فبراير 23, 2022

دليل إرشادنا الروحي

“طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي… فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلًا” (مزمور 1: 1-2). كم مَرَّة قرأتَ دليل الإرشادات الخاص بالأجهزة أو الألعاب أو الأدوات الجديدة؟ يتجاهل معظمنا قراءة تلك الكُتيِّبات واتباع الإرشادات المذكورة بها، لكن هناك دليل إرشادي واحد لا يمكننا تجاهله وهو الكتاب المقدس، الذي هو دليل إرشادنا الروحي، وعندما نتجاهله، تكون العواقب أبدية. إن المرور السريع على الكتاب المقدس بحثًا عن النقاط الرئيسية لن يفيدنا، والتقليب العشوائي بين الصفحات لن يجعلنا ننضج روحيًّا، فالبحث في السطح فقط لن يمدنا باللآلي، بل يجب أن نغوص بعمق تحت السطح لنعثر على الكنز. لكي ننمو روحيًا حقًا، ينبغي أن نُكرِّس الوقت والجهد للتعلُّم من كلمة الله. قبل أن نبدأ قراءة كلمة الله، يجب أن نُعِد قلوبنا، وخطوتنا الأولى في ذلك هي أن نطلب من الروح القدس أن يقودنا في التعلُّم، ويمنحنا التمييز، ويساعدنا على معرفة وجهات نظرنا المشوهة. يجب أن تكون غايتنا عندما نأتي إلى الكتاب المقدس هي طلب الحق، وليس رغباتنا الخاصة الخفية. صلاة: سامحني يا أبي على […]
فبراير 22, 2022

خطوات تمييز فِكْر الله

“وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ، بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ، لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ” (1كورنثوس 2: 12). عندما أسعى لتمييز فِكْر الله، فإن أول شيء أفعله هو فحص حياتي لأتأكد من أن كل مجال من مجالات حياتي يخضع لسيادته. الشيء الثاني الذي أفعله هو محاولة وضع رغباتي في وضع الحِيَاد حتى تتم مشيئة الروح القدس فيَّ. والشيء الثالث هو أنني أتوقع أن يتكلَّم الله إليَّ، وأتوقع أن أسمع صوته من خلال كلمته، ومن خلال الأبواب المفتوحة والأبواب المُغلَقَة، ومن خلال الأصدقاء الأتقياء المُصلِّين، ومن خلال الظروف. الشيء الرابع الذي أفعله لتمييز فِكْر الله هو أنني أمتحن الأرواح. اِسأل نفسك هذا السؤال: هل ما أفعله أو ما سأفعله سيُمجِّد اسم الرب؟ وهل يتفق مع كلمة الله أم يتعارض معها؟ والأمر الخامس الذي أحثُّ الجميع على فعله هو انتظار الرب. انتظر توقيت الله، واقرأ الكتاب المقدس. بحسب كلمة الله، الشيطان هو الذي يستعجل الناس دائمًا لفعل الأشياء، والرب هو من يقول دائمًا “انتظر، انتظر، انتظر”. صلاة: ساعدني يا رب لكي […]
فبراير 21, 2022

طلب الحكمة

“كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ” (أفسس 1: 17). تقول رسالة يعقوب 1: 5 “وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ”. يا له من أمرٍ مُطمئن! لن يمنحنا الله الحكمة التي نحتاجها فقط، بل سيمنحنا إياها بسخاء أيضًا. يطلب الكثيرون من الله الحكمة والإرشاد ولديهم اعتقاد بأن الله غير راغب في أن يستجيب لهم، لكن الحقيقة هي أن الله، أكثر من أي شخص آخر، يريدنا أن نسلُك بالبِر. المشكلة هي أن كثيرين ممن يطلبون حكمة الله لا يرغبون في طاعتها، فغالبًا ما نطلب من الله الحل لمشكلتنا أو موقفنا، ثم نتجاهله عندما يستجيب بالفعل. ليس لنا أن نختار متى نطيع الله ومتى نسير في طريقنا الخاص، وفي يعقوب 4: 8 يقدم الكتاب المقدس حلًّا للقلب المنقسم ذو الرأيين: “اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ” ( يعقوب 4: 8). يمكن للمرء أن يعيش كل حياته بحكمة […]
فبراير 20, 2022

