سبتمبر 17, 2020

الحرية والضمير

“فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ” (1كورنثوس 8: 2). اقرأ ١ كورنثوس ٨: ١- ٨ . لا يتعلَّق هذا الإصحاح بقضية محظورة بشكلٍ واضحٍ في الكتاب المقدس، لكن بولس تناول قضية تُرك القرار فيها للمؤمنين كأفراد، عليهم أن يقرروها ما الذي سيفعلوه بشأنها. القضية هي أكل اللحم الذي تم تقديمه للأوثان. في مدينة كورنثوس في القرن الأول، كان الكثير من اللحم الذي يتم بيعه في الأسواق قد تم تقديمه مسبقًا إلى أوثان. لقد كانت مجرد لحوم جيدة. أدرك المؤمنون الناضجون هذا، وأكلوا اللحم بضمير طاهر. أما المؤمنون الأضعف في الكنيسة فلم يفكروا حتى في تناول اللحم الذي قُدِّم للأوثان، فقد كانت تُذكِّرهم بأسلوب حياتهم السابق، فلم تسمح لهم ضمائرهم بذلك. مجموعة تعمل في ظل الحرية التي لنا في المسيح، وأخرى لم تكن مستعدة لممارسة هذه الحرية. لم تخطئ أي من المجموعتين في تعاملها مع القضية. تختلف القضايا في ثقافتنا، لكن يجب تطبيق نفس المباديء. يجب ألا تفرقنا المناطق الرمادية في […]
سبتمبر 16, 2020

لأن الوقت مُقصَّر

“فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّرٌ، لِكَيْ يَكُونَ الَّذِينَ لَهُمْ نِسَاءٌ كَأَنْ لَيْسَ لَهُمْ” (1كورنثوس 7: 29). اقرأ ١ كورنثوس ٧: ٢٥- ٤٠ . بعد سنوات قليلة فقط من كتابة بولس لرسائله إلى الكنيسة في كورنثوس، عانى المسيحيون أقسى أنواع الاضطهاد التي شهدها العالم على الإطلاق. حتى أن الإمبراطور الروماني نيرون قام بصب الشمع على المسيحيين وأشعل النار فيهم كشموع بشرية لإنارة حفلاته المُنحلة. أَذكُر هذه الرواية المُزعجة من التاريخ لأنها توضح مدى صعوبة ذلك بالنسبة للمسيحيين الذين عاشوا في القرن الأول، تمامًا كما هو صعب على المسيحيين في أجزاء كثيرة من عالمنا اليوم. طلب بولس من أهل كورنثوس أن يعيشوا كما لو كان الوقت مُقصَّر (اقرأ 1كورنثوس 7: 29). لقد أخبرهم أنه ينبغي أن يُركزوا على خدمة الرب. أراد بولس أن يعيش المؤمنون آنذاك، كما الآن، بوحدة القلب والعمل التي وعد بها الله شعبه (اقرأ إرميا 32: 39). لأنه عندما نتخلى عن خططنا وندع مقاصد الله هي التي تحكُم حياتنا، فسوف يعمل الله فينا بقوة من أجل […]
سبتمبر 15, 2020

ثابت في المسيح – سواء متزوج أو أعزب

“غَيْرَ أَنَّهُ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ، كَمَا دَعَا الرَّبُّ كُلَّ وَاحِدٍ، هكَذَا لِيَسْلُكْ. وَهكَذَا أَنَا آمُرُ فِي جَمِيعِ الْكَنَائِسِ” (1كورنثوس 7: 17). اقرأ ١ كورنثوس 7: 8-24. المجتمع دائمًا في بحث لا ينتهي عن السعادة. منذ سن مبكرة، تدرَّبنا على التفكير بأنه ” لو كان لدي هذا المنتج أو نمط الحياة هذا، كنت سأكون سعيدًا.” لكن بغض النظر عن موضوع عاطفتنا، فدائمًا ما يخيب أملنا عندما نبلغه في النهاية. هذا لأننا خُلِقنا لنجد فرحنا وشِبَعنا في الله وحده، وليس في أي شيء آخر. هذا صحيح ليس فقط فيما يتعلَّق بالأشياء المادية بل فيما يتعلَّق بالناس أيضًا. إذا كنت عازبًا، فلا تعتقد أن الزواج سوف يُشبعك. وإذا كنت متزوجًا، فلا تصدق لثانية أن الطلاق سيجلب لك أي شيء يستحق العناء، مهما كان زواجك صعبًا في الوقت الحالي. لم يكن بولس نفسه متزوجًا عندما كتب رسالة كورنثوس الأولى، لذا استطاع أن يشهد عن بركة عدم الزواج. لقد كان قادرًا على تكريس حياته لخدمة الرب دون الحاجة إلى إعالة زوجة وأطفال. لكن […]
سبتمبر 14, 2020

