأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ (1 تيموثاوس 6: 18-19) يرى أناس كثر في العام الجديد فرصة لفتح صفحة جديدة، فتصبح بداية كلِّ عام مناسبة لتحديد الأهداف واتخاذ القرارات تتمحور القرارات بمعظمها حول الزمان والمكان الحاضرين، فيما تتناول قلَّة منها الأمور المتعلقة بالأبدية. من المفيد أن نركِّز على تقوية أجسادنا المادية، لكن لا يجوز أن يتمّ هذا على حساب نفوسنا الأبدية. لا يجوز أن نعدَّ قائمة بالمشاريع التي ينبغي أن نقوم بها لتحسين بيوتِنا، بدون أن نفكِّر في كيفية الزرع في مساكننا السماوية من السهل أن ننشغل بالاهتمامات الأرضية، وأن نركِّز على تفاصيل الحياة اليومية: ماذا نرتدي، وماذا نأكل، وماذا نشرب. لكنَّ يسوع يطمئننا قائلاً: ‘‘لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ’’ (متى 6: 32-33). عندما نركِّز على الأمور الأبديَّة، يهتمُّ اللهُ بالأمور الدنيويَّة المؤقَّتة يتنافى هذا مع […]
يناير 14, 2024

العيش ليسوع

اقرأوا لوقا 10: 30-37 فَأَيَّ هَؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟ (لوقا 10: 36) ‘‘وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟’’ (لوقا 10: 29). ألا يشبه هذا كلام المحامين؟ كان الرجل يعلم أنَّ الله أوصاه بأن يحب قريبه، لكنَّه أراد معرفة التحديد الدقيق لكلمة ‘‘قريب’’ ليتأكد من فعله كلَّ ما يلزم لينال الحياة الأبدية، ولكنَّ يسوع، وبدلاً من الإجابة ببساطة عن هذا السؤال، روى له مَثَلاً يعكس حياته، ويشكِّل نموذجًا مثاليًّا يقتدي به كلُّ تلميذ ليسوع تجسِّد أعمال السامري الصالح تضحية يسوع من أجلنا في الجلجثة، والحياة التي يجب أن نعيشها بصفتنا شعبه المفديّ. أوَّلا، السامري توقَّف. وهذا بحدِّ ذاته خيار رائع لأنَّ الناس يتعرَّضون للسرقة ويُتركون ليموتوا على هذا الطريق المحفوف بالمخاطر. لكنَّ الرجل توقَّف مثلما توقَّف يسوع أيضًا من أجلنا. فهو جاء إلى الأرض ليتحمَّل أسوأ ما في هذا العالم الآثم، ولم يأخذ أحد حياته، بل هو وضعها من تلقاء نفسه (يوحنا 10: 18) ثانيًا، السامري تقدَّم. إنَّ التوقُّف وقول كلام لطيف مختلف تمامًا عن التقدُّم والدنوّ لتقديم المساعدة. […]
يناير 13, 2024

نحبُّ كما أحبَّنا يسوع

اقرأ يوحنا 13: 34-35 وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا (يوحنا 13: 34) ‘‘وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا’’ (يوحنا 13: 34 أ). قد نفكِّر في البداية: “كيف يمكن أن تكون هذه الوصية جديدة؟ ألم يعلِّم يسوع أنَّ الوصيتين الأولى والثانية العظميين هما أن نحبَّ الله ونحبَّ قريبنا؟’’ ( متى 22: 35-40). لكنَّ يسوع يعطينا الجواب في الجملة التالية: ‘‘كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا’’ (يوحنا 34:13 ب). هذا هو الجديد في الأمر. لم يختبر أحد محبة مثل محبة يسوع. فمحبَّته أسمى من أيِّ محبَّة عرفها العالم. ثم يعلَّمهم يسوع: ‘‘بِهَذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي’’ (الآية 35). أحبائي، يجب أن نحبَّ كما أحبَّنا يسوع، وبهذا يعرف الناس أنَّنا تلاميذ يسوع، عندما نقتدي به لقد حرص يسوع، قبل مشاركة هذه الوصيَّة مع تلاميذه، على إعطائهم صورة واضحة عن اتجاه القلب الذي يُظهر محبته التي لا تُضاهى، فقام عن العشاء، وغسل أرجل تلاميذه. في ذلك الوقت، كان الناس […]
يناير 12, 2024

