أكتوبر 8, 2023

التركيز على المدينة السماوية

‘‘فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ، ٱلَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ ٱلرَّبُّ يَسُوعُ ٱلْمَسِيح…’’ (فيلبي 3: 20)  أدرك ابراهيم أنَّ الله أعدَّ خطَّة أعظم لحياته، فحوَّل تركيزه من العالم المحيط به إلى العالم الآتي، ويجب علينا نحن أيضًا أن نحذو حذوه إنَّ المحن التي نواجهها في حياتنا الأرضيَّة لا تضاهي المجد الذي ينتظرنا، لكن يمكننا أن نذوق السماء على الأرض الآن. فعندما نقبل يسوع المسيح مخلِّصًا لحياتنا، ويتبنَّانا الله ويضمُّنا إلى عائلته، فهو لا يدوِّن أسماءنا في سفر الحياة الخاص بالحمل فحسب، بل في سجلّ الإحصاء الأبدي الخاص بملكوت الله أيضًا وبما أنَّ جنسيتنا لم تعد مرتبطة بهذا العالم، أصبح لدينا رجاء أبدي للمستقبل. اقرأ الأصحاح 11 من الرسالة إلى العبرانيين بكامله، وستكتشف أنَّ إبراهيم لم يكن الشخصيَّة الوحيدة التي تغيَّرت حياتها بفضل التكريس لله ففي هذا الأصحاح، نقرأ عن أحد جوانب إيمان ابراهيم الذي ميَّزه، إلى جانب مؤمنين آخرين في العهد القديم، عن مؤمني العهد الجديد ‘‘فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هَؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا ٱلْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ […]
أكتوبر 7, 2023

مؤهَّلون بالطاعة

‘‘…لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ ٱلْإِنْسَانُ. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْب’’ (1 صموئيل 16: 7) عمِلَ نوح بتعليمات الله على مدى عقود لبناء الفُلك، ولم تكن هذه السفينة الضخمة مشروعًا صغيرًا، فهي كانت أطول من ملعب كرة قدم، وأعلى من مبنى بارتفاع أربعة طوابق، وقد اشتملت على طبقات عدَّة. لا بدَّ أن نوح شعر بالارتباك أمام فكرة بناء سفينة بهذه الضخامة في منطقة غير ساحليَّة، وهو تعرَّض للازدراء والسخرية على مدى أكثر من مئة عام على لسان جيران اتَّهموه بالجنون والهذيان، ولا بد أنَّه خصَّص ساعات طويلة وموارد طائلة لبناء الفلك على مرِّ السنين لم يكن لدى نوح أي خبرة في مجال بناء السفن، فهو لم يكن بحَّارًا ولا حتَّى من سكَّان الساحل، فبدا الأقلّ أهليَّة لبناء الفُلك، ومع ذلك، اختاره الله، ليس لأنَّه كان يبحث عن خبير في الأعمال الحرفية، بل لأنَّه كان يطلب رجلًا أمينًا ومطيعًا. ويصف الكتاب المقدس نوح بأنَّه ‘‘كَانَ رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ. وَبأنَّه سَارَ مَعَ ٱللهِ’’ (تكوين 6: […]
أكتوبر 6, 2023

إيمان يقود إلى الطاعة

“بِالإِيمَانِ نُوحٌ لَمَّا أُوحِيَ إِلَيْهِ عَنْ أُمُورٍ لَمْ تُرَ بَعْدُ خَافَ، فَبَنَى فُلْكًا لِخَلاَصِ بَيْتِهِ، فَبِهِ دَانَ الْعَالَمَ، وَصَارَ وَارِثًا لِلْبِرِّ الَّذِي حَسَبُ الإِيمَانِ” (عبرانيين 11: 7) أحيانًا يدعونا الله لعملٍ يتطلب منا التخلي عن شيء عزيز علينا. في أحيان أخرى، يطلب الله منا أن نخرج من مناطق راحتنا لكي نشارك الآخرين بإنجيله، سواء كان ذلك بالانفراد مع شخص قريب أو من خلال التحدث إلى مجموعة كبيرة. من الطبيعي أن نشعر ببعض المقاومة للمهام الصعبة التي يدعونا الله إليها، والتي تستلزم التضحية بالنفس، ولكن في النهاية، يجب أن نطيع الله اقرأ تكوين ٦ و ٧ . هل يمكنك أن تتخيل المخاوف والأسئلة التي كانت لدى نوح عندما أمره الله ببناء الفلك؟ بغض النظر عن أي مخاوف قد شعر بها نوح، يخبرنا الكتاب المقدس بوضوح أن نوح “فَعَلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ الرَّبُّ” (تكوين 7: 5) لا يمكن إثبات الإيمان الحقيقي إلا من خلال الطاعة العملية. إذا كنا نثق حقًا في الله وفي كلمته ووعوده، فسوف نطيعه تمامًا. يمكن لأي […]
أكتوبر 5, 2023

