أعظم من عدم طاعتنا
سبتمبر 1, 2022
أعظم من آثار جروحنا
سبتمبر 3, 2022

أعظم من مخاوفنا

 “فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: «حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!” (تكوين 28: 16).

اقرأ تكوين 28: 10-22.

لقد اختبرت بشكل شخصي أن أوقات التجارب هي أكثر الأوقات التي أنمو فيها في المسيح بسرعة فائقة. خلال مثل هذه الفترات، أنمو في محبتي لكلمة الله، وأنال قوة خارقة للطبيعة لم أكن أعتقد أنها مُمكِنة، وبركات فريدة لا يمكن إيجادها إلَّا في أوقات الانكسار.

اختبر يعقوب هذه الحقيقة بنفسه، فعلى الرغم من أنه كان راضٍ بسَكَنْ الخيام (اقرأ تكوين 25: 27)، سرعان ما وجد نفسه هاربًا وحده في طريقه إلى عمه لابان. لم يكن يتمتع بالراحة والسلام والأمن في المنزل، لكنه لم يبعد أبدًا عن عين أبيه السماوي الساهرة.

في إحدى الليالي في طريقه، نزل يعقوب في بيت إيل. ليس لديَّ شك في أن قلب يعقوب كان ممتليء خوفًا وقلقًا في ذلك الوقت، ومن المحتمل أنه تساءل مرارًا وتكرارًا، هل سأرى أمي وأبي مرة أخرى؟ هل أخي عيسو يلاحقني؟ هل سأعود إلى المنزل ثانيةً؟

هناك في بيت إيل، بينما كان يعقوب يتقلَّب على وسادته الحجرية، أعطاه الله حُلمًا. لقد رأى سُلَّمًا منصوبًا على الأرض ورأسه إلى السماء وملائكة الله يصعدون وينزلون – علامة على أن الله كان مدركًا تمامًا لكل ما كان يعقوب يمر به. وإذا لم يكن ذلك كافيًا، فقد سمع الرب نفسه يقول “وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَنِّي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ” (تكوين 28: 15).

ربما تكون في الوقت الحالي تحت تجربة بيت إيل من الانكسار والألم، وربما تكون قد خرجت للتو منها، أو على وشك الدخول فيها، مهما كان وضعك، أُشجِّعك على أن تتذكر أن الله الذي قابلك في بيت إيل في الماضي سوف يقابلك هناك مرة أخرى. الإله الذي غفر لك في الماضي سوف يغفر لك ثانيةً، والذي باركك في الماضي سيباركك ثانيةً.

في أوقات الألم والخوف وعدم اليقين، يجب أن نعود إلى الأماكن التي تقابلنا فيها مع نعمة الله واختبرنا رحمته ومحبته. لتُردِّد شفاهنا صلاة كاتب المزمور: “أَذْكُرُ أَعْمَالَ الرَّبِّ. إِذْ أَتَذَكَّرُ عَجَائِبَكَ مُنْذُ الْقِدَمِ” (مزمور 77: 11).

صلاة: أشكرك يا رب لأنك أمين. أنت قريب مني في ضيقي، وأنت وحدك تمنحني السلام الذي أتوق إليه. ساعدني لكي أتذكَّر صلاحك ووعودك الأكيدة التي سترفعني في التجارب. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.