يونيو 17, 2023
استعدُّوا لمجيء يسوع

استعدُّوا لمجيء يسوع

 ‘‘فَكُونُوا أنتُمْ أيضاً مُستَعِدِّيْنَ، لأنَّ ابنَ الإنسانِ سَيَأْتِي فِي لَحظَةٍ لا تَتَوَقَّعُونَها’’ (لوقا 12: 40) اقرأ لوقا 12: 35- 48 تشكِّل عقيدة المجيء الثاني للمسيح جزءًا أساسيًّا من الإنجيل، وكلُّ علامات هذا المجيء الواردة في الكتاب المقدس سوف تتحقَّق، لذا، فإنَّ كلَّ مَن ينكر الحقّ المتعلِّق بالمجيء الثاني للمسيح أو يحجبه أو يهمله أو يسيء تفسيره عمدًا سوف يُدان بشدَّة قد يختلف المؤمنون اختلافًا مشروعًا حول تفاصيل متعلِّقة بمجيء المسيح، لكن يجب أن نكون مستعدّين كلَّ يوم لعودته. وسيمارس هذا العالم، بانشغالاته ومخاوفه، ضغطًا علينا لرفع أنظارنا عن المسيح، وستثقل المشاكل كاهلنا وتشتِّت الظروف أنظارنا، لكن يجب أن نرفع عيوننا نحو يسوع الذي جعلنا أعظم من منتصرين (رومية 8: 37) فليكن تيقُّنكم من مجيء المسيح القريب الدافع وراء كلِّ ما تفعلونه، لذا، كونوا مستعدِّين دائمًا لئلا يباغتكم مجيئه. قال يسوع، ‘‘شُدُّوا أحْزِمَتَكُمْ مُتَأهِّبينَ لِلعَمَلِ، وَحافِظُوا عَلَى مَصابِيحِكُمْ مُشتَعِلَةً دائِماً’’ (لوقا 12: 35). فالخادم الأمين هو مَن يبقى صاحيًا ومتيقظًا استعدادًا لعودة سيِّده يعني شدُّ الأحزمة أن تكونوا مستعدِّين عاطفيًّا وذهنيًّا […]
يونيو 16, 2023
ثِقوا بالرب وحده

ثِقوا بالرب وحده

 ‘‘مِنْ أَجْلِ هَذَا أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ، وَلَا لِلْجَسَدِ بِمَا تَلْبَسُونَ. اَلْحَيَاةُ أَفْضَلُ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّبَاسِ’’ (لوقا 12: 22-23) اقرأ لوقا 12: 13-34 فيما كان يسوع يعلِّم عن الرياء ويتجادل مع الفريسيين كاشفًا أسرار الملكوت لتلاميذه، قاطعه واحد من الجمع وطلب منه تسوية نزاع حول الميراث مع أخيه! جاء طلبه غريبًا وغير متوقَّع، ولم تكن له أي علاقة بما كان يسوع يعلِّمه، لكنَّ يسوع اغتنم هذه الفرصة ليعلِّم تلاميذه عن قوَّة الطمع يتعلَّق الرياء بالعالم الروحي فيما يتعلَّق الطمع بالعالم المادي، لذا، هما خطيَّتان مختلفتان تمامًا، لكن يوجد رابط بينهما، فمثلما ينخدع الناس بالتعاليم المضلِّلة، وهذا ما يعنيه الرياء، يمكن أن ينخدعوا أيضًا بالمادية المضلِّلة. يعلن الكتاب المقدس بوضوح أنَّ ‘‘مَحَبَّةَ ٱلْمَال’’، وليس المال بحدّ ذاته، ‘‘أَصْلٌ لِكُلِّ ٱلشُّرُور’’        (1 تيموثاوس 6: 10). فالطمَّاع لا يكتفي أبدًا، بل هو يطلب دائمًا المزيد، وهو ليس غنيًّا بالله، لأنَّ المال يغرينا ويجعلنا ننسى الرب (أمثال 30: 7-9) في لوقا 12، يربط يسوع محبَّة المال بالقلق ويوضح […]
يونيو 15, 2023
ابتعدوا عن الرياء