إيمان شُجاع

وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ… وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ” (عبرانيين 11: 36، 38) الشجاعة هي أحد أعظم مظاهر الإيمان. الإيمان الشجاع هو إيمان واثق أن الله لا ولن يُخطيء. إنه يعلم أن الله لا يمكن أن يكون مخطِئًا، ويثق أن الله لا يمكن أن يُهزَم أبدًا يذكر لنا عبرانيين 11: 30-40 العديد من أبطال الكتاب المقدس الذين أظهروا شجاعة عظيمة “…الَّذِينَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ”. (عبرانيين 11: 33-34) يقود الإيمان الشجاع أحيانًا إلى مواقف خطيرة، والأشخاص المذكورون في هذا المقطع لم يقهروا العدو دائمًا دون إصابات “وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلًا بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ”. (عبرانيين 11: 36-38) حتى وإن اختبرنا […]
أكتوبر 3, 2023

لمجد اسمه

“اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ”   (متى 7: 7). يريد الله أن يسمع الصلوات الكبيرة التي تسعى إلى جعل اسمه “اسْمَ فَرَحٍ لِلتَّسْبِيحِ وَلِلزِّينَةِ لَدَى كُلِّ أُمَمِ الأَرْضِ” (إرميا 33: 9). يريد الله حقًا أن يسمع صلواتنا الصغيرة لأنه يريدنا أن نكشف له عمَّا في قلوبنا، ونشاركه همومنا وآمالنا، لكن الصلوات الأكثر قوة هي تلك الصلوات التي تسعى إلى إكرام الله وتمجيد اسمه، وتأييد عمل ملكوته، وتغيير قلوب غير المؤمنين، وإظهار محبة يسوع المسيح وجلاله. يستجيب الله للقلب المُكرَّس له بصدق، والذي يهابه، فهو يعلم ما في أعماق قلوبنا، ولا ينخدع بقولنا أننا نريد شيئًا ما لمجده بينما تكون الأنانية هي دافعنا الخفيّ وراء ذلك الشيء، ولا يمكننا أيضًا أن نخدعه بقولنا أننا نؤمن بأنه يستطيع أن يصنع المعجزات بينما نشك في داخلنا أنه قادر على مواصلة عمله. عندما نسعى بصدق إلى معرفة الله وفهمه، وإلى العلاقة اليومية معه، سنبدأ في فهم مدى عظمة وقدرة إلهنا الجدير بالثقة، وعندما نعرف أن الله يعمل من أجل تحقيق وعوده، وأنه مستعد […]
أكتوبر 2, 2023

المُثابرة في الصلاة

“وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ”   (مرقس 1: 35) عندما يحيا المسيح فينا، نستطيع أن نعيش في هذه الحياة في تفاؤل، وعندما نعطي الأولوية لعلاقتنا مع المسيح، ونقضي وقتًا منتظمًا في الشَرِكة معه في الصلاة، نستطيع أن نفرح في الرجاء. تمنحنا العلاقة الوثيقة مع الله فرحًا في الضيق، وغَلَبةَ في أوقات التجارب، وإثمارًا وبركة في أوقات الشك وعدم اليقين، وعند انهيار كل الأشياء من حولنا، ستمنحنا حياة الصلاة القوية الثقة والثبات. ما مدى مُثابرتك في صلاتك؟ هل الصلاة هي أول نشاط يتم استبعاده عندما يُصبح يومك مُزدحمًا؟ هل تتجاهل الصلاة في الأيام التي تشعر فيها بالتعب أو المرض أو اللامُبالاة؟ هل صلواتك هي محاولات فاترة لتنفيذ طقس ديني أو لتجنُّب الشعور بالذنب؟ إذا كانت صلاتك اليوم خاوية، اعترف لله بأنك أهملت هذا الجانب المهم من علاقتك به، واطلُب معونة الروح القدس ليقودك في صلواتك، ويُشجِّعَك على قضاء الوقت معه، ويساعدك على الحفاظ على تركيزك في الصلاة مُهيِّئًا قلبك لحضور الله. صلاة: سامحني يا […]
أكتوبر 1, 2023