الولاء ليسوع

اقرأ لوقا 14: 25-35 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلَا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَٱمْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا (لوقا 14: 26) نقرأ في الأصحاح 14 من إنجيل لوقا أنَّ جموعًا كثيرة كانت تتبع يسوع، كما كانت الحال دائمًا. هنا، تقول الحكمة التقليدية، ‘‘يا يسوع، اجذبهم إليك أوَّلًا. قُل لهم الكلام الذي يريدون سماعه، وأخبرهم كم أنَّهم رائعون. قُل لهم أن يطلبوا ما يشاءون فيكون لهم’’، أو يمكننا أن نسديه نصيحة قائلين، ‘‘لا تكشف لهم الثمن الحقيقي للتلمذة. ابدأ بدراسة قصيرة من الكتاب المقدس، ومن ثمَّ انتقل تدريجيًّا إلى الأمور الصعبة’’. لكنَّ يسوع لم يعتمد هذه الطريقة في الواقع، لا توجد تفاصيل مضلِّلة أو كلام معسول مع يسوع، فهو يوضح تمامًا الثمن الذي يدفعه مَن أراد أن يكون تلميذًا له، وهو الولاء بدون قيود. فهو قال إنَّ مَن لا يُبْغِضُ عائلته وحَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا له (لوقا 14: 26). ثمَّ أضاف، ‘‘وَمَنْ لَا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلَا […]
يناير 11, 2024

تلاميذٌ ليسوع

اقرأوا متى 28: 18-20 فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلْآبِ وَٱلِٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ (متى 28: 19-20) قد تبدو دعوة يسوع لتلمذة جميع الأمم مهمَّة شاقَّة، لكنَّه وَعَدَ قائلًا ‘‘دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ… وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلْأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْر’’ (متى 28: 18، 20). بتعبير آخر، يسوع هو مَن يمنحنا القوَّة لتأدية هذه المهمَّة. فحن نتقدَّم بسلطان يسوع، ومخلِّصُنا في وسطنا ولكن إذا أردنا صنع تلاميذ حقيقيين للمسيح، يجب أن نكون بدورنا تلاميذ حقيقيين له. علينا أن نطيعه وأن نقتدي به في مجالات الحياة كافَة. في الواقع، يدَّعي كثيرون أنَّهم أتباع المسيح، فيما هم لا يعكسون محبته أو رحمته أو نعمته أو غفرانه، لكنَّ يسوع أعلن بوضوح: ‘‘إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلَامِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلَامِيذِي’’ (يوحنا 31:8) يسمِّي كثيرون أنفسهم مؤمنين اليوم لأنَّهم تقدَّموا إلى الأمام في الكنيسة منذ سنوات، وصلُّوا الصلاة الخلاصيَّة، أو لأنَّ راعي الشبيبة أو واعظًا في مؤتمر أرعبهم بحقائق كتابيَّة متعلِّقة بالجحيم. لقد قبِلَ هؤلاء […]
يناير 10, 2024

أمين إلى الأبد

خَلَّصَنَا بِغُسْلِ ٱلْمِيلَادِ ٱلثَّانِي وَتَجْدِيدِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،  ٱلَّذِي سَكَبَهُ بِغِنًى عَلَيْنَا بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مُخَلِّصِنَا. حَتَّى إِذَا تَبَرَّرْنَا بِنِعْمَتِهِ، نَصِيرُ وَرَثَةً حَسَبَ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. تيطس 3: 5-7 لقد كان الله متّكلنا في الماضي، وهو قدَّم لنا الدعم في كلِّ منعطف في الحياة. فالله جدير بالثقة وهو يحمل مستقبلنا في راحة يده تتضمَّن حياتي وخدمتي أمثلة رائعة عن أمانة الله، لكنَّني ما زلت أؤمن من كلِّ قلبي بأنَّنا لم نرَ شيئًا بعد في الواقع، لم يتحقَّق الأفضل بعد في حياة المؤمن، ففي النهاية، تنتظرنا الأبدية في السماء الجديدة والأرض الجديدة. تخيَّل معي عالمًا متجدِّدًا، وفرحًا لا ينتهي، وشركة مثاليَّة بالله! لقد وعد الله في سفر الرؤيا 21: 3-4، ‘‘هُوَذَا مَسْكَنُ ٱللهِ مَعَ ٱلنَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ…  وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ حُزْنٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لِأَنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلْأُولَى قَدْ مَضَتْ’’ لم يوصلنا الله إلى هنا لكي يدعنا نسقط. يمكننا أن نثق بأنَّه سيقودنا بأمان إلى مسكننا الأبدي، إلى ذلك المكان الذي يُشبع فيه أخيرًا […]
يناير 9, 2024

