تجربة حُبّ السلطة
أغسطس 27, 2021
مقاومة الشيطان عبر التمسُّك بنعمة الله
أغسطس 29, 2021

التوقيت هو الأهمّ

‘‘وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ’’ (لوقا 4: 13).

يشكِّل انتظار التوقيت المثالي أحد الأساليب التي يعتمدها الشيطان لتجربتنا. ويذكر إنجيل لوقا 4: 13 أنَّ الشيطان لم يستسلم بعد أن هزمه يسوع، وبالتالي، هو لن يدعنا وشأننا عندما نغلبه.

ما هي الفرص المناسبة لهجمات الشيطان؟ بعد تحقيق انتصار كبير أو الحصول على بركة من يد الله. عندما ترك الشيطان يسوع في البرية، بدأ يدبِّر مكيدة جديدة ليجرِّبه. وعندما لم ينجح من خلال تحريف كلمة الله، حاول الاستعانة بالرسول بطرس (اقرأ إنجيل متى 16: 13-28).

فمباشرةً بعد اعتراف بطرس بأنَّ يسوع ‘‘هو المسيح ابن الله الحيّ’’ (متَّى 16: 16)، استغلّ الشيطان عدم قدرته على التمييز الروحي ليجرِّب يسوع من خلاله، فحثَّه على انتهار يسوع لأنَّه تحدَّث عن موته. فجاء جواب يسوع قاسيًا حين قال: ‘‘ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لِلهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ’’ (متى 16: 23).

وكان بطرس قد نال، قبل ذلك بقليل، بركة خاصَّة من عند الله الآب، حين أعلن له أنَّ يسوع هو المسيح، لكنَّنا نجده ينتهر المسيح مباشرةً بعد ذلك. لماذا؟ لأنَّنا سرعان ما نصبح أقلّ اتِّكالًا على الله فور حصولنا على بركة عظيمة من يده. وهكذا، امتلأ بطرس ثقة بنفسه لأنَّه أدرك أنَّ يسوع هو المسيح، فحاول الشيطان أن يستغلَّه ليجرِّب يسوع ويبعده عن الصليب.

ينتظر الشيطان اللحظة التي تسبق النجاح مباشرةً ليمنع أولاد الله من الحصول على بركاته. لذا، أتت تجارب البرية مباشرةً قبل لحظة الانتصار: ‘‘وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ إِلَى ٱلْجَلِيلِ… مُمَجَّدًا مِنَ ٱلْجَمِيعِ’’ (لوقا 4: 14-15). فعند الجهة المقابلة للبرية، كانت تنتظر يسوع معجزات شكَّلت نقطة تحوُّل في خدمته، مثل شفاء المرضى، وإقامة الموتى، وطرد الشياطين.

أراد الشيطان أن يبعد يسوع عن إحدى أعظم بركاته، وهي بركة الخدمة والإثبات أنَّه المسيح. وهو سيحاول استخدام الأسلوب نفسه معك ومعي، وسيحثُّنا على التنازل عن البركات الناتجة عن السلوك وفق كلمة الله. لذا، يجب أن نتسلَّح ب ‘‘خُوذَة ٱلْخَلَاصِ، وَسَيْف ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي هُوَ كَلِمَةُ ٱلله’’ (أفسس 6: 17).

صلاة: يا رب، عندما أنجح، ساعِدني ألَّا أنشغل ببهجة الانتصار فأتوانى عن توخي الحذر، وإنَّما اجعلني متيقظًا ومتواضعًا فأسبِّحك وأمجِّد اسمك لأجل بركة الانتصار. ساعدني أن أتمسَّك دائمًا بصليب المسيح بقلب شاكر. أصلِّي باسم يسوع. آمين.