ابتعدوا عن الرياء

 ‘‘تَحَرَّزُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلَّذِي هُوَ ٱلرِّيَاء’’ (لوقا 12: 1) اقرأ لوقا 12: 10-12 نقرأ في الأصحاح 11 من إنجيل لوقا أن يسوع دخل في جدال حاد ومحتدم مع بعض رجال الدين المرائين ممَّن حاولوا استفزازه للإيقاع به، لكنَّه التفت نحو تلاميذه وقال لهم، ‘‘احترسوا من التأثير المفسِد لرجال الدين المرائين’’ ثمَّ تكلَّم يسوع بإيجاز عمَّا يجب علينا فعله لكي ننجو من الهلاك الأبدي الناتج عن السلوك في طريق المرائين، داعيًا إيَّانا إلى إكرام الآب، وإكرام الابن، وإكرام الروح القدس. يجب أن نكرم أقانيم الله الثلاثة لكي يُكرمنا الله أوَّلًا، يوصينا يسوع بإكرام الآب: ‘‘خَافُوا مِنَ ٱلَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ’’ (لوقا 12: 5).  الآب هو مَن سيدين الجميع. لا يخفى عنه أيّ سرّ، ولن يتمكَّن أي مراءٍ من الوقوف أمامه في اليوم الأخير، فمثلما يختفي الخمير داخل العجين ولا يظهر تأثيره إلا عند تخمُّره وارتفاعه، هكذا أيضًا ستُستعلَن حياة المرائين المكتومة (لوقا 12: 1-2). وهكذا، تمتلئ حياة من يحبُّونه فرحًا فيما يعيش المراؤون في […]
يونيو 14, 2023
الثقة في نعمة الله

الثقة في نعمة الله

“وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ” (غلاطية 5: 16) بينما نختبر قوة نعمة الله، يجب أن نكون حذرين في التعامل معها. إن نعمة الله ليست تصريحًا لفعل الخطية والتصرف كما نشاء لأننا نعلم أن الله سوف يغفر لنا لاحقًا، بل بالأحرى تمنحنا نعمة الله الحرية المُذهلة لاتباع الله بشغف دون خوف من إدانة نواجه كل يوم العديد من القرارات التي يمثل الكثير منها فُرص لإكرام الله. إذا كانت اختياراتنا حكيمة سوف نختبر بركات الله، وإذا كانت غير حكيمة سيكون علينا أن نتعامل مع عواقب الخطية. ومع ذلك، إذا اتخذنا الخيار الخاطئ، فإن محبة الله لنا تظل ثابتة لا تتغيَّر. إنه لا يطرحنا من أمامه، ولا يقطع علاقته بنا. وهنا تَسطَع نعمته ورحمته وكما يمنح المدرب ثقته لأحد اللاعبين برغم ارتكابه لخطأً، هكذا يمنحنا الله ثقته من خلال نعمته، وكل ما يطلبه في المقابل هو ألَّا نمنع أبدًا الروح القدس من العمل في حياتنا ولكي يشرح يعقوب في رسالته العلاقة بين النعمة والأعمال، كتب يقول: “وَلكِنْ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى […]
يونيو 13, 2023
عمل الله الرائع

