أبريل 27, 2022

مُمتلئ رهبةً

“قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ” (إشعياء 6: 3). من أكبر المشاكل التي توجد في الكنيسة اليوم هي فقداننا لرؤية قداسة الله، فننسى مدى استحقاق خالقنا المُحِب، وكم هو استثنائي وقادر على تحوينا من أشخاص مُتعَبين ومُثقَلين بالأحمال إلى مواطنين مُبتهجين ومُسالمين في السماء. تقدم لنا كلمة الله لمحات عن مجد الله في السماء لا نستطيع رؤيتها على الأرض، فمجده مُخفي عن الأنظار في نظامنا السياسي، وفي مدارسنا وثقافتنا، ولكن الملائكة الآن في السماء يعبدون الله في رهبةً تامة. الملائكة، الذين لم تلوثهم خطية الإنسان، يقفون في خوف ومهابة أمام قداسة الله. اقرأ اشعياء 6: 1-8. يا له من مشهد رائع! لقد تأثر إشعياء كثيرًا بهذه الرؤيا حتى أنه قال «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ» (اشعياء 6: 5). في كل مرة ندخل فيها إلى محضر الله بالتسبيح والصلاة، يجب أن نشعر باتضاعنا مثل إشعياء النبي، وينبغي أن نقف في رهبة أمام […]
أبريل 26, 2022

إله غيور

“لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ” (تثنية 4: 24). في الإصحاح الثاني من سفر القُضاة لم يكن بنو إسرائيل قد بدأوا في تحدِّي الله والتمرُّد ضده علانيةً. لقد استمروا في التزامهم الديني، وفي القيام بالأعمال الخيرية، ولكنهم نسوا من هو الله. هم لم يُنكروا يهوه ولم يزيلوه من مجتمعهم، ولكنهم دفعوه جانباً ولم يعطوه مكانته في وسطهم. لقد أرادوا أن يعبدوا الله، لكنهم أرادوا أيضًا الاستمتاع بطرق كنعان. بدأ تدهور إسرائيل يحدث بتقديم تنازلات روحيَّة، وهي نفس التنازلات الروحية التي نراها الآن في بلادنا؛ فنجد كنائستنا تتنازل عن حق الإنجيل، ونرى العديد من الذين يدَّعون أنهم مؤمنين كتابيين يتنازلون عن الحق الكتابي والأخلاق الكتابية، رغبة منهم في اظهار أنهم غير مُتعصِّبين. الحقيقة هي أن إلهنا هو إله مُتعصِّب، وله الحق في ذلك، فهو يقول لنا: “لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ […]
أبريل 25, 2022

النصرة في القيامة

‘‘اُذْكُرْ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلْمُقَامَ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ بِحَسَبِ إِنْجِيلِي، ٱلَّذِي فِيهِ أَحْتَمِلُ ٱلْمَشَقَّاتِ حَتَّى ٱلْقُيُودَ كَمُذْنِبٍ. لَكِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ لَا تُقَيَّدُ’’ (2 تيموثاوس 2: 8-9) أذكُر يسوع المسيح المقام من الأموات! شجَّع الرسولُ بولس الراعيَ الشاب المكافح تيموثاوس من خلال هتاف المعركة هذا لكي يبعث فيه الحياة. كتب بولس هذه الرسالة من سجن روماني عالمًا أنَّ وقته على الأرض شارف على نهايته. في الواقع، يعتقد معظم المؤرَّخين أنَّ رسالة تيموثاوس الثانية هي آخر رسالة كتبها الرسول بولس قبل موته. لم يستخدم الرسول العظيم كلماته الأخيرة لتلميذه الشاب للتذمُّر من وضعه، بل للابتهاج بالفرصة التي منحه إيَّاها الله ليخدم المسيح بأمانة ويتألَّم لأجله. لماذا؟ لأنَّ بولس فهم قوَّة قيامة يسوع وعاش على رجاء مجد المسيح. لولا القيامة، لكان يسوع مجرَّد راعٍ صالح أو زعيم طائفة دينيَّة مات لأجل قضيَّة نبيلة، لكن عندما قام من الأموات، أعلن الانتصار على الخطيَّة والموت مرَّة وإلى الأبد، ويستحيل لأي ديانة أخرى في العالم ادِّعاء هذا الانتصار. أنا أناشدك في أحد القيامة، كما فعل […]
أبريل 24, 2022