يرشدنا في الصلاة

‘‘فَرِحِينَ فِي ٱلرَّجَاءِ، صَابِرِينَ فِي ٱلضِّيْقِ، مُواظِبِينَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ’’ (رومية 12: 12) هل لاحظت يومًا أنَّك عندما تهمّ للصلاة، يرنّ هاتفك أو يقرع أحدهم بابك؟ كم من المرات يُعاق وقت صلاتك بسبب مهام مُدرَجة ضمن قائمة مهامك أو بسبب أحلام اليقظة أو النعاس؟ الصلاة هي أهم عمل نقوم به بصفتنا مؤمنين، فمن خلالها، نتواصل مع أبينا السماوي ونتعلَّم المزيد عنه وننمو في إيماننا. عندما نصلي، نجد ما نحتاج إليه من تشجيع وقوة لمواجهة الحياة لكنَّ الشيطان يسعى إلى عرقلة علاقتنا الحميمة بالله التي نجدها في الصلاة، فهو لم يشأ أن يتواصل آدم وحواء مع الله في جنَّة عدن، كما أنَّه لا يريد أن نتواصل مع الله اليوم، بل هو يسعى إلى إيجاد طرق لإضعافنا روحيًّا، وهو يعلم أن الصلاة هي مصدرنا الحيوي للقوة عندما تتلقى خبرًا سارًا أو حين يحدث أمر رائع في حياتك، هل تشكر الله فورًا؟ يلجأ كثيرون بيننا إلى الصلاة عندما يواجهون مشكلة، ويصرخون إلى الله في وقت الألم، لكنَّهم لا يشكرونه في وقت الفرح. عندئذٍ، يدركون […]
سبتمبر 30, 2023

تعامَل مع الصلاة بجدِّيَّة

“وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً”  (متى 6: 6). يتعامل معظم المؤمنين اليوم مع الصلاة مثلما يتعامل البحَّارة مع مضخَّاتهم. يستخدم البحارة مضخَّاتهم فقط عندما يحدث تسريب في السفينة، وكذلك يبدأ المؤمنون في الصلاة بنشاط فقط عند مواجهتهم للمشاكل، وأما فيما يتعلَّق ببقية الوقت، فهم لا يعرفون شيئًا عن الصلاة بانتظام. هذا النوع من الصلاة يُسمَّى الصلاة بدافع الحاجة. يجب أن تتعامل مع الصلاة بجدِّيَّة، وإليك بعض الإرشادات البسيطة حول “كيفية” الصلاة: امنح الصلاة وقتًا كافيًا. هل يمكنك أن تتخيَّل شخصين في حالة حب ولكن لا يتحدَّت أحدهما مع الآخر إلا إذا احتاج شيء ما؟ لن تنمو علاقتك مع شخص تتصل به هاتفيًا لتعطه قائمة بالطلبات، ثم تُنهي المكالمة. معظم المسيحيين المؤمنين يقضون ما يقرب من خمس دقائق فقط كل يوم في الصلاة. خمس دقائق! احذَرْ جيدًا: سوف تحصُد تمامًا ما زرعته. امنح الصلاة مساحةً كافيةً. لكي نُصلِّي بشكل صحيح، ينبغي أن نذهب إلى […]
سبتمبر 29, 2023

الله يريدنا أن نتذكَّر

“أَذْكُرُ أَعْمَالَ الرَّبِّ. إِذْ أَتَذَكَّرُ عَجَائِبَكَ مُنْذُ الْقِدَمِ، وَأَلْهَجُ بِجَمِيعِ أَفْعَالِكَ، وَبِصَنَائِعِكَ أُنَاجِي”  (مزمور 77: 11-12). هل لديك أشخاص في حياتك لا يتحدثون معك إلَّا عندما يريدون منك شيئًا؟ إن المحادثات التي تدور فقط حول احتياجات أو مطالب الشخص الآخر تجعل من الصعب وجود علاقة شَرِكة حقيقية معه، فمثل هذه العلاقات قد تجعلنا نشعر بالاستغلال والتلاعب. كثيرًا ما نفعل الشيء نفسه مع الله عندما نقترب إليه في الصلاة باحتياجاتنا؛ فنمنحه قوائم طلباتنا دون أن نقضي أي وقت في تسبيحه أو شُكره على بركاته السابقة، ودون السعي وراء بناء علاقة حميمة معه. نحن نُصلِّي من أجل أحداث المستقبل دون الاعتراف بمساعدته لنا في الماضي. هذا الإغفال من طرفنا هو دلالة على جحودنا لله، ويجعل صلواتنا باطلة. لكن هذا لا يصدِم الله أو يفاجئه؛ فهو يعرفنا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا. الله يعلم أننا شعب كثير النسيان، ويعرف قدرتنا على الجحود وتغيير الحقائق، وقُدرَتنا على أن ننال نحن المَدْح على ما يقدمه لنا. في جميع أنحاء الكتاب المقدس، نرى الله يُذكِّر شعبه […]
سبتمبر 28, 2023

