‘‘لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ… اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟’’ (متى 6: 25-26) يقع دير قديم على قمة منحدر صخريّ في ريف البرتغال الخلَّاب، ويتمتَّع زوَّار هذا الملاذ الجميل بالمنظر الرائع، لكن لا يمكنهم الوصول إلى الدير إلا عبر وقوفهم في سلَّة من خيزران يرفعها راهب عجوز فوق المنحدر. وفيما كان أحد الزوَّار يستعد للانطلاق في أحد الأيَّام، سأل مرشده متوتِّرًا، ‘‘متى تبدِّلون الحبل؟’’ فأجاب الراهب ذو الشعر الرمادي، ‘‘في كلِّ مرَّة ينقطع الحبل القديم’’. أحيانًا كثيرة، نعيش حياتنا على هذا النحو، نشقّ طريقنا كلَّ يوم بصعوبة ونحن نفكِّر قلقين متى سينقطع بنا حبل الحياة، فيشلُّنا الخوف والشكّ والقلق، وقد نعتقد مخطئين أن غير المؤمنين وحدهم يعيشون على هذا النحو، لكن هذه حال الكثير من المؤمنين أيضًا. هذا هو حق الله الرائع: هو يمسك بحبل حياتنا بقبضة محبَّته اللامتناهية، ولا يمكن لأي شيء، مهما كان قويًّا، أن يرفع حمايته عن حياتنا، فهو يعرف تحرُّكاتنا كلَّها، […]