تحوُّل يحدثه المسيح

وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا (1تسالونيكي 5: 23-24)

صلَّى بولس من أجل أهل تسالونيكي، بل ومن أجل كل المؤمنين بمن فيهم أنا وأنت، لكي ننقص كل يوم حتى يزيد المسيح فينا كل يوم، فالله لا يقبَل بالتقديس الجزئي، فقد كتب بولس أن الله يريدنا أن نتقدَّس “بالتَّمام” (1تسالونيكي 5: 23). المسيح الذي يحيا بداخلنا يجب أن يسيطر بالكامل على كل جزء في حياتنا، ويجب علينا أن نصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها أن نقول بكل صدق “لم يتم حَجْب شِبْر واحد من حياتي عن سيطرة الرب، فأنا خاضع له بالكامل”

هذا ما قصده بولس عندما قال “مُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ” (2كورنثوس 10: 5). لا يمكن أن يبدأ التقديس من الخارج، بل يجب أن يبدأ بداخلنا، في أفكارنا، ثم ينعكس خارجيًا على أفعالنا، فالتقديس هو عمل داخلي يبدأ في أعماق النفس والروح، ثم ينتقل إلى الجسد

روحَك هي الجزء الأكثر تميُّزًا وتفرُّدًا فيك، وهي بُعدَك الذي تتصل من خلاله بالروح القدس عندما تأتي إلى المسيح، لذا، عندما يسكُن الروح القدس بداخل روحك، سيستجيب جسدك بالطاعة

اعتقد الإغريق القدماء أن الجسد شرير والروح صالحة، لذا فقد تركوا أجسادهم تمارس كل أنواع الفجور، وكانوا يرون أنه طالما أن أفكارهم سامية، فيمكنهم فعل كل ما أرادوا بأجسادهم، لكن هذه الطريقة في التفكير هي طريقة جزئية وغير كتابية تمامًا

يُقدِّم الكتاب المقدس نظرة متكاملة لإنسانيتنا. نعم هناك بُعد روحي، وبُعد نفسي، وبُعد مادي لكياننا، لكننا لا نفصل هذه الأجزاء المختلفة الخاصة بنا، ولا نتجاهل بُعدًا واحدًا منها باعتباره أقل أهمية من أي بُعد آخر. تُعلِّمنا كلمة الله أن أفكارنا تُنتِج أفعال وأن جسدنا لا يقل أهمية عن نفسنا وروحنا. في الواقع، يخبرنا الكتاب المقدس أن الجسد هو هيكل الروح القدس

كيف نتقدَّس “بالتمام”؟ هل هي مسألة جُهد بشري؟ أو قوة إرادة؟ أو محاولة جاهدة لنكون صالحين؟ لا، فالبر يأتي فقط من الله، كما يقول بولس في 1تسالونيكي 5: 24 “أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا”، فإن مُهمَّتنا هي أن نحيا في إتكال كامل على الله

صلاة: ساعدني يا رب لكي أنقُص حتى يزيد المسيح فيَّ. أشكرك لأنك لا تزال تعمل في حياتي لتُقدِّسَني وتُكرسني لمجدك. ساعدني لكي أخضع لك بالكامل – بالنفس والروح والجسد. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين