طوبى للحزانى
يناير 11, 2022
Pauvre en esprit
يناير 12, 2022

الودعاء

‘‘طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْض’’ (متى 5: 5)

نرى في مجتمعنا أنَّ الأثرياء والمناضلون هم الذين ينالون مرادهم، ومنهم المدراء التنفيذيون الذين يأبون أن يتم رفض طلباتهم، والمؤثِّرون على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتمتَّعون بالعلاقات الصحيحة، فتلقى مواقفهم الأنانيَّة إشادةً وتقديرًا ومديحًا في مجتمعنا الذي يقول: ‘‘هذه هي الطريقة المناسبة للتقدُّم وتحقيق السعادة. استخدِم القوة لنيل مرادك في الحياة’’. لكن يسوع قال إنَّ الودعاء هم مَن يرثون الأرض.

ربَّما أنت تعتقد أنَّ الوديع هو الإنسان الهادئ والمتحفِّظ والسهل المنال، لكنَّ الكتاب المقدَّس يؤكِّد أن الوداعة ليست ضعفًا، وأنَّها غير محصورة بالأشخاص الذين يتمتَّعون بشخصيَّة معينة، بل يُشير إلى أنّ الوديع هو مَن يتمتَّع بقوَّة تحت السيطرة، وهو خاضع تمامًا لروح الله لدرجة أنَّه يختار الموت عن ذاته ولا ينتقم لنفسه عندما يتعرَّض للإساءة. وأعظم مثال على الوداعة هو الرب يسوع المسيح، فالقوَّة التي احتاجها للاستسلام للجنود الذين جاءوا للقبض عليه في بستان جثسيماني تفوق القوَّة التي احتاجها بطرس ليستلّ سيفه من غمده ويضرب عبد رئيس الكهنة ويقطع أذنه (يوحنا 8: 1-14).

ويعيش الوديع سعيدًا لأنَّه يثق بخلاص الرب وعدله، وهو ينتظر الرب بصبر لأنَّه قال: ‘‘لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي’’. فالوديع القلب يعلم أنَّ لا داعي للنضال وبذل مجهود لعيش ما يُعرف ب ‘‘الحياة السعيدة’’، فهو يتمتَّع بالسعادة الحقيقيَّة لأنَّ يسوع ساكن في قلبه.

صلاة: أبي السماوي، أنا أتوق إلى أن أصبح وديعًا عبر الاقتداء بمخلِّصي. هَبني أن أكون متواضع القلب لكي أستخدم قوَّتي لخير الآخرين قبل نفسي. أنا أثق بعدلك وأعلم أنَّني سأنال مكافأتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين.