لماذا نُسبح؟
أكتوبر 28, 2022
لا انتصار بدون محنة
أكتوبر 30, 2022

إله أعظم

‘‘بِصَوْتِي إِلَى ٱلرَّبِّ أَصْرُخُ، فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِ قُدْسِهِ’’ (مزمور3: 4)

 

يخطئ الكثير من المؤمنين باعتقادهم أنَّهم إذا حاولوا جاهدين أن يكونوا صالحين، يستطيعون الهروب من محن الحياة، لكن الكتاب المقدَّس يعلِّمنا أمرًا مختلفًا تمامًا: ‘‘كَثِيرَةٌ هِيَ بَلَايَا ٱلصِّدِّيقِ…’’ (مزمور 34: 19) ثمَّ نفرح بخاتمة هذه الآية ‘‘…وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ ٱلرَّبُّ’’. أيًّا يكن ما نواجهه في الحياة، الله يقف إلى جانبنا، وهو وحده يحوِّل أسوأ مآسينا إلى انتصارات

واجَهَ الملك داود في العهد القديم محنًا غيَّرت حياته أكثر ممَّا سيفعل كثيرون بيننا، وأحيانًا كثيرة، تعرَّضت حياته للخطر بسبب أعداء سعوا إلى قتله، كما وتحمَّل عواقب وخيمة جراء ما ارتكبه من خطايا وزلَّات، حتَّى إنَّ ابنه المتمرِّد خانه، لكنَّنا نرى أنَّه استخدم معاناته لإعطاء المجد لله، فكان مثالًا يُحتذى به

اقرأوا المزمور 3. كتب داود هذا المزمور في خلال فترة اختبائه من ابنه أبشالوم الذي تآمر ضدَّه لخلعه عن العرش (2 صموئيل 15)، وهكذا ذاق داود مُرَّ الخيانة بسبب ابنه وأعزّ الأصدقاء، وتعرَّضت حياته للخطر، فانفطر قلبه وعاش في صراع داخليّ متسائلًا عن سبب معاناته، فصرخ إلى الله، ‘‘يَا رَبُّ، مَا أَكْثَرَ مُضَايِقِيَّ! كَثِيرُونَ قَائِمُونَ عَلَيَّ’’ (مزمور 3: 1)

هل سبق أن خانك أناس تحبُّهم وتثق بهم؟ أحيانًا تؤذينا الجروح العاطفية والروحية التي يسبِّبها لنا شخص آخر أكثر من أي سيف. وإحدى الحيل المفضَّلة لدى الشيطان هي إحداث شقاق في عائلاتنا وعلاقاتنا وكنائسنا، فعندما نتكلَّم بالسوء عن شخص ما أو نثير التمرُّد، نصبح مثل أبشالوم في بيت داود

لكن أحيانًا، تعمل الهجومات الشخصيَّة على تحقيق خير أعظم، فإذا كنتم تمرُّون في محنة اليوم، اطلبوا من الله أن يعلِّمكم كيفيَّة الاستفادة منها. هل محنتكم هي فرصة لتشهدوا للرب؟ فما يبدو واديًا مظلمًا اليوم قد يصبح بابًا مفتوحًا للإخبار عن نعمة المسيح وتدبيره في حياتكم

صلاة: أبي السماوي، أصلِّي أن تتمجَّد وسط محني. أرِني ما تريد تعليمي إيَّاه في محنتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين