امانة-الله

    رؤية الله لحياتك

    ما يقوله سوف نفعله؛
    أينما يرسل، سوف نذهب؛
    لا تخف، آمن فقط وأطع

    كلمات ترنيمة "ثق وأطع" للمؤلف Daniel B. Towner, 1887

    أنت مدعو

    "ماهي دعوة الله لحياتي؟ أين هي عليقتي المشتعلة، يا الله؟" ربما، وأنت محبط، قد طرحت هذين السؤالين عند محاولتك أن تميز مشيئة الله لحياتك. تريد صوتًا من السماء، وخريطة مفصلة لا تؤذي.

    في الحقيقة، إن دعوتك واضحة: ثق وأطع. ثق وأطع الله الذي يحبك، خلصك، وجعلك تعلن مجده وصلاحه. ثق وأطع كلمته وقيادة روحه القدوس في حياتك. سواء كنت راعيًا أو أمًا، رئيس مجلس إدارة أو محاسب، أنت "عَمَلُهُ، مَخْلُوقِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ تَسْلُكَ فِيهَا." (أفسس 2: 10).

    لا شك أن الله قد خلصك لغرض ما، أعطاك مواهب روحية، امتيازات، فرص، وظائف، عائلات، وموارد لهدف ما. أنت هنا، وأنت ملكه، لوقت مثل هذا. لذلك اطلب من الله أن يبين لك الاحتياجات من حولك، ويمكِّنك لتسديدها. بالطبع سوف يفعل هذا، بينما تثق به وتطيعه.

    اقض بعض الوقت في التأمل في هذه النصوص واطلب من الله أن يكشف الخير الذي قد أعده لك لتعمل لاسمه.

    •  أف 2: 1 – 10
    •  يو 15: 1 – 17
    •  أف 4
    • عب 13: 1 – 21
    •  رو 12
    1

    استعد للرؤيتك

    الله لديه رؤية فريدة وهدف لكل واحد من أولاده. يريد الله أن يتمجد من خلال حياتنا. وفهم رؤية الله، يختلف عن تحقيق رؤيتنا الشخصية. عندما نضع الخطط، نريد أن نرسم كل شيء. فكر في آخر مرة سافرت فيها. عندما خططت للرحلة، أردت أن تعرف أين بدأت، وأين انتهت، أين ستتوقف على الطريق، وكم ستستغرق تحديدًا. كثير منا يتعاملون مع حياتهم من نفس المنطلق، نحاول أن نخطط كل التفاصيل مقدمًا، نريد أن نعرف كل الإجابات قبل أن نبدأ الرحلة.

    مع ذلك، الله لا يكشف رؤيته لحياتنا مرة واحدة. الله يكشف رؤيته لنا عندما يعرف أننا مستعدون وقادرون على استقبالها. إذن، كيف سنعد أنفسنا لاستقبال رؤية الله؟

    أولاً، كي نفهم ونتبنى رؤية الله، علينا أن نطلبها منه. يخبرنا الكتاب المقدس أننا لا ننال لأننا لا نسأل، وأحيانًا، عندما نطلب، نطلب بدوافع أنانية، لا بدوافع تكرم الله. ولكن الله يعدنا " اُدْعُنِي فَأُجِيبَكَ وَأُخْبِرَكَ بِعَظَائِمَ وَعَوَائِصَ لَمْ تَعْرِفْهَا" (إر 33: 3). يريد الله أن يكشف عن ذاته لنا، ولكن أولاً علينا أن نطلب بدوافع نقية ومثابرة.

    إن كلمة "ادعني" في هذه الآية تعني فعل هذا باستمرار. أُمرنا أن نطلب باستمرار حتى يكشف الله عن رؤيته لنا. تعلمنا المثابرة أن نعتمد على الله بينما يشكل قلوبنا كي نسره. الله يعمل عملاً رائعًا فينا عندما نطلب مشيئته. بينما نطلبه لتحقيق مشيئته، نتعلم من هو ونبدأ في أن نسر به وبمشيئته لا مشيئتنا. وعندما يصبح هو شوق قلوبنا، نتوحد ونستعد لاستقبال مشيئته ورؤيته في حياتنا.