عمل الله الرائع

“لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا” (أفسس 2: 10) هل سبق وأن كان لديك صديق مُقرَّب جدًا – شخص تعرف أنه يمكنك الإعتماد عليه عندما تصبح الحياة مُظلمة وعاصِفة؟ هل سبق وأن مارست الرياضة وكان هناك عضو في فريقك تعرف أنه يستطيع أن يفوز بالمباراة من أجلك، مهما تخلفت أنت؟ هل سبق أن سدد لك شخصًا ما احتياج كبير لديك، عندما لم تكن تنتظر ذلك؟ في الوقت الذي نظن فيه أننا قد هُزمنا، يبدأ الله عملًا جديدًا في حياتنا. وعندما نفكر في أننا قد تسببنا في فوضى لن يستطيع أحد، حتى الله، أن يعيد ترتيبها، يأتي الله ويحررنا من تلك الفوضى تمنحنا نعمة الله الثقة لأن الله يفعل أمور في حياتنا لم نكن نستطيع أبدًا أن نفعلها، فهو يغيرنا ويجعلنا أشخاص جدد، ويأخذ الفوضى التي تسببنا بها ويحولها إلى تحفة فنية. وفجأة، لم نعد أولئك الأشخاص العاجزين المُترنحين في الحياة بلا رجاء أو هدف، بل تكون لنا رؤية، ونسير في […]
يونيو 12, 2023
الله يهتم جداً

الله يهتم جداً

“فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ… بَكَى يَسُوعُ” (يوحنا 11: 33، 35) لأننا لا نرى الله بالطريقة الجسدية الملموسة التي نرى بها الآخرين، فإننا غالبًا ما نخجل من طلب المساعدة منه. أحيانًا قد يستغرق الأمر منا وقتًا طويلًا حتى نقرر أن نصلي ونطلب تدخُّل الله لصالحنا. قد نتساءل في أعماقنا عما إذا كان يعرف حتى مدى صعوبة الحياة على الأرض سار يسوع، ابن الله الوحيد، على نفس الأرض التي نسير عليها، وقد مرَّ بالعديد من التجارب التي نواجهها كل يوم. على الرغم من أننا قد نقرأ الكتاب المقدس يوميًا، لكننا قد ننسى سريعًا أن يسوع قد اختبر الحياة بشكل مماثل لنا عندما نسمع عن أشخاص يمرون بمحنة عشناها في الماضي نهتم كثيرًا ونتذكَّر على الفور ما مررنا به، ونربط بينه وبين موقف هؤلاء الأشخاص. نحن نفهم كيف يتألمون، وكيف يحاربون في معركة تبدو ميئوسًا منها. عندئذٍ تمتليء قلوبنا بالتعاطف معهم ونحاول أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم خلال معاناتهم قد لا يأتي إلى فكرنا سريعًا […]
يونيو 11, 2023
نعمة للآخرين

نعمة للآخرين

“أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ” (2كورنثوس 8: 2) في 2كورنثوس 8-9، يتناول بولس بإسهاب معنى تقديم النعمة للآخرين. في الواقع، في هذين الإصحاحين فقط، تم ذكر كلمة “نعمة” ست مرات نتعلم من هذين الإصحاحين أن منح النعمة هو إكرام لله. عندما يسير كل شيء على ما يرام في حياتك وتعطي الله الفُتات، فأنت لا تكرم الله. لكن عندما ينفجر كل شيء في وجهك وتقدِّم لله ذبيحة، فأنت تكرم الله – وهو شيء لن ينساه أبدًا. المشاكل جزء من الحياة، لكن لا تستخدم المشاكل كعُذر لعدم ممارسة العطاء بسخاء بسبب النعمة التي نلناها مجانًا يمكننا أن نتعاطف مع تجارب الآخرين، وتمنحنا تجاربنا القدرة على خدمة الآخرين برأفة هذا هو الفارق الذي تُحدثه نعمة الله، ولهذا كتب الرسول بولس “أَنَّهُ فِي اخْتِبَارِ ضِيقَةٍ شَدِيدَةٍ فَاضَ وُفُورُ فَرَحِهِمْ وَفَقْرِهِمِ الْعَمِيقِ لِغِنَى سَخَائِهِمْ” (2كورنثوس 8: 2) ماذا كانوا يملكون لكي يفرحوا في وسط التجارب القاسية؟ لقد فرحوا بحقيقة أن نعمة الله انسكبت عليهم. هذا يكفي حقًا ليجعلك […]
يونيو 10, 2023

