الجياع والعطاش إلى البر

Pauvre en esprit
يناير 12, 2022
ادفع الشيطان إلى الهروب الدائم
يناير 15, 2022

الجياع والعطاش إلى البر

‘‘طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ’’ (متى 5: 6)

من المستبعد أن يعاني أهل الغرب حالة جوع وعطش تعرِّضهم لخطر الموت، لكن كان الأشخاص الذين استمعوا إلى عظة يسوع على الجبل قد اختبروا على الأرجح جوعًا شديدًا وعطشًا حقيقيًّا في مرحلة ما من حياتهم، ولا بدَّ أنَّهم ابتهجوا عندما قال يسوع ‘‘طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَٱلْعِطَاشِ إِلَى ٱلْبِرّ’’.

لكنَّ يسوع لم يقصد الجوع والعطش في الجسد، بل في الروح، ويختبرهما جميع الناس بدون أن يتمكَّنوا جميًعا من تحقيق الشبع الأبدي. فالإنسان الضالّ يلجأ إلى الأشياء الخاطئة آملًا أن يجد السعادة، ومنها الغنى، والمكانة المرموقة، والمتعة، والسلطة، وهو يشبه الابن الضال الذي راح يملأ بطنه بطعام الخنازير فيما كان والده مستعدًّا للترحيب به في منزله، وإقامة مأدبة على شرفه، ما إن يعترف باحتياجه ويرجع إلى أبيه.

عندما يحزن الفقراء بالروح باستمرار بسبب خطاياهم، ينمِّي الروح القدس فيهم روح الوداعة وهم في حالة خضوع لله وثقة به. وحين تزداد علاقتهم بالله عمقًا، يزداد جوعهم وعطشهم إلى البرّ، ويتوقون إلى أن يزيد الله فيما هم ينقصون. وليس هذا توقًا إلى البرّ بهدف التباهي، بل إنَّه رغبة داخليَّة نابعة من إدراك لعدم استحقاق المرء لنعمة الله، وهذا هو نوع التوق الذي يعد الله بإشباعه. وبموجب هذا الوعد، من المؤكَّد أن يشعر الجياع والعطاش إلى البرّ بالفرح لأنَّهم يشبعون.

صلاة: يا رب، سامحني لأنّي سعيت وراء أمور لا تعطي شبعًا حقيقيًّا. أنا أعلم أنَّك أنت وحدك قادر أن تملأني فرحًا وأهدافًا. أريد أن أدخل في العمق معك، وأن يزيد المسيح فيما أنا أنقص. ساعدني أن أجذب الضالين إليك من خلال التغيير الذي تصنعه في قلبي. أصلِّي باسم يسوع. آمين.