“لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ” (مزمور 33: 22). يجعل التسبيح تركيزنا على عالم الروح – الواقع السماوي الروحي الذي يدعونا لكي نحيا ونتحرك به، ويجلب لنا فرحًا وسط الظروف الصعبة. عندما نسبِّح الله من أجل شخصه وأعماله، يحدث شيء عجيب؛ فنرى بوضوح حقيقة طبيعته؛ نرى أنه ملكنا القدوس غير المحدود، كُلِّي العِلم والحِكمة والقدرة، المحب والرحيم وطويل الأناة. عندما نبدأ في تسبيح الله وعبادته، نرى أيضًا بوضوح حقيقة أنفسنا، بما في ذلك حقيقة خطايانا وعدم استحقاقنا، وكلما زاد إدراكنا لصفات الله، نواجَه بحقيقة عدم وجود تلك الصفات فينا. أخبرنا إشعياء النبي أن الذين ينتظرون (برجاء) الرب يُجدَدون قوةً ويستعيدون طاقتهم (اقرأ إشعياء 40: 28-31). ولكي نكتسب هذا الرجاء، علينا أن ننظر إلى كل ما يمكن لله أن يفعله، وليس إلى ما يمكن للإنسان أن يفعله، فالرجاء يفيض بداخلنا عندما نركز على قدرات الله، وليس على ضعف الإنسان وعجزه، كما يظهر عندما نُسبِّح الله على كماله – معترفين ومُقرِّين بقدرته – بدلاً من تبجيل محاولات الإنسان الضعيفة غير الكاملة. […]