إحسانات الله لنا

‘‘وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعًا أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لِأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا’’ (يوحنا 1: 16-17) يوجد أساس واحد فحسب لنيل أيِّ إنسانٍ نعمةَ الله، وهو موت يسوع المسيح على الصليب في الجلجثة. لو لم يختَر يسوع طوعًا الموت على الصليب، لحظة اتِّخاذه القرار في بستان جثسيماني، لَما أتيحت النعمة لأحد، ولَمُتنا جميعًا في خطايانا نعمة الله هي لطفه تجاهنا. إنَّها لطفه الذي يفوق تمامًا ما نستحقّه فعلًا. وقد أصبحت نعمته متاحة لنا من خلال موت يسوع المسيح وقيامته فحسب نعمة الله لا تنضب لكنها ليست غير متناهية. بتعبير آخر،  لا توجد خطيَّة، مهما بلغت فداحتها، لا تسترها نعمة الله، لكنَّ النعمة لن تدوم إلى الأبد. فمن ليس في المسيح، سيأتي يوم لا تعود فيه النعمة متاحة له، وعندما تنقطع نعمة الله، ستحلّ الدينونة إلهنا إله أبدي أزليّ، لا بداية له ولا نهاية، لكن يومًا ما، ستنتهي دعوته للخلاص بالنعمة بالإيمان بالمسيح يسوع. فَلْنُلَبِّ هذه الدعوة بامتنان ما دامت الفرصة سانحة. فلنستمتع ونبتهج بها، ونشكر […]
يونيو 9, 2023

نعمة الله وحدها

‘‘فَإِنْ كَانَ بِٱلنِّعْمَةِ فَلَيْسَ بَعْدُ بِٱلْأَعْمَالِ، وَإِلَّا فَلَيْسَتِ ٱلنِّعْمَةُ بَعْدُ نِعْمَةً’’ (رومية 11: 6) عندما نلقي نظرة فاحصة عمَّا تعنيه تسمية ‘‘مؤمن’’، لا بد أن ندرك أنَّ نعمة الله ليست نقطة الانطلاق فحسب، بل هي نقطة الانطلاق والثبات لنا نحن المؤمنين، فنعمة الله هي أكثر من بادرة حسن نية لنفس غارقة في الخطيَّة نعمة الله ضرورية لاختبار القوة المُغيِّرة للحياة التي نتوق إليها بشدة، لكنَّ  أكبر خطأ نرتكبه هو التصرف كما لو أنَّنا نملك القدرة على كسب أي شيء عن استحقاق في ملكوت الله. فالعملة المتداول بها في ملكوت الله هي النعمة، وهي عطية يستحيل أن نكسبها عن استحقاق ولا يمكننا استنفادها أبدًا يستحيل علينا استحقاق محبة الله واستحسانه. قد تعظ أعظم العظات، وقد تخدم كمرسل في الأدغال، وقد تصلي إلى أن تنقطع أنفاسك، لكن إذا رفضت أن تجد خلاصك في نعمة الله، واتَّكلت على أعمالك، فستخسر أعظم هدية منحها الله لأولاده نعمة الله مجانية، وهي حظوة غير مستحقة سكبها الله على أبنائه من السماء. لا أحد يستحقها، لكن يجب […]
يونيو 8, 2023

