يناير 29, 2023

المحبَّة المنتصرة

لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ ٱلْإِنْسَانُ. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْب (1 صموئيل 16: 7) وردت إحدى أجمل القصص الدراميَّة التي تخبر عن انتصار محبَّة يسوع على الظلم ويأس الإنسان في إنجيل يوحنا 4: 4-26، وغالبًا ما يُشار إليها على أنَّها قصَّة المرأة السامرية عند البئر إذا أردتَ فهم عظمة لفتة المسيح عندما أبدى لطفه للمرأة السامريَّة، يجب أن تفهم أوَّلًا مدى الحقد والمحاباة بين اليهود والسامريين فلقد كان اليهود المتعصِّبون يشمئزون من طريقة خلط السامريين بين المعتقدات اليهوديَّة وعبادة الوثن، وعندما انطلق يسوع في طريقه من أورشليم إلى الجليل، قال منتقدوه إنَّه لم يكن يجدر به سلوك الطريق الذي يستغرق يومين ونصف، فهم كانوا بمعظمهم يفضِّلون السير لخمسة أيَّام تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء لتجنُّب أي اتصال مع السامريين لكنَّ يسوع خالف توقعاتهم وانتقل مباشرةً إلى قلب السامرة. وعند وصوله، توقف عند بئر ليرتاح، وهذه علامة واضحة على عدم تجنَّبه التواصل مع السامريين، لكنَّه وبالرغم من تعبه من السفر، جلس منتظرًا . وكانت […]
يناير 28, 2023

رئيس السلام

لِأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْنًا، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيبًا، مُشِيرًا، إِلَهًا قَدِيرًا، أَبًا أَبَدِيًّا، رَئِيسَ ٱلسَّلَام (إشعياء 9: 6) تنبأ إشعياء قبل ولادة يسوع بأنَّ المسيح سيكون رئيس السلام، والمخلِّص الذي سيحرِّرنا بسلطانه من عبء الخطيَّة، لكنَّنا كثيرًا ما نبحث عن السلام في الأماكن الخاطئة، مثل الأمان المالي أو العلاقات أو الترفيه، في حين أنَّ الله وحده قادر أن يمنحنا سلامًا حقيقيًّا إن الكلمة العبريَّة ‘‘شالوم’’ تُتَرجم غالبًا ب‘‘سلام’’، لكنَّ المعنى الكامل للكلمة أعمق وأغنى من ذلك بكثير، ف‘‘شالوم’’ هو إحساس بالاكتمال والكمال والعيش الكريم. وتعني الكلمة أيضًا السلامة والعافية والازدهار والسكينة والرضى، وهي توحي أيضًا بالحظوة والاكتفاء والاسترداد والانسجام والمصالحة. الله هو يهوه شالوم، إله السلام شالوم يُشبع أشواق القلب الأكثر عمقًا وهو أعظم مقياس للرضى. يستحيل أن يسكن السلام الحقيقي في قلب ليس فيه يسوع المسيح، أو في قلب منقسم بين محبَّة الله ومحبَّة العالم، ولا مكان للسلام في قلب مليء بالقلق أو عدم الثقة أو الطمع، أو الغضب، أو المرارة يُدعى المسيح ‘‘رئيس […]
يناير 27, 2023