استَعِد لرؤيتك

اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا” (إرميا 33: 3). الله لديه رؤية وهدف فريد لكل واحدٍ منَّا، ويريد أن يمجد ذاته من خلال حياتنا. يجب أن نتذكَّر أن الله لا يعلن لنا عن رؤيته لحياتنا دفعة واحدة، وأنه يعلنها لنا عندما يرانا جاهزون لاستقبالها، فكيف إذن نُعِد أنفسنا لاستقبال رؤية الله؟ أولاً، لكي نفهم ونستوعب رؤية الله لنا، يجب أن نطلبها منه. يخبرنا الكتاب المقدس أننا لا نأخذ لأننا لم نطلب، وأحيانًا، عندما نطلب، يكون ذلك بدافع الأنانية وبلا احترام لدوافع الله، لكن الله يعِدنا قائلًا: اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا” (إرميا 33: 3). يريد الله أن يعلن لنا عن ذاته، لكن يجب علينا أولاً أن نطلب منه ذلك بدوافع نقيَّة وبمُثابَرَة. ثانيًا، يعطي الله رؤيته لوكلائه الصالحين، فالله يبحث عن وكلاء يديرون خططه بشكل جيد، مهما واجهوا من مقاومة وإحباط ونفاد الصبر وهجوم روحي. في اتباعنا لتوقيتات الله، قد نشعر بالقلق أو الإحباط ونحن في انتظار أن تتكشف لنا خطته، وسيغرينا الشيطان لكي نتجاهل توقيت الله […]
فبراير 19, 2022

أقرب صديق لك

“اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ” (أمثال 18: 24). لقد أصبح الشعور بالوحدة وباءً في ثقافتنا اليوم، لكني أتوق كثيرًا إلى أن يتعرَّف كل شخص وحيد على الله الذي وعد قائلًا: “لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ” (عبرانيين 13: 5). هل تدرك أننا، كمؤمنين في العهد الجديد، لدينا ما لم يستطع مؤمنو العهد القديم أن يحلموا به؟ عندما يؤمن أحدهم اليوم بيسوع المسيح، يأتي الروح القدس ليسكُن فيه، أي أن الله بذاته يسكن بداخله. لا شك أن الروح القدس قد حَلَّ في العهد القديم على بعض الأفراد مثل موسى، وشمشون، وداود، وآخرين، لكنه كان يأتي لمهمة محددة فقط، وليس للبقاء، لكن الأمور مختلفة اليوم، لأنه، بفضل يسوع، أصبح حضور روح الله بداخلنا دائم كل أيام حياتنا. قد نُحزِن الروح القدس من وقت لآخر (أفسس 4: 30)، وقد نُطفِئه (1تسالونيكي 5: 19)، لكنه لن يهملنا أو يتركنا أبدًا. في يوم الخمسين، عندما جاء روح الله القدوس ليسكن على الأرض في كل مؤمن، جاء ليقيم، وهذا يعني أنه إذا كان […]
فبراير 18, 2022

إعلان الله لرؤيته

“لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ” (إشعياء 55: 8). يثير بدء العام الجديد مجموعة من ردود الفعل المختلفة: فالبعض يشعر ببعض الإثارة والتجديد في التطلُّع إلى العام المُقبِل، وقليلون يشعرون أن الحياة تخرج عن نطاق السيطرة، ويتساءلون أين ذهب العام، وآخرون يشعرون بالضياع وبأنه ليس لديهم هدف واضح في الحياة، أي شيء ينبغي تحقيقه حتى يعطي معنى للوجود. بغض النظر عن شعورك تجاه العام الجديد، يمكنك أن تطمئن لأن الله لديه خطة لك فيه. الله لديه رؤية وهدف فريد لكل واحدٍ منَّا، ويريد أن يُمجِّد ذاته من خلال حياتنا، لكن فِهْم رؤية الله يختلف عن طرح رؤيتنا الخاصة. عندما نضع الخطط، نريد أن يكون كل شيء منظَّمًا. تذكَّر آخر مرة سافرتَ فيها، وقمت بتحديد الرحلة على الخريطة لأنك أردت أن تعرف من أين تبدأ، وإلى أين ستنتهي، وأين ستتوقف على طول الطريق، والمدة التي ستستغرقها الرحلة بالضبط. يتعامل الكثيرون مِنَّا مع الحياة بنفس الطريقة، فنحاول التخطيط لكل التفاصيل مسبقًا، ونريد أن نعرف جميع الإجابات قبل أن نبدأ […]
فبراير 17, 2022

أهداف إلهية

“وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ»” (أعمال 1: 11). قال يسوع في لوقا 9: 62 “لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ». يخبرنا يسوع أن الالتزامات الفاترة لا أهمية لها، ولِكَيْ نلتزم التزامًا كاملًا أمام الله، يجب أن ننظُر إلى الأمام. غالبًا ما تتسبب أهداف وطموحات العالم في إحباطنا، فعندما يكون لدينا هدف ما في الحياة يكون كل تركيزنا عليه، ولكن بعد تحقيق ذلك الهدف وفرحنا بالإنجاز، نعود فنشعر بالحزن لأنه لم يعد لدينا أي شيء آخر نسعى للوصول إليه، فلم تعد هناك فرصة للطموح لأننا قد حققنا ما أردناه. لكن الأهداف الإلهية لا تتسبب في إحباطنا لأن عمل الملكوت لا ينتهي أبدًا. عندما نلتزم التزامًا كاملًا بخدمة المسيح، سُرعان ما ندرك أن أهدافنا على هذه الأرض مستمرة، فخدمتنا وصلواتنا وشهادتنا لا تنتهي أبدًا، بل هناك دائمًا المزيد لنفعله من أجل مجد الله، ومن أجل علاقة […]
فبراير 16, 2022

