اِلتمسْ رضا الله وحده
مارس 23, 2021
لا تدع أخطاءك تُعطِّلك
مارس 25, 2021

تحكَّم في غضبك

“وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا” (العدد 20: 11)

اقرأ سفر العدد ٢٠: ١- ١٣.

قال الله عن موسى أنه ” كَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ” (سفر العدد 12: 3)، ولكن انفعالاته كانت عنيفة. لم يستطع موسى أن يتغلَّب على ميله إلى الهياج والغضب، وفي النهاية، لم يحصل على المكافأة: قيادة بني اسرائيل إلى أرض الموعد.

ليس موسى الشخص الوحيد الذي كان في صراع مع الغضب؛ فنحن نرى كل يوم في مجتمعنا عواقب الغضب غير المُسيطر عليه. لقد أدى التعامل الخاطئ مع االغضب إلى مقتل عدد لا يحصى من الأشخاص، وتدمير منازل وأعمال وصداقات، كما أعاق الكثير من البركات واستجابات الصلاة. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي عدم التعبير عن الغضب إلى الاكتئاب.

بينما يُعد الغضب انفعالًا طبيعيًا ومشروعًا، فقد دُعِي المؤمنون لأن “يَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ” (أفسس 4: 24). السؤال ليس ما إذا كنا سنغضب أم لا، لكن السؤال هو ماذا ينبغي أن نفعل بغضبنا؟ كيف نُعبِّر عن غضبنا ولا نُخطئ (أفسس 4: 26)؟ الإجابة هي أن يكون غضبنا بنَّاءً وليس مُدمّرًا، وأن نكون بركة لا حجر عثرة، ونجلب الفرح لا الحزن للآخرين.

لن نستطيع أن ننتصر على غضبنا بين عشية وضحاها؛ فقد يستغرق تدريب الله لنا في هذا الأمر مدى الحياة. لذلك، دعونا نثابر عالمين أن الله قد أعطانا كل ما نحتاجه لعيش حياة التقوى في المسيح يسوع، لأننا أصبحنا بدمه خليقة جديدة.

صلاة: سامحني يَا رَبُّ لأني كثيرًا ما أُسيء التعامل مع غضبي. أرني ماذا ينبغي أن أفعل بغضبي عندما يهيج بداخلي، وساعدني لكي أوجهه في أوجه بنَّاءة لا مُدَمِّرة. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.