اسعوا وراء الاستقرار المعطى من الله
مارس 18, 2023
تغيير بطرس
مارس 21, 2023

جدُّوا في العمل

‘‘إِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهَذَا: «أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلَا يَأْكُلْ أَيْضًا». (2 تسالونيكي 3: 10)

اقرأوا 2 تسالونيكي 3: 6-18

يجب أن تتَّسم حياة تلميذ يسوع بالرأفة والسخاء، لكنْ في بعض الأحيان، يتجاوز عمل الخير الحدود المعقولة، لذا، كتب الرسول بولس إلى مؤمني تسالونيكي موصيًا إيَّاهم بعدم مراعاة مَن يقدرون أن يعملوا لكنَّهم يرفضون بذلك، حتَّى إنَّه حذَّرنا قائلًا، ‘‘لا تخالطوهم’’ (عدد 14)
لطالما أخطأ أناس باعتقادهم أنَّ العمل هو إحدى نتائج سقوط الإنسان، فالكتاب المقدَّس يوضح أنَّ الإنسان كان يعمل في جنَّة عدن قبل السقوط (تكوين 2: 15)، وكان عمله مشرِّفًا ومفيدًا وممتعًا، لكن بعد أن وقع آدم وحواء في الخطيَّة، أصبح العمل مهمَّة شاقّة وتحوَّل إلى عبء أحيانًا، أمَّا الحقيقة الثابتة فهي أن العمل بركة من عند الله، وطوال السنوات اللاحقة، لم يتغيَّر جوهر العمل وهدفه إطلاقًا. فالله خلقنا لكي نعمل، وهذا جزء من دعوته لنا نحن شعبه المخلوق على صورته

جاء في رسالة كولوسي 3: 23-24، ‘‘وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ ٱلرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ ٱلْمِيرَاث’’. سواء كنت من الأهالي الملازمين بيوتهم، أو كنت الرئيس التنفيذي لمجلة تصنيف الشركات الكبرى في العالم، أو كنت متقاعدًا، فأنت في النهاية تعمل من أجل الله الذي يرى كلَّ ما تفعله. عندما تفهم هذه الحقيقية، ستسلك بنزاهة وأمانة مطلقتين. فالله عالم بكلّ شيء، وهو وحده قادر أن يجازيك

أسوأ ما يمكنك فعله أحيانًا لشخص ما هو أن تغمره برأفتك وتسدِّد احتياجاته كافة، وتحلّ مشاكله كلَّها، لأنَّك بذلك تشجِّعه بدون قصد على اللجوء إلى البشر لتلبية احتياجاته بدلًا من الاتكال على الله، ولا يعني هذا عدم وجود أشخاص لديهم احتياجات حقيقية، بل نحن جميعًا مدعوون للعطاء بسخاء للعاجزين عن إعالة أنفسهم، ولفعل ذلك باسم يسوع

بينما نقترب من نهاية الأزمنة، سيعمّ خوف رهيب العالم، وسيلجأ كثيرون إلى حكوماتهم للاعتناء بهم وسيصبح مؤمنون كثر كسالى وغير مبالين. أيُّها الإخوة والأخوات، الله يراقبنا دومًا، وهو من يجازينا، فلا تستسلموا، ولا تلجأوا إلى أي أحد سواه ليعولكم. تذكروا أنَّ يسوع المسيح هو مكافأتكم العظيمة، وأنَّه آتٍ سريعًا!

صلاة: أبي السماوي، امنحني الحكمة لأعرف متى يجب أن أعامل الآخرين برأفة ومتى يجب أن أحذِّرهم بحزم لكي أقودهم إليك، فيدركوا أنَّك أنت وحدك مَن يسدِّد احتياجاتهم، ويكافئهم ويعطيهم الأمان. ساعدني أيضًا أن أخدمك بابتهاج وحزم واستقامة وأن أتذكَّر كلَّ ما صنعته من أجلي. أصلي باسم يسوع. آمين