الحرية الحقيقية
أكتوبر 5, 2020
إعداد التُربة
أكتوبر 7, 2020

التحرر من الأداء

“إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ” (رومية 3: 23-24).

يتوق جميع الناس إلى الشعور بالانتماء. وفي بحثهم عن اللقبول، غالبًا ما يسعون إلى الإرضاء، لكن من الذي يسعون لإرضائه؟ لأن هذا الأمر له عواقب أبدية، دعونا نلقي نظرة على بعض الأنواع المختلفة من “الإرضاء”.

إرضاء الناس: يقضي بعض الناس كل حياتهم محاولين إرضاء الآخرين. فكِّر في الإبن الأكبر لرجل أعمال ناجح للغاية، والذي يشعر بأنه مُلزَم بتولِّي أعمال العائلة. قد لا تكون لديه الرغبة أو المهارات الطبيعية ليتبع خُطَى والده، لكنه يعيش حياة غير مُشبعة بدافع الشعور بالواجب والالتزام.

وبالمثل، يراقب العديد من المؤمنين باستمرار ما يفعله الآخرون للتأكد من أنهم هم أنفسهم يرقون إلى مستوى توقعاتهم. عندما اتُهم الرسول بولس بأنه يحاول إرضاء الناس، أوضح مدى تعارض هذه الحياة مع المؤمن، فكتب، “فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ.” (غلاطية 1: 10).

إرضاء الذات: لقد شاهدنا جميعًا رجال أعمال ناجحين للغاية أو نجوم رياضيين يدمّرون صحتهم وعائلاتهم أثناء محاولتهم تحقيق أهداف شخصية. لقد أصبحوا مهووسين بتحقيق توقعاتهم الخاصة أو تلبية احتياجاتهم الخاصة.

وبالمثل، يقع العديد من المؤمنين فريسة لخدمة إله الذات. حذَّر بولس في رومية 2: 8 من ذلك قائلًا: “وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ، وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ، فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ”.

يدعونا يسوع إلى طريقة أفضل قائلًا: “فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هذِهِ كُلِّهَا. لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ.” (متى 6: 31-33).

من السهل أن نقع في فخ الأداء، سواء كنا نؤدي للآخرين أو لأنفسنا. عندما نفعل هذا، فإننا في الواقع نحيا حياة العبيد، بدلاً من أن نحيا حياة الحرية الحقيقية في المسيح.

قارن بين الحياة التي تُعاش في فخ الأداء وبين حياة مجموعة أخرى من الناس تحاول إرضاء الله. هؤلاء يسألون أنفسهم باستمرار “ماذا يريدني الرب أن أفعل؟ ما هي مشيئة الله؟ هل ما أفعله اليوم يمجده أم يمجدني أنا؟ الذين يسعون لإرضاء الله يعيشون حياتهم بإتكال كامل عليه. إنهم يُخضِعون أنفسهم للمسيح يوميًا، عالمين أن وجودهم في علاقة مع الله القدير يحقق لهم شبعًا لا ينتهي، وأن الله قد قدم لهم بنفسه وسيلة قبولهم في دياره، أي يسوع المسيح.

هل وقعت في فخ الأداء، أم أنك تعيش حياة الحرية في المسيح؟

صلاة: أبي، ساعدني لكي أتذكر اليوم أنني يجب أن أسعى لإرضائك أنت، وليس لإرضاء الآخرين أو نفسي. ساعدني لكي أرضيك يا الله. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.