قيامة غير عادية

‘‘لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يَجْعَلْنَا لِلْغَضَبِ، بَلْ لِٱقْتِنَاءِ ٱلْخَلَاصِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي مَاتَ لِأَجْلِنَا، حَتَّى إِذَا سَهِرْنَا أَوْ نِمْنَا نَحْيَا جَمِيعًا مَعَهُ’’ (1 تسالونيكي 5: 9-10). إنَّ الأحداث الفائقة للطبيعة التي وقعت صباح أول عيد فصح تعلن عن قوَّة الله. بقاء الأكفان ‘‘ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ ٱلْقَبْرَ وَنَظَرَ ٱلْأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَٱلْمِنْدِيلَ ٱلَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعًا مَعَ ٱلْأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفًا فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضًا ٱلتِّلْمِيذُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي جَاءَ أَوَّلًا إِلَى ٱلْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ’’ (يوحنا 20: 6-8). لم يجدا دليلًا على انسحاب سريع أو فوضى من صنع بشر، بل كانت الأكفان ملفوفة بترتيب، وهذا دليل على معجزة القيامة. قوة القيامة لم تكن المعجزات المحيطة بموت يسوع وقيامته عشوائيَّة، فهي دلالة على الأهمية الفائقة لأوَّل عيد فصح، وهي تعمل معًا لتبيِّن أنَّ موت المسيح لم يكن موتًا طبيعيًّا، وإنَّما ذبيحة ذات عواقب أبديَّة لا حصر لها. وتثبت هذه الأحداث أنَّ الصلب والقيامة وجهان لعملة واحدة، وأن الموت والقيامة متلازمان. لماذا؟ لأنَّ يسوع القدوس الذي لم يفعل خطيَّة […]
أبريل 23, 2022

قوَّة القيامة

‘‘مُبَارَكٌ ٱللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ وَلَدَنَا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقِيَامَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ…’’ (1 بطرس 1: 3) قوَّة القيامة متاحة لكلّ مؤمن بالمسيح يسوع، مهما كان ضعيفًا. وهي لن تمنحك وظيفة مرموقة أو ثروة أو شهرة، فليس هذا ما جاء يسوع ليفعله، بل هو جاء ليمنحنا قوَّة للتغلُّب على الشرّ والإدمان وعلى أكبر عدو على الإطلاق، وهو الموت. حوَّلت تلك القوَّة نفسُها شاول إلى بولس وغيَّرت أكبر مضطهد للمؤمنين ليصبح مكرَّسًا لعمل الإنجيل. اختبر بولس قوَّة القيامة ففرح بخسارة كلّ شيء، بما في ذلك حياته، من أجل الإنجيل (فيلبِّي 3: 7-14). تتلقَّى خدمة ‘‘يهديهم في الطريق’’ اليوم آلاف الرسائل التي تشهد عن قوَّة قيامة المسيح المغيِّرة للحياة، فهي حوَّلت إرهابيِّين إلى مبشِّرين، ومجرمين إلى أشخاص صادقين يحبُّون المسيح، وأكاديميين أمضوا حياتهم في البحث عن طرق لنسف الإيمان المسيحي إلى أكبر مؤيِّدين له. هل اختبرت عمل هذه القوَّة المغيِّرة في حياتك؟ تذكَّر أنَّ المسيحيَّة لا تعني اتِّباع مجموعة من القوانين أو الذهاب إلى الكنيسة أو […]
أبريل 22, 2022