صلاة الثِقة

“لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ، لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلهِي” (مزمور 42: 11). هل لاحظت أنه كلما عَلَتْ توقُّعاتنا، زاد إحباطُنا عند عدم تحققها؟ سواء كانت توقُّعاتنا غير الواقعية موضوعة في أشخاص آخرين، أو في قوتنا الخاصة، أو في مواقف محددة، سوف نشعر دائمًا بالإحباط عندما لا تسير الأمور وفق المُخطَّط لها، ولكن، عندما توضع توقعاتنا في وعود الله، فلن يخيب رجاؤنا أبدًا. قد لا يكون توقيت الله سريعًا دائمًا كما نريد، وقد تختلف طُرُقُه عما توقعناه، لكن الله سَيَفي دائمًا بوعوده. نقرأ في لوقا 2: 25-35 عن سمعان الشيخ الذي وضع توقعاته في أمانة الله. لقد أمضى حياته في انتظار وصول المسيَّا، ولأن الله أخبره أنه سيرى المسيح بنفسه، علم سمعان أن يسوع سيولد في حياته. وبعد سنوات من الانتظار والترقُّب، كان سمعان جاهزًا للإعفاء من منصبه. عندما حمل المسيح الطفل بين ذراعيه، صلَّى قائلًا “الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ […]
سبتمبر 27, 2023

نظرتان للصلاة

“لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.   (فيلبي 4: 6-7). عندما نغفل غرض الله من الصلاة، فإننا نخسر بركاته. من المهم أن نعرف أن الغرض من الصلاة هو تمجيد الله. الله هو محور الصلاة لأنه يكشف لنا من خلالها عن صلاحه وقدرته. قال يسوع: “وَمَهْمَا سَأَلْتُمْ بِاسْمِي فَذلِكَ أَفْعَلُهُ لِيَتَمَجَّدَ الآبُ بِالابْنِ” (يوحنا 14: 13). صحيح أن الغرض من الصلاة هو تمجيد الله، وليس فقط تسديد احتياجاتنا، لكن عندما يسدد الله احتياجاتنا، فهذا يمجده. هناك من يرون أن الصلاة هي مجرد عمل يجعلنا في اتفاق مع ما سبق الله وعيَّنَهُ، فيقولون أنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به سوى الاتفاق مع مشيئته. من ناحية أخرى، يعتقد البعض أن الصلاة تعني أن نطلب من الله أن يفعل ما لم يكن ليفعل، أو ما لن يقدر أن يفعل، دون طلبنا. في الواقع، يُعلّم الكتاب المقدس كلا الرأيين، ونحن مُلزمون أمام الله بالاعتقاد […]
سبتمبر 26, 2023

صلاة التسبيح

“فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ” (لوقا 1: 48-49). اقرأ لوقا 1: 46 – 55. أتمنى لو كان بإمكاني الدخول إلى آلة الزمن والعودة إلى ذلك اليوم الذي سارت فيه مريم، الفتاة التي لا يتعدَّى عمرها أربعة عشر عامًا، في الطريق الترابي إلى تلال يهوذا حيث منزل نسيبتها أليصابات. أتمنى لوكنت هناك لأرى أليصابات ومريم تتعانقان وأسمع كلمات التسبحة من شفتي مريم نفسها، لأرى فرحة التسبحة تلمع في عينيها. يا له من امتياز أن تسمع أليصابات هذه الصلاة التي ستُتلى ملايين المرات عبر العصور. واجهت مريم أزمة لن نستطيع أنا وأنت أن نفهمها تمامًا، ولكن، بسبب إيمانها بكلمة الله وبوعوده، وبسبب علاقتها العميقة والثابتة معه، استطاعت مريم أن تواجه هذه الأزمة بثقة وإيمان. جاءت مريم بهذه الكلمات من قلبها الممتلئ بالامتنان، فقد اختار الله أن يباركها من بين جميع النساء بأن يضع في بطنها الطفل الذي سيصبح مُخلِّص العالم. المسيَّا الذي طال انتظاره سيولد قريبًا، وستكون هي أمه! فكيف لا تُسبِّح الله من […]