يناير 28, 2020

أنا هو نور العالم

“ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ«” (يوحنا 8: 12). قبل بضع سنوات، كان هناك عدد من الكتابات العلمية التي تتناول ظاهرة “نوفا” (من الكلمة اللاتينية نوفوس novus أو new بالإنجليزية بمعنى “جديد”). تحدث ظاهرة “نوفا” عندما يصبح النجم المتوسط الحجم فجأة أكثر إشراقًا وسخونة لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، ثم يصبح بعد ذلك أكثر قتامة وأكثر برودة. كل عام، يكتشف المراقبون حوالي 10 من ظاهرة “نوفا”. لاحظ العلماء نجوم أخرى تتحول إلى “نوفا” بمجرد استنفاد نصف قدر الهيدروجين بها، وأصبح من الشائع تصديق أن نفس الشيء يمكن أن يحدث لشمسنا. هل يمكن أن تُشكِّل الشمس فجأة خطراً، فتتوقف عن مدّنا بالدفء وتوفير الطاقة المتوازنة المثالية التي نثق بها ونسعى إليها كل يوم؟ الإجابة هي نعم! نقرأ في سفر الرؤيا أنه في الأيام الأخيرة سيتم تدمير الأرض، وستكون هناك أرض جديدة وسماء جديدة، ولن تكون هناك حاجة للشمس لأن الرب يسوع المسيح سيكون مصدر الضوء لنا، […]
يناير 27, 2020

أنا هو الراعي الصالح

“وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى” (بطرس الأولى ٥: ٤). لن ينسى الكثير من الأمريكيين نشرة أخبار واشنطن العاصمة بعد أن تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران فلوريدا في نهر بوتوماك في عام 1982. لقد استمع الملايين إلى تقارير عن شاب شجاع فقد حياته بينما كان يُنقذ الآخرين. في كل مرة كانت المروحية تُرسل في طريقه حبل النجاة، كان يُمرره إلى شخص آخر. لا شك أنه كان يعرف أنه لن يستطيع الصمود طويلًا وهو يُمرر الحبل إلى آخر شخص. لقد كانت وفاة هذا الشاب، نتيجة لانقاذه للآخرين بدلاً من انقاذ نفسه، بطولية – نتيجة حادث مأساوي. لم تكن تضحية يسوع من أجل الآخرين بالصدفة، لقد قال “وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ” (يوحنا 10: 15). لقد جاء يسوع من السماء حتى يموت من أجل خرافه، ومن أجل كل من يدعو باسمه. لم يكن من قبيل الصدفة أن يأتي يسوع إلى الأرض في هيئة إنسان، ويبذل حياته حتى نخلُص. يقول يسوع: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ […]
يناير 26, 2020

أنا هو القيامة والحياة

“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1كورنثوس 15: 57). قبل أن يُقيم يسوع لعازر من بين الأموات، قال هذه الكلمات لمارثا: »أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ« (يوحنا 11: 25-26). عندما رُفِعَ الحجر، أمر يسوع لعازر بالخروج من القبر، وقد فعل. عندما كنتَ ميتاً في خطاياك، دعاك الله بالاسم لكي تخرج من خطاياك وتختبر قوة القيامة. واجه يسوع أيضًا الموت، لكن الله أقامه من بين الأموات. كانت قيامة يسوع جسدية وروحية. لم تكن مثل قيامة لعازر، لأن لعازر مات ثانيةً لاحقًا. لكن يسوع قام كباكورة أولئك الذين دعاهم الآب إلى الحياة الأبدية. يقول الكتاب المقدس أن يسوع مات ودفن وقام وظهر عدة مرات بعد القيامة. كان قبر المسيح فارغًا آنذاك؛ ولا يزال فارغًا اليوم. إنه ربنا ومُخلّصنا المُقام. حتى الرومان، بكل قوتهم، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسد يسوع، وقادة اليهود، بكل كراهيتهم ومرارتهم تجاه يسوع، لم يستطيعوا أن يأتوا بجسده. وإذا كان التلاميذ […]
يناير 25, 2020