في يديك

‘‘فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَارَبُّ إِلَهَ ٱلْحَق’’ (مزمور 31: 5) ‘‘وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ ٱلرُّوحَ’’ (لوقا 23: 46). هذه الصلاة عميقة في بساطتها لأنَّها تدلّ على استعداد يسوع لإيداع أغلى ما لديه وأثمن ما يملك في المكان الأكثر أمانًا على الإطلاق. هذه الكلمة السادسة التي قالها يسوع على الصليب مثال على ثقته الكاملة بأبيه. تعني كلمة ‘‘أستودع’’ في هذه الآية أن تذهب وتضع شيئًا في مكان ما ثم تبتعد عنه وأنت تعرف يقينًا ولك كلُّ الثقة بأنَّك ستجده عندما تعود. عندما صرخ يسوع، ‘‘فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي’’، كانت يداه مربوطتَين بالصليب الخشبي الخشن، بعد أن سمَّرته أيدي الأشرار عليه. في إنجيل متى 17: 22، ‘‘قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي ٱلنَّاس’’، أيدي الناس التي جلدت ابن الله، وغرزت المسامير في جسده، وعلَّقته على الصليب، وتوَّجته بإكليل من شوك. تعذَّب يسوع على أيدي الناس لمدَّة 12 ساعة وتعرَّض لأبشع ما يمكن لأيدي البشر أن تفعله. كان […]
أبريل 21, 2022

دروس عن الغفران

‘‘فَإِنَّهُ إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ’’ (متى 6: 14) عندما نقرأ الكلمات الأخيرة التي قالها يسوع على الصليب، ونكتشف قلبه وصفاته ومحبَّته لكلِّ واحدٍ منَّا، ما هو التغيير الذي يجب أن يحدث فينا؟ بدايةً، يجب أن نتشجَّع على الاقتراب إليه بجرأة واثقين بأنَّ نعمته كافية لستر خطايانا وغفرانها. فيسوع سدَّد ديوننا بالكامل عندما بذل نفسه ذبيحة لأجلنا مرَّة وإلى الأبد. ثانيًا، نحن لا ننتظر أن ‘‘نشعر’’ بالرغبة في الغفران لمَن أساء إلينا. الغفران هو قرار نتَّخذه، وعندما نُكرم الله بإرادتنا فهو يجعل مشاعرنا تمتثل لقراراتنا. ختامًا، يعلِّمنا الكتاب المقدس أنَّ ‘‘مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ’’. نحن نلنا الغفران من الله وهو يريد منَّا أن نغفر للآخرين. ‘‘مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا. إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى، كَمَا غَفَرَ لَكُمُ ٱلْمَسِيحُ هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا’’ (كولوسي 3: 13). يجب أن نصبح أكثر تسامحًا من خلال عبادة الله لأجل غفرانه. وعندما ندرك حاجتنا الكبيرة إلى الغفران ونتأمَّل في الغفران الذي نلناه، يصبح من الأسهل علينا أن […]
أبريل 21, 2022