عمانوئيل

ترانيم وتأملات هانت يا مؤمن الحلقة:37المدة:10:13 أنا إناء الحلقة:36المدة:09:45 أنا حارسك الحلقة:35المدة:07:56 صلاة وتذلل الحلقة:34المدة:08:27 علامة أمانة الحلقة:33المدة:07:40 ترنيمة وفرحة الحلقة:32المدة:08:38 الله أبويا الحلقة:31المدة:07:49 هللويا أنا غالي الحلقة:30المدة:07:53 حمل المزيد
سبتمبر 14, 2020

هبة صالحة ومقدسة من الله

“لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ” (1كورنثوس 7: 3) اقرأ ١كورنثوس ٦: ١٨، ٧: ٧ هل فكرت يومًا في أحد الليالي الباردة أن تُشعِل النار في سجادة غرفة المعيشة للتدفئة؟ بالطبع لا! بالطبع لن يجرؤ أحد على التفكير في إشعال حريق في موضع غير مخصص له. النار تحتاج إلى مدفأة، وهناك تكون هبة صالحة، أما في أي مكان آخر، فتكون كارثة. هكذا الأمر مع هبة الجنس الصالحة. أعطانا الله العلاقة الجنسية الحميمة كهبة جميلة نتمتع بها في الزواج. لهذا فإن الوحدة الجسدية والعاطفية العميقة مع أي شخص غير زوجتك أو زوجك تسلبك فرح الحميمية الحقيقية، وتستبدلها بالشعور بالذنب والخزي والانكسار. إن جسدك ليس ملكك، بحسب ما جاء في 1كورنثوس 6: 19-20. لقد قام يسوع بشراء جسدك ودفع ثمنه بدمه، وهذا ما يجعلك مقدسًا. أن تكون مقدسًا هو أن تكون مِلكية خاصة لله. أن تكون مقدسًا هو أن تكون مُفرَزًا لاستخدام الله. أن تكون مقدسًا فهذا يعني أن يمتلكك الله بالكامل. هذا ما يعنيه أن تكون مقدسًا. إن […]
سبتمبر 12, 2020

توجُّه مستمر

“لِتَكْثُرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ بِمَعْرِفَةِ اللهِ وَيَسُوعَ رَبِّنَا” (2بطرس 1: 2). إذا جئت إلى العرش واثقًا في ما فعله يسوع من أجلك فقط، وليس في أي شيء قمت به، فستجد نعمة في وقت احتياجك. لا تقول كلمة الله أنه يجب أن تأتي إلى عرش النعمة في وقت المتاعب والمشاكل فقط، بل تقول أنه عندما تأتي إلى عرش النعمة بانتظام، سوف تتمتع بالقوة في وقت الاحتياج. هل تمر بتجربة في حياتك؟ يمكنك أن تنال قوة عند عرش النعمة. هل تحاول محاربة الإغراء؟ هناك قوة في الدم عندما تأتي إلى عرش النعمة. السبب في عدم ذهابنا إلى عرش النعمة بانتظام هو أننا لا نفهم الوعد بالقوة الهائلة المُذخرة لمن يمكُث في محضره. نحن لا نفهم فيض النعمة التي يمكن أن تنسكب علينا من عرش النعمة عندما نقترب منه بثقة. لعل الرب يجدد أذهاننا لنفهم هذا الحق العظيم، أنه يمكننا أن نقترب من عرش النعمة في كل وقت! صلاة: أبي، أُصلِّي كي لا آتي إلى عرش النعمة فقط عندما أتضايق أو أمُر بوقتٍ […]
سبتمبر 9, 2020