    ثانيًا، الله يعطي رؤيته للوكلاء الأمناء. الله يبحث عن وكلاء يديرون خطته بشكل جيد، حتى في مواجهة المعارضة، الإحباط، عدم الصبر، أو حتى الهجمات الروحية.
    عندما نتبع جدول الله الزمني، ربما نمر بلحظات قلق وإحباط بينما ننتظر أن تنكشف خطة الله. سوف يغرينا الشيطان لنتحايل على جدول الله الزمني، والشك في توجيه الله. إلا أن الله يمنح رؤيته لمن يعرف أنهم سوف يثابرون رغم الظروف، مواسم الانتظار، والحرب الروحية.


    ثالثًا، يمنح الله رؤيته لمن هم أمناء في القليل. سوف يمنح رؤى أعظم لمن هم أمناء فيما يوكل إليهم بالفعل. يعلمنا الكتاب المقدس أن هذه هي الطريقة التي يكافىء الله بها خدامه الأمناء " نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ" (مت 25: 21، 23).


    الأخبار السارة هي أن الوقت لم يفت أبدًا لبدء البحث عن رؤية الله. نحن دائمًا على الجانب الصواب من حياتنا لنقرر أن نكرم الله ونسره. إذا كنت تبحث عن رؤية الله لحياتك، ولكن شعرت بالإحباط، نصلي أن تساعدك الثلاث تأملات التالية على فهم ما هي رؤية الحياة وأهمية الإيمان المثابر، كي يحقق الله رؤيتنا في الحياة.

    2

    حدد رؤيتك

    أن يكون لديك رؤية وتتبعها، فهذا ليس قاصرًا على أصحاب الأحلام الكبيرة ومغيرو العالم. كمسيحيين، قد دعانا الله جميعًا لنتبع خطته وهدفه لحياتنا. أن تكون لديك رؤية، سوف يقود كلا من مسيرتك واتجاهك لتحقيق قصد الله. الرؤى يمكن أن تكون كبيرة أو صغيرة. يمكن أن تكون عالمية أو محلية. ولكن لا يجب أن تكون الرؤية معقدة. أن تكون لك رؤية في الحياة يعني أن ترى الاحتياج، وتسدد ذلك الاحتياج. لقد وضعنا الله في أعمالنا، بين جيراننا، ووسط عائلاتنا لهدف ما، أن نسدد الاحتياجات التي من حولنا. أصحاب الرؤية الحقيقية هم من لديهم القدرة على التعرف على الاحتياجات من حولهم، إلى جانب الإصرار والرغبة في تسديد تلك الاحتياجات.

    في العهد القديم، نقرأ عن امرأة عادية، اسمها أستير، رأت احتياجًا وسددت ذلك الاحتياج. كانت أستير امرأة يهودية تعيش في السبي ببلاد فارس. ومن خلال خطة الله، تزوجت من الملك أحشويرش ووجدت نفسها في موقع فريد لتساعد شعبها. عندما وافق الملك على خطة القضاء على اليهود داخل مملكته، كانت أستير هي الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يجعله يغير رأيه. وضعها الله في المكان المناسب في الوقت المناسب. عرف مردخاي، ابن عمها هذه الحقيقة: "وَمَنْ يَعْلَمُ إِنْ كُنْتِ لِوَقْتٍ مِثْلِ هذَا وَصَلْتِ إِلَى الْمُلْكِ؟" (أس 4: 14 ب).


    ماذا كان رد استير على طلبة مردخاي للمساعدة؟ "اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ. وَهكَذَا أَدْخُلُ إِلَى الْمَلِكِ خِلاَفَ السُّنَّةِ. فَإِذَا هَلَكْتُ، هَلَكْتُ" (أس 4: 15 – 16).

    لم يأت قرار أستير بسهولة. ترددت. صارعت مع مخاوفها على مستقبلها. كانت تعرف أنها تعرض حياتها للخطر. ولكن في النهاية، عرفت ما يدعوها الله للقيام به، وأطاعت.
    كم مرة نرى فيها احتياج، ولا نفعل شيء حياله؟ ربما نشعر بالشفقة أو الاهتمان، لكننا نتراجع ولا نفعل شيئًا. نحن لا نرغب في المخاطرة براحتنا، سمعتنا، وأماننا. ولكن مثل أستير، لا يمكننا أن نكون ذلك الشخص صاحب الرؤية ما لم تكن لدين الرغبة في المخاطرة بكل شيء من أجل الله.