قدرة يسوع

وَٱللهُ قَدْ أَقَامَ ٱلرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ (1 كورنثوس 6: 14 إنَّ قدرة يسوع وقوَّته الإلهيَّة تميِّزانه عن أي إنسان عاش على الإطلاق، فيسوع المسيح هو الإنسان الكامل الوحيد الذي مات ليعطي الحياة الأبديَّة لكلِّ مَن يؤمن به، وهو وحده يملك الكون كلَّه، ومع ذلك عاش في الفقر لأجل منفعة الآخرين يسوع المسيح هو الإنسان الوحيد الذي يملك خام الحديد كلَّه في العالم، لكنَّه سمح بثقب يديه ورجليه بمسامير من حديد لكي يخلِّص البشر. يسوع المسيح هو الإنسان الوحيد الذي خلق أشجار الغابات كلّها، لكنَّه سمح بتعليقه على إحدى تلك الأشجار لفداء البشر، ويدعى اسمه إلهًا قديرًا ’ ما أروع إلهنا الكلي القدرة! لكنَّ أكثر ما يذهلنا هو أنَّ القوَّة الفائقة للطبيعة التي أقامت يسوع من بين الأموات هي القوَّة نفسها القادرة على تغيير حياتنا كلَّ يوم. فقوَّته تصنع المعجزات في قلوبنا وظروفنا، لكن عندما نحاول حلَّ مشاكلنا بقوَّتنا، فإنَّنا نفشل حتمًا صلاة: يا إلهي القدير، أشكرك لأجل كلِّ ما صنعته بطبيعتك البشرية الكاملة، وأحمدك لأنَّك تألَّمت على أيدي […]
يناير 26, 2023

يسوع إلهنا القدير

أَعْطُوا عِزًّا لِلهِ. عَلَى إِسْرَائِيلَ جَلَالُهُ، وَقُوَّتُهُ فِي ٱلْغَمَامِ (مزمور 68: 34) نحن نبالغ أحيانًا في التركيز على الطبيعية البشريَّة ليسوع، فننسى طبيعته الإلهيَّة الكليَّة القدرة، لكنَّ يسوع هو الله الذي دعا الخليقة إلى الوجود. يسوع، طفل بيت لحم، هو الله الذي خلق القمر والنجوم بكلمة قدرته. يسوع الناصري هو الله الذي ثبَّت الشمس في مدارها بقوَّته. يسوع هو إلهنا القدير قال النبي في سفر إشعياء 9: 6 إنَّ المسيح الآتي هو الله القدير، وقد تمَّ استخدام الكلمة العبرية ‘‘إيل’’ الواردة في هذه الآية والتي تعني ‘‘الله’’ في جميع أسفار العهد القديم، وهي غالبًا ما تأتي ضمن سياق وصف قوَّة الله وقدرته إنّ الله القدير الذي علَّق النجوم في السماء هو الإله القدير نفسه الذي أسكت العاصفة في بحيرة الجليل. الله القدير الذي خلق المحيطات هو الإله القدير نفسه الذي مشى على الماء. الله القدير الذي قال، ‘‘ليكن نور’’ هو الإله القدير نفسه الذي قال، ‘‘أنا نور العالم’’. الله القدير الذي شقَّ البحر الأحمر لتحرير بني إسرائيل من العبوديَّة في […]
يناير 25, 2023

تعريف اسمه

فَسَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ (متى 1: 21) نجد من التكوين إلى الرؤيا أنَّ صفات الإنسان ومستقبله مرتبطان ارتباطًا وثيقًا باسمه، ونرى في تاريخ الفداء أنَّ الله أعطى عبيده أسماء جديدة تعكس مقاصده لحياتهم بصورة كاملة لكن عندما ندرس حياة الخادم الأهمّ على مرّ العصور، وهو ابن الله، فإنَّنا نرى أنَّه لم تدعُ الحاجة أبدًا إلى تغيير اسمه في أي مرحلة، فالله كان قد حدَّد اسمه منذ البدء، ليعلن للعالم الغرض النهائي من حياة ابنه اقرأ متى 1: 18- 25. ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم ليطلعه على الاسم الذي اختاره الله للطفل في أحشاء مريم، مجاهرًا بالهدف النهائي من حياة المسيح. قال، ‘‘… وَتَدْعُو ٱسْمَهُ يَسُوعَ. لِأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ’’ (آية 21) يعني اسم ‘‘يسوع المسيح’’ حرفيًّا ‘‘الله يخلِّص’’ أو ‘‘هو يخلِّص’’. ويحدِّد اسم المسيح رسالته لشعبه كالآتي: تقديم الخلاص من الخطيَّة وسلامًا مع الله. يجب أن يعني اسم يسوع كلَّ شيء للمؤمن، فبدونه نهلك جميعًا إلى الأبد إنَّ الهدف من ولادة المسيح […]
يناير 24, 2023

