يوليو 22, 2022

الوقوف عند مفترق طرق

‘‘وَٱلْآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي لِلهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، ٱلْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ ٱلْمُقَدَّسِينَ’’ (أعمال 20: 32) نقرأ في سفر الخروج 3: 7 أنَّ الله يسمع صراخ شعبه، وهو كان عالمًا بعذابهم في المنفى، لكن خلاصهم الموعود تأخَّر، ولمَّا امتدَّت الأيَّام إلى أسابيع والأسابيع إلى أشهر والأشهر إلى سنين، بدأوا يتساءلون ما إذا كان الله قد نسيهم. هل سبق أن طرحتَ هذا السؤال؟ ربَّما كنتَ تطيع الله وتتبعه بأمانة، لكنَّك تجد نفسك الآن أمام مفترق طرق بين الرجاء والشكّ. فاختَر الرجاء في الرب، فهو لم ينسَك. هو سمع صراخك وهو يعمل في الخفاء لإنقاذك. فالتوقيت مهم جدًّا بالنسبة إلى الله، وهو يعرف متى تكون في الوضع المناسب للانتقال إلى الخطوة التالية، وتأكَّد أنَّه لن يتأخَّر، بل هو يتدخَّل في الوقت المناسب! كاد موسى أن ينسى كيف يكون سماع صراخ شعب الله لشدَّة الألم، فهو كان قد نُفي إلى البرية، وإنَّما ليس لنيل عقاب، بل ليتدرَّب على تحقيق هدف أعظم. في البداية، ظنَّ موسى أنَّ عليه تولِّي الأمور بنفسه، فقتل […]
يوليو 21, 2022

الصلاة لأجل مشيئة الله

‘‘وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ ٱلسِّجْنِ. وَلَكِنَّ ٱلرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ’’ (تكوين 39: 20-21) أمضى يوسف سنوات في زنزانة في مصر مع أنَّه لم يرتكب أي فعلة تستحق السَّجن، لكنَّ الله كان يعلم أنَّ إيمانه يحتاج إلى امتحان. وكان الله سيحقِّق وعوده لكنَّه أراد أن ينمو يوسف في الإيمان، وأن يقوِّيه بحضوره في جميع الظروف. لم يتجنَّب يوسف الاستسلام الشخصي لأنَّه كان يعلم أنَّه إذا فعل فقد يخسر مشيئة الله ومقاصده لحياته، فدعا باسم الرب. إذا سمح الله ببقائك في مكان صعب، صلِّ، لكن لا تركِّز في صلاتك على إيجاد مخرج فحسب، وإنَّما اطلب من الله أن يعمل مسرَّته في حياتك. وإذا أراد الرب تأديبك، فاقبَل هذا التأديب لكي تختبر بركات الله. وإذا حاولت التحايل على مشيئة الله من خلال الصلاة، فلن تنجح، وبدلًا من حلّ المشكلة ستشعر بالإحباط. لذا، كُن على استعداد للثقة بالله وانتظر استجابته. نحن نعتقد أحيانًا أنَّنا لا نستطيع تحمُّل محنة أخرى أو دقيقة اضطهاد أخرى، لكن يسوع يرثي لضعفنا، لذا، هو صلِّى في الليلة التي أُسلِم […]
يوليو 20, 2022

خطَّة الله للألم

‘‘أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا ٱللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا ٱلْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا’’ (تكوين 50: 20) لم تكن الرؤية جيدة من المكان الذي كان يوسف قابعًا فيه، فهو كان مرميًّا في قاع بئر فارغة وربَّما شعر بالخيانة واليأس والوحدة. فيوسف، الابن المفضَّل لدى أبيه، كان قد قام بتصرُّف غير حكيم حين أخبر إخوته عن حلم رآهم فيه يسجدون أمامه بصورة رمزيَّة، ما أثار سخطهم بسبب غطرسته وحسدوه لأنَّه المفضَّل لدى أبيه، فرموه في بئر وباعوه لتجار عبيد وزعموا أنَّه مات. وبعد عقدين عصيبين، بدأت أوضاعه تتحسَّن، وفيما كان قابعًا في السجن بسبب جريمة لم يرتكبها، تمكَّن من تفسير حلم رئيس السقاة لدى فرعون لقاء طلب واحد وهو أن يذكره عند فرعون، إلَّا أن رئيس السقاة نسي طلبه، وهكذا بدا وكأن البركة انتُزعت بعنف من يده مرَّة أخرى. فمتى سيقلب الله الأمور رأسًا على عقب؟ بعد سنتين، تذكَّر رئيس السقاة يوسف، وبعد أكثر من عقد من العبوديَّة، وصل هذا الأخير إلى لحظة الفرصة المؤاتية، ففسَّر حلم فرعون منذرًا […]
يوليو 19, 2022

