الأبطال يتعلَّمون من أخطائهم

الأبطال يسلكون بالاستقامة
يوليو 22, 2021
الأبطال يلتزمون بالقواعد والأصول
يوليو 24, 2021

الأبطال يتعلَّمون من أخطائهم

‘‘اَلصِّدِّيقُ كَٱلنَّخْلَةِ يَزْهُو، كَٱلْأَرْزِ فِي لُبْنَانَ يَنْمُو’’ (مزمور 92: 12)

في ملعب كرة المضرب، رمقت شابة خصمها بابتسامة إعجاب بعد أن سدَّد ضربة حاسمة. فالضربة الخلفيَّة التي استخدمها جعلت الكرة تدور بزخم كبير بحيث أنَّها ما إن ارتطمت بأرضيَّة الملعب حتى ارتدَّـت فوق الشبكة قبل أن تتسنَّى للشابة فرصة ضربها.

وبعد أن شعر الشاب بأنَّه اكتشف نقطة الضعف في أداء اللاعبة، حاول تسديد الضربة نفسها مجدَّدًا. لكن هذه المرَّة، لم تَدَعِ الشابة الكرة تصطدم بأرضيَّة الملعب، بل سارعت إلى ضربها بقوَّة، فارتفعت فوق الشبكة وارتطمت بقدم خصمها، فحسمت اللعبة لصالحها.

هل تعلَّمتِ الشابة درسًا؟ هذا ما نتمنَّاه بمعظمنا. لكن الكثير من الأشخاص لا يتعلَّمون من أخطائهم بل إنَّهم يرتبكون الخطأ نفسه مرارًا وتكرارًا. ربَّما أراد اللاعب أن يُبهر رفاقه في الملعب، فحاول تسديد الضربة نفسها مجدَّدًا آملًا الحصول على النتيجة نفسها. يريد الله أن نتعلَّم من أخطائنا، لا لنتفادى الوقوع في الأخطاء نفسها فحسب، بل أيضًا لكي نكتسب حكمة تساعدنا على مواجهة الصعوبات الأخرى.

عندما نشعر بأنَّنًا تغلَّبنا على مشكلة ما في حياتنا، يجب أن نستغرق بعض الوقت في التفكير مليًّا، ويجب أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة: هل وضعنا ثقتنا في قدراتنا أم في الله؟ هل يجعلنا كبرياؤنا نعتقد أنَّه لا يوجد مجال للتحسين، أم إنَّنا نبحث بكلّ تواضع عن طرق نُكرم بها الله أكثر فأكثر، مطبِّقين الدروس التي تعلَّمناها في نواحٍ أخرى من حياتنا؟

ليس البطل الحقيقي مَن يمضي حياته محاولًا فعل الأمور بالشكل الصحيح، بل هو مَن يسعى إلى التحسُّن بصورة مستمرة. في الواقع، إذا أردنا أن نتمِّم دعوة الله لحياتنا، يجب أن نكون على استعداد لبذل مجهود مستمر إلى أن نتمكَّن من فعل الأمور بالشكل الصحيح، ومن ثمَّ نعمل على تحسينها.

ويريد الله أن تتعلَّم قدر المستطاع من صعوبات الحياة. وفي وسط كلّ مشقَّة، أطلُب منه أن يساعدك على النمو في إيمانك وأن يبيِّن لك طرقًا تكرمه بها في حياتك.

صلاة: يا رب، ساعدني أن أميِّز الدرس الذي تريد أن تعلِّمني إيَّاه في كلّ موقف أواجهه في حياتي. أصلي باسم يسوع. آمين.