أغسطس 24, 2023

أهمية وضع الأمور في نصابها الصحيح

‘‘وَلَكِنَّ ٱلْكُلَّ مِنَ ٱللهِ، ٱلَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ’’ (2 كورنثوس 5:  18) عندما نتناول موضوع الغفران، يجب أن ندرك أنَّنا سنجد أنفسنا عاجلًا أم آجلًا في مواقف تستدعي إمَّا أن نغفر للآخرين أو أن نطلب غفرانهم، لكن سواء كنَّا نحتاج إلى غفران أو كنَّا نصارع لنغفر لمَن أساء إلينا، فإنَّ الرغبة في وضع الأمور في نصابها الصحيح تبقي علاقتنا بالله قوية قال يسوع في الموعظة على الجبل، ‘‘فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ، وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،  فَٱتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ ٱلْمَذْبَحِ، وَٱذْهَبْ أَوَّلًا ٱصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ’’ (متى 5: 23-24). إذا أسأت إلى أحدهم عمدًا ولم تعوِّض عن الخطأ الذي ارتكبتَه بحقّه، يمكنك أن تقدِّم ما شئت من قرابين، لكن ما يريده الله فعلًا هو أن تتصالح مع أخيك قد يبدو كلام يسوع غريبًا للوهلة الأولى. لماذا قد يمتنع الله عن سماع صلواتنا إذا كنا نحتاج إلى أن يسامحنا شخص آخر؟ فالله إله غفور في الأساس، وهذا ما جعل علاقتنا به […]
أغسطس 23, 2023

القلب الغفور

‘‘كُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ، مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ ٱللهُ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ’’ (أفسس 4: 32)  يذكر الكتاب المقدَّس أنَّه في إحدى المناسبات، تقدَّم بطرس إلى يسوع وسأله، ‘‘يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟’’ ولمَّا اعتبر نفسه رجلًا صالحًا محبًّا للخير، أجاب بنفسه عن السؤال قائلًا، ‘‘هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟’’ (متى 18: 21). لكنّ يسوع كشف الخطأ في فكر بطرس، وابتعاد قلبه عن قلب الآب، فقال، ‘‘لَا أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ’’ (عدد 22). يجب أن نغفر للآخرين مرارًا كثيرة إلى أن نفقد قدرتنا على العدّ. فمغفرتنا لا تكون فعليَّة، إذا احتفظنا بسجلّ بالأخطاء وبعدد المرَّات التي نغفر فيها الآخرين تُعاق صلواتنا بسبب روح عدم الغفران. ففي مَثَل العبد الذي لا يغفر الوارد في إنجيل متى 18: 23-25، يخبرنا يسوع عن العبد الذي يدين لسيِّده بمبلغ يفوق مجموع الرواتب التي يمكن أن يكسبها طوال حياته، لكن السيّد تحنَّن عليه وأطلقه وترك له الدَّين. ولمَّا خرج ذلك العبد من محضر سيده، […]
أغسطس 22, 2023

التوازن الدقيق

‘‘لِأَنَّكُمْ لِهَذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لِأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ’’ (1 بطرس 2: 21) أعطى الله الإنسان الأوَّل هدية رائعة في جنَّة عدن، وهي الزوجة. إنَّها الامرأة التي تناسبه تمامًا، وقد صمَّمها الله لتكون أفضل شريك له في الحياة. لكنَّ الزواج ليس عمليَّة تلقائيَّة، وإنَّما يجب الحفاظ عليه. يجب على الأزواج والزوجات أن يعيشوا بما يليق بدعوة الله لحياتهم، وإلَّا فستخرج الأمور عن توازنها ولن تسيء إلى  العلاقة الزوجيَّة فحسب إن التوازن في الزواج المسيحي دقيق بدقَّة الصيغة الكيميائيَّة. يجب على الزوج أن يحبَّ زوجته وأن يسلم نفسه لأجلها، كما وينبغي على الزوجة الخضوع طوعًا لذبيحة المحبَّة. إذا لم يكن هذان العنصران متوازنين، تخرج العلاقة الزوجية عن السيطرة، ويكفي أحيانًا ارتكاب خطأ واحد في الصيغة الكيميائية لإحراق مجموعة الأدوات الكيميائيَّة بكاملها. لذا، أوصى الرسول بطرس الزوجات بالحفاظ على التوازن الدقيق في العلاقة الزوجيَّة ‘‘لِكَيْ لَا تُعَاقَ صَلَوَاتُهن’’ (1 بطرس 3: 7) عندما يتخلَّى الزوجان عن خطَّة الله، لا تتأثَّر علاقتهما الزوجيَّة فحسب، بل أيضًا تتأثَّر علاقة […]
أغسطس 21, 2023