الوثوق بعطيَّة الله

وَٱللهُ قَادِرٌ أَنْ يَزِيدَكُمْ كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ تَكُونُوا وَلَكُمْ كُلُّ ٱكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، تَزْدَادُونَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِح (2 كورنثوس 9: 8) جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ إله الخليقة كلِّها يحب المعطي المسرور (2 كورنثوس 9: 7)، هذا لأن من يحبُّ كثيرًا يعطي كثيرًا، فيعكس بذلك صفات أبينا السماوي الذي يعطي بسخاء. فالمعطي المسرور يقول بالإيمان، أنا أعلم أن يسوع المسيح، مرساة نفسي، ثابت أبدًا، وأدرك أنَّه سيملأ احتياجاتي كلَّها، فلن أتزعزع عندما تعطي كما أعطاك الله، قد تقول طبيعتك الآثمة، ‘‘لديّ أقلّ لأني أعطيت’’، لكنَّك تستطيع القول بعيون الإيمان ‘‘ مَغْبُوطٌ هُوَ ٱلْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ ٱلْأَخْذ’’ (أعمال 20: 35)، فالمؤمن لم ينَل كلَّ بركة روحيَّة فحسب من خلال يسوع المسيح، عطيَّة الميلاد الثمينة، لكنَّ الله يَعِد أيضًا المعطي المسرور الذي يثق به بأن ‘‘يَزِيدَه كُلَّ نِعْمَةٍ، لِكَيْ يكون وله كُلُّ ٱكْتِفَاءٍ كُلَّ حِينٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ، يزداد فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ’’ (2 كورنثوس 9: 8). يقول الرسول بولس هنا إنَّ لا حدود لعطايا الله السخيَّة؛ فمَن […]
يناير 23, 2023

نعمته تجعلنا أسخياء

يُوجَدُ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَزْدَادُ أَيْضًا، وَمَنْ يُمْسِكُ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّائِقِ وَإِنَّمَا إِلَى ٱلْفَقْرِ. ٱلنَّفْسُ ٱلسَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ، وَٱلْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى (أمثال 11: 24-25) ليس أمام كلِّ مَن نال خلاص الله المجاني أيُّ خيار سوى بذل ذاته بامتنان. إنَّ اتِّجاه القلب هذا الذي نسعى إلى تنميته في حياتنا منبثق من قوَّة الروح القدس العاملة فينا بينما ننمو وننضج في الإيمان الخلاص هو عمل النعمة، وكما أظهر لنا الله سخاءه عبر الفيض بنعمته علينا، نصبح نحن أيضًا أكثر سخاءً كلَّما تعلَّقنا بالنعمة التي ننالها. وكلَّما فهمنا عطية الحياة الأبدية المذهلة، أعطينا المزيد من وقتنا وأموالنا وطاقتنا ومواردنا، لا لنردَّ الدَّين لله، فنحن لا نستطيع أن نسدِّد ديننا حتى لو عشنا الحياة عشرين ألف مرَّة، وإنَّما لأننا تغيَّرنا داخليًّا بصورة حاسمة بفضل إلهنا الذي لا يتغيَّر وبما أنَّ الله ثابت لا يتغيَّر، يجب علينا، أنتم وأنا، أن نتغيَّر لكي نصبح أكثر شبهًا به، وننتقل من مجد إلى مجد، ويجب أن يتغيَّر اتجاه قلوبنا من مالكين إلى وكلاء، ومن مكتنزين إلى مشاركين وزارعين، لأن […]
يناير 22, 2023

