الأبطال يسلكون بالاستقامة

الأبطال يصلُّون في الظلمة
يوليو 21, 2021
الأبطال يتعلَّمون من أخطائهم
يوليو 23, 2021

الأبطال يسلكون بالاستقامة

وَلَكِنَّ ٱلَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا ٱلْجَسَدَ مَعَ ٱلْأَهْوَاءِ وَٱلشَّهَوَاتِ (غلاطية 5: 24)

إذا أردنا أن نسلك في استقامة قلب حقيقيَّة، يجب أن نفحص دوافعنا بانتظام. فمهما كانت محبَّتنا لله كبيرة، ومهما كنَّا نتوق إلى خدمته، يجب أن نحترز من الطموحات الأنانيَّة التي يمكن أن تتسلَّل إلى قلوبنا.

فنحن نميل إلى مقارنة حياتنا بحياة الآخرين، وعندما نشعر بأنَّنا لم نحصل على فرصة عادلة في الحياة، نبدأ بحياكة المؤامرات والمكائد. وحين تسيطر علينا طموحاتنا الأنانيَّة، نجد أنفسنا نتفوَّه بكلام ونقوم بأعمال تحزن قلب الله. وبدلًا من السلوك في المحبَّة، تتحكَّم الأنانيَّة في تصرُّفاتنا، فنسعى إلى خدمة أنفسنا بدلًا من خدمة الآخرين. وإذا لم نتوخَّ الحذر، يتحوَّل هدفنا في الحياة إلى إشباع رغباتنا، مهما كان الثمن.

ثمَّ يتجلَّى هذا السلوك في نواحٍ مختلفة من حياتنا، فنسعى إلى إشباع رغباتنا بدلًا من خدمة الآخرين، سواء كان في علاقاتنا أو في مكان العمل أو في الكنيسة أو ضمن العائلة. وإذا اشتبهنا بوجود هذه الميول الأنانيَّة في حياتنا، يمكننا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة لكي نكتشف خبايا قلوبنا: هل نقوم بأعمالنا بدافع الانتقام؟ هل يملأ الطمع والحسد قلوبنا؟ هل فقدنا الصبر في أثناء انتظارنا توقيت الله؟

إن المحبَّة التي نكنُّها للآخرين تخمد هذه الأهواء الأنانيَّة في قلوبنا، فنمنحهم رحمة ومحبَّة، بدلًا من محاولة الانتقام منهم. فالمشاعر الأنانيَّة في قلوبنا تتلاشى عندما نحوِّل تركيزنا إلى مخلِّصنا الحبيب، ونتذكَّر أنَّنا ‘‘اشتُرينا بثمن’’ (1 كورنثوس 6: 20). ‘‘فٱلرَّحْمَةُ تَفْتَخِرُ عَلَى ٱلْحُكْمِ’’ كما قال الرسول يعقوب في رسالته (يعقوب 2: 13).

يعني السلوك في الاستقامة أن نختار أن نفضِّل طرق الله على طرقنا، وأن نطيع وصاياه، ومنها تقديم الآخرين على أنفسنا.

صلاة: يا رب، ساعِدني أن أقتدي بتواضع المسيح الذي بذل حياته لأجلي. ساعِدني أن أحمل صليبي وأموت عن ذاتي، وأن أرفع نظري عن اهتماماتي الخاصَّة، فأركِّز على اهتمامات الآخرين. أصلي باسم يسوع. آمين.