قيمة الحكمة الالهية

“كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ” (أفسس 1: 17) عندما تكون لدينا حكمة إلهية، نرى الأشياء من منظور أبدي – وليس من منظور العالم المؤقت، وعندما نرى الأشياء من منظور أبدي، نقبل التحدِّيات والمنعطفات غير المتوقعة في الحياة، ونصبح قادرين على مواجهة العقبات، وتحويلها من عوائق إلى نقاط انطلاق. نقرأ في سفر الجامعة: “اَلْحِكْمَةُ صَالِحَةٌ مِثْلُ الْمِيرَاثِ، بَلْ أَفْضَلُ لِنَاظِرِي الشَّمْسِ. لأَنَّ الَّذِي فِي ظِلِّ (ملجأ) الْحِكْمَةِ هُوَ فِي ظِلِّ الْفِضَّةِ (المال)، وَفَضْلُ الْمَعْرِفَةِ هُوَ: إِنَّ الْحِكْمَةَ تُحْيِي (تحفظ) أَصْحَابَهَا.” (جامعة 7: 11-12). يقول سليمان أننا عندما نواجه مواقف صعبة في الحياة، تكون الحكمة أغلى بكثير من الميراث الكبير جدًا، فقيمة الحكمة الإلهية تظل كما هي ولا تُفْقَد أبدًا، والشخص الذي يتمتع بهذه الحكمة سوف يكون قادرًا على استخدام الثروة بحكمة، وسيستطيع أن يُبارك الآخرين، أما الشخص الأحمق فيمكنه أن يُضَيّع ثروة بالمليارات في أيام قليلة. تمنحنا الحكمة الإلهية منظورًا ورؤيةً وهدفًا للحياة. إذا كانت لدينا حكمة إلهية، فسيكون لدينا توازن في الحياة، […]
أغسطس 20, 2023

روح الحكمة

“وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ” (يعقوب 1: 5) يقول سليمان أن الحكمة ستمنحنا القوة للعيش في هذه الحياة. “اَلْحِكْمَةُ تُقَوِّي الْحَكِيمَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ مُسَلِّطِينَ، الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَدِينَةِ” (جامعة 7: 19). أثناء سيرنا في هذا العالم، سوف نواجه الإغراء والتلاعب والإغواء والخداع من الشيطان، ويمكننا أن نتوقع مواجهة كل هذه الأشياء في الحياة، لكن الحكمة الإلهية ستمنحنا القدرة على تمييز فِخَاخ الشيطان، والقوة للتغلُّب عليها، ولتجنُّب الوقوع في شَرَكْ هذا العالم، وهذا هو ما سيمنحنا القوة لنسير في بر الله فقط. أقرَّ سليمان بأن الحكمة ذات قيمة كبيرة وأنها أمر يستحق السعي إليه: “كُلُّ هذَا امْتَحَنْتُهُ بِالْحِكْمَةِ. قُلْتُ: «أَكُونُ حَكِيمًا». أَمَّا هِيَ فَبَعِيدَةٌ عَنِّي. بَعِيدٌ مَا كَانَ بَعِيدًا، وَالْعَمِيقُ الْعَمِيقُ مَنْ يَجِدُهُ؟” (جامعة 7: 23-24). لكن كيف نحصل على الحكمة الالهية؟ نستطيع أن نحصل عليها عندما يسكن روح الله القدوس بداخلنا. (للروح القدس العديد من الأسماء، وروح الحكمة هو أَوَّلها). يجب أن نمتلئ بروح الله كل يوم، […]
أغسطس 19, 2023