    أحضرك الله إلى الملكوت لمثل هذا الوقت لكي يكون لك رؤية لحياتك. يريدك أن تصنع فارقًا في الآخرين. قد منحك بركات، مواهب، عطايا، موارد، وعلاقات لسبب.
    هل ترغب في المخاطرة بكل شيء من أجل الذين هم في احتياج؟ هل ترغب في المخاطرة بالتعرض للإحراج بأن تخبر شخصًا ما عن المسيح؟ هل ترغب بالتضحية بوقتك لمساعدة الأصدقاء المكلومين؟ أم سوف تدير وجهك وتصلي أن يظهر شخص آخر لمساعدتهم؟

    بينما تصلي اليوم، كن أمينًا مع الله في رغبتك في أن تكون لديك رؤية. اطلب معونة الروح لتغيير قلبك، إذا وجدت روحًا غير راغبة. اعترف أنه ليس بإمكانك أن تحقق رؤية لله باعتمادك على قوتك، ولكن من خلال نعمة الله وقوته. صلِّ من أجل توبيخه، عندما ترى احتياجًا، لن تدير وجهك بعيدًا. اطلب من الله أن يظهر لك الاحتياجات من حولك، ومن ثم اكتبها.

    3

    اخضع لرؤية الله


    هل أعطاك الله من قبل مهمة بدا لك أنها صعبة للغاية؟ ربما كان يدعوك أن تقود مجموعة صغيرة في بيتك. أو ربما كان هناك شخص معين في حياتك يحتاج لسماع رسالة الإنجيل. وبدلاً من أن تفرح بدعوته لك، ربما تجنبت تكليفه لك.

    كثيرًا ما ندعي أننا نريد رؤية الله ونريد أن يستخدمنا الله، ولكن في الواقع هذه مجرد كلمات نتفوه بها. تقول كلماتنا بصوت مسموع: "هأنذا يا رب. استخدمني كيفما تشاء"، ولكن قلوبنا تهمس: "يا رب، أريد أن أخدمك، ولكن إذا كان يعني هذا أن أعمل في هذا المشروع أو أخدم في ذلك الموقع. بالطبع لا أريد أن أشهد لهذا الشخص أو تلك المجموعة المعينة."

    لا يوجد مثال كتابي يوضح هذا التوجه أفضل من يونان. في هذا السفر من الكتاب المقدس، نرى رجلاً قد خدم الله بأمانة في الماضي، ولكنه قاوم دعوة الله عندما أصبحت غير مريحة بالنسبة له. "وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلًا: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي».فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ." (يون 1: 1 – 3).

    لم تكن دعوة يونان ليشهد لأهل نينوى مهمة سهلة. لم يكن أهل نينوى وثنيون مسالمون، أو سهل التعامل معهم. كانت هذه المدينة الكبيرة عاصمة الإمبراطورية الأشورية القديمة، وكان أهلها معروفين بالعنف والقسوة. وسرعان ما نسي يونان سلطان الله ورعايته، واستسلم لمخاوفه وهلعه.

    ولكن يخبرنا الكتاب المقدس "أَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ.فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" (2 تي 1: 7، 8).

    وتوضح رسالة رومية "إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضًا لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ»" (8: 15). كأولاد الله يمكننا أن نثق في أنه لن يتركنا، حتى أثناء المواقف الصعبة.

    من السهل أن نقوم بعمل الله عندما يكون المتلقي شخصًا نهتم بأمره، ولكن ماذا يحدث عندما يريدنا الله أن نخدم شخصًا عدوانيًا، كريهًا، وغير محبوب؟

    كانت استجابة يونان لرؤية الله لحياته يغلب عليها طابع التمرد والمقاومة. بدلاً من التوجه إلى نينوى، هرب إلى ترشيش. بدلاً من الطاعة، اختار أن يهرب من وجه الله ومن دعوته.

    هل أعطاك الله رؤية لا تحبها أو تهرب منها الآن؟ هل أنت في طريقك إلى نينوى، أم ركبت السفينة إلى ترشيش؟

    عندما يكلفنا الله بفعل شيء ما، علينا أن نطيعه. كثيرًا ما نتجاهل صوته، بسبب الخوف، الحرج، أو حتى عدم الاكتراث. اطلب غفران الله اليوم. اطلب منه أن يدخل الرغبة في قلبك كي تخضع وتحقق رؤيته لحياتك.