فبراير 7, 2023

أسرة مفديَّة

وَذَكَرُوا أَنَّ ٱللهَ صَخْرَتُهُمْ، وَٱللهَ ٱلْعَلِيَّ وَلِيُّهُمْ (مزمور 78: 35) جاء يسوع من أسرة غير عاديَّة يمكن تسميتها اليوم ‘‘أسرة مدمجة’’، لكنَّها الأكثر استثنائيَّة على الإطلاق، فالبكر فيها هو ابن مريم والروح القدس، أمَّا الإخوة الأربعة والأختان فهما من مريم ويوسف . بدأت همسات الفضيحة تنتشر في شوارع مدينة الناصرة باعتبار يسوع طفلًا غير شرعي بسبب ولادته الاستثنائيَّة وهكذا، نشأت توتُّرات في العائلة نتيجة عدم إيمان إخوة يسوع به، كما جاء في الكتاب المقدس، لكن من قلب هذه التوترات، صنع الله فداءً عظيمًا جعل مريم، أمَّ يسوع، تسجد عند أقدام الصليب وتنتظر في العلية حلول الروح القدس، وأخاه غير الشقيق، يعقوب، يؤمن به، فعُيِّن أسقف كنيسة أورشليم، إلى أن قُطع رأسه لاحقًا لأجل اسم يسوع الله قادر بفدائه أن يلمّ شمل عائلاتنا المفكَّكة والمنهدمة الأمر الرائع الذي يميِّز ربَّنا يسوع المسيح هو أنَّه يوجِد دائمًا مكانًا للبدء من جديد. يوجَد مكان للبدء من جديد وإعلان يسوع المسيح ربًّا، ليس في قلبك وذهنك فحسب، بل في بيتك أيضًا صلاة: يا رب، […]
فبراير 6, 2023

حُطِّمَت القيود

لِأَجْلِ هَذَا أُظْهِرَ ٱبْنُ ٱللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ (1 يوحنا 3: 8) نحن نحتفل في عيد الميلاد بإرسال الله ابنه من السماء ليخلِّصنا من خطيَّتنا، لكنَّ يسوع لم يأتِ ليأخذ خطيَّتنا فحسب، بل لينقض أعمال إبليس أيضًا اقرأ 1 يوحنا 3: 8. ورد هذان الهدفان من مجيء يسوع إلى الأرض في مقطع واحد، هذا لأنَّ الخطيَّة، المتمثِّلة بالتشبث بآرائنا أو بفعل ما يحلو لنا، هي من إبداع الشيطان. الخطيَّة هي السمة التي تميِّز الشيطان، وأصل كلِّ خطيَّة، سواء كانت عبارة عن فجور، أو شهوة، أو حسد، أو كراهية، أو كبرياء، أو استياء، أو غضب، أو عدم رضا، هو التمرُّد على إلهنا القدوس، فالشيطان لم يُبدع الخطيَّة فحسب، لكنَّه يروِّج لها كلَّ يوم أيضًا لكني أحمل إليك خبرًا سارًّا! لم يأتِ يسوع من السماء ليقيِّد أعمال إبليس أو ليضع لها حدًّا فحسب، وإنَّما جاء يسوع ليبطل أعمال إبليس وينقضها وتعني كلمة ‘‘ينقض’’ ‘‘أن يحلّ ويكسر القيود ويفكّ القبضة’’، وغالبًا ما يُشار بالكلمة التي استخدمها يوحنا في هذه الآية إلى تحطُّم […]
فبراير 5, 2023

اسجدوا أمامه

بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِينَا: أَنَّ ٱللهَ قَدْ أَرْسَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ (1 يوحنا 4: 9) في الميلاد، نحتفل بتتميم النبوَّات الرائعة المتعلِّقة بمجيء المسيَّا، حين تُوِّجَت عقود من الانتظار بقدوم الطفل الملك، صخر الدهور، في مزود. نزل يسوع من السماء إلى الأرض وجال بيننا في عالمنا الآثم، وعاش حياة بلا خطيَّة، واختار أن يحمل خطايانا، وبذل حياته ليدفع ثمنها وينجِّينا من الدينونة لكنَّ هذا هو الدافع الرئيسي الذي حثَّ يسوع على النزول من السماء إلى الأرض: جاء يسوع لإنقاذنا لأنَّه يحبُّنا اقرأ عبرانيين 12: 2. يقول لنا الله إنَّ يسوع تحمَّل الصليب من أجل ‘‘السرور الموضوع أمامه’’. فهو سُرَّ بأن يصبح الدواء لمرضك وهو الخطيَّة، وبأن يحرِّرك منها، وسُرَّ بتحطيم قيود الخطيَّة التي كبَّلك بها الشيطان، وبإقامتك معه لكي تحيا لله. سُرَّ يسوع بتحريرك لكي تكون قريبًا إليه الآن وعلى الدوام جاء في أغنية الميلاد الشهيرة ‘‘O Holy Night’’، ما ترجمته ‘‘ليلة مقدَّسة’’، بعض الأفكار العميقة حول سبب ترك يسوع للسماء بعد أن لوَّعت الخطيَّة […]
فبراير 4, 2023