الحكمة الحقيقية

“لاَ تَكُنْ حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِكَ. اتَّقِ الرَّبَّ وَابْعُدْ عَنِ الشَّرِّ” (أمثال 3: 7) غالبًا ما يحاول أولئك الذين لديهم حكمة العالم ادّعاء أن حكمتهم هي من الله، فحكمة العالم تختبيء خلف ستار الدين او الروحانية، لكن الفرق شاسع بين حكمة هذه الأديان الزائفة وبين الروحانية الحقيقية المتأصلة في العلاقة مع يسوع المسيح. إن حكمة الله نقية الدافع، ولطيفة ورحيمة، وليست متعجرفة أو مغرورة أو قاسية أو غير غافرة، كما أنها لا تخلق نزاع أو انشقاق، بل تُنتِج ثمارًا جيدةً وتباركنا. تتفق حكمة الله دائمًا مع كلمته. يجب على المؤمنين أن يطلبوا حكمة الله في كل شيء: في البحث عن شريك الحياة، أو تربية الأطفال، أو تسوية النزاعات في الحياة، أو بدء أي مشروع جديد، وهذه الحكمة هي القدرة على تطبيق كلمة الله بشكل دقيق وصحيح، ليس فقط في حياة المؤمن، بل في حياة الآخرين. أولئك الذين لديهم هذه الهبة، باستطاعتهم تقدير المواقف بشكلٍ جيدٍ ولديهم بصيرة روحية تساعدهم على التصرف بشكل سليم. الحكمة الحقيقية تمجد الله. يُدرك المؤمنون وغير […]
أغسطس 18, 2023

الحكمة الطبيعية وحكمة العالم

“أَيْنَ الْحَكِيمُ؟ أَيْنَ الْكَاتِبُ؟ أَيْنَ مُبَاحِثُ هذَا الدَّهْرِ؟ أَلَمْ يُجَهِّلِ اللهُ حِكْمَةَ هذَا الْعَالَمِ؟” (1كورنثوس 1: 20) ترتبط المعرفة بالحكمة ارتباطًا وثيقًا، ولكن هناك فرق بينهما؛ فالمعرفة هي تخزين المعلومات، والحكمة هي القدرة على تطبيق المعلومات الصحيحة في موقف معين. من منظور العالم، تساعدك المعرفة على العَيش، أما الحكمة فتمنحك حياة مُشبعة. يفيض عالمنا بالمعرفة، لكن تنقصه الحكمة؛ وهذا ما يجعل هذه الهبة ذات قيمة لجسد المسيح. في كولوسي 1: 9، يصلي بولس قائلًا: “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ”. من الواضح أن هذه الهبة المنشودة يجب أن يمتلئ منها جميع المؤمنين وينموا فيها. لكي نفهم تمامًا هبة حكمة الله الواهبة للحياة، يحتاج المؤمنون إلى مقارنتها بحكمة العالم والحكمة الطبيعية؛ تنطوي الحكمة الطبيعية على قدرتنا الفكرية وخبرتنا، وهي ثمرة التفكير الأرضي. هذه الحكمة ذات طابع تِقَني، فهي تُقدِّم أفضل إجابة لإنسان على سؤال أو مشكلة. أما حكمة العالم فهي التي خدعت آدم وحواء […]
أغسطس 17, 2023

مفقود في الترجمة

عظات روحية التقديس الحلقة:161المدة:28:35 الرجوع والتحول الحلقة:160المدة:28:39 التوبة الحلقة:159المدة:28:32 التجديد الحلقة:158المدة:28:41
أغسطس 17, 2023