أمين للكنيسة

وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «هَذَا هُوَ جَسَدِي ٱلَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». لوقا 22: 19 أقام يسوع ‘‘حجر معونة’’ آخر من أجلنا عندما أسَّس شركة الخبز والخمر، فأمام مائدة الرب، نتذكَّر ذبيحة المسيح، أي جسده المكسور من أجلنا ودمه المسفوك لمغفرة خطايانا أراد يسوع المسيح أن نتذكَّر دومًا محبَّته العظيمة التي تجلَّت على الصليب، فأقام شركة الخبز والخمر لتذكيرنا دومًا بنصرته الأبدية على الموت، والخطيَّة، والعار لكلّ مَن يؤمن عندما نحتفل بذبيحة المسيح المقدَّسة مع جماعة المؤمنين، نحن نعلن جهارًا: ‘‘المسيح مات، المسيح قام، المسيح سيأتي ثانيةً’’. وعندما نتناول الخبز ونشرب من الكأس، فنحن نعلن إيماننا بقوة موت المسيح الخلاصية، وبرجاء القيامة، ونكشف ٱلسِّرّ ٱلْمَكْتُوم مُنْذُ ٱلدُّهُورِ وَمُنْذُ ٱلْأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ ٱلْآنَ قَدْ أُظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، وهو أنَّ المسيح يسكن في كلِّ مَن يعترف به ربًّا ويؤمن بقيامته (كولوسي 1: 26-27، ورومية 10: 9). الشركة هي حجر المعونة الذي يرشدنا إلى رجاء مجد الله من خلال دم يسوع المسيح عندما نقول، ‘‘إلى هنا أعاننا الرب’’، نختبر نهضة داخلية، واستردادًا، […]
يناير 8, 2024

أمين في الصليب

وَلَكِنَّ ٱللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لِأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ ٱلْمَسِيحُ لِأَجْلِنَا. رومية 5: 8 إذا شككنا يومًا في أمانة الله، يجب أن ننظر إلى الصليب، فهناك دفع المسيح الثمن بالكامل لكي نجد فيه كلَّ ما نحتاج إليه فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ حَمَلًا رَضِيعًا وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً بِتَمَامِهِ لِلرَّبِّ، وَصَرَخَ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ، فَٱسْتَجَابَ لَهُ ٱلرَّبُّ.  1صموئيل 7: 9. عندما رفع صموئيل السكين، وسفك دم الحمل على المذبح، أعطى الله النصرة لبني إسرائيل على الفلسطينيين. 1صموئيل 9: 10-11 مبشِّرًا إيَّانا بنصرتنا النهائية في المسيح يسوع لقد عُلِّق حمل الله الطاهر، الذي لا عيب فيه، على الصليب، وسفك دمه من أجل كلِّ مَن يؤمن، وعندما صرخ قائلاً: ‘‘قد أكمل!’’ وقدَّم حياته ذبيحةً عن خطايانا، ضَمنَ لنا النصرة على الشيطان والخطية والموت. لقد افتدانا يسوع من غضب برّ الله الذي كنَّا نستحقه، ومهّد الطريق لقيامتنا يجب أن نتذكَّر كلَّما نظرنا إلى الصليب: الله معي؛ وهو أرسل ابنه ليموت من أجلي؛ أنا محبوب. الصليب هو ‘‘حجر معونتي’’ النهائي عندما رجع بنو إسرائيل إلى […]
يناير 7, 2024

يسوع يطلب ويخلِّص ما قد هلك

‘‘لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ’’ (لوقا 19: 10) اقرأ لوقا 19: 1-10 ثمَّة كلمة جوهرية في قصَّة عيد الميلاد لا يرغب كثيرون في سماعها، وهي كلمة ‘‘خطيَّة’’، لكنَّ الكتاب المقدَّس يعلن بوضوح أنَّ يسوع جاء ليخلّصنا منها (متَّى 1: 21؛ يوحنا 1: 29؛ 1 يوحنا 3: 5). يرفض مجتمعنا اليوم الحديث عن الخطيَّة، لكنَّ الكتاب المقدَّس يقول إنَّ الإذعان لطلبه وتجاهل كلمة ‘‘خطيَّة’’ مخزٍ. فالخطيَّة ليست لعبة، بل هي طاغية يملك قوَّة الموت ولم يتلاشَ سلطانه في تاريخ البشريَّة، لذا، كلّ من ينكر وجود الخطيَّة وسلطانها هو في حالة ضلال مطلق. الخطيَّة حقيقيَّة ونحن عاجزون عن تحرير أنفسنا من قبضتها، لكنَّنا نشكر الله لأنَّه أرسل ابنه في أوَّل ميلاد ليمنحنا الدواء الوحيد الذي يشفينا من الخطيَّة، وهو برّ الله الذي نلناه بدم يسوع المسيح المسفوك على الصليب. يولد كلّ إنسان بطبيعة آثمة ونزعة إلى الاستقلال عن خالقه، لكنَّ مَن يعترف بخطيَّته ويقرّ بحاجته إلى مخلِّص هو مَن يخلص من خلال عمل يسوع على الصليب. […]