الخشبة في عينك

‘‘وَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَذَى ٱلَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْخَشَبَةُ ٱلَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلَا تَفْطَنُ لَهَا؟’’ (متى 7: 3) اقرأ متى 7: 1-21. يستند كثيرون اليوم إلى هذا الكلام الذي قاله يسوع للدفاع عن أسلوب العيش الذي يؤمن بأن ‘‘كلَّ شيء مسموح’’، ثمَّ يذكِّروننا بقول يسوع، ‘‘لَا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا’’ (متى 7: 1)، لكن هل يقصد يسوع بكلامه أن نغضّ النظر عن الخطيَّة؟ لا يدعونا الرب إلى قبول الانحراف، فنهزّ أكتافنا بدون اكتراث قائلين، ‘‘ومَن أنا لأدين؟’’ وكما رأينا في هذه الدراسة، تُظهر الموعظة على الجبل تباينًا بين البرّ الذي نناله من المسيح والبرّ الذاتي، وبين الإيمان في القلب والطقوس الظاهريَّة، وبين طريق الله وطريق الإنسان. يا صديقي، عندما قال يسوع، ‘‘لا تدينوا’’، فهو قصد أنَّه يجدر بنا تجنُّب الحكم على الدوافع غير المرئيَّة للآخرين. فالله وحده يرى القلب، وهو وحده يعرف ما يدور في فكر الإنسان، فنحن البشر نميل إلى الحكم بدون رحمة، لكنَّ الله الذي يرى ويعرف كلَّ شيء كامل في حكمه ورحمته. يمكن أن تشوِّه دوافع الحكم […]
يوليو 18, 2022

طريق الحكمة

‘‘لِأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا’’ (متى 6: 21)   اقرأ متى 6: 19-34. يجب علينا اتخاذ قرارات كثيرة كلَّ يوم في حياة الإيمان، ونحتاج إلى حكمة سماوية للاختيار بحكمة. ويقدِّم لنا يسوع في الموعظة على الجبل أربعة خيارات قادرة على تشكيل حياتنا هنا على الأرض، وطريقة تعاطينا معها اليوم يمتدّ أثرها إلى الأبدية. أوَّلًا، يعطينا الخيار بين مصرفَي استثمار. يمكننا إمَّا أن نكنز كنوزًا على الأرض ‘‘حَيْثُ يُفْسِدُ ٱلسُّوسُ وَٱلصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ ٱلسَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ’’ أو في السماء (متى 6: 19-20). أين ستستثمر في نهاية المطاف، في المصرف المحلّي حيث تحصل على جزء بسيط من نسبة الفائدة أو في مصرف السماء حيث تجني حصادًا مئة ضعف؟ ثانيًا، يعطينا يسوع الخيار بين التعثُّر في الظلمة والسلوك في النور. قال يسوع، ‘‘ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سليمةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا’’ (عدد 22). لكن لا علاقة لما يقوله يسوع بعيوننا الجسديَّة، وإنَّما هو يقول محذِّرًا إنَّ اكتناز بركات أرضيَّة يُغرقنا في الظلمة، أمَّا الاستثمار في ملكوت الله فيمنحنا رؤية للحياة. فإذا […]
يوليو 17, 2022

سرّ الزواج المبارك

‘‘وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ إلَّا لِعِلَّةِ ٱلزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي’’. اقرأ متى 5: 31-21. شهدت هذه المرحلة من التاريخ اليهودي جدالًا محتدمًا بين الفريسيِّين وسائر معلِّمي الشريعة حول مسألة أساسيَّة في ناموس الله، وهي مسألة الزواج والطلاق. ويتحدَّث سفر التثنية 24: 1 عن رجل طلَّق زوجته لأنَّها ‘‘لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لِأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ’’. وقالت إحدى مجموعات معلِّمي الشريعة إنَّ ‘‘العيب’’ هو الزنى فحسب، فيما أشارت مجموعة أخرى إلى إنَّه أيَّ أمر يزعج الزوج، ابتداءً من حرق العشاء وصولًا إلى إحراجه أمام الناس. بتعبير آخر، اعتقدت هذه المدرسة الفكريَّة الأكثر ليبرالية أنَّه يمكن للرجل أن يطلِّق زوجته لأي سبب كان، وهذا يشبه ما يحدث في مجتمعاتنا اليوم، أليس كذلك؟ أمَّا يسوع، وهو عالم بالجدال الذي كان يدور في أذهانهم، فتكلَّم عن هذا الموضوع بسلطان مطلق، وقال، ‘‘وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ٱمْرَأَتَهُ إلَّا لِعِلَّةِ ٱلزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي’’ (متى 5: 32). وفي مناسبة أخرى، وصف يسوع قصد الله […]
يوليو 16, 2022