المعرفة مقابل الحكمة

“رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الرَّبِّ. فِطْنَةٌ جَيِّدَةٌ لِكُلِّ عَامِلِيهَا. تَسْبِيحُهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ” (مزمور 111: 10) عندما جاء الشيطان ليجرب المسيح في البرية، كان سيدنا مستعدًا؛ فمع كل مكتوب حَرَّفَه الشيطان ووضعه أمام يسوع، كان رد يسوع عليه بحكمة من كلمة الله. قال الشيطان ليسوع، مُقتبسًا من مزمور 91: “إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ”، فأجابه يسوع: “مَكْتُوبٌ أَيْضًا: لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ” (اقرأ متى 4: 1-11) كان لدى الشيطان معرفة كافية بالأسفار المقدسة لتحريفها، لكن يسوع كان يعرف معناها الحقيقي وكيفية تطبيقها فلم ينخدع الكثير من الناس اليوم لديهم قدر كبير من المعرفة، لكن حياتهم مليئة بالإحباط، وسبب ذلك أن المعرفة تُمكِّننا مِن فهم الحق، أما الحِكمة فهي التي تساعدنا على تطبيقه في حياتنا. المعرفة تُخبرنا ماذا نفعل، لكن الحكمة تخبرنا متى وأين ولماذا وكيف نفعل الشيء كلما زادت معرفتنا لكلمة الله، زادت سرعة طلبنا له في أوقات الحاجة. إن قراءة آية من هنا […]
أغسطس 16, 2023

الأب والابن البكر

اقرأ لوقا 15: 25-32 ‘‘يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ، وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ، لِأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ’’ (لوقا 15: 31-32) يبدو لأي مراقب خارجي أنَّ الابن البكر يحبّ أباه، لكن الحقيقة مغايرة تمامًا، فهو كان شابًا متزمِّتًا، مطيعًا ظاهريًّا، فيما قلبه بعيد عن أبيه. كان يُفترض به الاحتفال لدى عودة أخيه الصغير تائبًا، لكنَّه رفض الدخول إلى البيت للترحيب به وامتنع عن حضور الحفلة المقامة على شرفه، متمرَّدًا بذلك على قلب أبيه، تحت ستار ما يُعرف ب‘‘البرّ’’ فَهِمَ الفريسيون المستمعون إلى المثل الذي أعطاه يسوع أنَّه يصف حالهم. وللتذكير، بدأ يسوع يخبر هذه القصَّة عندما راح الفريسيون والكتبة يتذمَّرون عليه لأنَّه يقبل الخطاة والعشَّارين ويجلس معهم (عدد 1-2). وبدلًا من الاحتفال بانجذاب هؤلاء إلى يسوع، راحوا يشتكون ويدمدمون. فأوضح لهم يسوع بأسلوب غير مباشر أنَّ تصرُّفاتهم لا تختلف عن تصرُّفات الابن الأكبر كان الابن البكر، في ثقافة تلك الأيَّام، يترأَّس احتفالات العائلة كلَّها، وهو كان المضيف […]
أغسطس 15, 2023

الأب والابن الأصغر

اقرأ لوقا 15: 11-24 ‘‘فَقَامَ وَرَجَعَ إِلَى أَبِيهِ. وَلكِنَّ أَبَاهُ رَآهُ وَهُوَ مَازَالَ بَعِيداً، فَتَحَنَّنَ، وَرَكَضَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ وَقَبَّلَهُ بِحَرَارَةٍ’’ (لوقا 15: 20) جاء الابن الأصغر إلى أبيه وطالبه بكلّ دناءة بإعطائه الحصَّة التي تخصُّه من الميراث في الحال. إنَّ طلبًا مثل هذا في الثقافة الشرق أوسطيَّة هو بمثابة القول للأب، ‘‘ليتك كنت ميتًا’’ ربَّما لم يتمكَّن الفريسيون المستمعون إلى القصَّة من تصديق مستوى الوقاحة التي أظهرها الابن، لكنَّهم صُدموا حتمًا بردّ فعل الأب الذي استجاب لطلب ابنه وأعطاه القسم الذي يُصيبه من الميراث وسمح له بالرحيل. أراد يسوع، من خلال هذا المثل، زرع الارتباك والحيرة في نفوسهم لدى معاينة محبة الأب السخية والمتواضعة التي لا تنضب والتي لا يُسبَر غورها، وهي ترمز حتمًا إلى محبَّة الآب السماوي لم يحفظ الابن الأصغر خطّ الرجعة، أو أقلّه هذا ما كان يظنُّه. فمضى في طريقه، وبدَّد أمواله في بلد بعيد، وبعد فترة قصيرة، وجد نفسه وحيدًا ومحتاجًا، فعمل لدى أحد أصحاب مزارع الخنازير، ولشدَّة فقره، كان يشتهي أن يملأ بطنه من طعام […]
أغسطس 14, 2023

