اركض في السباق لتفوز
مايو 10, 2023
تحبّ الله من كلِّ فكرك
مايو 12, 2023

تحبّ الله من كل كيانك

‘‘لَكِنْ عِنْدِي عَلَيْكَ: أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ ٱلْأُولى’’ (رؤيا 2: 4).

اقرأ رؤيا 2: 1-7

لا تتعلَّق المأساة الكبرى في حياة المؤمن بالاضطهاد، أو التألُّم، أو بخسارة الأشياء المادية، أو بانهدام العلاقات، بل بالملل.

قد يبدو هذا الكلام غريبًا للوهلة الأولى، فنحن اعتدنا على الملل في مجالات أخرى في الحياة، كما عندما نعلق في زحمة السير بانتظار تقدُّم السيارة الواقفة أمامنا، وعندما نقلِّب مئات المحطَّات التلفزيونية علَّنا نجد برنامجًا نشاهده لتمضية الوقت، وعندما نراقب هواتفنا بانتظار تلقِّي اتصال من مصلحة السير. عندئذٍ، نفهم المعنى الحقيقي للملل.

لكنَّ الملل الذي أتحدَّث عنه هو أكثر مكرًا. من المؤسف أن كثيرين بيننا يشعرون بالملل مع يسوع، فنحن خسرنا محبَّتنا الأولى ولم نعد نحرز أيَّ تقدُّم في علاقتنا بالمسيح.

في الحياة المسيحيَّة، يمكنكم إمَّا أن تتقدَّموا أو أن تتراجعوا لكنَّكم لا تبقون في مكانكم، لذا من الضروري أن نتعلَّم كيفيَّة التقدُّم والنمو في محبَّتنا للمسيح.

ربَّما أنت تخدم في الكنيسة أو تساعد الآخرين أو تقود مجموعة صغيرة. ربما أنت تصنع الصواب، لكنَّ لا شيء من هذا يهمّ إذا باتت محبَّتك ليسوع باردة وأصبح سلوكك معه في حالة من الركود.

يخلط كثيرون منَّا بين الانشغال بعمل الرب وبناء علاقة به، لكن لا علاقة للخدمة بمحبَّة يسوع.

أنا واثق أنَّ الله يهتمّ لمحبَّتنا له أكثر ممَّا لخدمتنا له، فعندما نحبُّه سوف نتمِّم وصاياه في جميع الأحوال، فالطاعة هي نتاج محبَّتنا لأنَّ المحبَّة الحقيقيَّة ليسوع تقترن دومًا بحياة خاضعة له.

 يبدأ النمو في محبَّة يسوع بالتوق إلى معرفته واختباره ومحبَّته أكثر من أي شيء آخر في الحياة.

ولا تأتي هذه الثقة دفعة واحدة، بل بصورة تدريجيَّة بينما نثق بالله ونتبعه، فلقد جاء في الكتاب المقدس، ‘‘ذُوقُوا وَٱنْظُرُوا مَا أَطْيَبَ ٱلرَّبَّ!’’ (مزمور 34: 8). عندما نذوق أطايب الرب، سنرغب في المزيد، وسرعان ما سنتوق إلى معرفة يسوع أكثر فأكثر، ولن يضاهيه شيء بالنسبة إلينا.

صلاة: يا يسوع، علِّمني أن أتوق إليك أكثر بينما أثق بك وأتبعك كلَّ يوم. ساعدني أن أرى محبَّتك لي لكي أقترب إليك أكثر فأكثر. أصلِّي باسم يسوع. آمين.