اهدِم الحواجز
مارس 11, 2022
تغييرُنا
مارس 14, 2022

اُترُك كل شيء

“بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ” (فيلبي 3: 8).

منذ أيام بابل والإنسان يحاول الوصول إلى السماء بقوته، فالجميع يريد أن يتحكَّم في مصيره، لكن الطريق إلى الخلاص هو العكس تمامًا، إذ ينبغي علينا أن نتخلَّى عن كل سيطرة ونترك القيادة ليسوع.

اقرأ متى 19: 16-30. نرى في هذا المقطع الشاب الغني يسأل يسوع “أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لِتَكُونَ لِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ؟” (متى 19: 16)، فيبدأ يسوع في سَرد الوصايا، فيجيبه الشاب قائلًا: “هذِهِ كُلُّهَا حَفِظْتُهَا مُنْذُ حَدَاثَتِي. فَمَاذَا يُعْوِزُني بَعْدُ؟” (متى 19:20).

على الرغم من أنه كان يتمتَّع بالسلطة والمال والنجاح، كان هذا الشاب الغني لا يزال يرغب في المزيد، فأوضح له يسوع أن الأبدية ليست مجرد مقياس آخر للنجاح يتم إضافته إلى سيرته الذاتية، لأنه إذا كان يريد حقًا أن يختبر الأبدية، فعليه في الواقع أن يكون مستعدًا لترك كل ما اجتهد للحصول عليه.

كان يسوع يشير إلى أن هذا الشاب كان يؤيد الناموس ظاهريًا، فهو لم يتضع ولم يُخضِع كل شيء لله. لقد كان فخره في غناه وثرواته الأرضية التي تمنعه من الحصول على الثروات الروحية الحقيقية.

ما الذي لا ترغب في تركه من أجل المسيح؟ هل هناك ما يمنعك من الطاعة الكاملة له؟ وهل هناك ما يمنعك من أن تتَّضع في توبة لله وتقبل غفرانه وهِبَة الحياة الأبدية؟ قد لا تكون الثروة هي العائق، ولكننا نعرف في أعماقنا ما هو معبودنا الذي نتمسك به بشدة ولن يفلَت من قَبضتنا ما لم نُسلِّمه للمسيح بإرادتنا.

عندما علم الشاب أن عليه أن يترك كل شيء ليتبَع يسوع، مضى حزينًا لأنه لم يكن مُستعدًا للتخلِّي عن كنوزه الأخرى. لا يسعنا إلا أن نأمل أن يكون قد غيَّر رأيه في النهاية.

الخبر السار هو أن أبينا السماوي هو مثالنا؛ فقد تَخَلَّى عن أغلى شيء لديه: ابنه. كذلك وضع يسوع نفسه، وكان بإمكانه أن يعيش حياة قوة غير محدودة على الأرض، لكنه اختار الموت على الصليب حتى نتمكن من معرفته.

صلاة: ساعدني يا رب لكي أفهم قيمة الحياة غير المحدودة في المسيح حتى لا أتمسَّك بمعبودات أقل قيمة. أُصَلِّي في اسم يسوع، آمين.