بهجة الرجاء

وَلَكِنْ حِينَ ظَهَرَ لُطْفُ مُخَلِّصِنَا ٱللهِ وَإِحْسَانُهُ – لَا بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِه)تيطس 3: 4-5) في الميلاد، نحتفل بأحد أروع الأحداث في تاريخ البشريَّة، حين أرسل الله ابنه يسوع إلى الأرض. لكن لماذا كانت ذبيحة الله ضروريَّة؟ ولماذا نزل يسوع من السماء؟ اقرأ كولوسي 2: 13- 15. يقول لنا الله عبر الرسول بولس إنَّنا قبل يسوع كنَّا أمواتًا في خطايانا، لكنَّنا نشكر الله لأنَّ يسوع حمل خطايانا على الصليب، ومات ليفتدينا، ويمحو صكَّنا، وهكذا جرَّد الشيطانَ من أي ادِّعاء قد يستخدمه ضدَّنا، وهو مبدع الخطيَّة، فخطايانا قد غُفرت، ولم يعد للأسد الزائر أي قبضة على حياتنا. يسوع صنع كلَّ هذا من أجلنا يستحقُّ هذا العمل العظيم أن نحتفل به كلَّ يوم إلى أن يعود يسوع، لكن ليس هذا كلَّ ما صنعه يسوع لأجلنا، فالله سخي بإحساناته إلينا. ثمَّ تابع بولس وشرح في كولوسي 2: 13، وَإِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا فِي ٱلْخَطَايَا…. أَحْيَاكُمْ مَعَهُ (في المسيح) عندما مات يسوع، ماتت طبيعتنا الآثمة معه، لكن كما قال بولس، ‘‘فَإِنْ […]
فبراير 3, 2023

العالم غارق في الخطيَّة

إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيح (رومية 3: 23- 24) في الميلاد، نحتفل بحدث مذهل يكاد أن يحيِّر عقولنا، وهو أقوى وأجمل وأروع حدث في تاريخ البشرية كلِّها: لحظة دخول خالق الكون إلى أحشاء إحدى خلائقه لكي يولد منها ويصبح من جنسها لكن لماذا كان هذا العمل ضروريًّا؟ لماذا نزل يسوع من السماء؟ اقرأ رومية 3: 23. أوضح الله من خلال الرسول بولس أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا وُلد مصابًا بمرض عضال رهيب، وهو الخطيَّة. وتعني الخطيَّة، في جوهرها، السلوك في طرقنا بدلًا من طرق الله، وفي التضليل بدلًا من قول الحقّ، وعدم الغفران للآخر لأنَّك لا تريد إطلاقه حرًّا، والعيش مكبَّلًا بالقلق والهموم فيما يقول الله إنَّه ممسك بزمام الأمور في حياتك. إنَّها التفوُّه بكلمات نابية وأنت في حالة غضب لأنَّ شيئًا ما في داخلك يريد أن يجرح مشاعر الشخص الذي تتجادل معه وُلد كلُّ واحد منا بالخطيَّة، وهي متأصِّلة في جيناتنا، وقد ورثنا هذا المرض عن أبوينا الأوَّلين آدم وحواء، وهو غير […]
فبراير 2, 2023

لماذا نزل يسوع من السماء؟

وَٱلْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلْآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا (يوحنا 1: 14) تصوِّر أغنية الميلاد الشهيرة ‘‘يا ليلة’’ مشهد ترحيب العالم بالمخلِّص الذي طال انتظاره يا ليلة قد اكتست بنور بل زينت وجهها بالنجوم في فرحة بمولد المسيح تروي الأغنية تلك اللحظة التي جاء فيها المسيح، رجاء العالم، إلى الأرض، وولد كطفل في مزود. ما الذي جعل المسيح ينزل من السماء ويسكن بيننا متَّخذًا صورة إنسان؟ إذ جاءك ينتهي عهد الظلام قد أنشد جند السماء نشيدًا المجد للأب العلي الرحيم هيا اسجدوا وأصغوا للترنيم يا ليلة مولد ربي يسوع يا ليلة, ليلة مقدسة ربي إلى فراشك الصغير آتي أنا في خشوع عميق من أجلي ذقت العنا المرير من أجلي سرت كل ذا الطريق هل جاء يسوع ليجعلنا فرحين؟ هل جاء ليجعلنا أناسًا صالحين؟ لا، فمهمَّته أعمق من ذلك بكثير. بذل يسوع حياته ليخلِّصنا من الموت الذي نستحقُّه لكي نعرفه ونحيا إلى الأبد. رسالته هي الخلاص من الخطيَّة ودافعه هو المحبَّة أقدم ربي لك السجود […]
فبراير 1, 2023

