العيش في نور المسيح الروحي

لا أحد يعمل بمفرده
أغسطس 9, 2023
ما الذي يعيق استجابة صلواتك
أغسطس 11, 2023

العيش في نور المسيح الروحي

‘‘ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا قَائِلًا: «أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلَا يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ» (يوحنا 8: 12)

يعتقد البعض أنَّ العيش لأجل ذواتهم هو ما مكَّنهم من النجاح وأنَّ جهودهم وحدها هي مصدر إنجازاتهم. فهم حقَّقوا أهدافهم ووصلوا إلى قمَّة سلَّم النجاح، لكن ما الغاية من ذلك؟

أيًّا تكن الخطوات التي تتضمَّنها خطط حياتنا، سواء كنا أثرياء أو فقراء، سواء كنا مثقَّفين وجلنا حول العالم أو لم نتمكَّن من السفر يومًا، سواء لقيت آراؤنا احترامًا أو إهمالًا، فإنَّنا سنواجه جميعًا النهاية نفسها، وهي الموت. لكن ماذا بعد الموت؟ في ذلك اليوم، سيمثل كلُّ واحد منَّا أمام الرب ليقدِّم حسابًا عن أعماله. فيوم الدينونة آتٍ لا محالة، ولا مفرَّ منه البتَّة

وبالتالي، فإنَّ السؤال المطروح هو الآتي: كيف نتأكَّد من أنَّنا نسلك في نور المسيح الروحي؟ في الأصحاح الخامس من رسالة تسالونيكي الأولى، يتحدَّث الرسول بولس عن ثلاثة دلائل تبيِّن أنَّنا انتقلنا من الظلمة الروحيَّة إلى النور الروحي، وهي: الشخصيَّة المتجدِّدة، والسلوك المتغيِّر تغيُّرًا جذريًّا، والتعويض المضمون

يتمتَّع الأشخاص الذين يسلكون في نور المسيح الروحي بشخصيَّة متجدِّدة لأنَّ أسلوب حياتهم القديم قد مضى (2 كورنثوس 5: 17). والآن، عندما نرتكب خطيَّة، لا نقدر أن نرتاح ولا نستطيع أن ننساها ببساطة، بل إنَّنا نتوب أمام الرب فورًا ونرجع عن خطيَّتنا وننال غفرانه. لماذا؟ لأنَّنا نشبه شخصًا يرتدي لباسًا أبيض، وبالتالي، يمكن لأي بقعة، مهما كانت صغيرة، أن تظهر عليه بوضوح، فلا نرتاح إلَّا عند إزالتها بدم يسوع

وهكذا، يشبه كلُّ مَن يعيش في الظلمة الروحيَّة شخصًا يرتدي ملابس قذرة، فلا يمكن ملاحظة أيّ بقعة جديدة فيه لأنَّها لم تُحدث أي فرق

ولا يتمتَّع مَن ينتظر عودة الرب بشخصيَّة متجدِّدة فحسب، لكنَّ سلوكه يتغيَّر تغييرًا جذريًّا أيضًا. فلقد قال الرسول بولس إنَّ مَن تغيَّر تغيُّرًا جذريًّا يسلك بالإيمان لا بالعيان، ويصمد في وجه مكائد إبليس، ولا يسمح له بالدخول إلى حياته لبناء حصون فيها

أيضًا، لا يتمتَّع المؤمن السالك في نور المسيح الروحي بشخصيَّة متجدِّدة فحسب، ولا يتغيَّر سلوكه تغييرًا جذريًّا فحسب، لكنَّه يثق أيضًا بأنَّه سينال تعويضًا من الرب. هو يعلم أنَّ مصيره الأبدي مضمون، وأنَّ مكافأته أكيدة، وأنَّ تعويضه محسوم في المسيح. فمكافأتنا الأبدية مضمونة لأنَّنا قبلنا موت الرب يسوع المسيح وقيامته، وصدَّقنا أنَّه رجاءنا الوحيد للخلاص، ولأنَّ دم المسيح يسترنا، وبالتالي لا داعي للخوف

صلاة: يا رب، أشكرك لأنَّ حياتي الأبديَّة مضمونة في المسيح. ساعِدني أن أعيش في النور كلَّ يوم وأن أخلع عني رداء الخطيَّة وأن أحيا دائمًا لأجل مجدك. أصلِّي باسم يسوع. آمين