الخلاص شهوة قلبه

حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ (يوحنا 3: 16) هذا هو الإيمان المسيحي باختصار: لأنَّ الله أحبَّ كثيرًا أعطى كثيرًا، فالمحبَّة أنزلت يسوع إلينا لكي يخلص كلُّ مَن يستجيب لمحبَّته الفائقة، وعندما بذل الله ابنه، أوجد لنا مخرجًا من عذاب الجحيم لأنَّ الخلاص مشتهى قلبه يريد الله للجميع أن يؤمنوا به ويُقبلوا إليه (1 تيموثاوس 2: 4؛ 2 بطرس 3: 9؛ حزقيال 18: 23؛ 32). لذا، فهو يغفر لكلِّ مَن يأتي إليه طالبًا الغفران باسم يسوع، فما من خطيَّة لا يستطيع دم يسوع أن يكفِّر عنها، ومهما انحدرتم في نظركم، فإنَّ الله يقبلكم إذا قبلتم نعمته المجانيَّة بتواضع وامتنان، معترفين بأنَّكم لا تستحقُّون محبَّته. ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ’’ (يوحنا 3: 16). الله يقبل كلَّ مَن يضع رجاءه في ابنه، ويمنحه حياة أبديَّة هذا هو جوهر عيد الميلاد: إنَّه الخبر السار الذي يعلن أنَّ […]
يناير 21, 2023

هديَّة مجيدة

مَنِ ٱعْتَرَفَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱبْنُ ٱللهِ، فَٱللهُ يَثْبُتُ فِيهِ وَهُوَ فِي ٱللهِ. وَنَحْنُ قَدْ عَرَفْنَا وَصَدَّقْنَا ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي لِلهِ فِينَا (1 يوحنا 4: 15-16) جاء في الكتاب المقدَّس أنَّ الله أعطى من فيض محبَّته النقيَّة. ما الذي أعطاه؟ عربونًا عن ذاته؟ عشرة بالمئة من ذاته؟ يومًا من برنامجه المثقل بالمشاغل؟ بضع ساعات في اليوم؟ حفنة من ذاته؟ تقول لنا كلمة الله إنَّه عندما أحبَّنا الله، أعطانا ذاته بالكامل، فمحبَّة الله ليست تفضيليَّة أو عرضيَّة، بل هي دائمة وأبديَّة لأنَّ جوهر الله هو المحبَّة، وبما أنَّ المحبَّة جوهره، فإنَّ العطاء جزء من طبيعته مَن يحبُّ كثيرًا يعطي كثيرًا. فكيف نقيس مقدار محبَّة الإنسان؟ تُقاس محبَّة الإنسان على أساس مستوى إنكار الذات والتواضع الذي يُظهره في خدمة شخص آخر. يمكن لأي إنسان أن يقول إنَّه يحبُّك، لكن مقدار تضحيته هو الذي يُظهر عمق محبَّته لك لقد أظهر الله عمق محبَّته في أوَّل ميلاد عندما أرسل، وهو القدُّوس، ابنه الوحيد إلى العالم. ولمَّا انضمَّ يسوع المسيح إلى الخليقة، لم يبقَ لدى الله […]
يناير 20, 2023

خلاص شعبه

لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ ٱلْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ ٱقْتِبَالُهُمْ إِلَّا حَيَاةً مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ؟ (رومية 11: 15) ظلَّ امتياز الانتماء إلى شعب الله محصورًا بأمة إسرائيل اليهودية إلى أن وُلد يسوع في تاريخ الفداء. وقد عُرف شعب إسرائيل حصرًا باسم شعب الله على مدى آلاف السنين منذ أيَّام موسى، لكن من خلال يسوع، منح الله فرصة لأي إنسان لاختبار بركة الانتماء إلى خاصَّة الله من خلال الخلاص بابنه اقرأ يوحنا 1: 1-11. يقول يوحنا في هذه الآيات إنَّ يسوع ‘‘جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله’’ (يوحنا 1: 11). كان شعب إسرائيل ينتظر مجيء المسيَّا عبر التاريخ وهو في حالة صلاة وترقُّب. لكن عندما حان الوقت ليتخلَّى يسوع عن مجده ويولد في هذا العالم، لقي رفضًا من القوم الذين كانوا ينتظرونه عرف يسوع أنَّ خاصته سترفضه، لكنَّه كان يفكِّر في عائلة أكبر. لقد كان رفْضَ خاصَّة الله لابنه يسوع جزءًا من مقاصده الإلهيَّة لأنَّه أراد برحمته ونعمته أن يضمّ الأمم الذين يؤمنون به إلى عائلته (رومية 11: 11-15)، وبالرغم من أن […]
يناير 19, 2023

