الله يدعونا إلى عدم المساومة

حارب الإحباط
مايو 27, 2020
التجديد والنهضة
مايو 29, 2020

الله يدعونا إلى عدم المساومة

“إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلًا عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ” (نحميا 6: 3).

بينما نحاول إعادة بناء الأسوار المنهدمة في حياتنا وعائلاتنا وثقافتنا، يجب ألا نقع في مخططات الشرير. لكي نظل أقوياء، هناك ثلاثة أشياء يجب أن نعرفها: يجب أن نعرف المهمة التي دعانا إليها الله حتى لا نضل. يجب أن نعرف ما هو حق حتى لا نرتعب في وجه الأكاذيب. وأخيرًا، يجب أن نعرف كلمة الله حتى نستطيع أن نميِّز الحق عندما يتحدث الناس بإسمه بالباطل.

اقرأ نحميا ٦. عندما كان نحميا على وشك الإنتهاء من عمله في إعادة بناء أسوار أورشليم، أزاد سنبلط وطوبيا وجشم عليه الضغوط، وأرسلوا رسائل أربع مرات إلى نحميا يطالبونه بالتوقف عن عمله ولقائهم في مكان يبعد حوالي عشرين ميلاً شمال أورشليم.

ربما كانوا بذلك يأملون في إبعاده عن المدينة لقتله، لكن نحميا لم يقع في شَرَكَهم. أجابهم نحميا قائلًا: ” إِنِّي أَنَا عَامِلٌ عَمَلًا عَظِيمًا فَلاَ أَقْدِرُ أَنْ أَنْزِلَ. لِمَاذَا يَبْطُلُ الْعَمَلُ بَيْنَمَا أَتْرُكُهُ وَأَنْزِلُ إِلَيْكُمَا؟” (نحميا 6: 3). لقد دعاه الله لإعادة بناء الأسوار حول أورشليم، وليس لمساومة أولئك الذين يسعون إلى إيذائه.

عندما رفض نحميا مغادرة المدينة، أرسل له أعداؤه رسولاً برسالة. ادَّعت الرسالة أن نحميا كان يعيد بناء أسوار المدينة لأنه كان يخطط للتمرد على ملك بلاد فارس وأخذْ العرش لنفسه. فهم نحميا تمامًا أنه إذا عَلِم الملك بتلك القصة، فقد يعني ذلك نهاية حياته، وربما أيضًا نهاية مدينة أورشليم.

كان بإمكان نحميا أن يقرر مقابلة أعدائه والتوصل إلى اتفاق، لكنه كان يعلم إنها اتهامات باطلة. استند نحميا على هذه الحقيقة ورفض المساومة.

في محاولة ثالثة لإنهاء حياته، حاول أعداء نحميا خداعه ليلتجأ إلى قدس الهيكل، وهو عمل ضد قانون الله، وعقابه الموت (إقرأ سفر العدد 1: 51). ولكن مرة أخرى، عرف نحميا كلمة الله ورفض المساومة.

هل هناك جوانب من حياتك تميل فيها إلى المساومة، حتى ولو بطرق تبدو صغيرة؟ تذكَّر دعوتك، وتذكر الحق، وانغمس في كلمة الله حتى تفقد أكاذيب العدو قوتها. إذا كنت تسير في طاعة الرب، فإن الله يدعوك إلى الوقوف بفخر وثبات وألا تساوم أبدًا، والرب بجابنك.

صلاة: أيها الآب السماوي، أعطني الشجاعة والتركيز حتى لا أتردد في إتمام المهمة التي أوكلتها لي. أشكرك لأنه بالرغم من الإغراءات والتجارب أنت معي وستساعدني. أصلي في اسم يسوع. آمين.