عطيَّة الجنس في الزواج

‘‘قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لَا تَزْنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ’’(متى 5:  27-28)   اقرأ متى 5: 27-30. الخطيَّة هي أساس مشاكلنا في العالم اليوم، لكن أكثر ما يهمُّ الله هو مصدرها، لأنَّه يعلم أنَّ القداسة الحقيقيَّة تعني إيقاف الخطيَّة في منشأها، وهو القلب. فلنأخذ الخطيَّة الجنسيَّة على سبيل المثال. قال يسوع في الموعظة على الجبل، ‘‘إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ’’ (متى 5: 28). ونحن بصفتنا مسيحيِّين مؤمنين بالكتاب المقدَّس لسنا ضد الجنس، بل إنَّنا نؤمن بأنَّه عطيَّة من الله، وبأنَّ الله أوجده وجعله عطيَّة جميلة يتشاركها الزوج والزوجة ضمن رباط الزواج، لكنَّ الإنسان شوَّه هذه العطيَّة الصالحة مثلما يشوِّه عطايا الله كلَّها. لقد أصبحت ثقافتنا مهووسة بالجنس لأنَّ الناس يريدون عطايا الله الصالحة بدون شخص الله، لكن عندما نتجاهل كلَّ الحدود الضروريَّة التي وضعها الله حول الجنس، فإنَّنا نتحمَّل العواقب، ونضع أنفسنا في دائرة الخطر، لذا قال يسوع، ‘‘فَإِنْ كَانَتْ […]
يوليو 15, 2022

إكمال السَعْي

“كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلاَ مَانِعٍ” (أعمال 28: 31). إذا قمت بزيارة روما، سيمكنك أن ترى الزنزانة التي مكث بها بولس، وأن تقف داخل نفس الجدران الأربعة الصلبة التي شكلت زنزانته التي كانت بلا نوافذ أو أبواب، ولا سبيل للفرار منها، ومع ذلك، فهي لم تكن بالنسبة لبولس مكانًا للهزيمة أو الخوف، بل للإنتصار والرجاء، فعلى الرغم من أن بولس كان حبيسًا بالجسد، إلا أنه كان حُرًّا في الروح. عندما وصل بولس إلى روما، كان أول ما فعله هو مشاركة حق يسوع مع رفاقه من اليهود. يقول الكتاب المقدس أنهم اعترضوا على ما قاله، لكن بولس عَلِم أن الاعتراضات والمعارضين لا يمكنهم إيقاف عمل الله. عَلِم بولس أيضًا أن ما يستخدمه الشيطان كعقبة، يستخدمه الله كأداة لتقديس عبيده وتحقيق مقاصده. قادت الطاعة بولس إلى قضاء ثلاث سنوات في سجن قيصري وسنتين تحت الإقامة الجبرية في روما، لكن، في هذه المواقف التي بدت مُزعجة، استطاع بولس أن يكرز لملوك وحُكَّام، وأثناء إقامته الجبرية في روما، […]
يوليو 14, 2022

عبور خط النهاية

“قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ” (2 تيموثاوس 4: 7). ذُكِر ديماس ثلاث مرات في العهد الجديد. أشار بولس إليه في رسالتي كولوسي وفليمون كشريك له في عمل الإنجيل، ولكننا نشهد في الرسالة الثانية لتيموثاوس تحوُّلًا مُحزِنًا في أحداث سباق إيمان ديماس إذ يقول بولس “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ” (2تيموثاوس 4: 10) بدأ ديماس السباق بشكل صحيح، لكنه أنهاه بشكل خاطيء، فكونه شريك بولس في عمل الإنجيل يجعلنا نفترض أنه بدأ سعيه بحماسة روحية كبيرة وتصميم، لكن مع اقتراب نهاية حياة بولس، قرر ديماس أن يسعى إلى تحقيق نجاح في العالم بدلًا من خدمة المسيح، مُفضِّلًا ملذات العالم الزائلة على مجد الله، وما يُرى على ما لا يُرى، لهذا اهتم بولس بنُصح تيموثاوس أن يتجنب الوقوع في نفس الفخ. لقد رأى بولس في حياته الكثيرين الذين تجاهلوا دعوة المسيح من أجل أمور أقل قَدْرًا وأهمية، وفي كثير من الأحيان، كان بولس يعمل عمل الله بمفرده، لكن طوال فترات السجن والضرب والهجر التام، وهي أشياء […]
يوليو 13, 2022