الصلاة هي أسلوب حياة

” افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ” (1تسالونيكي 5: 16-18). هناك العديد من الكتب والندوات المُصَممة لتعليمنا كيفية التواصل بشكل أفضل في مكان عملنا وفي بيوتنا، لكن ماذا عن تواصلنا مع الرب؟ لدينا العديد من الأمثلة في الكتاب المقدس لرجال ونساء صلاة. عندما صلى أليعازر خادم إبراهيم، ظهرت رفقة. عندما صلى موسى، هُزم عماليق القوي. عندما صلَّت حنة من أجل طفل وُلِد صموئيل. في وسط المعركة، صلى يشوع، فوقفت الشمس. عندما صلى إيليا من أجل توقف المطر، كان هناك جفاف لثلاث سنوات. طلب كل من هؤلاء الأشخاص الله في الصلاة من أجل احتياج محدد – وتمجَّد الله من خلال إستجابته لهم. الغرض من الصلاة هو تمجيد الله. تعد الصلاة بركة لنا، لكنها أيضًا فرصة لرؤية صلاح الله وقدرته على العمل في حياة الآخرين. عندما يكون الأبناء صغارًا، فإنهم يطلبون من والديهم كل أنواع الأشياء. هل هذا يعني أنه ينبغي على الوالد أن يُعطي ابنه كل ما […]
سبتمبر 2, 2020

حق لا تهاوُن فيه

“أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 14: 6). يشتكي أحد القادة الإنجيليين سابقًا من أن المسيحية المحافظة الأرثوذكسية “أظهرت ازدراء واضحًا لأديان العالم الأخرى”، التي يجب أن ننظر إلى أعضائها “ليس كأعداء بل كأقرباء محبوبين، وكلما أمكن، كشركاء في الحوار”. على الرغم من أن يسوع كان بارعًا في الإستماع وفي طرح الأسئلة للوصول إلى الإحتياجات الحقيقية للناس، إلا أنه لم يتهاون قط في الحق. في عالم تحكمه المعتقدات الشخصية وليس الحق، تبدو المساواة بين جميع المذاهب وكأنها فكرة منفتحة وصادقة، لكن يسوع لم يكن يحتمل الكذب، لذلك أعلن: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي” (يوحنا 14: 6). عندما أرى الوُعاظ والكُتَّاب يعملون بجد لإجبار كلمة الله على قول ما لا تقوله في الواقع، أسمع بولس الرسول يهمس في أذني قائلًا: “الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً” (1تيموثاوس 4: 1). في صلاة يسوع الكهنوتية قبل الذهاب إلى الصليب، صلّى قائلًا: […]
أغسطس 29, 2020

اجتماع كنيسة الرسل باتلانتا

أغسطس 28, 2020

التكلفة الحقيقية للإنقسام بين المؤمنين

“فَالآنَ فِيكُمْ عَيْبٌ مُطْلَقًا، لأَنَّ عِنْدَكُمْ مُحَاكَمَاتٍ بَعْضِكُمْ مَعَ بَعْضٍ. لِمَاذَا لاَ تُظْلَمُونَ بِالْحَرِيِّ؟ لِمَاذَا لاَ تُسْلَبُونَ بِالْحَرِيِّ؟” (1كورنثوس 6: 7). اقرأ ١ كورنثوس ٦: ١- ٦ . من الأفضل دائمًا أن تخسر المعركة إذا كان ذلك يعني أن تكسب الحرب. كان مؤمنو كورنثوس يتشاجرون مع بعضهم البعض، ويأخذون بعضهم البعض إلى المحاكم العلمانية لخوض معاركهم الصغيرة. لكن بولس ذكَّرهم بأن قتالهم كان مكلفًا لكلا الجانبين. سواء فاز شخص أو خسر، فقد هُزِم بالفعل كلا الجانبين بالتمام. قال يسوع: “وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا” (إقرأ متى 5: 40). بينما يُظهر هذا محبة وتضحية، فإنه في النهاية يعلن إيمانًا عميقًا: أنت تثق بأن الله سيسدد إحتياجاتك. عندما يتشاجر الإخوة المؤمنون معًا أمام العالم، فهم يخبرون العالم بأن ثقتهم ليست حقًا في الرب، بل في نظام العدالة في العالم، وحججهم، واستعدادهم للعراك من أجل ما يعتقدون أنهم يستحقونه. إنهم يخسرون قبل الإستماع إلى قضيتهم. لقد عانوا بالفعل من هزيمة روحية لأنهم، في كبريائهم العنيد، لم يصدقوا قوة […]
أغسطس 27, 2020