المرأة والدرهم المفقود

اقرأ لوقا 15: 8-10 ‘‘أَوْ أَيَّةُ ٱمْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلَا تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ ٱلْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِٱجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟’’ (لوقا 15: 8) نقرأ في إنجيل لوقا 15: 8-10 عن امرأة أضاعت واحدًا من دراهمها العشرة، لكنَّ هذه لم تكن قطع نقود عاديَّة، بل هي جزء من غطاء الرأس الجميل الذي يقدِّمه الشاب لخطيبته ليكون بمثابة رمزاً لزواجهما المقبل، وعلامة على الالتزام القائم بينهما. لذا، فإنَّ فقدان أيٍّ من القطع المعدنية المثبَّتة في غطاء الرأس هو أمر محزن جدًّا لأي امرأة لأنَّها لن تتمكَّن من إرتداءه ناقصًا لم تكن البيوت في إسرائيل كبيرة جدًّا في أيَّام يسوع، بل كان معظمها صغيراً وقاتماً جراء افتقارها إلى النوافذ التي تسمح بدخول الضوء الطبيعي إليها. أمَّا أرضيَّتها، فهي مصنوعة من الطين القابل للتشقُّق، تاركًا فراغات كثيرة يمكن أن تقع فيها القطع المعدنيَّة. فهل من الغريب، إذًا، أن توقد المرأة سراجًا وتكنس البيت وتفتِّش باجتهاد حتى تجد الدرهم الضائع؟ لو كان هذا درهمًا عاديًّا، لكانت أهملته، لكنَّه أكثر من مجرَّد قطعة […]
Prev page
123456789101112131415161718192021222324252627282930313233343536373839404142434445464748495051525354555657585960616263646566676869707172737475767778798081828384858687888990919293949596979899100101102103104105106107108109110111112113114115116117118119120121122123124125126127128129130131132133134135136137138139140141142143144145146147148149150151152153154155156157158159160161162163164165166167168169170171172173174175176177178179180181182183184185186187188189190191192193194195196197198199200201202203204205206207208209210211212213214215216217218219220221222223224225226227228229230231232233234235236237238239240241242243244245246247248249250251252253254255256257258259260261262263264265266267268269270271272273274275276277278279280281282283284285286287288289290291292293294295296297298299300301302303304305306307308309310311312313314315316317318319320321322323324325326327328329330331332333334335336337338339340341342343344345346347348349350351352353354355356357358359360361362363364365366367368369370371372373374375376377378379380381382383384385386387388389390391392393394395396397398399400401402403404405406407408409410411412413414415416417418419420421422423424425426427428429430431432433434435436437438439440441442443444445446447448449450451452453454455456457458459460461462463464465466467468469470471472473474475476477478479480481482483484485486487488489490491492493494495496497498499500501502503504505506507508509510511512513514515516517518519520521522523524525526527528529530531532533534535536537538539540541542543544545546547548549550551552553554555556557558559560561562563564565566567568569570571572573574575576577578579580581582583584585586587588589590591592593594595596597598599600601602603604605606607608609610611612613614615616617618619620621622623624625626627628629630631632633634635636637638639640641642643644645646647648649650651652
Next page