لأنَّه هكذا أحبَّ الله العالم

لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ… (يوحنا 3: 16 أ) ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ…’’ (يوحنا 3: 16). لم تَرِد عبارة مثل هذه في أيِّ ديانة أخرى. فالديانات كلُّها تقول، ‘‘اسعَ أكثر وابذل مجهودًا أكبر’’، وهذا لا يضمن قبول الله لك. لكنَّ إلهنا هو إله المحبَّة والعطاء والتضحيات، إنَّه الإله القدوس واللامتناهي والأكثر تواضعًا الذي يمدُّ لنا يده بمحبَّة. هذه هي روعة الميلاد: الله نزل من السماء من أجلنا إنَّ محبَّة إله الكتاب المقدَّس العظيمة والتي لا يُسبَر غورها تميِّز المسيحيَّة وتجعلها بعيدة كلَّ البعد عن أيِّ ديانة أخرى، وهي تنبثق من الله وحده لأنَّ ‘‘الله محبَّة’’ (1 يوحنا 4: 8). فالله يحبّ لأنَّ المحبَّة جزء من طبيعته وجوهره، وهي تنبثق من نبع لا حدود له، ويستحيل قياسها بالعمليَّات الحسابيَّة، لذا، تمَّ استخدام كلمة ‘‘هكذا’’ للتعبير عن المحبَّة الإلهيَّة، ‘‘لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ…’’ يستحيل تفسير محبَّة الله أو وصفها أو حتَّى فهم عمقها، لكنَّه أحبّنا مع أنّه ليس فينا شيء محبَّب أو جذَّاب لأنَّه هكذا أحبَّنا […]
يناير 18, 2023

فيلاديلفيا والباب المفتوح

“أنا عارِفٌ أعمالكَ. هأنَذا قد جَعَلتُ أمامَكَ بابًا مَفتوحًا ولا يستطيعُ أحَدٌ أنْ يُغلِقَهُ.” –رؤيا 3: 8 اقرأ رؤيا 3: 7-13 تعتبر هذه الرسالة أكثر الرسائل السبع إيجابية ولابد أن أعضاء كنيسة ساردس أبهجوا قلب يسوع لأنه لم ينتهرهم أو يوبخهم على أي خطية ولم يذكر أي تهاون من ناحيتهم أو قبولهم لأي تعليم زائف بل على العكس، يفيض هذه الرسالة بالمدح والتشجيع والإرسالية في القرن الأول الميلادي، اشتهرت مدينة فيلادلفيا بكونها مركزاً للحضارة اليونانية أما الآن فقد مدحها يسوع لكونها مركزاً لشيء أعظم. لقد صارت مركزاً لرؤية يسوع لحياة هؤلاء الذين اختاروا أن يحملوا رسالة أعظم من الحضارة اليونانية لبقية العالم. لهذا السبب فتح يسوع أمامهم باباً لا يستطيع أحد أن يغلقة (انظر رؤيا 3:8) واجه مؤمنوا كنيسة فيلادلفيا صعوبات ومعوقات كثيرة وكادت التجارب تبعدهم عن الطريق الصحيح. كان عليهم أن يعترفوا بضعفاتهم، لذلك فهم يشبهوننا إلى حد كبير والله قادر أن يفتح الأبواب أمامنا لكي ننشر رسالة الإنجيل للعالم أحبائي، الله يفتح فرصاً أمامنا لكي نشارك إيماننا مع […]