لا تخنق الكلمة

“بِفَرَائِضِكَ أَتَلَذَّذُ. لاَ أَنْسَى كَلاَمَكَ” (مزمور 119: 16). تحدَّثنا بالأمس عن نوعين من التربة التي يستهدفها الشيطان، واليوم سنتأمل في النوع الثالث. النوع الثالث من التربة التي يستهدفها الشيطان هو التربة الفاسدة: “الْمَزْرُوعُ بَيْنَ الشَّوْكِ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، وَهَمُّ هذَا الْعَالَمِ وَغُرُورُ الْغِنَى يَخْنُقَانِ الْكَلِمَةَ فَيَصِيرُ بِلاَ ثَمَرٍ” (متى 13: 22). لا تكمن المشكلة هنا في التربة، بل في البذور المتزاحمة التي ألقى بها الشيطان بجانب بذور الله. كيف يمكن لبذور الله أن تنمو وتزدهر بينما تخنقها نباتات الانشغال، والطموح المادي، والقلق؟ يشجعنا يسوع بقوله “وَأَمَّا الْمَزْرُوعُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَهُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ وَيَفْهَمُ. وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي بِثَمَرٍ، فَيَصْنَعُ بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاَثِينَ” (متى ١٣: ٢٣). هذه التربة الخصبة تخص أولئك الذين يحمون بذور كلمة الله من القلوب القاسية، والإيمان السطحي، وأشواك التشتُّت. أي نوع من التربة أنت؟ هل تَقَسَّى قلبك ولم يُحرَثْ لفترة طويلة حتى أصبحت بذور كلمة الله ترتد بعيدًا عنه؟ هل تربتك حجرية وضحلة لأنك لم تبذل جهدًا منظمًا لتطوير حياتك الروحية بشكل […]
أبريل 20, 2022

تبديد سبب حزننا

‘‘وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ’’ (لوقا 24: 24) اقرأ إنجيل لوقا 24: 22-24. عندما يكتنفك الحزن، يبدو لك وكأن العالم كلَّه يتوقَّف، فيصعب عليك الأكل والنوم، وأحيانًا كثيرة تفقد الرغبة في القيام بأي أمر. يعرف تلميذا عمواس هذا الشعور، لأنَّهما خسرا كلَّ شيء لدى موت يسوع يوم الجمعة العظيمة، فغرقا في حزنهما ولم يستطيعا السفر للعودة إلى الديار لأنَّه كان يوم السبت، فمكثا في البلدة حزينين على خسارتهما الكبيرة مع سائر التلاميذ، وغرقا أكثر فأكثر في اليأس. وصباح يوم الأحد، سمعا أنَّ القبر وُجد فارغًا وأنَّ جسد يسوع اختفى، فانطلقا في رحلة الستين غلوة للعودة إلى قريتهما، ثمَّ اقترب إليهما يسوع ومشى معهما فلم يعرفاه في البداية لكنَّه أراد أن يبدِّد سبب يأسهما. كم من مرَّة وضعت رجاءك في حلم ورأيته يتحطَّم أمام عينيك؟ أيًّا يكن سبب إحباطك، أحمل إليك خبرًا سارًّا، وهو وعد مدعوم من كلمة الله ومثبَّت بشهادات الملايين حول العالم: يسوع المقام من الأموات سيبدِّد […]
أبريل 19, 2022

انشقاق الحجاب، زلزلة الأرض، وتفتُّح القبور

‘‘وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ ٱلْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ ٱلْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي ٱلْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّات’’ (أفسس 1: 19-20). نتابع اليوم دراستنا للأحداث الفائقة للطبيعة التي وقعت بين الفترة الممتدة من موت يسوع وصولًا إلى الأيام التي تلت قيامته. انشقاق الحجاب ‘‘فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ ٱلرُّوحَ. وَإِذَا حِجَابُ ٱلْهَيْكَلِ قَدِ ٱنْشَقَّ إِلَى ٱثْنَيْنِ’’ (متى 27: 50-51). لدى موت يسوع، انشقّ حجاب المسكن الذي يفصل القدس عن باقي الهيكل من فوق إلى أسفل، وهكذا هدمت ذبيحة يسوع الحاجز الذي يفصل بين الله والناس، ولم نعد نحتاج إلى كاهن أرضي يتقدَّم إلى الله بالنيابة عنَّا، وصار بإمكاننا التوجُّه مباشرةً إلى الآب السماوي من خلال ابنه يسوع، رئيس كهنتنا العظيم (عبرانيين 4: 14-16). زلزلة الأرض المعجزة الأخرى التي حدثت في خلال موت يسوع هي زلزلة الأرض، وجاء في إنجيل متى 27: 51، ‘‘…وَٱلْأَرْضُ تَزَلْزَلَتْ، وَٱلصُّخُورُ تَشَقَّقَتْ…’’، ولم تكن هذه مجرَّد هزَّة بسيطة بل زلزلة قويَّة حطَّمت الصخور. تفتُّح القبور وقيامة القديسين بعد […]
أبريل 18, 2022