أنا هو الباب

“أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى” (يوحنا 10: 9). في إحدى الليالي، في مطلع القرن العشرين، كان السير جورج آدم سميث، وهو زائر بريطاني بارز للتلال السورية، يراقب بإعجاب شديد بعض الرعاة وهم يقودون خرافهم إلى حظيرة الغنم. وقد لاحظ أن الحظيرة لم تكن سوى سياج من أربعة جدران بفتحة واحدة فقط – لا يوجد باب ولا بوابة، فسأل الراعي: “كيف يمكنك التأكد من أن الخراف لن تخرج من فتحة السياج في الليل؟ وماذا عن الوحوش البرية – ألا تأتي وتهاجم هذه الخراف العاجزة؟” ردَّ الراعي قائلًا “لا، لأنني أنا الذي أقوم بسد فتحة السياج في الليل، فأنا أستلقي عبر هذه الفتحة؛ فلن يتمكن أيّ خروف من الخروج دون أن يمُر فوقي، ولن يستطيع أن سارق أو ذئب الدخول إلى الخراف إلا بالمرور فوق جسدي.” يقول يسوع في يوحنا ١٠: أَنَا بَابُ الْخِرَافِ… إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى. اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ، وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ […]
يناير 24, 2020

افتخر بالمسيح وحده

“حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ«” (1كورنثوس 1: 31). إن عشنا مليون حياة، لن يمكننا أن نفعل أي شيء لخلاص أنفسنا، فالخلاص هو هبة من الله لا نستحقها على الإطلاق. لهذا لا يستطيع أحد أن يفتخر أو يتباهى بدوره في خلاص نفسه، فمن البداية وإلى النهاية الخلاص هو خطة الله وعمله، ويجب أن يكون كل الإفتخار بالرب وحده. لم يكتفِ يسوع بدفع عقوبة خطايانا وتحريرنا من الموت الأبدي فحسب، بل فتح لنا باب التبنِّي لنكون أبناء وبنات الله. ومن خلال هبة الإيمان التي من الله، ننال الخلاص، وننال أيضًا اسمه وقوته وموارده وبركاته. إنه يُلبسنا رداء البر الملكي. إنه يفعل كل شيء، وكل التسبيح والكرامة والمجد له. لن تستطيع أي إنجازات أو ممتلكات أو علاقات أن تُساعدنا يوم الدينونة. الشخص الوحيد الذي يهم هو الرب يسوع المسيح، فهو الوحيد الذي سيؤمّن خلاصنا، ولذا فإن افتخارنا به وحده. هل خضعت بالكامل للرب يسوع المسيح؟ هل قبلت هبة الخلاص المجانية بالإيمان؟ هل تفتخر بالرب وحده؟ اقضِ بعض الوقت للتفكير في […]
يناير 23, 2020

حيث يكون كنزك

“لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا” (متى 6: 21). سمح الغني لثروته بأن تخلق له شعور زائف بالأمان والاكتفاء الذاتي (متي ١٩: ١٦-٣٠). لقد اعتمد على ماله أكثر من اعتماده على الله، واعتقد أنه كان مُسيطر على حياته. يخبرنا الكتاب المقدس بأنه ينبغي علينا أن نعيش بشكل مختلف عن ذلك الحاكم الثري. قال بولس لتيموثاوس “أَوْصِ الأَغْنِيَاءَ فِي الدَّهْرِ الْحَاضِرِ أَنْ لاَ يَسْتَكْبِرُوا، وَلاَ يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى غَيْرِ يَقِينِيَّةِ الْغِنَى، بَلْ عَلَى اللهِ الْحَيِّ الَّذِي يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِلتَّمَتُّعِ.” (1تيموثاوس 6: 17). عندما نركز أكثر من اللازم على مواردنا الأرضية، نصبح بسهولة مُقيدين بها. قال يسوع “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا.” (متى 6: 19-21 ). هذا الحاكم الشاب كان راسخًا في عقلية كانت تُشجِّع على الطمع والأنانية. ربما كان يعتقد أنه يستطيع […]
يناير 22, 2020

