معونة الروح
مايو 24, 2021
من هو هذا ملك المجد؟
مايو 30, 2021

النصرة على العمالقة

“وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ” (1كورنثوس 15: 57).

عندما كان داود غلامًا، قتل عملاقًا اسمه جُليات. يستمتع الناس بتحقيق انتصارات مثل انتصار داود، ويحبون معرفة أن الأمر لا يتعلَّق بمن هو الأكبر، أو الأكثر مكرًا، أو الأفضل تسليحًا، وذلك لأننا جميعًا نواجه عمالقة في حياتنا.

اقرأ مزمور ٨. العمالقة الذين أتحدث عنهم ليسوا عمالقة التسعة أقدام ونصف، بل أتحدث عن عمالقة الخوف والقلق والإحباط والكآبة. في بعض الأحيان يتخذ العمالقة شكل الإدمان أو القلق أو الحسد أو المرارة أو الغضب، ولكن مهما كان الأمر، فإن هؤلاء العمالقة لديهم هدف واحد في أذهانهم، وهو جعل أولاد الله غير فَعَّالين. إذن السؤال هو: كيف نهزم هؤلاء العمالقة؟

في ثقافتنا، غالبًا ما نحاول أن نفهم أنفسنا والمشكلات التي نواجهها دون فهم الله وقصده من الحياة. تُكرِز العديد من الكنائس برسائل تُشجِّع الناس على حل مشاكلهم بأنفسهم، فيُقدِّمون مبادئ وطرق وصِيَغْ لحل مشاكل المستمعين، لكن هذا هو جوهر المشكلة؛ فهم يستبعدون الله وهو الوحيد القادر على حل مشاكلهم.

بعد انتصاره العظيم على جُليات، وبوحي من الروح القدس، صاغَ داود مزمور 8 كأنشودة للنصر، تبدأ بإقرار عظمة الله الفائقة: “أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!” (عدد 1).

عرف داود من هو الله، لهذا استطاع أن يقف بمقلاعه وبضع حجارة صغيرة أمام رجل كالجبل ويقول: “آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ” (1صموئيل 17: 45). لقد عرف داود أن هناك قوة في اسم الرب. تعلِّمنا قصة داود أنه عندما نكون في مأزق، يجب أن ندعو باسم إله السماء ونثق به.

لقد بذل يسوع حياته من أجلنا لكي يُهزم عملاق الخطية وعملاق الموت في حياتنا مرة واحدة وإلى الأبد، فكم بالحري يمكننا أن نثق في أنه سيمنحنا النصر على هجمات الشيطان اليومية؟ مهما كان جُليات الذي تواجهه اليوم، مجِّد إلهك الذي هو أكبر وأقوى وأكثر حكمة من أي عملاق في حياتك، واعلن كما أعلَنَ داود “أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ!”

صلاة: أشكرك يا رب على انتصاري في المسيح. ساعدني لأعيش كبَطَلُك بثقة غير متزعزعة فيك وأُعلِن صلاحك للعالم. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.