تسوية الخلافات في الكنيسة

“أَيَتَجَاسَرُ مِنْكُمْ أَحَدٌ لَهُ دَعْوَى عَلَى آخَرَ أَنْ يُحَاكَمَ عِنْدَ الظَّالِمِينَ، وَلَيْسَ عِنْدَ الْقِدِّيسِينَ؟” (1كورنثوس 6: 1). اقرأ ١ كورنثوس ٦: ١- ٦ . إنه لأمر مدهش كم تعكس ثقافتنا اليوم المجتمعات اليونانية والرومانية في العالم القديم. أنا لا أتحدث فقط عن الخطية واللاأخلاقية ولكن أيضًا عن السرعة التي يأخذ بها الناس بعضهم البعض إلى المحكمة. في العالم اليوناني الروماني أيام بولس، كانت الدعاوى القضائية شائعة جدًا لدرجة أنها كانت تقريبًا تمثل شكلاً من أشكال الترفيه. لذا كتب بولس إلى المؤمنين في كورنثوس ليُذكّرهم بأنهم مدعوون إلى مستوى أعلى. نعم، هم مُخلَّصون، ومولودون ثانيةً، لكنهم جلبوا حياتهم السابقة معهم إلى الكنيسة. لذا، عندما كان ينشأ نزاع، كانوا يجرون بعضهم البعض إلى المحكمة المحلية ليُحكم عليهم مِن الوثنيين، كما كانوا يفعلون دائمًا. ولهذا قضى بولس بعض الوقت في تناوُل هذه القضية. الخلافات التي تنشأ بين المؤمنين يجب أن يتم التعامل معها في الكنيسة، وليس في العالم. لا يوجد شيء يضعف شهادة المؤمنين أكثر من عدم قدرتهم على حل خلافاتهم الخاصة كتابياً […]
أغسطس 26, 2020

الخطية في الكنيسة تؤثر على الجميع

“لَيْسَ افْتِخَارُكُمْ حَسَنًا. أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟” (1كورنثوس 5: 6). اقرأ ١ كورنثوس ٥: ٦- ١٣ . الخطية في الكنيسة لا تخص الخاطي فقطـ، بل تؤثر على الجميع. كان لدى أهل كورنثوس خاطي غير تائب، وبدلاً من التعامل مع الخطية، كانوا يتساهلون معها (إقرأ 1كورنثوس 5: 1-2). قال بولس إنهم كانوا “يفتخرون” بها (عدد ٦)! خطية هذا الشخص كانت تُغيّر الكنيسة كلها: كانوا، بكبرياء، ما أسماه الله “شرًا” يدعونه “خيرًا”. يشبّه بولس الخطية في الكنيسة بخميرة في كتلة من عجين. في سفر الخروج، عندما كان شعب إسرائيل بصدد الخروج من أرض مصر، أوصاهم الله ألا يضيفوا الخميرة إلى خبزهم – لم يكن هناك وقت لأن إنقاذهم كان آتٍ سريعًا. حتى الآن، في عيد الفصح يبحث العديد من اليهود الأرثوذكس عن أي خميرة في المنزل للتخلص منها. إنه طقس رمزي: تمثل الخميرة طريقة الحياة القديمة في ظل العبودية. لم يكن مؤمنو كورنثوس أبدًا عبيد في مصر، لكنهم كانوا قبلًا عبيد للخطية، إلى أن حررهم المسيح. لذلك طلب […]