المسيحية ليست “إيمان أعمى”
يونيو 4, 2020
اركض في السباق
يونيو 7, 2020

المسيحية عقلانية

“عَظِيمَةٌ هِيَ أَعْمَالُ الرَّبِّ. مَطْلُوبَةٌ لِكُلِّ الْمَسْرُورِينَ بِهَا” (مزمور 111: 2).

كثير من المسيحيين وغير المسيحيين يفشلون في فهم الدور المهم للحق المُثبت والموضوعي في الحياة المسيحية. لديهم مفهوم خاطيء بأن الإيمان هو التصديق بدون أي دليل، بل والتصديق المتعارض مع البرهان. ويعتقد الكثيرون منهم أن العلم والمسيحية هما مملكتان متعارضتان للفكر.

حاول عالم الحفريات الراحل “ستيفن جاي جولد” Stephen Jay Gould حل الصراع بين أهل العلم وأهل الإيمان بقوله أن الدين والعلم هما “مدرستان ليس بينهما أي تداخُل”. والمدرسة هي عالم السلطة أو التعليم. كان “جولد” يقول أنه يجب على الكنيسة التمسك بقضايا الإيمان وترك العلم للعلماء، وأنه يجب على العلماء التمسك بالعلم وعدم الإنخراط في أمور الله والروح والأخلاق والدين. لقد كان دكتور “جولد” حسِن النية، ولكن من غير الممكن أن تفصل الواقع إلى عالمين غير متداخلين من الحق، أحدهما حقيقي وواقعي، والآخر روحي وأخلاقي بَحت.

كل الواقع واحد، وكله مخلوق بواسطة الله. لا يوجد شيء تحت سُلطة العلم ليس تحت سُلطة الله الخالق. عالمنا هو عالم عقلاني، وإيماننا هو إيمان عقلاني، وإلهنا إله عقلاني، وعلينا أن نقترب من الواقع الروحي بنفس الذكاء الإستنتاجي الذي نستخدمه في مُختبر العلوم.

يخبرنا الله، الذي خلق الذهن البشري، أننا يجب أن نستخدم قدرتنا على التفكير، وأيضًا أرواحنا وعواطفنا، في تفاعلنا معه (إقرأ إشعياء 1: 18). ويخبرنا الرسول بطرس أنه عندما نشارك إيماننا مع الآخرين، يجب أن نكون مستعدين دائمًا لدعم معتقداتنا بالمنطق السليم والبرهان القوي (إقرأ 1بطرس 3: 15). إن حق كلمة الله يمكن الدفاع عنه بالمنطق. الكتاب المقدس ليس وثيقة لاعقلانية، فكلمة الله تبدو من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا، تبدو كلمة الله منطقية.

صلاة: يا رب، أنت وحدك صاحب السيادة على كل الخليقة. أنت مصدر الحق. أشكرك لأن إيماننا متأصل فيك أنت، خالق النظام والجمال الذي لا مثيل لك. أصلي في اسم يسوع. آمين.