الأبطال يصلُّون في الظلمة

الأبطال متواضعون
يوليو 20, 2021
الأبطال يسلكون بالاستقامة
يوليو 22, 2021

الأبطال يصلُّون في الظلمة

“أَنَا دَعَوْتُكَ لِأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا ٱللهُ. أَمِلْ أُذُنَيْكَ إِلَيَّ. ٱسْمَعْ كَلَامِي” (مزمور 17: 6)

لا يُبنى الامتحان الفعلي لشخصيَّتنا على أساس أعمالنا أو أدائنا عندما تكون الأضواء مسلَّطة علينا، بل عندما لا يرانا أحد سوى الله. يُخطئ كثيرون عندما يسعون إلى إظهار نضوجهم الروحي أمام الناس، لكنَّ الله لا ينبهر بعدد آيات الكتاب المقدَّس التي نعرفها أو بعدد دروس مدرسة الأحد التي نعلِّمها. في الواقع، لا يمكن لأيّ عمل نقوم به أن يبهر الله.

ما يريده الله منَّا أكثر من أي شيء آخر هو العلاقة. فهو خلقنا لكي تكون لنا علاقة به، ويمكننا أن نعيش حياة الإيمان بصورة أفضل عندما نحيط أنفسنا بأشخاص يدعموننا ويحثُّوننا على النمو في علاقتنا بالله. ولا يمكن لأي علاقة أن تنجح بدون تواصل.

في سفر صموئيل الأوَّل 22، كان داود مختبئًا في كهف في الجبال، هربًا من الملك شاول وجيشه. ويومًا بعد يوم، راح يجوب الجبال والتلال لئلَّا يطاله سيف شاول، ثمَّ اكتشف حقيقة مهمَّة، وهي أنَّ الله وحده يستطيع إنقاذه، وأنَّه مهما حاول بحذاقته ومهارته الاختباء من قبضة الملك شاول، لا يأتي الخلاص الحقيقي إلَّا من عند الله. وبعد أن فهم هذا المبدأ، بدأ يستغرق ليالٍ طويلة ومظلمة في كهوف الجبال يصلِّي إلى الله، عالمًا أنَّ البطل الحقيقي هو مَن يصلِّي في الظلمة لكي يستخدمه الله في النور.

في وسط الظلمة، يُخرج الله وعوده إلى النور، وفي وسط الظلمة، يمنحنا الله سلامًا وثقة لكي نواجه الصعوبات والمتاعب. إذا أردنا أن نكون أبطالًا حقيقيِّين، يجب أن نصلِّي إلى الله بجرأة، مهما بدا وضعنا سيئًا. علينا أن نستغرق وقتًا في الصلاة في محضر الله، وأن نخضع له ونثق به، فهذه هي مشيئته من ناحيتنا.

صلاة: يا رب، أنا أثق بمشيئتك لحياتي. اجعلني أنمو في الإيمان بينما أصلِّي في الظلمة لكي تستخدمني في النور لأجل مجدك. أنا أعلم أنَّك أنتَ خلاصي، وفي محضرك أجد راحتي ومكافأتي. أصلي باسم يسوع. آمين.