انشقاق الحجاب، زلزلة الأرض، وتفتُّح القبور
أبريل 19, 2022
لا تخنق الكلمة
أبريل 21, 2022

تبديد سبب حزننا

‘‘وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَنَا إِلَى ٱلْقَبْرِ، فَوَجَدُوا هَكَذَا كَمَا قَالَتْ أَيْضًا ٱلنِّسَاءُ، وَأَمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ’’ (لوقا 24: 24)

اقرأ إنجيل لوقا 24: 22-24. عندما يكتنفك الحزن، يبدو لك وكأن العالم كلَّه يتوقَّف، فيصعب عليك الأكل والنوم، وأحيانًا كثيرة تفقد الرغبة في القيام بأي أمر.

يعرف تلميذا عمواس هذا الشعور، لأنَّهما خسرا كلَّ شيء لدى موت يسوع يوم الجمعة العظيمة، فغرقا في حزنهما ولم يستطيعا السفر للعودة إلى الديار لأنَّه كان يوم السبت، فمكثا في البلدة حزينين على خسارتهما الكبيرة مع سائر التلاميذ، وغرقا أكثر فأكثر في اليأس.

وصباح يوم الأحد، سمعا أنَّ القبر وُجد فارغًا وأنَّ جسد يسوع اختفى، فانطلقا في رحلة الستين غلوة للعودة إلى قريتهما، ثمَّ اقترب إليهما يسوع ومشى معهما فلم يعرفاه في البداية لكنَّه أراد أن يبدِّد سبب يأسهما.

كم من مرَّة وضعت رجاءك في حلم ورأيته يتحطَّم أمام عينيك؟ أيًّا يكن سبب إحباطك، أحمل إليك خبرًا سارًّا، وهو وعد مدعوم من كلمة الله ومثبَّت بشهادات الملايين حول العالم: يسوع المقام من الأموات سيبدِّد سبب يأسك.

لم يدرك التلميذان على طريق عمواس أنَّ الصليب الذي حطَّم أحلامهما هو أداة لفدائهما، ولم يعلما أنَّ موت يسوع سيمهِّد الطريق أمام قوَّة القيامة وأنَّ الصليب القديم والخشن هو أداة الله لضمان الحياة الأبديَّة لكلّ مَن يؤمن. هما لم يدركا أنَّ القبر الذي حمل يسوع لثلاثة أيَّام هو المدفن الدائم للخطيَّة والذنب والألم والموت لكلّ مَن يقبله مخلِّصًا.

نظر التلميذان إلى ظروفهما من منظورهما المحدود، لكن عندما اقترب إليهما يسوع فتح أعينهما لرؤية الأمور من منظور سماوي. فهما رأيا الصليب على أنَّه طريق مسدود لكنَّه كان خطوة ضروريَّة على درب الفداء. لم يكن موت يسوع خسارة بل انتصارًا، ولم يكن نهاية بل بداية، ولم يكن نكسة بل أكبر اختراق عرفه العالم. على ضوء هذا الحقَّ، تتبدَّد غيوم الإحباط، فهي لا تستطيع الصمود أمام هذا الرجاء العظيم.

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل الرجاء الذي لا يخيِّب أملي. أنا أعلم أنَّك تعمل بالنيابة عني لأنَّك تحبُّني. أريد إكرامك من خلال العيش بفرح حتَّى في أحلك الأيَام مثبِّتًا نظري على المسيح. أصلي باسم يسوع. آمين.