بُوصلتك الداخلية

“لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). هناك توتر مستمر في عالمنا اليوم. في الواقع، كان التوتر موجودًا منذ اللحظة الأولى التي أخطأت فيها البشرية في جنة عدن. ينشأ هذا التوتر من أي إغراء نتعرض له لكي نتخلَّى عن حق كلمة الله ونعيش وفق رغباتنا بدلًا من تكريسنا الكامل ليسوع المسيح. على سبيل المثال، عندما يريد أحد الأصدقاء غير المؤمنين معرفة ما إذا كان يسوع المسيح هو الطريق الوحيد للخلاص، يجب أن تكون إجابتنا بثقة وحُنُو “نعم”! غالبًا ما تكون هذه الإجابة أسهل قولًا لا فعلًا، لكننا نعرف أننا يجب أن نشارك هذا الحق مهما كان صعبًا، لأنه لا يوجد طريق آخر لخلاص البشرية سوى الإيمان بابن الله (يوحنا 14: 6). كلمة الله هي سيف ذو حدين، وهي قادرة على اختراق الحجج الضعيفة والعبثية التي تدَّعي بأن هناك طرق أخرى للخلاص. وعلى الرغم من أن عدم الإيمان والخوف قد يمنعاننا من التحدث […]
يناير 21, 2020

شكر دائم

“وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْل أَوْ فِعْل، فَاعْمَلُوا الْكُلَّ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ، شَاكِرِينَ اللهَ وَالآبَ بِهِ” (كولوسي 3: 17). الله يريد علاقة يومية معنا. كم يُحزنه أن نركُض إليه فقط في أوقات الشدة والحاجة! نتوسل ونطلب مساعدة الله، لكن عندما تصل المساعدة، ننسى أن نشكره على انقاذنا. نُساوِم الله على بركاته، وبمجرد أن ننالها، نعود إلى عاداتنا القديمة. يبدو أن هذه هي الطبيعة البشرية، أن نطلب الله عندما نحتاج أو نريد شيئًا، ثم ننساه بقية الوقت. الله يريدنا أن نُركِّز عليه بدلًا من التركيز على احتياجاتنا. هو يريد ان يكون شُكرنا صادق، وأن يكون امتناننا له دائم. إنه يريد أن يرى الكثير من القوة والحماس في شُكرنا وتسبيحنا له كما يراه في طلباتنا وإلتماساتنا. القلب المُمتَن الشاكِر يُمجد الله، وعلينا أن نكون مدفوعين بامتناننا لله في كل ما نفعله. فلتكن ترنيمة قلوبنا “أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِتَسْبِيحٍ، وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ (شُكْرٍ)” (مزمور 69: 30). صلاة: سامحني يا الله على الأوقات التي ركضت فيها إليك لطلب شيء، ونسيتك بمجرد استجابتك لصلاتي. علمني أن أسبحك […]
يناير 20, 2020

جوهر الناموس

“وَتَفَاضَلَتْ نِعْمَةُ رَبِّنَا جِدًّا مَعَ الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (1تيموثاوس 1: 14). يقول البعض أن رد الفعل الطبيعي للخلاص بالنعمة فقط يشبه هذا: “الآن بعد أن خَلُصت بالنعمة، يمكنني أن أكسر جميع الوصايا.” أي شخص يعتقد ويمارس هذا القول لم ينل الخلاص. يخبرنا الكتاب المقدس بوضوح أن أولئك المُخَلَّصون بالنعمة يحفظون الناموس، وليسوا ممن اعتادوا كسره (1يوحنا 2: 3-6؛ 5: 1-4) أولئك الذين اختبروا محبة الله ونعمته لن يحفظوا حرف الناموس فقط، بل سيحفظوا روح الناموس أيضًا، فنجد أولئك الذين نالوا نعمة الله من خلال يسوع المسيح لا يكتفون بعدم القتل بسبب طاعتهم للوصية، لكنهم أيضًا لا يكرهون، لأن الكراهية هي الخطوة الأولى التي تؤدي إلى القتل. هذا هو روح الناموس. وهم لا يكتفون بعدم الإنتقام لأنفسهم، بل يغفرون أيضًا للذين يسيئون إليهم ويحتقرونهم. إنهم يحبون أعدائهم لأنهم نالوا نعمة الله بالإيمان وحده، وآمنوا بيسوع المسيح كمخلص لهم. النعمة تُغيّر القلب. كيف إذاً للمؤمن الذي خلص بالنعمة وحدها أن يحفظ روح وحرف الناموس؟ عندما تَخلُص بالنعمة وحدها يسكن […]
يناير 19, 2020