وسوسة

فبراير 1, 2023

حوار مع د. ماهر صموئيل

فبراير 1, 2023

السعادة موجودة في داخلك

عظات جديدة السعادة موجودة في داخلك – جزء 8 بركات وسط الاضطهادالحلقة:8المدة:20:53 السعادة موجودة في داخلك – جزء 7 صانع السلامالحلقة:7المدة:23:09 السعادة موجودة في داخلك – جزء 6 طوبى للأنقياء القلبالحلقة:6المدة:21:33 السعادة موجودة في داخلك – جزء 5 إظهار الرحمة والنعمةالحلقة:5المدة:23:14 السعادة موجودة في داخلك – جزء 4 الج,ع والعطش إلى البرالحلقة:4المدة:23:36 السعادة موجودة في داخلك – جزء 3 الثبات في وجه المصاعبالحلقة:3المدة:23:32 السعادة موجودة في داخلك – جزء 2 يأتي الفرح أحياناً من خلال الحزنالحلقة:2المدة:23:10 السعادة موجودة في داخلك – جزء 1 مفتاح اختبار السعادةالحلقة:1المدة:23:21
يناير 31, 2023

إعلان المحبَّة الأبديَّة

أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هَذَا ٱلْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا. وَلَكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ، بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» (يوحنا 4: 13-14) نتعلَّم الكثير من لقاء يسوع مع المرأة السامريَّة عند البئر، فالكلمة التي استخدمتها هذه الأخيرة للإشارة إلى الماء تعني المياه الراكدة الموجودة في خزان، أمَّا الكلمة التي استخدمها يسوع فتشير إلى نبع ماء حيٍّ متدفِّق ومنعش على الدوام، وهو النبع الذي يشرب منه كلُّ مؤمن لعيش حياة ذات هدف، حياة مرضيَّة عند الله (يوحنا 7: 37-39) أراد يسوع إعطاءها ماء يروي كلَّ عطش لديها، ومنحها الشبع الذي عجزت عن تحقيقه في خلال سعيها وراء الأمور الدنيوية التي جعلت قلبها جافًا وفارغًا. فيسوع وحده يملك ينبوع الحياة الأبديَّة الذي يملأ احتياجاتها، فقدَّمه لها كهديَّة، ويجب علينا نحن أيضًا مشاركة هذه الهدية مع الآخرين قدَّم لنا يسوع مثالًا نقتدي به لمشاركة الخبر السار مع أناس من خلفيَّات مختلفة. فهو مكث مع السامريَّة لفترة […]
يناير 30, 2023

حرية من العبوديَّة

لِأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱللهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَم (يوحنا 3: 17) لا توجد خطيَّة لا يغفرها لنا الله. قد نشعر أحيانًا بأنَّنا لا نستحق محبَّة الله، فنختبئ منه معتقدين أنَّ خطيّتنا أسوأ من أن يقدر أن يغفرها لنا، ونحاول أن نكسب رضاه عن استحقاق، لكن سرعان ما يبوء سعينا إلى الكمال بالفشل، كما كانت حال آدم وحواء، فنختبئ منه لشدَّة شعورنا بالخجل، لكنَّنا نشكر الله لأنَّ محبَّته لنا أعظم من خطيَّتنا، فهو أحبَّنا محبَّة عظيمة حتى أعدَّ لنا الطريق لتحريرنا من خطيَّتنا كان اليهود في أيَّام يسوع يتجنَّبون المرور في السامرة للسفر بين اليهوديَّة والجليل، فيختارون القيام برحلة تستغرق خمسة أيَّام بدلًا من يومين ونصف لأنَّهم يعتبرون السامريين عبدة أوثان نجسين، لكن يسوع، المخلِّص المرسل من الله لأجل جميع البشر، لم يكن لديه هذا التحيُّز، وبدلًا من تجنُّب هؤلاء، خطَّط للمرور في وسط مدينة السامرة حيث كان له لقاء مع امرأة، فلم يغيِّر هذا اللقاء حياتها فحسب، بل غيَّر المدينة كلَّها عندما وصل يسوع إلى […]
يناير 29, 2023

المحبَّة المنتصرة

لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ ٱلْإِنْسَانُ. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْب (1 صموئيل 16: 7) وردت إحدى أجمل القصص الدراميَّة التي تخبر عن انتصار محبَّة يسوع على الظلم ويأس الإنسان في إنجيل يوحنا 4: 4-26، وغالبًا ما يُشار إليها على أنَّها قصَّة المرأة السامرية عند البئر إذا أردتَ فهم عظمة لفتة المسيح عندما أبدى لطفه للمرأة السامريَّة، يجب أن تفهم أوَّلًا مدى الحقد والمحاباة بين اليهود والسامريين فلقد كان اليهود المتعصِّبون يشمئزون من طريقة خلط السامريين بين المعتقدات اليهوديَّة وعبادة الوثن، وعندما انطلق يسوع في طريقه من أورشليم إلى الجليل، قال منتقدوه إنَّه لم يكن يجدر به سلوك الطريق الذي يستغرق يومين ونصف، فهم كانوا بمعظمهم يفضِّلون السير لخمسة أيَّام تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء لتجنُّب أي اتصال مع السامريين لكنَّ يسوع خالف توقعاتهم وانتقل مباشرةً إلى قلب السامرة. وعند وصوله، توقف عند بئر ليرتاح، وهذه علامة واضحة على عدم تجنَّبه التواصل مع السامريين، لكنَّه وبالرغم من تعبه من السفر، جلس منتظرًا . وكانت […]