أحداث فائقة للطبيعة

‘‘وَٱللهُ قَدْ أَقَامَ ٱلرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِقُوَّتِهِ’’ (1 كورنثوس 6: 14) رفض الناس على مرّ السنين الإيمان بمعجزات الجلجثة، ووضعوا نظريات لدحض الأحداث المحيطة بموت يسوع وقيامته. إنَّ القاسم المشترك بين هؤلاء القوم ونظريَّاتهم هو رفض قبول الأحداث الفائقة للطبيعة ومواصلة البحث عن سبب طبيعي لتعليلها، لكن لا توجد أحداث طبيعيَّة عرضيَّة محيطة بقيامة المسيح، لأنَّ يد الله فيها واضحة جليًّا، ومعجزاته غير محصورة بالقيامة نفسها. وقع المزيد من الأحداث الفائقة للطبيعة في خلال الفترة الممتدّة من ساعة موت يسوع ووصولًا إلى الأيَّام التي تلت قيامته، وسندرس في اليومين المقبلين الأحداث التي تمَّت في هذه الفترة، وفق ما جاء في الكتاب المقدَّس. حلول الظلمة حلَّت الظلمة على الأرض في منتصف النهار مباشرةً قبل موت يسوع على الصليب، وجاء في الكتاب المقدس، ‘‘وَكَانَ نَحْوُ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى ٱلْأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ. وَأَظْلَمَتِ ٱلشَّمْس’’ (لوقا 23: 44-45). لا يعلم أحد ما إذا غطَّت الظلمة الأرض كلَّها أو اقتصرت على اليهوديَّة، لكن من المؤكَّد أنَّ حلولها حدثٌ فائق للطبيعة، […]
أبريل 17, 2022

مدفوع بالكامل

‘‘لِأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ ٱللهِ يَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ. وَهَذِهِ هِيَ ٱلْغَلَبَةُ ٱلَّتِي تَغْلِبُ ٱلْعَالَمَ: إِيمَانُنَا’’ (1 يوحنا 5: 4) يقدِّم الرسول بولس في الأصحاح الثاني من رسالة كولوسي صورة رائعة عن كيفيَّة عمل النظام القضائي الروماني، حيث كانت السلطات الرومانيَّة تستجوب الشاهد بموجب إجراءات قانونيَّة صارمة. ثمَّ كان ينبغي إثبات إفادته قبل نظر المحكمة في قضيَّته، ولدى إصدار القرار الاتهامي وإحالة القضية للمحاكمة، يقف المتَّهِم في حضور المتَّهَم للإدلاء بإفادته أمام القاضي. تجسِّد هذه الصورة مكانتنا الروحيَّة في هذا العالم، فنحن خطاة مذنبون، والمشتكي علينا هو الشيطان، ويقول الكتاب المقدَّس إنَّ أجرة الخطيَّة هي موت (رومية 6: 23)، لذا، نحن نستحقّ الموت بسبب خطيَّتنا. يشتكي الشيطان علينا، فيلاحقنا ويبيِّن كلّ الأسباب التي تستدعي أن نُلقى في الجحيم، واتَّهاماته عادلة وصحيحة، ولا يجوز للقاضي ردّ القرار الاتِّهامي إذا كان صحيحًا (لذا، عندما وجَّه الفريسيُّون الاتِّهامات إلى يسوع، حاول بيلاطس البنطيّ غسل يديه من القضيَّة برمَّتها في إنجيل متَّى 27: 24، لأنّه وجد يسوع بريئًا)، ولا يمكننا الهروب من الدينونة العادلة لخطيَّتنا، […]