الهروب من الله

“اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ” (مزمور 51: 1). ندم آدم وحواء على خطيتهما، وتأسفا على الإنفصال الذي حدث بينهما وبين الله، لكن لم يكن الأمر مماثلًا مع قايين. إن قصة قايين وهابيل مألوفة بالنسبة لنا، وكذلك السؤال الجريء الذي طرحه قايين على الله: “أَحَارِسٌ أَنَا لِأَخِي؟” (تكوين 4: 9). قاد الغضب قايين إلى قتل أخيه. لقد كان غاضبًا لأن الله قَبِل تقدِمة هابيل التي قدمها من حصاده ومِن باكورة غنمه. كانت تقدِمَتَا الأخوين متفقتين مع مهنتيهما: كان قايين يحرث الأرض، وكان هابيل يربّي أغنام. ظاهريا، كان يبدو أن كلٍ منهما كان يقوم بعمل صالح، لكن قايين أراد أن يقترب من الله بشروطه الخاصة. لا يحدد الكتاب المقدس كيف عرف قايين وهابيل إن الله قد قبل أو رفض تقدمتيهما، لكن من الواضح أنهما كانا يُدركان النتيجة: “نَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ، وَلكِنْ إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ. فَاغْتَاظَ قَايِينُ جِدًّا وَسَقَطَ وَجْهُهُ” (تكوين 4: 4-5). أصدر الله تحذيرا صارِمًا لقايين قائلًا له أن هناك خطية رابضة […]
يناير 18, 2020

طوبى للمُحتقَرين

“طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات” (متى 5: 10). اختتم يسوع تطويباته بتطويبة مزدوجة: “طوبى… طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ” (متى 5: 10-11). يحب العالم الناس الذين يتسمون بالمرونة، لا المنغمسين في الحق والايمان. يقول المجتمع: “طوبى لمن يعيش ويدع غيره يعيش، الذين يسخرون من الثقافة وقِيَمِها.” لكن يسوع يُرجع السعادة إلى أولئك المُضطهَدين من أجل اسمه. لقد اضطُهِد يسوع لأنه تكلم بالحق، وعاش الحق، وكان على استعداد للموت من أجل الحق. وبما أن يسوع هو الطريق والحق والحياة، يمكننا أن نتوقع حدوث نفس الشيء معنا (يوحنا 15: 18-21 ). يدَّعي البعض الآن الإضطهاد بسبب كونهم مسيئين للآخرين وغير لطفاء، لكن ليس هؤلاء من يُطوّبهم يسوع، لكن العيش باستقامة مثل يسوع هو بطبيعته أمرًا مُسيئًا للآخرين لأنه يُذَكِّرهم بِشَرِّهم. إذا تألَّمت لكونك مختلفًا عن العالم، افرح! وإذا تعرضت للهجوم من أجل المسيح أو كنتَ مستهدَفًا بسبب بره فيك، افرح! افرح لأنهم يعاملونك كما عاموا مُخلِّصك. افرح لأن ميراثك في السموات أعظم جدًا مما ترجو أو تفتكر. صلاة: […]
يناير 17, 2020

طوبى لبناة الجسور

“طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ (متى 5: 9). إن فكرة ثقافتنا عن السلام ليست سوى ظل لسلام الله. الكلمة العبرية للسلام هي “شالوم” والتي لا تعني فقط غياب الحرب، بل تعني سلامة الذهن والقلب والنفس والروح. يجلب شالوم اليقين الفائق للطبيعة وسط الشك والتشويش. لكن سلام مثل هذا له ثمن، فقد كان ثمن سلامنا مع الله هو دم يسوع على الصليب. وبالمثل، غالبًا ما يكون ثمن سلامنا مع الآخرين هو الضعف والإنكسار وإنكار الذات. إذا أردنا أن نكون صانعي سلام، يجب أن نكون مستعدين لدفع الثمن لبناء جسر والسعي نحو المصالحة. لكن السلام الذي يأتي بأي ثمن ليس سلاماً مقدساً. سلام الإنسان يوقف العداء، لكن سلام الله يبني الوحدة. سلام الإنسان هو حرب باردة، لكن سلام الله هو صداقة حميمة. يجب على صانعي السلام التمسك بحق الله، متذكرين أن السعي إلى تحقيق السلام المقدس يأتي ومعه مكافأة. لذلك، عندما يُلقيك الناس بالحجارة، إلتقطها وابنِ بها جسرًا، وعندما يأتون إليك بسيوف، إنزع سلاحهم بالمحبة واطرق على تلك السيوف وحوِّلها […]