الصلوات المقتدرة
مايو 5, 2020
ممتلئ رهبةً
مايو 7, 2020

الصلاة تتطلب صبرًا

“وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ” (لوقا 18: 1).

قال يسوع ذات مرة مَثَل عن أرملة ظُلِمت، فكانت كل يوم تتوسل إلى القاضي لكي يحكم لصالحها ويحقق العدالة في قضيتها. لكن هذا القاضي، بحسب ما قاله يسوع، كان قاضيًا رهيبًا؛ كان لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا (لوقا 18: 2). لقد كان هذا القاضي معنيًا بشخص واحد فقط، وهو نفسه، وبما أن أرملة فقيرة لن تستطع فعل أي شيء له، فلم يهتم بأن يمنحها العدالة التي تستحقها.

اقرأ لوقا ١٨: ١- ٨. في النهاية، فعل القاضي الشيء الصحيح، ولكن ليس بسبب حدوث تغيير في قلبه، بل بسبب ازدياد مضايقة الأرملة المستمرة له حتى أصبحت مُمِلة، فقرر أن يحكم لصالحها. بلا توضيح، قد نستنتج أن الله يريدنا أن نُزعج الناس حتى نحصل على ما نريد، لكن يسوع أخبرنا بوجهة نظره قائلًا: “أفلا يُنصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارًا وليلًا؟” (18: 7). هذا المَثَل هو بمثابة درس: يدعونا يسوع أن نكثِّف صلواتنا، حتى وإن بدا الأمر وكأن الله لا يستجيب.

هناك أوقات لا يستجيب فيها الله صلواتنا. في الواقع، يخبرنا الكتاب المقدس أن هناك أربعة أسباب على الأقل تجعل الله لا يستجيب لصلواتنا؛ قد يكون السبب هو الشك وعدم الإيمان (يعقوب 1: 6-7(، أو بسبب دوافع خاطئة (يعقوب 4: 3)، أو بسبب خطية لم يُعترف بها (مزمور 66: 18)، ولكن في بعض الأحيان، يكون السبب هو أننا نستسلم سريعًا – ينفذ صبرنا وتضعُف عزيمتنا. وهذا هو ما يُسلِّط يسوع الضوء عليه في هذا المثل.

لاحظ أن قضية المرأة كانت عادلة، وهذا هو نوع الصلاة الذي يريد الله أن يستجيب له. ومع ذلك، فهو رب الكون، وهو يرى ما لا نستطيع أنا وأنت أن نراه، لهذا يجب أن نثق بأنه عندما يتأخر في استجابة صلاة أو عندما يبدو وكأنه لا يستجيب على الإطلاق، يكون لديه سبب وجيه لذلك. يعمل الله دائمًا بأهداف عظيمة في فكره، وهو رحيم وعادل، على عكس القاضي في هذا المثل.

قد لا نعرف سبب تأخُّر الله في الإستجابة، لكننا نعلم أنه يريدنا أن نذهب إليه بإهتماماتنا. إنه لا يقول “لقد تعبت من سماع هذا!” بل يطلب منا أن نستمر في الذهاب إليه، فهو يُريد أن يُصغي إلينا ويريد أن تجد قلوبنا راحتها فيه.

صلاة: ساعدني يا أبي لكي أثق بأنك تعمل دائمًا لخيري. زِد إيماني وامنحني السلام الذي يفوق كل عقل عندما آتي إليك بأحمالي في الصلاة. أصلي في اسم يسوع. آمين.