مهابة نعمته

‘‘ وَصَنَعَ ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ لِآدَمَ وَٱمْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا’’ (تكوين 3: 21) يجب أن يكون العيش في مهابة نعمة الله أسلوب حياة كل تلميذ ليسوع المسيح، لكن إذا أردنا أن نختبر حقاً روعة هذه النعمة، يجب أن نفهم أولاً عواقب الخطية وعدالة الله لقد منح الله آدم وحواء كلَّ ما يلزمهما من خير في جنَّة عدن، لكنَّه نهاهما عن أمر واحد فحسب، وهو الأكل من ثمر شجرة معرفة الخير والشر قائلًا إنَّهما إن فَعَلا ذلك، فسيموتان، لكن وبالرغم من ذلك، فعل آدم وحواء الأمر الوحيد الذي نهاهما الله عنه، وأكلا الثمرة المُحرَّمة وهكذا، تمرَّد آدم وحواء على الله بارتكابهما الخطيَّة، والنتيجة المعلنة للخطيَّة هي الموت، فعدالة الله تستلزم الحكم عليها. لا يمكننا تقدير نعمة الله وفهمها والابتهاج بها إلَّا ضمن سياق دينونة الله البارة للخطية، لكن الشيطان يسعى إلى تضليلنا اليوم عبر إنكار وجود الخطيَّة وعواقبها، فلولا وجود الخطيَّة لما كانت الحاجة إلى النعمة. لكن يا صديقي، عواقب الخطية حقيقية وهي تستمرّ إلى الأبد إذا تركت بدون تكفير عندما […]
يونيو 7, 2023

النعمة ثمينة

‘‘لِأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلْإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱلله’’ (أفسس 2: 8) ينبغي أن نهاب الله على الدوام، لكن يجب ألَّا نخافه كما نخاف من الأشياء المرعبة. فالله محبَّة، ومحبَّته لنا غير مشروطة، وهو منحنا نعمته مجانًا مع أنَّنا لا نستحقها لكن أحيانًا كثيرة، عندما نكون في أمسّ الحاجة إلى الله، نشعر بأننا غير مقبولين لديه، لكنَّنا مخطئون تمامًا، فالله لا يتخلَّى عنَّا حتَّى عندما نسقط سقوطًا ذريعًا بسبب خطيَّتنا، بل إنَّه يفعل العكس تمامًا إذ يفتح لنا ذراعَيه ويدعونا إلى الارتماء بين أحضانه يجب أن نفهم مبدأ متعلِّقًا بالنعمة، وهو أنَّها ليست عملة نحملها في جيوبنا لكي ننفقها عند الحاجة عندما نخطئ، بل إنَّ نعمة الله ثمينة لأنَّ الله بذل  نفسه ذبيحة أبديَّة عن خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبليَّة، وقد أتاح لنا موته على صليب الجلجثة فرصة اختبار خلاصه الأبدي بالنعمة وحدها يستحيل أن ننال نعمة الله عن استحقاق، وبالطبع، نحن لا نستحق رحمته لأنَّنا بشر ساقطون، وهو، مع ذلك، يفتح لنا كوى السماء ويفيض علينا بنعمته بينما ننمو […]
يونيو 6, 2023

نعمة الله سوف تجدنا

“فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: أَيْنَ أَنْتَ؟” (تكوين 3: 8-9) عندما اختبر آدم وحواء نعمة الله للمرة الأولى في جنة عدن، أدركا بعض الجوانب المهمة في شخصية الله. في تعلُّمهما عن الله، اكتشفا أنه لن يبرر الخطية، واكتشفا أيضًا أنه لن ينبُذ الخاطي عندما نقع في الخطية، نبدأ في التساؤل عن نوع العقوبة التي سيصدرها الله علينا. على الرغم من وجود عواقب للخطية دائمًا، ليس هناك عزل عن الله. بدلاً من دفعنا بعيدًا عنه لكي لا يسمع منا مرة أخرى أبدًا، فإنه يسعى وراءنا ويبحث عنا تمامًا كما بحث عن آدم وحواء في الجنة بعد أن أدرك آدم وحواء أنهما أخطآ، اختبآ من الله. لقد كانا يعلمان أن الله قد أعطاهما مكان مثالي للعيش فيه، لكنهما أفسدا ذلك بالسقوط في كذبة الشيطان بأن الله يحجب عنهما أفضل ما لديه. لذلك اختبآ على أمل ألا يجدهما الله لكن الله ونعمته يجدانا دائمًا، ليس لأننا لا نجيد الاختباء، ولكن لأنه […]