فرح وسط الحزن

“بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا كَخُدَّامِ اللهِ: فِي صَبْرٍ كَثِيرٍ، فِي شَدَائِدَ، فِي ضَرُورَاتٍ، فِي ضِيقَاتٍ، كَحَزَانَى وَنَحْنُ دَائِمًا فَرِحُونَ، كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ، كَأَنْ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ” (2كورنثوس 6: 4، 10) لا يعني الفرح لأولاد الله غياب الحزن والتجارب والإحباطات، بل في كثير من الأحيان يعني عكس ذلك تمامًا. يسكن الفرح بجوار الحزن، وهذا ما حدث بالفعل في حياة بولس الرسول الذي واجه الضَرب والرَجْم والسَجْن، ومع ذلك كان لديه شعور عارم بالفرح. في الأوقات الصعبة، يمكننا أن نختبر فرح الرب بشكل رائع أكثر من أي وقت آخر، وإن كان يصعب على البعض تصديق ذلك. في كثير من الأحيان، عندما تأتي الصعوبات، نبحث في الحال عن مخرج. تُشعِرنا التجارب المُفاجِئة باليأس ونتساءل عما إذا كنا قد ارتكبنا خطأ ما، لكن علينا أن نتذكر أن المِحَن هي جزء من الحياة المسيحية. لقد كتب بولس عن الفرح عندما كان سجينًا. لقد كان يعرف معنى الشعور بالإحباط والتَرْك، لكنه اختبر أيضًا الفرح الهائل الذي منحه له الرب، […]
يوليو 11, 2022

حافظ على استقامتك

“اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ” (الجامعة 4: 9-10). كلما سِرنا في الطريق مع المسيح، زاد فهمنا لما يعنيه أن نضع ثقتنا فيه، وبغض النظر عن حُسن نوايانا، لن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى ندرك أننا ببساطة لا نستطيع أن نقرر في قلوبنا أن نعيش حياة استقامة، فمع أقصى جهودنا لا يزال يعوزنا مجد الله. لكن شكرًا لله أنه يوجد رجاء، فقد خلقنا الله لنكون في علاقة حميمة معه. كلما قرأنا في الكتاب، رأينا علاقات لأناس مع الله، ورأينا انتصاراتهم وإخفاقاتهم، وتعلَّمنا بعض الدروس القيّمة. أحد هذه الدروس القيّمة هو أننا بحاجة إلى من يحاسبنا، فبغض النظر عن مدى إصرارنا على اتخاذ القرار الصحيح في كل موقف، لا بد لنا أن نتعثَّر في مرحلة ما، وإذا علمنا أننا لسنا مُضطرِّين إلى المثول أمام أي شخص للمحاسبة، يصبح من السهل أن نستمر في الوضع المريح لنا، حتى وإن كان ذلك يعني أن […]
يوليو 10, 2022

امتلاك استقامة إلهية

“مَرْضَاةُ الْمُلُوكِ شَفَتَا حَقّ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالْمُسْتَقِيمَاتِ يُحَبُّ” (أم 16: 13). يصعُب في هذه الأيام أن نجد أشخاص يتصفون بالاستقامة. يرغب الكثيرون في العيش باستقامة، ولكنهم يعجزون عن ذلك عند وضعهم موضع الاختبار، فيقومون بتبرير بعض الأفعال من وجهة نظر العالم المُلتوية، ولكن، ما قيمة استقامتنا؟ هل تساوي استقامتنا أجر ساعة عمل إذا كذبنا في بطاقة بيان عدد ساعات العمل؟ هل تساوي استقامتنا قيمة الأدوات المكتبية التي نضعها في جيوبنا عند مغادرة العمل؟ هل تساوي استقامتنا الضرر الذي تتسبَّب فيه نميمتنا؟ إن امتلاك الاستقامة الإلهية أمر نادر الحدوث في عالمنا اليوم لأن الجميع مُصممون على العيش من أجل أنفسهم، ويتنازلون عن استقامتهم لأنهم يهتمون بأنفسهم فقط بدلًا من أن يعيشوا من أجل الآخرين، وهذه النظرة للحياة تتسلل إلى سلوكهم، فينتُج عنها أفعال مُضللة. عندما نتأمل حياة بولس، نجد شيئًا واحدًا واضح تمام الوضوح وهو أنه عاش من أجل الله فقط، فكل ما فعله بولس كان لمجد الله، وقد احتُقِر من الجميع. في الواقع، بعد أن آمن بولس بفترة وجيزة، نظر إليه […]