أهم قرار في حياتك

“وَأَنْ يَصْنَعُوا صَلاَحًا، وَأَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فِي أَعْمَال صَالِحَةٍ، وَأَنْ يَكُونُوا أَسْخِيَاءَ فِي الْعَطَاءِ، كُرَمَاءَ فِي التَّوْزِيعِ، مُدَّخِرِينَ لأَنْفُسِهِمْ أَسَاسًا حَسَنًا لِلْمُسْتَقْبِلِ، لِكَيْ يُمْسِكُوا بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” (1تيموثاوس 6: 18-19). يرى الكثيرون أن العام الجديد هو فرصة لبداية جديدة، وبالتالي يصبح اليوم الأول من العام وقتًا لتحديد الأهداف واتخاذ القرارات. تُركِّز معظم القرارات على الحاضر والآن، مع بعض القرارات القليلة التي تتعلَّق بالأمور الأبدية. من الجيد أن نُركِّز على تقوية أجسادنا المادية، لكن ينبغي ألَّا يكون هذا على حساب إهمال أرواحنا الأبدية. يجب ألا نضع قائمة بمشاريع لتطوير منازلنا بينما نفشل في الاهتمام بمسكننا السماوي. من السهل أن يتشتت انتباهنا بسبب الاهتمامات الأرضية، ومن السهل أن نُركِّز على التفاصيل اليومية للحياة: ماذا نلبس وماذا نأكل وماذا نشرب، لكن يسوع يؤكد لنا قائلًا: “أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ” (متى 6: 32-33)، فعندما نركز على الأمور الأبدية، سيُدبِّر الله الأمور الوقتية. إنه تعليم مضاد لثقافة اليوم، إذ يُركِّز العديد من […]
فبراير 15, 2022

الغضب الأحمر

فبراير 15, 2022

العيش بثقة في عالم مضطرب

فبراير 15, 2022

خبر سار للعام الجديد

“فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 5: 1) هناك لحظات يبدو فيها أن الأخبار الوحيدة المتاحة هي الأخبار السيئة، فتمتلئ العناوين الرئيسية للأخبار بقصص الخداع والخراب المالي والأمراض والكوارث الطبيعية. وفي محاولة للهروب من الأخبار السيئة، يسافر الكثير من الناس مسافات طويلة بحثًا عن السلام الذي يبدو مُحتَجَبًا باستمرار، ولكن، بدلاً من الوصول إلى وجهتهم، فإنهم يصلون إلى طريق مسدود ويعودون إلى ديارهم مُنهَكين ومُحبَطين. ليس هذا بجديد، فقد حدث الأمر نفسه في أيام يسوع، وبدلًا من اللجوء إلى الله والتمسُّك بالخبر السار عن مجيء المُخلِّص، سعى الناس إلى السلام الأبدي بطرقهم الخاصة. لكن خبر يسوع المسيح السار هو وحده الذي يتناول السبب الجذري لشعور البشر بعدم الرضا، وهو الخطية التي تفصلنا عن الآب. الإنجيل وحده هو الذي يقدم لنا طريق المصالحة مع الله الذي يجلب لنا الأمان والفرح والسلام الأبدي. هل تريد أن تسمع اليوم خبرًا سارًا؟ أفضل الأخبار السارة على الإطلاق هو أن يسوع يحبك وأنه قد أعَدَّ الطريق لعلاقة كاملة ومُحِبَّة […]
فبراير 14, 2022

مواجهة المجهول

“تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لاَ يُهْمِلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ»” (تثنية 31: 6). إن العالم الذي نعيش فيه هو مكان للتغيير المستمر، والعديد من التغييرات التي مررنا بها مؤخرًا لم تكن إيجابية أو ذات أهمية، لذا، فمن الطبيعي أن نشعر بالقلق من العام الجديد ومن كل ما قد يحمله لنا، لكن الخبر السار هو أننا نتبع إلهًا خارق للطبيعة. هناك نوع آخر من الخوف يسيطر على الناس في بداية العام الجديد: فبالنسبة للبعض، ليس المجهول هو ما يخيفهم، بل المعلوم، فهم يعلمون أن الثقافة ستزداد عداءً للإيمان المسيحي، ويعلمون أن إيمانهم بيسوع المسيح قد يكلفهم الكثير، لكن الله حاضر لهؤلاء أيضًا، فبينما ندخل العام الجديد، عالمين أن هناك تحديات خطيرة تنتظرنا، يقف يسوع معنا، ويمكننا أن نتشبَّث به في وسط كل العواصف. المبشر الشهير “دافيد ليفينجستون” الذي أوصل الإنجيل إلى شعوب أدغال إفريقيا البعيدة، كان يعرف كل شيء عن المخاوف المعلومة وغير المعلومة، وكان يعرف المخاطر الحقيقية الكامنة في دعوة الله لحياته، وأنه من […]